fbpx

انتفاضة لبنان: إنجاز الاستقالة على وقع غزوة “حزب الله”

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!
"درج"

كان صعباً على “حزب الله” أن يقبل بصفعة استقالة الحكومة اللبنانية من دون أن يقدم على انتقامٍ رمزي من المتسببين بهذه الاستقالة

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

كان صعباً على “حزب الله” أن يقبل بصفعة استقالة الحكومة اللبنانية من دون أن يقدم على انتقامٍ رمزي من المتسببين بهذه الاستقالة، فأرسل ومنذ صباح يوم الثلثاء وحدات غير مسلحة من مقاتليه إلى ساحة التظاهر وأقدم أفرادها على استباحة ساحتي رياض الصلح والشهداء في مشهد أثار هلع اللبنانيين، الذين ما لبثوا أن عادوا والتقطوا أنفاسهم ما أن أعلن رئيس الحكومة سعد الحريري استقالة حكومته، مستجيباً بذلك لطلب المتظاهرين في معظم المدن والمناطق اللبنانية.

انقضاض “حزب الله” على ساحة التظاهر كشف مرة أخرى أنه ومنذ اليوم الأول للاحتجاجات تعامل معها بصفته السلطة المستهدفة بالتظاهر والمتهمة بالفساد والفشل، وهو فاوض على هذا الأساس وتمسك ببقاء جبران باسيل في الحكومة، واعتبر أن أي استجابة لمطالب المتظاهرين سيعني تصديعاً لسلطته ولنفوذه. وهذا ما يكشف أن رفض تقديم أي تنازل من قبل السلطة، التي يقف “حزب الله” وراءها، للمتظاهرين، هو جزء من ثقافة المنومة الإقليمية التي ينتمي إليها الحزب في سوريا والعراق وايران، ففي هذه الدول أيضاً رفضت السلطة العميقة تقديم تنازلات وإن طفيفة للمحتجين، ولم تكترث هذه السلطة للأثمان الدموية التي نجمت عن ذلك.

في لبنان، المشهد لامس الدماء من دون أن يبلغها، لكن الرسالة حملت من العنف ما يوازي الدماء، ذاك أن مئات المقاتلين المدربين وغير المسلحين انقضوا على المعتصمين بهراواتهم، وهتفوا بشعارات مذهبية وأحرقوا الخيم في لحظة كانت فيها التظاهرة في لحظة كمون. لكن المتظاهرين الذين لم يستعدوا لهذه المواجهة عادوا إلى الساحة بعد أقل من ساعة من غزوة “حزب الله”، وما أن أعلن الحريري استقالته، وشرعوا بإعادة نصب الخيم والهتاف، وحملت حناجرهم بعض التعب لكنها كشفت عن إصرار على مواصلة الاحتجاجات.

بعد غزوة يوم الثلثاء، صار من الصعب على الحزب أن يواري حقيقة أنه السلطة كلها، وأن تمسكه بوزير الخارجية جبران باسيل سببه أن إزاحة الأخير ستمثل صفعة لا يبدو أن سلطة الحزب تستطيع تحملها. والحزب في تحمله أعباء هذه المواجهة، وعلى رغم اهتزاز صورته ونفوذه، لم يكترث لحجم الخسائر التي خلفها توليه هذه المهمة ورفدها بخطب ممتالية لأمينه العام حسن نصرالله، بدا الأخير فيها أقرب إلى زعماء الدول التي هزتها الثورات العربية، خلال إطلالاتهم التي سبقت إطاحتهم.

 

 الصدمة التي أحدثها الحزب لن تؤتي أكلها، خصوصاً في المناطق. ويبدو أن الحزب بدأ شق طريق مواز عبر رفع منسوب الخطاب الطائفي. لكن حتى هذا الخيار يبدو غير سهل هذه المرة، ذاك أن “كلن يعني كلن” امتص هذه المرة جزءاً من قدرات القوى الطائفية

 

استقالة الحريري مثلت صفعة لـ”حزب الله” أولاً، وغزوته التي سبقت الاستقالة بساعات قليلة كانت محاولة لاستباق الصفعة بصفعة، لكن ما يدفع إلى الحيرة هنا هو هوية من تلقى الصفعة! ذاك أن المستهدفين بالغزوة ليسوا سوى مواطنين لا هوية سياسية أو طائفية لهم. المعتدون أنفسهم حين توجهت إليهم كاميرا تلفزيون السلطة، أي الـ”أو تي في” وسألتهم عما يريدونه لم يجدوا ما يجيبون به سوى عبارات “شيعة شيعة شيعة”!

خسارة صافية مني بها الحزب في نهاية هذا اليوم. الخسارة الأولى كشف الصورة له بصفته سلطة متغولة على الشارع وعلى المحتجين، ولا تقيم وزناً لمعتصمات ومعتصمين عزل وضربهم بالهراوات تحت عدسات المصورين، والخسارة الثانية تمثلت باستقالة رئيس الحكومة سعد الحريري. ويبدو أن الحزب فقد قدرته على ضبط غضبه، فأقدم على ما أقدم عليه في لحظة فقدت فيها السلطة توازنها.

اللبنانيون يسألون اليوم أنفسهم عن الخطوة التي ستلي الاستقالة، طالما أن المعتصمين عادوا إلى ساحاتهم. ومن الواضح أن الصدمة التي أحدثها الحزب لن تؤتي أكلها، خصوصاً في المناطق. ويبدو أن الحزب بدأ شق طريق مواز عبر رفع منسوب الخطاب الطائفي. لكن حتى هذا الخيار يبدو غير سهل هذه المرة، ذاك أن “كلن يعني كلن” امتص هذه المرة جزءاً من قدرات القوى الطائفية، وما حصل في ساحتي الشهداء ورياض الصلح، وقبلهما في صور والنبطية أحدث اهتزازاً بعلاقة الحزب ببيئته الطائفية، وكشف عن انشقاقات لا يستهان بها قام بها كثيرون من بيئته ومذهبه.

غداً يوم جديد، وعلينا أن نبدأ البحث عن أجوبة لأسئلة كثيرة، بعد الإنجاز الأول الذي حققته الانتفاضة.

واشنطن تقتل البغدادي و”تموّل” ثورتَي بيروت وبغداد

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.