fbpx

مئة عام من النضال الكردي في سبيل الأرض والهوية

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

لطالما ردد الأكراد عبارة أن “لا أصدقاء لنا سوى الجبال”، مُلمحين إلى تاريخٍ طويل من الخيانات التي مُنيوا بها.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

يعتبر المقاتلون الأكراد قرار الرئيس دونالد ترامب إفساح الطريق أمام عملية عسكرية تركية في شمال شرقي سوريا طعنةً في الظهر.

لطالما ردد الأكراد عبارة أن “لا أصدقاء لنا سوى الجبال”، مُلمحين إلى تاريخٍ طويل من الخيانات التي مُنيوا بها.

يتوزع الأشخاص ذوو الأصول الكردية البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة بشكل أساسي في جنوب تركيا وشمال العراق وشمال شرقي سوريا وشمال غربي إيران. وغالباً ما يُشار إليهم بأنهم أكبر مجموعة عرقية في العالم لا تمتلك دولة مستقلة، في حين تعرضت المجموعات التقليدية من الأكراد الرُحَّل لأعمال قمعٍ عنيفة من قِبل الحكام الاستبداديين على مدار القرن العشرين، وهو ما شجع ظهور حركات تمردية تدافع عن حقوق الأكراد واستقلالهم وتمتعهم بالحكم الذاتي.

1920

وُعِد الأكراد بتأسيس دولة مستقلة لهم بموجب معاهدة “سيفر”، إحدى المعاهدات التي أنهت الحرب العالمية الأولى وفككت الإمبراطورية العثمانية. لكن لم يتم الإيفاء بالتعهد الذي قطعته بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة للأكراد، ورُسمت الحدود الوطنية عبر منطقة كردستان الكبرى المأمولة.

لكن لم يئد هذا حلم القومية الكردية، وشهد القرن ثورات وانتفاضات قام بها زعماء القبائل الكردية على الدول التي تعارض مطالبتهم بالحصول على الحكم الذاتي وتحاول طمس الهوية الكردية.

1923

أسس مصطفى كمال أتاتورك الجمهورية التركية بعد حرب الاستقلال، مع قيام دولة مركزية ذات قومية تركية والتي كانت تواجه انتفاضات من القبائل الكردية. سُحقت هذه الانتفاضات بالقوة العسكرية. ووضِعت في ما بعد سياسات تقمع حقوق الأكراد وتطمس هويتهم، من خلال حظر استخدام اللغات الكردية وإجبار الأكراد على “تتريك” أسمائهم، وأيضاً أسماء مدنهم وقراهم.

1946

شجع الاتحاد السوفياتي، الذي كان يحتل هو والحلفاء إيران ويحاول ضم شمال غربي البلاد إلى صفهِ، القومية الكردية ودعمها من أجل تأسيس دُويلة ذات حكم ذاتي تطالب بالاستقلال عن إيران تحمل اسم جمهورية مهاباد. لكن سرعان ما أُسقطت تلك الجمهورية قصيرة العمر -دامت 11 شهراً فقط- عندما انسحبت القوات السوفياتية من إيران.

1958

عاد الزعيم القبلي مصطفى البارزاني، الذي حارب لمصلحة جمهورية مهاباد، إلى موطنه الأصلي في شمال العراق ليقود انتفاضة من أجل قيام دولة كردية مستقلة تتمتع بالحكم الذاتي. وقد أشعل هذا حرباً مع الدولة العراقية استمرت حتى عام 1970.

1962

جُرد نحو خُمس الأكراد السوريين المقيمين في المنطقة ذات الغالبية الكردية في شمال شرقي البلاد من جنسيتهم السورية، وهو ما حرمهم من الوظائف والتعليم وحقوق الملكية المدنية والتمثيل السياسي. وفقد كثيرون منهم أراضيهم، التي سلمتها الدولة للمستوطنين الجدد من العرب والآشوريين.

1972

طلب شاه إيران من الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون مساعدته في دعم ثورة البارزاني ضد الدولة العراقية. وقتذاك كان العراق موالياً للاتحاد السوفياتي، لذا وافق نيكسون على بدء تسليح الأكراد. لكن عام 1975، عقد الشاه صفقةً مع العراق، كان من بنودها التخلي عن الأكراد ووقف دعم الشاه لهم وهو ما تسبب في هجر الأميركيين لهم.

1978

تأسس “حزب العمال الكردستاني”، وهو جماعة مسلحة كردية يسارية متطرفة، على يد عبد الله أوجلان، وهو من أكراد تركيا، بهدف إقامة دولة كردية مستقلة باستخدام وسائل العنف، ولنيل حقوق ثقافية وسياسية وتقرير المصير لأكراد تركيا.

