fbpx

صنعاء تبكي صالح الذي أذل اليمنيين حياً وقهرهم ميتاً

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

تتشح العاصمة اليمنية صنعاء، وكل المحافظات الخاضعة لسيطرة الميليشيات الحوثية بالسواد، ويعمّ الحزن أرجاء اليمن لمقتل الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح. لا يقتصر الحزن على أتباعه ومحبيه فحسب، ولكنه يمتد إلى معارضيه أيضاً. فالرجل الذي انحاز إلى صف الميليشيات في سبتمبر/أيلول ٢٠١٤، تحت ضغط الرغبة الجامحة للانتقام من معارضيه، الذين انخرطوا في ثورة ١٢ فبراير/شباط ٢٠١١، ضد نظام حكمه، عاد وارتد عنها قبل أيام فقط على مقتله بأيديها.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

تتشح العاصمة اليمنية صنعاء، وكل المحافظات الخاضعة لسيطرة الميليشيات الحوثية بالسواد، ويعمّ الحزن أرجاء اليمن لمقتل الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح. لا يقتصر الحزن على أتباعه ومحبيه فحسب، ولكنه يمتد إلى معارضيه أيضاً.
فالرجل الذي انحاز إلى صف الميليشيات في سبتمبر/أيلول ٢٠١٤، تحت ضغط الرغبة الجامحة للانتقام من معارضيه، الذين انخرطوا في ثورة ١٢ فبراير/شباط ٢٠١١، ضد نظام حكمه، عاد وارتد عنها قبل أيام فقط على مقتله بأيديها.
أعلن الرئيس السابق علي صالح، الانتفاضة ضد الميليشيات، وفتح صفحة جديدة مع الشعب، ومعارضيه ودول التحالف العربي، الداعمة للشرعية اليمنية، ليفتح بذلك باباً واسعاً للخلاص من حكم الميليشيات التي دمرت اليمن، وجلبت له كل مصائب الكون.
استعاد صالح وهجه في لحظة فارقة من التاريخ اليمني، ليمثل الخلاص، بيد أن هذه الصحوة المتأخرة جداً والتي كلفته حياته، جاءت وهو في أضعف حالاته، وبعد أن فقد السيطرة على كل أوراقه، التي أجاد اللعب بها طوال سنوات حكمه، وبعد أن سلم للميليشيات الحوثية كل مقدرات الدولة المدنية والعسكرية.
خلال ثلاثة أيام فقط، تحوّل صالح من انقلابي في نظر التحالف العربي إلى حليف، ومن “مخلوع” في إعلام التحالف إلى رئيس سابق، ومن عدو للشرعية اليمنية والقوى السياسية الداعمة لها، وفي مقدمتها حزب التجمع اليمني للإصلاح، إلى رفيق سلاح في وجه الميليشيات. ثلاثة أيام فقط جعلته رمزاً لكل اليمنيين على الأقل في المحافظات التي ما تزال تحت سيطرة الميليشيات.
الأستاذ الجامعي “م . ع”، قال لـ”درج” “أشعر بالحزن والأسى لمقتل الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، وإن لم أكن من محبيه، فبمقتله انتهت الدولة المدنية، وسقطت الجمهورية، وضاعت القبيلة والمجتمع المدني في آن واحد، وبمقتل صالح ورحيله يبدأ مشروع كهنوتي أشعر أنه سيجثم على صدورنا لعقود، وأضاف: “الرئيس صالح أذلنا في حياته وقهرنا بمقتله”.
ويصف الصحافي اليمني عمر، تطورات الوضع في صنعاء خلال الثلاثة الأيام الماضية قائلاً، “شهدت صنعاء أياماً متقلبة وسريعة وعنيفة، ومع بداية دعوة الرئيس السابق للانتفاضة ضد الميليشيات الحوثية، خرج الناس فرحين وكأنهم يعيشون أجمل أيام حياتهم، يشدوهم الأمل بانتهاء عصر الميليشيات الحوثية، ومعها تنتهي الحرب التي جلبتها لليمن والمنطقة”.
وأضاف عمر، “عاش الناس يومين من السعادة والنشوة التي جلبتها لهم أخبار طرد الحوثيين، ولكن مع صبيحة يوم الإثنين تحولت تلك اللحظات إلى حزن لا يخفى على وجوه الناس في الشارع وأينما صادفتهم. الناس في حالة من الذهول وعدم التصديق لهذه الأخبار الدراماتيكية المتسارعة”.
