fbpx

قصص حب من نوع جديد في هوليوود

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

تحتوي أفلام عالم مارفل بالطبع عدداً لا يحصى من الصداقات، لكن أن يضع مثل هذا الكون السينمائي قصة حب بين امرأتين في قلب فيلم من أفلامه -بدلاً من القصص الرومانسية التقليدية- فهذا يعني تحولاً سينمائياً أوسع نطاقاً عام 2019.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

اندلعت ثورة هادئة في دور السينما مطلع هذا العام مع إطلاق فيلم “كابتن مارفل”. وباعتباره أول فيلم من أفلام الأبطال الخارقين من بطولة نسائية بامتياز ضمن سلسلة أفلام “عالم مارفل السينمائي”، لم يتميز الفيلم بما قدمه فقط، بل بما افتقر إليه أيضاً: قصة رومانسية تقليدية. 

فبدل منح كارول دانفرز، الشخصية التي تؤديها بري لارسون، علاقة غرامية، منحها صناع الفيلم صديقة مقربة، هي ماري رامبو، وجعلوا من علاقتهما القوة المحركة الرئيسية في الفيلم. قالت لارسون في المؤتمر الصحافي الخاص بإطلاق الفيلم، “هذه هي قصة الحب في الفيلم. هذا هو الحب العظيم. هذا هو الحب الضائع. هذا هو العثور على الحب مرة أخرى. هذا هو السبب الذي يدعوك إلى مواصلة القتال والذهاب إلى آخر العالم من أجل الشخص الذي تحبه”. 

تحتوي أفلام عالم مارفل بالطبع عدداً لا يحصى من الصداقات، لكن أن يضع مثل هذا الكون السينمائي قصة حب بين امرأتين في قلب فيلم من أفلامه -بدلاً من القصص الرومانسية التقليدية- فهذا يعني تحولاً سينمائياً أوسع نطاقاً عام 2019. 

أدت الصداقة لفترة طويلة دوراً مساعداً في الأفلام، مثل رفيق الشرب، والكتف التي تبكي عليها، والمرشد والسَند. لكنها باتت تؤدي دوراً رئيسياً في الآونة الأخيرة. فمطلع هذا العام وفي أول تجربة إخراج لها، أطلقت أوليفيا وايلد فيلم “بوكسمارت” Booksmart الذي لاقى استحساناً واسع النطاق، (حصل الفيلم على مراجعات إيجابية مجمّعة بلغت نسبتها 97 في المئة في موقع “روتن تُوميتوز”، ومنحته BBC Culture أربع نجمات، وهو من نوع أفلام المدارس الثانوية الكوميدية وتركز قصته على صديقتين تواجهان الحياة بعد التخرج بعيداً من بعضهما بعضاً. 

يُسقط السيناريو -الذي دار بين كثرٍ من الكُتّاب في هوليوود على مدى عقدٍ، وأُعيدت كتابته مرات عدة – الفكرة الأولية لفتاتين تبحثان عن رفيقين لهما قبل حفل تخرّجهما من المدرسة الثانوية، ليُركز بقوة على الصداقة بينهما. وقالت كاتبة السيناريو كاتي سيلبرمان، إنها أرادته أن يمتلك بنية الأعمال الرومانسية الكوميدية (الرومكوم)، وأن يتناول العلاقة بالأهمية ذاتها الممنوحة لأيّ نوعٍ آخر من قصص الحب، بكل ألم القلب الذي يصاحبها. 

براد بيت وليوناردو دي كابريو

أخوات بالدم

كتبت سيلبرمان أيضاً سيناريو فيلم نيتفلكس الأصلي Set It Up، الصادر عام 2018، وهو أحد الأفلام الرومانسية الكوميدية الكثيرة التي أطلقتها الشبكة على مدار العامين الماضيين، لكن هذا العام، أولت “نتفليكس” اهتماماً كبيراً للأفلام التي تركز على الصداقة. في فيلم Someone Great، كان الحافز المبدئي للحبكة هو فتاة يهجرها صديقها، لكن في النهاية يعتبر الفيلم احتفالاً بالعلاقة التي تجمعها بصديقاتها. على نفس المنوال، يستكشف فيلم آيمي بولر (Wine Country) -وهو فيلم كوميدي حول مجموعة من الصديقات اللاتي يجتمعن سوياً للاحتفال بعيد ميلاد صديقتهن الخمسين- الفكاهة والدفء والتوتر الكامنين في الصداقات الممتدة لعقود. 

