fbpx

2014: حين هرب الأسد

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

حصل “قسم الدراسات والأرشيف” في “درج” على فصل من الكتاب الذي سيصدر قريباً للباحث والمؤرّخ الأميركيّ جيمس بات كونار عن الثورة السوريّة في مسارها وانتصارها.الفصل يتناول الحدث الكبير الذي شهدته مطالع العام 2014، حين اعتُقل الرئيس السوريّ السابق بشّار الأسد وهو يحاول دخول إسبانيا بطريقة غير شرعيّة.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

حصل “قسم الدراسات والأرشيف” في “درج” على فصل من الكتاب الذي سيصدر قريباً للباحث والمؤرّخ الأميركيّ جيمس بات كونار عن الثورة السوريّة في مسارها وانتصارها.

الفصل يتناول الحدث الكبير الذي شهدته مطالع العام 2014، حين اعتُقل الرئيس السوريّ السابق بشّار الأسد وهو يحاول دخول إسبانيا بطريقة غير شرعيّة.

في ما يلي النصّ:

“أوقفت قوّات خفر السواحل الإسبانيّة قارباً كانت قد شكّت بأنّه يحمل على متنه الأسد وعائلته. والحال أنّ نظام الأسد كان قد تحوّل إلى موقع عسكريّ ساقط، وإن مؤجّل السقوط، منذ انتخاب جون ماكّين، للمرّة الثانية، رئيساً للولايات المتّحدة الأميركيّة في 2012، حين لم تكن قد انقضت إلاّ أشهر على نشوب الثورة السوريّة. فقد فرض ماكّين، حال انتخابه، حظراً جوّيّاً على الطيران السوريّ، “بما في ذلك حاملات البراميل السامّة وكلّ طيران خارجيّ حليف للنظام الشرير في دمشق”، بحسب الصياغة الرسميّة الأميركيّة. وجدير بالذكر أنّه منذ 2008، حين انتُخب المرشّح الجمهوريّ ماكّين للمرّة الأولى، ملحِقاً الهزيمة بمنافسه الديمقراطيّ باراك أوباما، أصيب حكّام دمشق بشيء من التوعّك والتعثّر. ذاك أنّ محاولاتهم البادئة في 2005 للالتفاف على اغتيال رئيس حكومة لبنان رفيق الحريري، ولترميم علاقاتهم الخارجيّة المتصدّعة، باتت تصطدم بالصدّ الأميركيّ العنيد.

على أنّ قرار حظر الطيران كان العنصر الحاسم. فالمناطق والمدن السوريّة راحت، بسرعة مدهشة، تتساقط واحدة بعد أخرى، وتبيّن أنّ الجيش السوريّ، الذي تصفه اللغة الرسميّة بـ “الجيش الباسل”، قد فقد كلّ بسالته المزعومة بعدما تعرّض لانشقاقات عصفت بمعظم فِرَقه وألويته. أمّا من تبقّى فتجمّعوا في العاصمة دمشق، دفاعاً عن القصر الجمهوريّ والمراكز والمنشآت الحيويّة للنظام. ويبدو أنّ الأسد، وقد أحسّ بضيق الخناق عليه، أجرى اتّصالاً بأمين عام “حزب الله” اللبنانيّ حسن نصر الله، وناشده إرسال قوّات من حزبه للدفاع عن نظام حليف، فامتنع نصر الله الذي أدرك، على ما يبدو، أنّ الكلفة العسكريّة ستكون باهظة جدّاً فيما احتمالات النصر معدومة تماماً. وقد لوحظ في خطاب ألقاه نصر الله، بعد ساعات على اتّصال الرئيس السوريّ به، توكيده على “ضرورة مواجهة الاستكبار والتكفير في العراق”، متجنّباً الإشارة إلى سوريّا باستثناء عبارة قصيرة وغامضة ترحّم فيها “على الشهداء الأبرار”.

كذلك اتّصل الأسد بالرئيس الروسيّ فلاديمير بوتين طالباً مساعدته، إلاّ أنّ بوتين نبّهه إلى استحالة التدخّل بسبب “خطره على الاستقرار والأمن العالميّين”، فالأميركيّون، كما أضاف، موجودون في أجوائكم وفي شواطئكم، فماذا عساي أفعل!؟”. وإذ سأله الأسد بأن يتّصل بالرئيس ماكّين علّه يضمن له ولعائلته “انتقالاً آمناً للعيش في روسيّا”، جاء ردّ بوتين مُحبطاً للغاية: “لقد طلبتُ منه أن يضمن انتقالك إلى بلد في أميركا الجنوبيّة، لأنّ روسيا قد لا تتحمّل الذيول الأمنيّة لعمل كهذا، كأنْ يحاول بعض السوريّين من ذوي الضحايا اغتيالك عندنا. وفي مطلق الحالات، رفض ماكّين تقديم أيّ ضمانة لأنّه، بحسب ما قال، لا يقدّم ضمانات لجزّارين”.

هنا قرّر الرئيس وعائلته أن يهربوا عبر البحر بقارب خشبيّ تعيس لم يتمكّنوا من العثور على وسيلة نقل أفضل منه”.