fbpx

غور الأردن… لماذا يلوّح به نتانياهو الآن؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!
"درج"

لم تتراجع المخاوف من تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الأخيرة حول فرض السيادة الإسرائيلية على غور الأردن وشمال البحر الميت ومصادرتها، بصفتها أكثر استفزازية وتهديداً للسلام بين الأردن وإسرائيل. 

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

لم تتراجع المخاوف من تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الأخيرة حول فرض السيادة الإسرائيلية على غور الأردن وشمال البحر الميت ومصادرتها، بصفتها أكثر استفزازية وتهديداً للسلام بين الأردن وإسرائيل. 

خلفية تاريخية 

تمتد منطقة الأغوار وشمال البحر الميت على مساحة 1.6 مليون دونم، وتقع بجانب الحدود الأردنية، واحتلت إبان النكسة عام 1967 وتقع معظم أراضي غور الأردن في المنطقة المصنفة (ج) في الضفة الغربية التي تسيطر اسرائيل على أكثر من 50 في المئة منها. وبحسب الإحصاءات الإسرائيلية، فإن عدد المستوطنين الذين يعيشون في غور الأردن يبلغ 9 آلاف شخص. 

وفي ما يتعلق بالهدف وراء ضم تلك المناطق، أوضح الباحث علي محافظة: “هنالك عدد من المشاريع التي اقترحها الساسة الإسرائيليون على التسوية بين الأردن والكيان الصهيوني عام 1967، قبل أن تتولى منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية هذا الدور، كان الهدف الأساسي منها أن يكون الكيان الصهيوني على حدود الأردن وألا تكون الضفة الغربية حاجزاً بين إسرائيل والأردن وهذا هدف استراتيجي مهم لدى الإسرائيليين. أما الهدف الأساسي من ذلك فهو جعل إمكان قيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية أمراً متعثر التحقيق”.

أغوار الأردن

أهمية استراتيجية

وتعتبر المنطقة مهمة من الناحية الاستراتيجية، إذ تتخذ العديد من الشركات الإسرائيلية منها مقراً لها وخصوصاً الشركات الزراعية. ويعتبر السياسيون اليمينيون في إسرائيل ومنذ فترة طويلة المنطقة استراتيجية لا يمكن التخلي عنها أبداً. في حين يرى الفلسطينيون أن السيطرة الإسرائيلية على عمق الضفة الغربية تنهي فعلياًَ إمكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة. 

من جانب آخر، يرى عضو المكتب السياسي في “الحزب الشيوعي الأردني” عمر عواد أن “الاحتلال اليوم يسعى إلى فرض حدود جديدة يحمي بها كيانه وهو ليس توسعياً بالمفهوم العدواني القديم الذي كان في القرن الماضي، بل هو توسعي على صعيد الهيمنة في محاولة ضمان حدود له، تمنع التواصل الحقيقي والطبيعي للشعب الفلسطيني مع العرب”.

توقيت تصريح نتانياهو

جاءت تصريحات نتانياهو قبيل الانتخابات الرئاسية في إسرائيل، فحاول أن يوحي بأنه الوحيد القادر على اعتلاء سدة الحكم وحماية “حقوقهم” اليهود. 

في هذا الإطار، علق القيادي في جماعة الاخوان المسلمين زكي بني رشيد لـ”درج” معتبراً أن نتانياهو:”يواجه تحدياً على المستوى الإقليمي، حيث تعرض الأمن الداخلي للاهتزاز نتيجة الاشتباك العسكري على الجبهة الشمالية مع حزب الله، وعلى الجبهة الجنوبية مع غزة. وفي هذا السياق، تأتي تلك التصريحات المتعلقة بفرض السيادة الإسرائيلية على غور الأردن ومستوطنات الضفة الغربية”.

تحذير أوروبي

وقد حذر الاتحاد الأوروبي من أنه في حال تنفيذ نتانياهو تعهده، فإنه “يقوض قابلية قيام حل الدولتين وإمكانيات السلام الدائم”. ويرى محللون أن إعلان نتانياهو كان محاولة منه للحصول على مزيد من الدعم اليميني في الانتخابات.

وتسيطر إسرائيل فعلياً على المنطقة، لكن ضم جزء كبير من الضفة الغربية رسمياً سيمثل إشارة واضحة إلى أن الدولة اليهودية لا تنوي التخلي عنها. 

سياسياً، دان الأردن عبر وزير الخارجية أيمن الصفدي في تغريدة على “تويتر” تصريح نتانياهو مشيراً إلى أنه نسف للعملية السلمية، وكتب “إنه تصعيد خطير… سيكون ثمنه تقويض فرص حل الصراع ودفع المنطقة نحو المزيد من العنف والتأزيم”.

جاءت تصريحات نتانياهو قبيل الانتخابات الرئاسية في إسرائيل، فحاول أن يوحي بأنه الوحيد القادر على اعتلاء سدة الحكم وحماية “حقوقهم” اليهود. 

وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأردني نضال الطعاني لـ”درج”: “تصريحات نتانياهو استفزازية وهي بمثابة إعلان حرب حقيقية على الأردن ولا بد أن ننظر هنا إلى عملية السلام برمتها، ففي حال نفذ تهديداته، فهذا يشير إلى أنه سيكون هناك فشل ذريع لعملية السلام القائمة بين الأردن و”إسرائيل”، فحتى حل الدولتين سيكون في مهب الريح”.

