fbpx

“السلام 313” عصابة عراقية في ألمانيا بقيادة “المهدي”

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

أطلقت مجموعة “السلام 313” هذا الاسم على نفسها، تيمناً بالإمام الشيعي الغائب المهدي المنتظر المقدس عند الشيعة في العالم. إلا ان المعلومات عن المجموعة تقتصر على فيديوهات بثتها على “يوتيوب” فيها تسجيلات تعرف بها عن نفسها، وتوجه تهديدات للعراقيين والعرب المهاجرين في ألمانيا.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

في تسجيل فيديو قصير بثته مجموعة الدراجات النارية العراقية على “اليوتيوب، يظهر أربعة عراقيين أصحاء ومفتولي العضلات داخل سيارة، أحدهم عرف بنفسه بمحمد بنية (أبو مهدي)، وهو يوجه تحية إجلال إلى المرجعية الشيعية، والحشد الشعبي وسرايا السلام التابعة لرجل الدين مقتدى الصدر. ومن ثم يقول أبو مهدي: “دخلنا ألمانيا بسلام، وعوقب أحد العراقيين واسمه مصطفى الحجي، وهو مقيم في النمسا ومعروف بانتقاداته للصدر”.

وفي فيديو آخر قال أبو مهدي إن جماعته ستعاقب أي عراقي أو عراقية، وأي عربي لا يلتزم القيم الإسلامية والعربية، ويمارس في حياته طريقة حياة الغرب. وأكد بنية الذي يتزعم المنظمة أن “أنشطة مجموعته لا تنحصر في ألمانيا، بل تتعداها إلى دول أوروبية أخرى مثل السويد والنمسا والدنمارك وهولندا”. واعترف بأنها- المجموعة- تتعامل من دون تأنيب ضمير مع أي شخص، وأن الذين يأتون إلى أوروبا عليهم أن يعرفوا ضرورة التزامهم الأدب والاخلاق ونمط الحياة الإسلامية، لا الغربية”. وقال “إن البعض منكم يحتاج إلى جولة من الضرب المبرح على الطريقة العراقية، وأنتم تعرفون ما أقصده بذلك”، نافياً في فيديو آخر “أن تكون المجموعة بمثابة مافيا عراقية”، واصفاً ذلك بالهراء.

أطلقت هذه المجموعة على نفسها اسم “السلام 313″، تيمناً باسم الإمام الشيعي الغائب حفيد الرسول المهدي المنتظر المقدس عند الشيعة في العالم، والذي سيظهر في آخر الزمان ليقضي على الظلم والفساد على الأرض”. “الرقم 313 يشير إلى عدد الرجال الذين سيحضرون مع المهدي على الأرض في آخر الزمان”.

أطلقت هذه المجموعة على نفسها اسم “السلام 313″، تيمناً باسم الإمام الشيعي الغائب حفيد الرسول المهدي المنتظر المقدس عند الشيعة في العالم، والذي سيظهر في آخر الزمان ليقضي على الظلم والفساد على الأرض”. “الرقم 313 يشير إلى عدد الرجال الذين سيحضرون مع المهدي على الأرض في آخر الزمان”.

لا تتوافر معلومات كافية عن هذه المجموعة، وهي تقتصر على ما ورد في الانترنت و”فيسبوك”، وتعود إلى عام 2017 حين بثت على “يوتيوب” تسجيلات فيديو قصيرة، للتعريف بنفسها. كما وجهت تهديدات للعراقيين والعرب المهاجرين في ألمانيا، وظهر عناصرها في اوضاع توحي بالرهبة وتصاحبها الموسيقى، وهم يقودون الدراجات النارية الضخمة، ويسيرون تارة في خط واحد، وطوراً يشكلون نصف دائرة حول قائدهم، وكلهم بنظارات شمسية سوداء وسترات من الجلد الأسود.

نشاطات دينية وسياسية

يشير تقرير صادر عن “هيئة حماية الدستور” (جهاز الاستخبارات الداخلية) في ولاية شمال الراين ويستفاليا إلى معلومات في حوزتها عن هذه المجموعة، التي “فوضت لنفسها حراسة الإسلام والقيم العربية”. إلا أنه أكد أنه لا يمكن البوح بها في الوقت الراهن، لأسباب تتعلق بالتحقيقات الجارية، غير أنه أورد معلومات عن خطط تم تنفيذها ضد هذه المجموعة. ونفذت عمليات مداهمة كبيرة شارك فيها أكثر من 800 من قوات الأمن والشرطة، تم خلالها تفتيش 49 منزلاً في 11 مدينة وبلدة في أكبر ولاية ألمانياية من حيث عدد السكان، ولاية شمال الراين ويتسفاليا.