وهناك تركيز على الصداقات الذكورية أيضاً. يتمحور أحدث أفلام تارانتينو Once Upon a Time In Hollywood، حول العلاقة التي تجمع بين ممثل مكافح خبت سنوات نجوميته (ليوناردو دي كابريو) وبديله في المشاهد الخطرة (براد بيت). وقد استوحى المخرج قصة الفيلم من علاقة الصداقة الحقيقية التي جمعت بين الممثل بيرت رينولدز وبديله هال نيدهام، الذي قال عنه رينولدز، “لو كان امرأة، لكنا حظينا بزواجٍ رائع”. ويحكي فيلم الدراما والسيرة الذاتية المرتقب A Beautiful Day in the Neighbourhood، من بطولة توم هانكس في دور أيقونة التلفزيون الأميركي فريد روجرز، قصة الصداقة الحقيقة التي نشأت بين روجرز وصحافي في إحدى المجلات يؤدي دوره ماثيو ريس.   

لكن على رغم أن أفلام الرومانسية الأخوية (برومانس) والصداقات الذكورية تبدو مألوفة على الشاشة، لا تُقدم أعمال مركبة حول الصداقات النسائية بالقدر ذاته. هناك أفلام كثيرة تتناول الصداقات بين النساء، بداية من الفيلم العاطفي المثير للبكاء Beaches، وصولاً إلى فيلم الدراما والمغامرة الشهير Thelma & Louise، وفيلم الكوميديا المضحك للغاية Bridesmaids. ودائماً ما كانت أفلام المراهقين بالذات، مثل فيلمي Mean Girls، وClueless، تتناول هذه العلاقة الحيوية الخاصة. فقد تجاوز فيلم  Girl’s Trip ، -وهو فيلم كوميدي صاخب تدور قصته حول أربع صديقات يذهبن في رحلة إلى نيو أورلينز معاً- التوقعات في شباك التذاكر وأكد صناع الفيلم أن هناك جزءاً ثانياً. 

ربما يكون دور الصديق المقرب متكرراً في الدراما، لكن لا تزال الأفلام التي تعطي الأولوية للصداقة على حساب القصص الرومانسية -ولا تتضمن نساءً إما يتصارعن على الرجال أو يتبادلن الحديث حول السلوك الفظيع لرجل- نادرة نسبياً. إضافة إلى ذلك، عندما يتم التطرق إلى الصداقات -بخاصة الصداقات النسائية- فإنها يمكن أن تقع فريسة للأفكار النمطية، تماماً مثلما يحدث مع القصص الرومانسية. مثلاً، يروج Sex & The City، سواء الفيلم أو المسلسل التلفزيوني، لفكرة أنه: في حين تأتي العلاقات وتذهب وهي ليست دائمة، سيظل الأصدقاء إلى جانبك مهما حدث، عادة على هيئة عصابة مكونة من 4 نساء يمسكن بكؤوسهن. نادراً ما نرى على الشاشة الجانب الفوضوي والمُؤلم والقاسي للصداقات، أو كيف ولماذا تنهار بعض الصداقات.

مع أصدقاء مثل هؤلاء

دفعت الفجوة بين واقع علاقات الصداقة والتصورات الثقافية عنها، إيما جين أنسوورث إلى كتابة رواية “الحيوانات” عام 2014، وتروي فيها قصة امرأتين مثيرتين للمتاعب، تتعرض علاقتهما لمحنة، حين تبدأ إحداهما بالتساؤل عما إذا كانت الحياة تنطوي على ما هو أكثر من علاقتهما الاعتمادية المتبادلة. يصدر في المملكة المتحدة، فيلم مأخوذ عن الكتاب، كتبته أنسوورث أيضاً، وتؤدي فيه هوليداي غرينغر وعلياء شوكت دوري البطولة. 

