fbpx

هل باتت المعادلة: الزواج المثالي… أو لا شيء؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

تتزايد حالات الزواج المخيّبة للآمال عمّا كانت عليه في الماضي… فما هي الأسباب؟

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

مَن أنا؟ ما الذي أفعله هنا؟ وكيف انتهيتُ إلى هنا من بين كلّ الأماكن؟ غالباً ما سألتَ نفسَك هذه الأسئلة في مرحلةٍ ما من مراحل حياتك، إن لم يكن بصورة يوميّة. وإن كنتَ لجأت مرّةً إلى المكتبة للحصول على جواب، فإنّ البودكاست الجديد “Self? Help” موجّهٌ إليك. في الموسم الأول استضيف مؤلّفو الكتب الأفضل مبيعاً وسئلوا عن القصة الكامنة وراء تلك الكتب، والتي ساعدتهم في عبور اللحظات الحرجة والحيويّة في حياتهم.

لاحظ إيلي فينكل – أستاذ علم النفس في جامعة نورث ويسترن ومؤلّف كتاب “الزواج المثالي أو لا شيء” The All or Nothing Marriage – حين كان يدرس واقع الزواج في العصر الحديث، توجّهاً غريباً.

قال فينكل “على الأقل في الولايات المتّحدة، تغيّر الزواج من أوجه عدة، جعلَت حالات الزواج الممتازة أفضل من ذي قبل، وجعلت تلك العاديّة أسوأ من ذي قبل. كنت أحاول اكتشاف السبب الذي أدّى إلى هذا الاختلاف”.

لإيجاد إجابة على هذه المُفارَقة، عاد فينكل إلى التاريخ ليدرس دور الزواج في حياتنا.

أضاف: “أحد الأشياء التي تعلّمتها هو أنّ الزواج في الولايات المتّحدة – عموماً – مرّ بثلاثة عصور”.

تغيّر الزواج من أوجه عدة، جعلَت حالات الزواج الممتازة أفضل من ذي قبل، وجعلت تلك العاديّة أسوأ من ذي قبل.

الخبر السار هو أنّ تلك العصور الثلاثة العامّة تصبح أقل كآبةً قليلاً على مرّ السنين، بدءاً بفترة الاستعمار وما يسمّيه فينكل “العصر المؤسّسي”، حين كان الزواج يتعلّق أساساً باحتياجات البقاء الأساسيّة.

تابع: “معظم الناس في ذلك العصر لم يكونوا ليقولوا (جينفر، إنّها لطيفة تماماً؛ لكنني لا أشعر حقّاً بوخزة في قلبي، لذا لن أتزوّجها). كان هذا لِيجعلك مثار سخرية في قريتك الصغيرة في ذلك العصر الاستعماريّ. لم يكن الزواج يتعلّق بالحب، بل حتّى لم يكن متصلاً بتحقيق الذات. كان الزواج أمراً ضروريّاً للبقاء. وما كان المرء يبحث عنه في شريك الحياة هي أمورٌ تتصل حرفيّاً بالطعام والملبس والسكن والحاجات الأساسيّة. أعني أنّك إن أردت الضوءَ فإنّ هذا كان يعني أن عليك أن تصنع الشمعة”.

في العصر الثاني، عصر المُرافَقة، كان بإمكان المرء أن يوفّر نهاراً من العناء، من خلال شمعة من المتجر، لتجد حريّتك في البحث عن الحبّ الحقيقيّ في المدينة الكبيرة.

أضاف فينكل “لذا، فإنّه مع ظهور المصانع، صارت المراكز الحضريّة في الولايات المتّحدة مصدر جذب لأولئك الآتين من المناطق الريفيّة ومن بلدان أخرى. ولأوّل مرّة على الإطلاق في أيّ مكان في الأرض، صار هنالك نظامٌ اجتماعيٌّ جديد يكون فيه الشباب من الجنسين مستقلّين اقتصاديّاً وبعيدين جغرافيّاً من والديهم. وأصبحت لديهم فرص أكثر لتكوين رأي خاص في أولويّاتهم عند الزواج. وهم يرغبون في الزواج من أجل تحقيق الذات، ويريدون الزواج بخاصّة لأجل الحبّ. كانت تلك هي الفكرة السائدة في ذلك العصر”.

تراجعَت تلك الفكرة في أواخر الخمسينات ومطلع الستينات من القرن الماضي، حين أدرك الناس أنّ لها عواقب وخيمة تمثلت في أدوار اجتماعيّة للجنسين تقيدهم وتسحق أرواحهم.

لم يمت الحبّ. لكن كان قد سقط في الأسر.

أردف فينكل “لقد اكتشفوا أنّها تجعلهم أحاديّي البعد؛ فقد كان على المرأة أن تصبح المربّية، لكن من دون أن يكون لها دورٌ حازم في البيت، وهو الدور الذي نِيط بالرجل، من دون أن يكون له دور في التربية”.