وقال وزير داخلية الولاية هيربرت رويل إن التحضيرات لشن المداهمات استغرقت أشهراً بعد تحريات واسعة عن 34 مشتبهاً به عراقياً وسورياً، مبينا أنها هدفت إلى ضبط أدلة واثباتات. وأكد أن “التهم الموجهة ضد الشبكة العراقية متنوعة وكثيرة من بينها: خروقات لقانون رقابة الأسلحة وتهريب البشر وتزوير جوازات السفر إلى جانب جنح تتعلق بالمخدرات”.

إلا أن الوزير أقر بعدم توفر معلومات عما إذا كان لهذه المجموعة فروع وامتدادات في دول أوروبية أخرى.

نقل الموقع الإلكتروني لصحيفة “دويتشه فيلله”، عن مصدر أمني قوله إن “جماعة السلام 313 يشتبه بمزاولتها نشاطات ذات خلفية دينية وسياسية”. وأردف بالحرف الواحد: “يقومون بدعم إخوانهم في المذهب المسلحين الشيعة في العراق”. ولا تستبعد الشرطة الألمانياية وجود روابط وعلاقات وصلات مباشرة بين زعيم مجموعة الدرجات النارية وما يسمى جيش المهدي التابع لمقتدى الصدر، الذي يحمل شعار حمامة، وهي الحمامة ذاتها التي تتخذها جماعة “السلام 313، شعاراً لها.

يفيد تقرير صادر عن دائرة المباحث الجنائية في ولاية شمال الراين في ويستفاليا بوجود تنافس حامي وحاد بين هذه الجماعة مع عصابات لبنانية وتركية وكردية حول مناطق النفوذ في ولايات محددة. وتنشط الجماعة الشيعية بحسب أرقام إحدى السيارات التي ظهرت في شريط الفيديو، في مدينة إبسن، وهي احدى مدن منطقة الرور الصناعية بولاية شمال الراين- ويستفاليا غرب ألمانيا، حيث يقيم ابو مهدي. وكانت صحيفة محلية اول من تحدث عن هذه الجماعة في تحقيق استطلاعي في كانون الأول/ ديسمبر 2017، عندما تعرض زعيم الجماعة لاعتداء نفذته عصابة لبنانية منافسة تريد السيطرة على مناطق النفوذ، وجني الرشى من أصحاب المحلات والأفراد العاديين. وذكر المتحدث باسم شرطة إبسن في حديث مع صحيفة “بيلد” الألمانياية،” نقوم منذ فترة طويلة بتحقيقات وتحريات واسعة ضد مجموعة كبيرة تنشط في محيط مدينة كولونيا ومنطقة الرور، وهي تمارس جرائم تهريب البشر والاتجار بالسلاح والمخدرات والهويات المزورة”، مشيراً إلى أن “أن حملات مداهمة نفذت أيضاً في مدن دويسبورغ وبون وهونكسة وزيغبورغ ودورتموند وكريفيلد وغيرها، شاركت فيها قوات خاصة، واستهدفت عصابات الدراجات النارية”. وأبلغ وزير الداخلية هورست زيهوفر الفيدرالي، بيلد، أن هذه الجماعات الاجرامية “تنظر إلى المواطن الذي يلتزم القانون على انه ضحية، وتعتبر المجتمع الألمانياي غنيمة، والقوانين غير ملزمة. وقال” ما نسعى إليه هو كشف هياكل هذه العصابات وامتداداتها وطرائق عملها وروابطها المتشابكة”.

ونقل موقع “دويتشة فيلله” الإلكتروني عن مصادر امنية ألمانياية وأوروبية أن “عراقيين كثيرين يتعرضون لحملات ترهيب واعتداء جسدي من قبل هذه المجموعة الشيعية”، مشيراً إلى” اعتداء نفذته على ناشط يدعى ياسر المراياتي المقيم في درسدن والذي اشتهر على شبكات التواصل الاجتماعية بانتقاده أداء المرجعيات الشيعية وجماعات الإسلام السياسي الشيعية واتهمها بأنها هي التي تتسبب في هجرة الشباب من العراق“. واضطر المراياتي تحت ضغط جماعة السلام وأبي مهدي، إلى تسجيل فيديو قصير يعتذر فيه من المرجعيات الشيعية ويقر بندمه، ويظهر في الفيديو زعيم المجموعة أبو مهدي وهو يشجعه على الاعتذار”.

العثمانيون الألمان وأردوغان

تنتشر في ألمانيا عصابات كثيرة لبنانية وتركية وشيشانية والبانية ومن دول شرق أوروبا، تتنافس في ما بينها على مناطق النفوذ والاتجار بالبشر والمخدرات والسلاح والسرقة والنهب. وكانت السلطات الألمانية حظرت جماعة قومية تركية من راكبي الدراجات النارية بسبب روابطها بالجريمة المنظمة. ووفقاً لتقارير أمنية صادرة عن “هيئة حماية الدستور”، فإن هذه الجماعة “العثمانيون الألمان) ترتبط مباشرة بحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، وهي متهمة أيضاً بتوجيهها تهديدات إلى منتقدي زعيمه رجب طيب اردوغان في اوساط الجالية التركية والكردية في البلاد.

