fbpx

خلايا نائمة بانتظار إشارة إيران

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

في حال اندلاع الحرب بين أميركا وإيران، يمكن لحلفاء فيلق القدس في المنطقة أن يُطلِقوا الصواريخ أو ينفّذوا هجماتٍ تستهدف إسرائيل.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

عقب إسقاط إيران طائرة أميركية من دون طيار في الخليج، أفادت أنباء بأنّ القوات الأميركية كانت على وشك إطلاق قذائف وصواريخ على أهداف إيرانية، عندما ألغى الرئيس الأميركيّ الهجومَ فجأة.

وقال الرئيس لاحقاً إن “الهجوم الصاروخي كان سيُودي بحياة الكثير من الإيرانيين”، مضيفاً أنه لم يكن في عَجَلة من أمره حتى يشُنّ الهجوم، لكن “جيشنا قد أُعيد بناؤه من جديد، وتم تحديثه، وغَدَونا على أتم استعداد للهجوم”. وأصرّ مسؤولون أميركيون على أن هناك “مجموعة كاملة من الخيارات”، من بينها خيارات عسكرية، لا تزال مطروحة على مائدة البحث للتعامل مع أنشطة إيران الخبيثة.

‏لكن قد تترتّب على هذه الخيارات العسكرية تداعياتٌ ملحوظة وخطيرة على أمن حلفاء في واشنطن في المنطقة، ومنهم إسرائيل، بخاصة في ما يتعلق بأنشطة الوكلاء الإيرانيين ذوي القدرات المتزايدة.

ومع تصاعد حدة التوتر بين إيران والغرب، بخاصة في ما يتعلق بالعقوبات المفروضة على النفط وحرية الملاحة في الخليج، غدَت إيران قادرةً على الاستفادة من شبكتها من الوكلاء المتشددين لشن هجمات نيابةً عنها. في هذا الصدد، يقول القائد السابق للحرس الثوري الإسلامي الإيراني، الجنرال محمد علي جعفري، إن “الجانب المشرق في النزاعات الأخيرة يتمثّل في حشد قوة تضم حوالى 200 ألف شاب مسلح في مختلف البلدان في المنطقة”.

يضم “جيش التحرير الشيعي”، غير الرسمي، الميليشياتِ الشيعيةَ العراقية، والحوثيين اليمنيين، وبالطبع مجموعة “حزب الله” اللبنانية، وهذا تحت إشراف “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الإسلامي الإيراني.

واستهدف الحوثيّون مطاراتٍ سعودية ومدناً حدودية ومنشآتٍ نفطية، حتى أنهم استهدفوا سفينة حربية سعودية باستخدام قاربٍ مفخخٍ إيرانيّ الصنع، يمكن التحكم به من بعد. في تلك الأثناء، حاربت الميليشيات العراقية في سوريا، وأعادت تشكيل المشهد السياسي والأمني، ليصبّ في مصلحة إيران، وأطلقت أيضاً صواريخَ على منشآتٍ ديبلوماسية وعسكرية أميركية في العراق، وشنّت هجماتٍ باستخدام طائرات من دون طيار واستهدفت منشآتٍ نفطيّة سعودية.

وحمّلت إيران قاذفات صواريخ على متن قوارب تجارية إيرانية في الخليج، في أيار/ مايو الماضي، وهذا بعد أسابيع فقط من تَوصُّل المخابرات الأميركية إلى ما يفيد بأنّ طهران أصدرت توجيهاتٍ لوكلائها ليستعدّوا لاتخاذ نهج مواجهة أكثر تصادمية مع الولايات المتحدة.

وتُعَدّ إسرائيل أيضاً هدفاً لهؤلاء الوكلاء، إذ قال مجتبى ذو النور، رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، مهدِّداً “إذا هاجمتْنا أميركا، فلن يتبقّى من عمر إسرائيل سوى نصف ساعة فقط”.

تفيد التقارير، بعيداً من الغلو والمبالغات، بأن إيران بدأت تزوّد الميليشيات الشيعية العراقية بصواريخ دقيقة التوجيه وقادرة على ضرب أي مكان في إسرائيل. قد يكون هذا للتعويض عن منصّات الهجوم التي خسرتها إيران في سوريا نتيجةً للغارات الجوية الإسرائيلية. أما في الآونة الأخيرة، فقد لفتت تقارير صحافية إلى أن الطائرات الإسرائيلية استهدفت شحنات صواريخ إيرانية في العراق، كان من المفترض نقلها إلى “حزب الله”.