وأضاف، “لقد دفع موت صالح أحدهم إلى القول، بأن صالح خدع اليمنيين حتى آخر حياته… وفي اللحظة الوحيدة التي أردناه حياً خذلنا ومات. لقد كان اليمنيون يستبشرون بزعيمهم الذي ظل طوال ٤٠ عاماً ماثلاً أمامهم في قيادة اليمن، وحتى بعد أن استقال ظل في المشهد يلعب برؤس الثعابين”.
واعتقد عمر، أن “مبعث الحزن العميق الذي يمتد بطول خارطة اليمن، هو الخوف من القادم الذي سيكون مظلماً، في ظل حكم الميليشيات، فيما لو تمكنت من القضاء على كل خصومها، وبسط سيطرتها ونفوذها على كل أرجاء اليمن”.
وعبر أحمد صالح عن حزنه العميق بمقتل صالح ويقول، “لسنا سوى وجع يمتد عبر الوطن المكلوم، وطن لم تكتمل فرحته بالتحرر والإنعتاق من براثن عصابة الشر والكهنوت. وئد الحلم وخبئ الضوء وانطفئ الأمل الأخير”.  وتابع قائلاً، “منازل صنعاء حزينة مكسورة، وليلها موحش، والبكاء يتعالى في كل منزل، إنه عزاء في كل منزل، ودمعة في كل مقلة، وطعنة إضافية في خاصرة اليمن”.
واعتبر أحمد، أن “جل من يبكون صالح هم بسطاء الناس، المكسورين من أبناء الشعب الذين فقدوا رواتبهم وحياتهم وأمنهم، تحت عجلات مسيرة الموت التي لم تبقي ولم تذر، المسيرة الكهنوتية التي زرعت الموت أينما اتجهت، وملأت حياة اليمنيين قتلا وحزنا. اغتالت وأعدمت واختطفت وفجرت المنازل، ودمرت النفوس والأخلاق”.
مظاهر الحزن على رحيل صالح تبدو واضحة في صنعاء، حيث تداول ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي، العديد من الصور ومقاطع الفيديو، التي تعكس الحزن العميق لفئة واسعة من اليمنيين، فظهرت في أحد شوارع العاصمة سيدة طاعنة في السن، وهي تلتصق بصورة للرئيس الراحل علي صالح وتقبلها وتبكي بحرارة.
الصحفي اليمني المقيم في تركيا محمد الأحمدي، يرى أن “تصفية علي عبد الله صالح على أيدي ميليشيات الحوثي، أصابت الجميع بالذهول، لكنها مثلت نقطة تحول مهمة في الملف اليمني”.
وقال إن هذه “الحادثة، وإن طوت صفحة واحد من أكثر الزعماء العرب إثارة للجدل، غير أنها كفيلة بإعادة ترتيب الكثير من الأوراق، إن على الصعيد اليمني أو الإقليمي”، وتوقع الأحمدي “أن يكون مقتل علي عبد الله صالح على أيدي حلفائه الحوثيين قد أزال الغشاوة عن قلوب كثير من أنصاره الذين أعماهم الحقد على ثوار الربيع اليمني، فارتموا في أحضان جماعة عنف طائفية عنصرية سلالية كالحوثيين”.
وأضاف، “إن جماعة الحوثي ذات تاريخ مثقل بالقمع ضد اليمنيين، وتبدو مجرد أداة للمشروع الإيراني في اليمن، فسلمها صالح وأتباعه مخازن الجيش ومقدرات الدولة ورقاب اليمنيين، ووفروا لها الغطاء السياسي وتنكروا لكل شركاء العمل السياسي، وبالتالي فإن مقتل صالح سيضعهم أمام خيارين لا ثالث لهما، الثأر لمقتله واستمرار الانتفاضة في وجه الحوثيين، وبالتالي الاعتراف بالشرعية والانضمام إلى الجيش الوطني اليمني، أو تكون نهايتهم بنفس الطريقة التي انتهى بها صالح”.
وعلى الصعيد الإقليمي، يرى الأحمدي أن هذه “فرصة أمام دول الجوار اليمني لإعادة النظر في مواقفهم الناقمة على ثورة الشعب اليمني السلمية، والتصالح مع قوى التغيير وطموحات الشعب اليمني، والتخلي عن فكرة دعم الثورات المضادة التي قادت إلى كل هذه الكوارث، وألقت بالأمن القومي العربي برمته في دائرة الخطر”.
[video_player link=””][/video_player]