تأسست هذه المجموعة عام 2015، ولها 16 فرعاً في أنحاء ألمانيا، وواجهت اتهامات بإعدادها خططاً لشن اغتيالات ضد ممثلي المجتمعات العلوية والأرمنية والكردية في ألمانيا وأوروبا، وبينهم صحافيون وكتاب وأكاديميون. وعرفت العصابات الإجرامية التركية في ألمانيا بأنها الأسرع نمواً، وينتسب إليها راكبو الدراجات المنضوين ضمن ما يعرف بـ”نادي ملاكمة العثمانيين الألمان”. وعام 2014 ارتفع عددهم إلى الآلاف، ويعمل كثيرون منهم، في الأمن والحراسة. وتنتشر مجموعة “العثمانيون الألمان”، في ما لا يقل عن 20 ولاية. وكشفت الصحافية التركية ديللك غول عن وجود ملفات جنائية خطيرة لعدد من أفراد هذه العصابة تتعلق بحوادث عنف والاتجار بالمخدرات، والاشتباك بالسلاح والابتزاز والدعارة والاتجار بالنساء. وتطارد العصابة نشطاء حزب العمال الكردستاني وحركة غولن في ألمانيا.

حرب العصابات الشيشانية

تتصدر مجموعات الجريمة المنظمة الشيشانية في ألمانيا صفحات الميديا المحلية. ولعل أبرز تحقيق استقصائي حول هذه العصابات قامت به صحيفة “برلينر كورير”، ونشرته بعنوان “حرب العصابات: الاثر الوحشي للمافيا الشيشانية”، وتركز على عصابة تتكون من 250 عنصراً، تميزت بوحشية كبيرة. كما تجلت في هجوم مروع عام 2016، انتهى بقتل ألماني من أصل تركي، وذلك بتفجير سيارته عندما كان يقودها في أحد شوارع برلين، بسبب صفقة فاشلة للكوكايين تورط فيها شيشانيون بحسب الصحيفة. وخرجت مجلة “دير شبيغل” بتحقيق عن جرائم المجموعة الشيشانية بعنوان “العنف هو الحل”، وتحدثت عن “ذراع تخرج من سيارة مرسيدس مع بندقية كلاشنيكوف”. ويروي التحقيق قصة نادي فنون الدفاع “ريجيم 95″، ويضم مهاجرين من الشيشان وينشط في شرق ألمانيا وشمالها. ووفقاً لإدارة الشرطة الجنائية فإن “هذه المنظمة مثال ناصع لانتشار كيان إجرامي”. وقالت دير شبيغل إن من بين 200 شاب شيشاني، ثلثهم اعضاء في مجموعات اجرامية منظمة ترتكب جرائم جنائية خطيرة”.

إقرأ أيضاً: صناعة السلفية الجهادية في ألمانيا: ديناميكية الهويات والتحول إلى الإسلام العنيف 

أكثر ما يثير قلق وكالات إنفاذ القانون الألمانية، ليس واقع أن العصابات الشيشانية تسحق الجماعات العرقية الاخرى، لكن أيضاً وصولها إلى المعلومات السرية. وهذا يتحقق من العدد الكبير من الشيشان الذي يشغلون وظائف في الشركات الأمنية الخاصة. وكشف محققو مكتب الشرطة الجنائية الفيدرالية أن “تجار المخدرات الشيشان يمولون الإرهابيين الاسلاميين ويقدمون لهم الدعم اللوجستي”. ويشير تقرير لوزارة الداخلية الفيدرالية إلى أن الجالية الشيشانية هي الأكبر في أوروبا. ووفقاً للمكتب الفيدرالي للهجرة واللاجئين يعيش 50 ألفاً من شمال القوقاز في ألمانيا، 80 في المئة منهم شيشانيون.

ازدادت وتيرة الأنشطة الإجرامية العابرة للحدود في ألمانيا بشكل مثير، خصوصاً من عصابات منظمة من جنوب شرقي أوروبا، وازدادت نسبة السطو على البيوت عام 2015، وتم تسجيل ما لا يقل عن 167 ألف حالة، أي بزيادة قدرها 10 في المئة، بالمقارنة مع عام 2014. وبحسب تقرير عن وضع الجريمة المنظمة في ألمانيا، إن الدولة تكبدت خسائر كبيرة ارتفعت في السنوات الأخيرة إلى أكثر من مليار يورو.

“عصابات” لبنانية في ألمانيا

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.