في الحقيقة، لمجموعة “حزب الله” موقف واضح من الحرب الأميركية مع إيران، فهي ترغب في القتال. إذ تساءل زعيمها حسن نصر الله، في مقابلة تلفزيونية مع قناة المنار التابعة للمجموعة، وأجاب على سؤاله البلاغي حول ما ستفعله في حال نشوب حرب بين إيران والولايات المتحدة: “هل تظن أننا سنقف مكتوفي الأيدي؟ إيران لن تحارب وحدها، هذا أمر واضح وضوح الشمس”.

أما في حال نشوب حرب واسعة النطاق مع إيران، وهو أمر مستبعَدٌ حدوثه، فمن المؤكد أنّ مجموعة “حزب الله” ستستهدِف إسرائيل وستُمطِرها بوابل من القذائف المدفعية والصواريخ. وقد تباهَى نصر الله مؤخراً بأن هذه الترسانة أصبحت “ضعفين أو ثلاثة أضعاف”، تلك التي استُخدِمت في حرب عام 2006، وأنها باتت تتضمن أسلحةً قادرة على ضرب أي شيء من الحدود الشمالية إلى إيلات.

وقال نصرالله إن حزبه قادر على شنّ هجمات على شمال إسرائيل ما دامت النزاعات مستمرة، لكنه شدَّد أيضاً على ضعف المراكز السكانية الإسرائيلية والبنية التحتية الحيوية على امتداد الساحل، من نتانيا إلى أسدود. وختم نصر الله كلامه قائلاً “هذا هو العصر الحجري. سنرى من سيُرجِع الآخَر إلى العصر الحجري”.

إلّا أنّ نصرالله، على رغم خطبه الرنانة، لا يريد خوضَ حرب مع إسرائيل في الوقت الراهن، بخاصة بعدما كشفت إسرائيل أنفاقاً هجومية حفرها “حزب الله” لاختراقها، ودمّرتها، وأيضاً بسبب هجمات إسرائيل المستمرة ضد الحشد العسكري والاستخباراتي الناشئ لـ”حزب الله” على الجانب السوري من هضبة الجولان.

علاوةً على ذلك، وفي إطار أي نزاع لا يَرقى إلى حرب شاملة، من غير المرجَّح أن ترغب إيران في أن تُعرِّض للخطر أهمَّ الإنجازات الملموسة لاستراتيجيتها بالوكالة، والتي تتمثل في المكانة العسكرية والسياسية والاجتماعية القوية لـ”حزب الله” في لبنان. ربما ما زالت إيران راغبة في أن يتصرف “حزب الله” في ظل هذه الأوضاع، وكان نصرالله واضحاً بأن جماعته لن تقف مكتوفة اليدين لتتابع المشهد من بعيد.

هنا يأتي دور جهاز العمليات الخارجية لـ”حزب الله”، وهو “منظمة الجهاد الإسلامي” أو “الوحدة 910”. فخلال السنوات الماضية، ازدادت أنشطة “منظمة الجهاد الإسلامي”، وبدأ هذا التنامي عام 2008 كوسيلة للثأر بعد اغتيال أهم قاديي “حزب الله”، عماد مُغنيّة، واستمرّ لاحقاً عاملاً في حرب الظل الإيرانية مع الغرب بسبب برنامج طهران النووي.

استهدف آخرُ هجومٍ ناجحٍ لـ”حزب الله” سيّاحاً إسرائيليّين في مدينة بورغاس في بلغاريا عام 2012. إلّا أنّه منذ ذلك الحين أُحبطت قائمة طويلة من المخططات الأخرى حول العالم، في أماكن متباعدة مثل بوليفيا وقبرص وبيرو وتايلاند والمملكة المتّحدة. وفي كندا وبنما والولايات المتّحدة وأماكن أخرى، وضع نشاط “حزب الله” تحت الرقابة، قبل حصول أي عمليات.

أخطر تلك الحالات وقعت في الولايات المتّحدة وكندا. وفق المدّعين العامّين في الولايات المتّحدة، كُلِّف اثنان من نشطاء “منظمة الجهاد الإسلاميّ” التابعة لـ”حزب الله”، يقيمان في الولايات المتّحدة، وهما علي الكوراني وسامر الدبق، بمراقبة الأوضاع قبل تنفيذ عمليّات محتملَة للحزب في الولايات المتّحدة وبنما.

تعتقد السلطات الأميركيّة أنّ الدبق أُرسِل إلى تايلاند لإغلاق مختبر متفجّرات تابع للحزب، وأنّه تمّ توجيه الكوراني لتحديد بعض الإسرائيليّين في نيويورك ممّن تستطيع المجموعة استهدافهم، ولإيجاد بعض الأفراد الذين يمكن أن تشتري المجموعة أسلحة منهم لتخزينها في الشرق الأوسط. أجرى الكوراني أيضاً عمليّات مراقبة في مطارات نيويورك وتورونتو وأيضاً لمكتب التحقيقات الفيدراليّ ووكالة الخدمة السريّة وبعض المرافق العسكريّة الأميركيّة في نيويورك.