في ستينات القرن الماضي بدأ العصر الثالث، عصر التعبير عن الذات، الذي ما زلنا نعيشه اليوم.

هرم أبراهام ماسلو للاحتياجات

قال فينكل: “يصيبك شعور بأنّ الناس ما زالوا يرغبون في الحصول على الحبّ في زواجهم؛ وأنّ لديهم حقّاً اهتماماً بالطرف الآخر”.

لم يمت الحبّ. لكن كان قد سقط في الأسر.

تابع: “لم يعُد الحبّ كافياً. في هذه الأيام قد يقول المرء إنه يحب ذلك الشخص، لكنه لا يشعر بالنضج الكافي. وما يرغب الناس فيه على نحوٍ متزايد هو أن يعيشوا حياةً حقيقيّة: يريدون زوجاً/ زوجةً أو شريكاً/ شريكةً، يخرِج أفضل ما فيهم؛ ويرغبون أيضاً في أن يقوموا بالدورِ ذاتِه لشريكهم”.

حين رأى إيلي كيف تطوّر الأمر وانتقلت شراكة الزواج من العمل معاً في الأرض الزراعيّة، إلى توقّعاتنا من أزواجنا أن يعملوا على رتق أرواحنا، رأى في هذا رابطاً بنموذجٍ نفسيٍّ شهير، ألا وهو تسلسل أبراهام ماسلو الهرمي للاحتياجات.

كان أبراهام ماسلو عالمَ نفسٍ أميركيّاً. يشبه تسلسله الهرمي الشهير للاحتياجات دليل الهرم الغذائي، ولكن للصحة النفسيّة والعقليّة؛ إذ يرتّب أولويات متطلّباتنا النفسيّة الأساسيّة. تأتي في سفح الهرم حاجتنا إلى الأمان، والتي ترتبط بالعصر المؤسّسي للزواج؛ فيما تأتي في وسط الهرم حاجتنا إلى الحبّ والانتماء، وهي مرتبطة بالعصر الثاني للزواج، وهو عصر المُرافَقة. أمّا قمّة الهرم فتحتلّها حاجتنا إلى تحقيق الذات، وهي حاجةٌ ترتبط بعصر التعبير عن الذات.

أبراهام ماسلو عالمَ نفسٍ أميركيّاً. يشبه تسلسله الهرمي الشهير للاحتياجات دليل الهرم الغذائي، ولكن للصحة النفسيّة والعقليّة

بعدما مزَجَ إيلي تسلسلَ ماسلو بعصورِ الزواج المختلفة، اكتشف تفسيراً لسبب الفشل الذريع للزيجات السيّئة ومتانة الزيجات الجيّدة.

أوضح فينكل “أدركتُ أنّ هنالك آثاراً شائقة لهذه النقلة في طريقة تفكيرنا عن الزواج في الولايات المتّحدة: من سفح هرم ماسلو إلى قمّته. أهمّ تلك الآثار أن تحقيق تلك الاحتياجات العليا أصعب في الواقع؛ إذ يتطلّب ذلك رؤيةً أعمق لجوهر الآخرين ودوافعهم اللاواعية، ولجميع الأمور الأخرى، فتكون تلك الرؤية أعمق مما لو كنّا نسعى إلى تحقيق الاحتياجات المادية السطحية، لذا، فإن مزيداً من حالات الزواج لا تحقق توقّعاتِنا”.

وأضاف: “لذلك تتزايد حالات الزواج المخيّبة للآمال عمّا كانت عليه في الماضي. تلك الزيجات التي تتم في قمّة هرم ماسلو تكون قادرة على تحقيق مستوياتٍ من الثراء والإنجاز لم تكن متاحةً في العقود الماضية”.

كان فينكل مغتبطاً بقدرته على وَصْلَ النقاط بين هرم ماسلو والعصور الثلاثة للزواج، لكن رؤيته خلّفت له سؤالاً مزعِجاً.

تتزايد حالات الزواج المخيّبة للآمال عمّا كانت عليه في الماضي.

تابع فينكل “لقد علقت بطرائق لم أتوقّعها حين فكّرتُ في ماهيّةِ الأصالة وفي معنى تحقيق الذات، وحين اعتقدت أنّنا لو تبنّينا رؤية ماسلو للأمر فسيكون كلّ شيءٍ على ما يرام”.

غير أنّه بالنسبة إلى فينكل، ليس كلّ شيءٍ على ما يُرام. للاستماع إلى بقيّة قصّته عن الكتاب الذي ساعده في أزمته الوجوديّة، يمكنك الاستماع إلى الحلقة الخامسة من بودكاست ”Self? Help!“

هذا المقال مترجَم عن salon.com ولقراءة الموضوع الأصلي زوروا  هذا الرابط

النساء العازبات هنّ الأكثر سعادة