fbpx

كيف يمكن للجبن التحكم بمستويات سكر الدم؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

درس فريق بحثي في جامعة ألبرتا تأثير الأجبان العادية والأجبان قليلة الدسم في مقاومة الإنسولين في أجساد الفئران المعرضة للإصابة بداء السكري. ووجدوا أن كلا النوعين قلل من مقاومة الإنسولين، وهو أمر مهم لإبقاء مستويات السكر في الدم طبيعية.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

الجبن، طعام لذيذ ومغذٍ أيضاً، أم أنه ليس كذلك؟

من ناحية، يعدّ الجبن مصدراً ممتازاً للمعادن، مثل الكالسيوم والمغنيسيوم وفيتامين (أ) وفيتامين (ب2)  وفيتامين (ب12)، إضافة إلى كونه من البروتينات المتكاملة.

ومن ناحية أخرى، يُعد الجبن مصدراً رئيسياً للدهون المشبعة والصوديوم في أنظمتنا الغذائية. ولخفض حصتنا من الدهون المشبعة، يوصي خبراء التغذية في بعض الأوقات بتناول الجبن قليل الدسم، وذلك أيضاً لتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين.

لكن من المفارقات أن هناك عدداً متزايداً من الأدلة التي تشير إلى أن الأشخاص الذين يأكلون الجبن بكميات كبيرة، ليسوا أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والشرايين، بما في ذلك داء السكري من النوع الثاني.

درس فريق البحث لدينا في جامعة ألبرتا، تأثير الأجبان العادية والأجبان قليلة الدسم في مقاومة الإنسولين في أجساد الفئران المعرضة للإصابة بداء السكري. ووجدنا أن كلا النوعين قلل من مقاومة الإنسولين، وهو أمر مهم لإبقاء مستويات السكر في الدم طبيعية.

لماذا استعنّا بالفئران؟

كانت دراسات كثيرة أجريت سابقاً حول تأثير الجبن في أمراض القلب والشرايين هي دراسات رصدية تعتمد على الملاحظة والمراقبة. أو بعبارة أخرى، درس باحثون السلوكيات الغذائية المعتادة لدى عدد كبير من الأشخاص، على مدار أعوام في العادة، ومن ثم ربطوا بين كمية الجبن (وبقية منتجات الألبان) المستهلكة، وبين زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين، مثل ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم أو تصلب الشرايين التاجية.

ووجد استقصاء أُجري عام 2016 على عددٍ من الدراسات الرصدية المنشورة، أن للجبن إما تأثيراً محايداً أو مفيداً على الكثير من عوامل الإصابة بأمراض القلب والشرايين.

الاكتشاف الأكثر إثارة في بحثنا كان أن نوعي الجبن، سواء قليل الدسم أو العادي، قللا من مقاومة الإنسولين لدى الفئران، ما يعني أن الآثار المفيدة للجبن ربما لا ترتبط بكمية الدهون

تُعد هذه الدراسات مفيدة للغاية لتحديد بعض الاتجاهات المرتبطة بالأنماط الغذائية المعتادة، لكن لا يمكنها بشكل قاطع إثبات أن هناك نوعاً محدداً من الطعام يمكن أن يتسبب في الإصابة بمرض معين أو أن يقي منه.

لذا تُعد الدراسات التي تتناول تأثير الأطعمة في بيئة مجهزة وتحت السيطرة مفيدة للغاية، وذلك لِفهم العلاقة السببية بين الأطعمة والأمراض بصورة أفضل. يمكن إجراء هذه الدراسات على البشر، لكن هناك بعض القيود والعوائق التي تواجهنا. لذلك الدراسات التي تجرى على حيوانات التجارب يمكن أن تكون مفيدة أيضاً، بخاصة في ما يتعلق بفهم الآليات البيوكيماوية.

الجبن ومقاومة الإنسولين

مقاومة الإنسولين هي حالة تتطور مع الشيخوخة والسمنة، مؤدية إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم، والتي تعتبر عامل خطورة للإصابة بأمراض القلب والشرايين وداء السكري من النوع الثاني.

كان هدفنا هو المقارنة بين تأثير تناول الجبن العادي والجبن قليل الدسم في مقاومة الإنسولين، وأيضاً استكشاف الآليات البيوكيماوية التي ربما تفسر الآثار الملحوظة.