هذه الحالة تقدِّم لنا نظرةً فريدة لكيفيّة إعطاء إيران أوامرها لخلايا “منظّمة الجهاد الإسلاميّ” والتوقيت المناسب لتنفيذ هجمات. ذكر أحد موظّفي المقابلات أنّ الكورانيّ في لقاءٍ مع مكتب التحقيقات الفيدراليّ “جلس مسنِداً ظهره إلى كرسيّه، وأسند كتفيه، ثمّ قال، أنا عضو في وحدة 910، والتي تُعرَف أيضاً باسم الجهاد الإسلاميّ أو العمليّات السوداء لحزب الله. هذه الوحدة تتحكّم فيها وتديرها إيران”.

داخل “حزب الله”، تقدّم الوحدة تقاريرها مباشرةً إلى حسن نصرالله، كما يقول الكورانيّ، لكن إيران تراقب عمليّات الوحدة وتُشرِف عليها.

وواصل الكوراني حديثه واصفاً نفسه لمكتب التحقيقات الفيدراليّ بأنّه جزءٌ من “خليّة نائمة”، وشرحَ هذا بقوله “قد تكون هناك سيناريوات تتطلّب إجراءً أو تصرّفاً ما من أولئك المنتمين إلى الخليّة”.

قال الكوراني إنّه في حال اندلعت الحرب بين الولايات المتّحدة وإيران، فسيكون على تلك الخلية النائمة توقُّع أن تُدعَى إلى التحرّك والنشاط. وأضاف الكوراني أنّه في حال قامت الولايات المتّحدة باتّخاذ إجراءات معيّنة -لم يُسمِّها- ضدّ “حزب الله” أو قائده نصر الله أو المصالح الإيرانيّة، فإنّه “في تلك السيناريوات أيضاً ستنطلِق الخليّة النائمة وتبدأ العمل”.

في حال اندلاع الحرب بين أميركا وإيران، يمكن لحلفاء فيلق القدس في المنطقة أن يُطلِقوا الصواريخ أو ينفّذوا هجماتٍ تستهدف إسرائيل. ويبدو أنّ إيران توصّلت إلى اتّفاقيّة مع حماس تقوم بموجبها الأخيرة بشنّ هجماتٍ من قطاع غزّة تستهدف إسرائيل في حال اندلاع أعمال القتال على الحدود الشماليّة لإسرائيل. يمكن أن تُطلِق الميليشيات العراقيّة أيضاً الصواريخ على إسرائيل من غرب العراق، أو أن تُساعد في نقل الصواريخ والقذائف الإيرانيّة إلى لبنان ليستخدمها “حزب الله” هناك. يمكن نُشطاء الحزب أن يستهدفوا إسرائيل من الجانب السوريّ من هضبة الجولان أو على امتداد الحدود اللبنانيّة.

غير أنّ أيّاً من هذه السيناريوات يستدعي ردّاً إسرائيليّاً انتقاميّاً شرساً، مع أنّ الهجمات الإرهابيّة التي تقوم بها خلايا كامنة غالباً ما تمثّل أهدافاً عصيّة على توجيه هجوم انتقاميّ.

إنّ الإجراءات الوقائيّة الإسرائيليّة، باستهداف شحنات الأسلحة لوكلاء إيران، والأنفاق الهجوميّة والخدمات اللوجستيّة ومصادر التمويل، تثبت كفاءتَها وفعاليّتها في تقويض قدرات وكلاء إيران وحرمانهم من خيارات هجوميّة عدة.

إلّا أنّه إذا اندلعت أعمال القتال بين واشنطن وطهران، فمن الوارد أن تكون المصالح الأميركيّة والإسرائيليّة مستهدفة من مجموعات تابعة لإيران، ومنها وحدة ’العمليّات السوداء لحزب الله‘.

 

هذا المقال مترجَم عن haaretz.com ولقراءة الموضوع الأصلي زوروا الرابط التالي

 

هل وافق حزب الله على عودة “المبعدين إلى إسرائيل”؟

حازم الأمين - صحافي وكاتب لبناني | 28.03.2024

العرقوب اللبناني بين “فتح لاند” و”حماس لاند”

الوقائع التي تشهدها المناطق الحدودية اللبنانية عززت التشابه بين "فتح لاند" و"حماس لاند"، فبينما كانت الهبارية تتعرض لغارات الطائرات الإسرائيلية التي قتلت على نحو متعمد تسعة مسعفين، كان أهالي بلدة رميش المسيحية يقرعون أجراس كنائسهم احتجاجاً على تمركز حزب الله على إحدى التلال في بلدتهم!