1984

بدأ “حزب العمال الكردستاني” استخدام شمال العراق قاعدةً لشن حرب عصابات ضد تركيا، استمرت بصورة مُتقطعة على مدى العقود الأربعة المقبلة. وارتكب خلالها الحزب جرائم إرهابية بشعة، بينما اعتقلت تركيا الأكراد النشطاء سياسياً.

1987- 1988

في الأيام الأخيرة من الحرب الإيرانية – العراقية، شن صدام حسين، الديكتاتور البعثي، حملة إبادة جماعية ضد الأكراد العراقيين، بلغت ذروتها بشن هجوم كيماوي على بلدة حلبجة في إقليم كردستان العراق. ما أسفر عن مصرع أكثر من 5 آلاف شخص في يوم واحد.

1991

حثت إدارة رئيس الولايات المتحدة الأسبق جورج بوش الأب، على حدوث الانتفاضة الكردية في شمال العراق، بعد طرد صدام حسين من الكويت في حرب الخليج الأولى. بيد أن الديكتاتور العراقي قضى عليها تماماً. أدى ذلك إلى نزوح مئات آلاف الأكراد ولجوئهم إلى المناطق الجبلية على الحدود العراقية التركية. دفع ذلك الدمار الولايات المتحدة وغيرها من الشركاء الغربيين، إلى إقامة منطقة حظر جوي لمنع صدام من قصف الأكراد. وظل ذلك الحظر حتى غزو الولايات المتحدة للعراق عام 2003.

2003

عملت الولايات المتحدة مع الأكراد العراقيين وإقليم كردستان أثناء غزو العراق. وبعد سقوط صدام، اكتسب إقليم كردستان العراق صفة الحكم الذاتي، وتمتع بانتعاش اقتصادي.

2011

أتاحت الحرب الأهلية السورية فرصة أمام الأكراد السوريين لتشكيل منطقة حكم ذاتي في شمال شرقي سوريا. واختارت الولايات المتحدة المقاتلين الأكراد المحترفين من وحدات حماية الشعب الموالية لـ”حزب العمال الكردستاني”، لقيادة العمليات القتالية في شمال شرقي سوريا ضد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، وكذلك الجهاديين السنة الذين استغلوا فراغ السلطة للسيطرة على منطقة شاسعة من الأراضي في جميع أنحاء سوريا العراق.

2015

أدى انهيار عملية السلام المتداعية بين “حزب العمال الكردستاني” والدولة التركية إلى موجة من العنف. فقد اندلعت الحرب في المناطق الحضرية، وبخاصة في المدن ذات الغالبية الكردية في جنوب شرقي تركيا، وبدأت موجة من التفجيرات المرتبطة بـ”حزب العمال الكردستاني” تجتاح المدن في غرب تركيا، بما في ذلك العاصمة أنقرة واسطنبول.

وأعقبت انهيار المحادثات، التي قادها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، واقترنت بإصلاحات تهدف إلى تحسين حقوق الأكراد، موجة من الاعتقالات لنشطاء وسياسيين أكراد.

2018

في كانون الأول/ ديسمبر، وجه ترامب أول تهديد له بسحب القوات الأميركية من المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، قائلاً إن الجهاديين قد هزموا. ثم غير موقفه ليتخذ بعد ذلك قراراً أكثر اعتدالاً بالانسحاب الجزئي بعدما ثارت ردود فعل غاضبة في الولايات المتحدة والخارج إزاء التخلي عن الأكراد الذين كانوا حلفاء للولايات المتحدة في مكافحة المتطرفين في شمال شرقي سوريا.

2019

تمكنت قوات سوريا الديموقراطية -وهو تحالف متعدد الأعراق والأديان، يتألف من مقاتلين أكراد ومجموعات عربية معارضة لنظام الرئيس بشار الأسد- أخيراً من تحقيق انتصار إقليمي على تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في شمال شرقي سوريا بدعم من تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة.

7 تشرين الأول/ أكتوبر  

أعلن ترامب أن القوات الأميركية ستغادر المنطقة الحدودية التركية – السورية، حيث كانت تقوم بعمل دوريات مشتركة مع تركيا كجزء من آلية لطمأنة أنقرة إلى أن المقاتلين الأكراد الانفصاليين لن يستخدموا المنطقة لشن هجمات على تركيا. يُنظر إلى موقف ترامب على نطاق واسع بأنه يعطي الضوء الأخضر للتقدم العسكري التركي الذي ظلت تركيا طويلاً تُهدد بالقيام به في هذه المنطقة، ما يضع حلفاء أميركا الأكراد في مواجهة عدو يعتبرون أنه يُمثل تهديداً أكبر من تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.

هذا المقال مترجم عن financial times ولقراءة الموضوع الأصلي زوروا الرابط التالي

كيف فاض “نبع السلام” التركي على المدنيين الأكراد ؟