fbpx

ما السبب في أن النساء الثريات محكوم عليهن بالتعاسة

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!
"درج"

في الولايات المتحدة تركيزٌ مبالغٌ به على صور الأثرياء والمشاهير. هناك جانبٌ آخر لهذا التركيز وهو الميل لاحتقار النساء الثرّيات.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

في الولايات المتحدة تركيزٌ مبالغٌ به على صور الأثرياء والمشاهير. هناك جانبٌ آخر لهذا التركيز وهو الميل لاحتقار النساء الثرّيات.
يستند مسلسل Real Housewives المُذاع على شبكة Bravo إلى فكرة أن النساء الحقودات التافهات الطائشات تذهبن لقضاء عطلات عالية التكلفة فقط لتدخلن في عراك شرس عديم الجدوى. وفي الولايات المتحدة أيضاً يُسلط الضوء على نساء مثل (ميلانيا ترامب) و(لويزا لينتون) باعتبارهن زوجات سطحيات للمفاخرة في أفضل الأحوال، كما أنهن يُلقبن بالباحثات عن الذهب.
وفي واحدة من أحدث الكتابات التي لا تُنسى، أُطلق عليهن وصف “قرود بارك أفينيو Primates of Park Avenue” اللواتي يتنافسن على إلحاق أطفالهن بمدارس النخبة بينما يتناولن الحبوب وينفقن ما يُقدر بنحو 95,000 دولار سنوياً على البوتوكس والمنتجعات الصحية والشعر الأشقر المثالي.
من الممكن أن تكون هناك امرأة ثرية مثل المقدمة الشهيرة (أوبرا وينفري) أو المغنية (بيونسيه)، أو رائدة أعمال تشتهر بعملها لا بقيمة صافي الأصول الإجمالية لديها، لكن خارج هذه الدائرة من المشاهير فإن فكرتنا النموذجية عن النساء الثريات هي أنهن اللواتي يتزوجن من رجال أثرياء ما يجعل المرأة  في هذه الحالة مثيرة للشكوك.
هذا البحث القائم على المقابلات يركز على أسلوب حياة العائلات الثرية في مدينة نيويورك ويسلّط الضوء على الطرق التي تظهر خلالها الزوجات الثريات على أنهن مدللات.
حرصت الأمهات اللواتي يبقين في المنزل ممن أجريت مقابلات معهن على إبعاد أنفسهن عن “النساء المرفهات”. بقي معظم هؤلاء النسوة الذين تتراوح أعمارهم ما بين أواخر الثلاثينيات أو الأربعينيات إلى جانب أطفالهن في المنزل. وكانت كل النساء تقريباً متزوجات من رجال يعملون في المجال المالي ممن يحققن دخلاً سنوياً يتراوح مابين 400,000 دولار و 2 مليون دولار. ويعملن في مجالات عدة من بينها المال والقانون والموضة والطب. وشعرت الكثيرات منهن بقلق وذنب عميقين فيما يتعلق بوضعهم الاجتماعي والاقتصادي.
كما تعتبر الأمهات الثريات اللواتي يبقين في المنزل نقطة جذب ثقافي للمخاوف المتعلقة بالثروة والامتيازات لسببين. أولاً، يزداد اعتبار العمل مدفوع الأجر معياراً أخلاقياً مهماً للغاية بالنسبة للأثرياء، بما في ذلك النساء. ثانياً وفي ظل انخفاض النخبة شبه الأرستقراطية من البروتستانت الأنجلوسكسون البيض في النصف الأخير من القرن العشرين، وظهور المهن المالية والتقنية وغيرها من المهن عالية الأجر، هيمن الأثرياء العاملون على الطبقة العليا. وتعتبر الثروة الناتجة عن العمل شرعية ومقبولة إلى حد كبير ولذا فإن شخصيات مثل (بيل غيتس) و(وارين بافيت) لا يستكثر المجتمع عليهم المليارات التي يمتلكونها.