استخدمنا نموذجاً من فئران التجارب التي تشبه البشر في مقاومتها الإنسولين. وأنشأنا ذلك النموذج من خلال إطعام الفئران كميات كبيرة من دهن الخنزير. بعد أربعة أسابيع، قُسمت الفئران إلى ثلاث مجموعات، واتبعت كل مجموعة نظاماً غذائياً معيناً كالآتي: المجموعة الأولى: حمية دهن الخنزير. المجموعة الثانية: حمية دهن الخنزير مع جبن شيدر قليل الدسم. المجموعة الثالثة: حمية دهن الخنزير مع جبن شيدر عادي.

اشتملت الأنظمة الغذائية على الكمية الكُلية ذاتها من الدهون، لكن تنوعت مصادر تلك الدهون (ما بين دهن الخنزير والجبن). واستمرت الفئران في اتباع هذه الأنظمة الغذائية لـ8 أسابيع إضافية.

الاكتشاف الأكثر إثارة في بحثنا كان أن نوعي الجبن، سواء قليل الدسم أو العادي، قللا من مقاومة الإنسولين لدى الفئران، ما يعني أن الآثار المفيدة للجبن ربما لا ترتبط بكمية الدهون، وإنما ببعض العناصر الأخرى، مثل البروتين أو الكالسيوم.

الزبد مقابل الجبن

نُشر عدد قليل من الدراسات التي أُجريت على البشر في المجلات العلمية المطبوعة مذ بدأنا بحثنا. وقارن عدد من الباحثين من جامعة “لافال” وجامعة “مانيتوبا” بين الآثار المختلفة لتناول الدهون من مصادر متنوعة لدى مجموعة من الرجال والنساء الذين يعانون من البدانة في منطقة البطن.

استمر النظام الغذائي 4 أسابِيع، وخضع كل المشاركين في الدراسة لجميع الأنظمة الغذائية. وأجريت مقارنة أنظمة غذائية تحتوي على الزبد والجبن وزيت الزيتون وزيت الذرة (32 في المئة من السعرات الحرارية مصدرها الدهون) مع نظام غذائي آخر أعلى في نسبة الكربوهيدرات (25 في المئة من السعرات الحرارية هي من الدهون).

فحص الباحثون مستويات السكر والإنسولين في الدم (والتي تعد مؤشرات غير مباشرة على مقاومة الإنسولين)، ولم يجدوا أيّ تأثير لأيٍّ من الدهون عليها. مع ذلك، فإن عينات الدم كانت سحبت بعد فترة من الصيام، لذا لم تكن المعلومات الخاصة بمستويات السكر في الدم، مكتملة.

درسنا في بحثنا أيضاً كيفية تغير المستقلَبات في الدم، بعد تناول الفئران الجبن، ووجدنا أن هناك تأثيرات متشابهة في حالة الجبن قليل الدسم والجبن العادي.

ولم تجد دراسة أخرى قارنت بين الجبن قليل الدسم والجبن العادي أيّ اختلافات عامة في خصائص كوليسترول البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة (أو الكوليسترول الضار)، لدى الأشخاص المعرضين للإصابة بأمراض القلب والشرايين، لكن لم تدقق هذه الدراسة في النتائج المتعلقة بمستويات السكر في الدم.

التغيرات في مستقلَبات (أيضات) الدم

درسنا في بحثنا أيضاً كيفية تغير المستقلَبات في الدم، بعد تناول الفئران الجبن، ووجدنا أن هناك تأثيرات متشابهة في حالة الجبن قليل الدسم والجبن العادي.

ترتبط هذه التغييرات بنوع معين من الجزيئات، يُسمى الدهون الفسفورية أو الليبيدات المفسفرة، وهي نوع من الدهنيات التي تؤدي وظائف عدة في الجسم. وما يثير الاهتمام، وجود صلة بين مستويات الدهون الفسفورية المنخفضة وبين الإصابة بداء السكري ومقاومة الإنسولين عند البشر.

وكانت مستويات الدهون الفسفورية لدى الفئران التي اتبعت الحمية الخاصة بدهن الخنزير منخفضة. بينما عادت تلك المستويات إلى طبيعتها لدى الفئران التي تغذت على الجبن.

ما زلنا نتابع هذا المسار من البحث، لفهم الكيفية التي ينظم الجبن بها استقلاب الشحوم الفسفورية، وعلاقة ذلك بمقاومة الإنسولين.

هذا المقال مترجم عن موقع صالون، ولقراءة المادة الأصلية زوروا الرابط التالي.

هل يجب شرب الحليب لتقوية العظام؟