في المقابل، رأى الكاتب والباحث هشام البستاني أن السلام مع الاحتلال وهم ومرفوض مبيناً أن “نتانياهو وجّه بتصريحاته صفعة جديدة بمثابة رصاصة نهائية لأصحاب القرار في الأردن الذين راهنوا على أوهام ما يسمى السلام”، لافتاً إلى أن “نتانياهو ألقى بكل وعود السلام بالقمامة عندما أعلن ترامب أن القدس عاصمة “لإسرائيل”، علاوة على استقباله قاتل الأردنيين حارس السفارة واعتباره بطلاً، إضافة إلى خرقه الالتزامات الموضحة في معاهدة السلام”.

وحدة الإرادة السياسية الأميركية الصهيونية

أكد بني رشيد استغلال نتانياهو وجود ترامب في البيت الأبيض، إذ تم نقل السفارة الأميركية إلى القدس واعتُرف بضم أراضي الجولان السورية المحتلة إلى إسرائيل، تمهيداً لإتمام مشروع صفقة القرن.

ورأى عواد أن تصريحات نتانياهو تأتي في سياق التدابير الإسرائيلية الأميركية منذ إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، إضافة إلى ضم أراضي الجولان، ما يعني أن الإدارتين الأميركية والإسرائلية منذ سنتين، تسعيان إلى خرق قواعد الاشتباك في القانون الدولي الإنساني، ومن ذلك ما يحصل اليوم من محاولات أو إعراب عن محاولات ضم غور الأردن التي هي حق للجانب الفلسطيني، وفق قرارات الشرعية الدولية، وهو حق حدودي أيضاً كمعبر للفلسطينين للتواصل مع عمقهم العربي. إن ذلك استمرار للمطامع واستمرار للسياسة الجديدة التي اتخذتها الإدارتان الأميركية والإسرائيلية، للانقضاض على ما تبقى من قرارات الشرعية الدولية، في محاولة لخلق واقع جديد للتعاطي مع الاحتلال فيه”.

تواطؤ أردني رسمي

إلى ذلك يرى البستاني أن المصيبة الكبرى تكمن في غياب أي إرادة سياسية عند أصحاب القرار، إذ قال: “الكارثة الكبرى ليست في تصرفات نتانياهو فهو شخص إرهابي على رأس دولة إرهابية استعمارية استيطانية، طبيعي أن يتصرف بهذه الطريقة، ولكن الكارثة هو رد الفعل الرسمي في الأردن أو على الصعيد العربي، فالأردن هو المتأثر المباشر بمثل هذه المخططات وهناك صمت كامل خارج سياق الإدانه اللفظية التي لا معنى لها وليس مجرد صمت فحسب، بل تواطؤ وتسليم الأردن بالمعنى الأمني والاستراتيجي للكيان الصهيوني”.

وأضاف: “خصوصاً في ما يتعلق باستمرار السلطة في الأردن بالعمل باتفاقية استيراد الغاز من الكيان الصهيوني، الأمر الذي يرهن أمن الأردن ومستقبله لنتانياهو ومخططاته ويبدد أموال دافعي الضرائب على دعم هذه المخططات، فيما تتحدث السلطة في الأردن عن تنمية اقتصادية في البلاد وسط ديون هائلة”. ويستنكر هذا الضم أو هذا التحديث الأخير المتعلق بضم الغور ومنطقة شمال البحر الميت إلى إسرائيل.

وحذر بني رشيد قائلاً: “إن لم تكن هناك مواجهة جادة لتلك التصريحات وإجراءات عملية تصل إلى قطع العلاقات وإلغاء الاتفاقيات، فإن الفائز في تشكيل حكومة إسرائيل سيطبق الوعود الانتخابية ويستولي على ما تبقى من الأرض الفلسطينية”.

كما أيد عواد الطرح السابق وبين أن هذا التمادي بإعلان النية عن ضم غور الأردن من الجانب الفلسطيني، “يأتي في سياق عدم توفر رد عربي حقيقي ورد دولي حقيقي لردع الاحتلال، من خلال ضم القدس أو من خلال إعلان ضم الجولان، إذ ما زالت هذه الانتهاكات مستمرة كما دائماً. المطلوب الآن وقف كل أشكال التعامل مع دولة الاحتلال وإعلان بطلان الاتفاقيات التي لم تلتزم بها في الأساس والذهاب إلى المجتمع الدولي لمحاكمتها وخلق واقع كفاحي جديد في التعاطي معها”.

لاجئ فلسطيني في الأردن… حنين لا ينقطع لـ”البئر الأولى” 

حازم الأمين - صحافي وكاتب لبناني | 28.03.2024

العرقوب اللبناني بين “فتح لاند” و”حماس لاند”

الوقائع التي تشهدها المناطق الحدودية اللبنانية عززت التشابه بين "فتح لاند" و"حماس لاند"، فبينما كانت الهبارية تتعرض لغارات الطائرات الإسرائيلية التي قتلت على نحو متعمد تسعة مسعفين، كان أهالي بلدة رميش المسيحية يقرعون أجراس كنائسهم احتجاجاً على تمركز حزب الله على إحدى التلال في بلدتهم!