وهذا يمثل تحولاً هاماً بالنسبة للنساء بشكل خاص. فحتى السبعينات على الأقل، كما ذكرت عالمة الاجتماع (سوزان أوستراندر) في كتابها الصادر عام 1984 تحت عنوان نساء الطبقة العليا Women of the Upper Class، نادراً ما عملت النساء الثريات مقابل أجر، وكثيرات منهن لم يحصلن على تعليم جامعي. حتى النساء اللواتي التحقن بالكلية تخلين عنها من أجل الزواج. وكانت النساء اللواتي ينحدرن من خلفيات ثرية محل تقدير بفضل قدرتهن على تربية الأطفال ودعم الأزواج علاوة على القيام بالخدمات الاجتماعية.
أما في الوقت الحالي، تمتلك نخبة النساء اللواتي تحدثتُ إليهن درجات جامعية وعادة ما يمتلكن تدريباً وخبرة مهنية متقدمة. وتتفهم النساء فكرة أن الثروة مقبولة من الناحية الأخلاقية في المقام الأول عندما يعمل الشخص جاهداً على اكتسابها. لذا تشعر النساء بالذنب أنهنّ يُهدرن درجاتهن وينتابهن شعور بأنهن أقل مرتبة. ولكن اتضح أن “العمل الجاد” يعني “العمل مدفوع الأجر”  وهو عمل من المُرجح أن يستمر الرجال في القيام به  بشكل أكبر من النساء خاصة بعد إنجاب الأطفال. وأوضحت عالمة الاجتماع (باميلا ستون) أن “خيار الانسحاب” ليس خياراً حقيقياً في الأغلب، إذ أن الوظائف المهنية المرموقة نادراً ما تتمتع بمرونة كافية تسمح بالجمع بينها وبين كونك صاحب الرعاية الأولية وهو الوضع الذي تشغله النساء دائماً في كل الطبقات. وتميل النساء اللواتي تحدثت معهن إلى الزواج من رجال يجنون مالاً أكثر، كما يفعل الرجال في كثير من الأحيان، في ضوء فجوة الأجور بين الجنسين في المهن التي تدفع أجوراً عالية. ولذا، تكون وظائف النساء هي الأوْلى بالتخلي عنها.
إن افتقار النساء إلى القدرة على كسب المال أشعر بعضهن بالضعف. وأخبرتني خبيرة تربية، عن الأمهات الثريات اللواتي يبقين في المنزل ممن عملت معهن ” تشعر النساء بالندم على إهدار درجاتهن وينتابهن شعور بأنهن أقل مرتبة”.
من خلال كسب المال، يحصل الرجال غالباً على سلطة اتخاذ القرار في كيفية إنفاقه. وبنفس القدر من الأهمية، يحصلون على الحق في الشعور بأنهم “يستحقون” ما يملكونه. عملت (بريدجيت) بدوام جزئي، وكانت تحصل على مال أقل من زوجها بكثير. وقالت إنه جعلها تعاني “وقتاً عصيباً فيما يتعلق بالإنفاق بينما كان حراً في شراء متطلباته. وأوضحت هذه المعضلة بإيجاز قائلةً “لا يمكنني كسب أموال كافية للتأثير على حياتنا. وكيف يمكنني كسب مال كاف كي أستحق شيئاً ما، إذا لم أقل أنني عملت من أجل هذا وحصلت على هذا المال؟”  
أما السبب الآخر وراء التقليل من شأن الأمهات الثريات اللواتي يبقين في المنزل فيكمن في التصور بأنهن مفرطات ومنغمسات في الاستهلاك، وسط عالم يُنظر فيه غالباً إلى الاستهلاك الزائد عن الحد على أنه إخفاق أخلاقي. وتتحمل النساء، الأكثر ارتباطاً بكونهن مستهلكات بوجه عام العبء الأكبر  لهذا النوع من الأحكام، وخاصةً عندما يُعتقد بأنهن يُنفقن فقط على أنفسهن.
وأوضحت (ويللا)، التي ساهمت بمبلغ 500 ألف دولار في الدخل الأسري الذي تبلغ قيمته 2 مليون دولار، أن هناك العديد من الطرق التي تنفق من خلالها الأمهات الأثرياء أموالهن. “إنه لأمر مدهش كيف يمكنك ملء يومك بالعديد من الأشياء، على سبيل المثال القيام ببعض التجديدات، أو الديكور، أو الذهاب للتسوق، أو تناول الغداء مع صديقاتك، أو الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، أو الذهاب إلى بيلاتيس (نظام لياقة بدنية تم تطويرها في أوائل القرن 20 من قبل جوزيف بيلاتس)،أو التدليك، أو بعض العلاج البديل مثل الوخز بالإبر. أعني، هناك الكثير من الطرق التي يمكن أن تقضي بها يومك، حتى لو كان بعضها تافه. أوه، نسيت أمراً مهماً الذهاب إلى الكوافير”.