أخبرت أنسوورث BBC Culture، قائلة، “كان تصوير تفاعلات الحياة اليومية في علاقة الصداقة تلك مهماً. أردته أن يكون مرحاً وأن تكون فيه هاتان الفتاتان الذكيتان الساخرتان اللتان تخوضان المغامرات معاً. كان لفيلم “ويزنيل وأنا” تأثير كبير. أحب ذلك الفيلم، فيه الكثير من الكوميديا والكثير من الحزن والمرارة كذلك”. 

عندما بدأت في كتابة رواية “الحيوانات”، أرادت تصوير علاقة صداقة حقيقية وفوضوية، كتلك التي خاضتها بنفسها. تقول، “في ذلك الوقت، لم أشعر بأنني قد أرغب في قراءة شيء كهذا، على رغم أن الكثير من الأشياء الرائعة حدثت منذ ذلك الحين”.  

بل لعله بسبب غياب القصص المفصلة عن الموضوع، يعتبر فيلم Girlfriends، للمخرجة كلاوديا ويل الذي أنتج عام 1978 أكثر الأفلام تمثيلاً لعلاقات الصداقة النسائية. يروي الفيلم قصة صديقتين مقربتين تعيشان في نيويورك في خضم الموجة الثانية للحركة النسوية، وحين تغادر إحداهما لتتزوج، تجد الثانية نفسها هائمة بلا وجهة. ترك الفيلم انطباعاً كبيراً في نفس لينا دونهام دفعها لدعوة ويل لإخراج حلقة من مسلسل Girls. ويظهر تأثيره جلياً أيضاً في فيلم Frances Ha، من إخراج نوح باومباخ وشاركت في كتابته غريتا غيروغ وأدت دور النجومية فيه، وهو فيلم تصور فيه الصداقة على أنها قصة رومانسية عظيمة، والتي تبدأ في التصدع عندما يظهر أن إحدى الصديقتين مستعدة للمضي قدماً قبل الأخرى. 

فكرة قابلية الصداقة للتغير والانتهاء هي شيء أرادت أنسوورث استكشافه على الشاشة. تقول، “كنت أشعر بألم كبير عند انتهاء علاقة صداقة وأنا في العشرينات. لكن في فيلم (حيوانات) أردت أن أبين أن عدم استمرار علاقة ما للأبد لا يعني أنها فاشلة”. 

لا تمثل النساء في فيلم “حيوانات”، تلك الصورة النمطية عن الصديقات اللواتي يشجعن بعضهن باستمرار. يحببن بعضهن، لكنهن يسببن ألماً كبيراً لبعضهن البعض. تشرح أنسوورث الأمر قائلة، “إن كنا سنفي بحق علاقات الصداقة من ناحية تعقيدها كالعلاقات العاطفية والجنسية أو من ناحية مدة دوامها خلال فترات العمر المختلفة، علينا أن نقول إنها مفجعة في بعض الأحيان، وقد تكون مثيرة للحيرة، وقد تكون مخيفة وقاسية”.  

وتأمل بأن تكون هذه بداية لمنظور جديد تطرح من خلاله علاقات الصداقة في السينما. مضيفةً، “آمل أن نستمر في التعمق أكثر فأكثر وأن نصورها بطرق كثيرة مختلفة”. قد لا تمكننا صداقاتنا من إنقاذ العالم، كما تفعل كابتن مارفل، لكنها من أهم العلاقات في حياتنا. وقد بدأت السينما على ما يبدو في إدراك ذلك. 

 

هذا المقال مترجم عن bbc.com ولقراءة الموضوع الأصلي زوروا الرابط التالي.

جيفري إبستين: نهاية رجل الجنس المحرّم