في محاولة لمقاومة الصورة السلبية للأنانية في الإنفاق، وضعت العديد من النساء مهامهن  بما في ذلك استهلاكهن في صورة عمل. وقد دفعت إحداهن راتباً لنفسها من الأرباح التي حصلت عليها وزوجها أو ورثاها، بعد أن احتسبت “كم ستكلف الاستعاضة عنها” وعن عملها في رعاية الطفل وإدارة المنزل. وقال (ديفيد)، المصمم الداخلي، عن زبوناته اللواتي تركن العمل المدفوع ويعملن على تحسين منازلهن والعناية بها: “إنهن ينظرن إليه حقاً على أنه عملهن الجديد، ويأخُذنه على محمل الجد”.
وغالباً ما يُفترَض أن تكون الأمهات الثريات، على عكس نظيراتهن من الطبقة الوسطى، “يستعنّ بمساعدة خارجية” للقيام بالأعمال المتعلقة بالرعاية المنزلية. لكن النساء اللواتي قابلتهن أكدن على أهمية الوقت الذي يقضيهن مع أطفالهن أو القيام بأنشطة نيابة عنهن، بما في ذلك العمل التطوعي في مدارسهم. وأشرن إلى أن العمل المدفوع الذي استخدمنه عادة ما يكون لأجل توفير بعض الوقت الإضافي للقيام بأمور أخرى تخص العائلة لا من أجل إنفاق أوقاتهن على التدليل الذاتي.
عندما يقدر الأزواج نشاط زوجاتهم بوصف هذا النشاط عمل جدير بالاهتمام، فإن النساء يشعرن  بقدر أكبر من الراحة في علاقاتهن. وأخبرتني إحدى النساء اللاتي تزيد قيمة أصول ما تملك على  50 مليون دولار: “أنا مسؤوله حرفياً عن كل شيء له علاقة بالأسرة أو الرعاية المنزلية”. وأضافت “أنا محظوظة جداً أنني تزوجت شخصاً لا يجعلني أشعر بأنني أساهم بصورة أقل. ولم يسألني أبداً على ما أنفق المال، ولدينا تقسيم جيد جداً للأعمال”.
على الجانب الآخر، لم ينظر بعض الأزواج إلى الأعمال التي تقوم بها زوجاتهن باعتباره “عمل”. وهنا تبدو ديناميكية السلطة تتمحور حول الرجل، وليس فقط حول من يجلب مالاً أكثر إلى المنزل.
النقطة الرئيسية هنا ليس الثناء على الأمهات الأثرياء اللواتي يقبعن في المنزل. ولكن، ما أريد تسليط الضوء عليه هو أن الفكرة الأمريكية عن “الجدارة” ترسخ وتعتمد على الأدوار التقليدية للجنسين.
وما دام من المتوقع أن النساء هنّ المسؤولات عن رعاية الأطفال، وما دامت الفجوة في الأجور بين الجنسين قائمة، فإن النساء في فئات الدخل المرتفعة سيظلين أكثر عرضة للتخلي عن وظائفهن والبقاء في منازلهن. وبذلك تصبح المرأة هدفاً للازدراء الثقافي، كما هو الحال بالنسبة للوقت الذي يقضينه في تجديد المنزل والتسوق والقيام بالمهام الأخرى الضرورية للحفاظ على أنماط حياة أسرهن.
والنتيجة هي أن ثقافتنا توجه الشكوك حول ما يعنيه أن تكون شخصاً “صالحاً” وغنياً إذا ما تعلق الأمر بالمرأة، بينما تجعل من السهل على الرجال ذوي الوظائف المربحة الشعور معنوياً بأنهم يستحقون تلك الثروة. وبهذه الطريقة تحمل المرأة أعبائنا الثقافية والأخلاقية والنفسية المتعلقة بالمال. بينما يكون للرجال مطلق الحرية على الجانب الآخر.
المقال مترجم عن الرابطالتالي.
[video_player link=””][/video_player]

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.