fbpx

ترامب وأفكار القومية البيضاء ومعاداة السامية

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

يرى خطاب اليمين المتطرف أن الأميركيين البيض يواجهون خطر الاستبدال الشامل بالمهاجرين الذين ينتمون إلى مجموعات عرقية غير البيضاء، وأن الكثير من حركات الهجرة هذه، تتلقى دعماً مادياً من قبل اليهود الليبراليين مثل رجل الأعمال جورج سوروس.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

فيما يتشدّق ترامب ويتبجّح بمدى كرهه معارضيه الذين يطلق عليهم “حثالة البشر”، أصدرت مجموعة “شركاء البحوث السياسية” (Political Research Associates)، وهي مركز بحثي في مدينة بوسطن، يختص برصد التطرف اليميني في الداخل الأميركي، تقريراً بالتعاون مع حركة Bend the Arc اليهودية، جاء تزامناً مع الذكرى السنوية الأولى لمذبحة كنيس “شجرة الحياة” بمدينة بيتسبرغ في تشرين الأول/ أكتوبر من العام الماضي، وتناول التقرير القوة المتصاعدة لأفكار القومية البيضاء ومعاداة السامية في أميركا في ظل حكم ترامب.

يرى خطاب اليمين المتطرف الذي استغله ترامب للفوز بالانتخابات والوصول إلى السلطة، أن الأميركيين البيض يواجهون خطر الاستبدال الشامل بالمهاجرين الذين ينتمون إلى مجموعات عرقية غير البيضاء، وأن الكثير من حركات الهجرة هذه، تتلقى دعماً مادياً من قبل اليهود الليبراليين مثل رجل الأعمال جورج سوروس. ومع بدء التحقيقات الخاصة بإجراءات سحب الثقة والإقالة، لجأ ترامب وأبنائه ومؤيديه بشكل متزايد إلى نظريات المؤامرة التي تُلقي باللائمة على سوروس – الذي يُمثل “اليهود الليبراليين” – لما يواجهه من عثرات، وفقاً لما أشار إليه تقرير نُشر مؤخراً على موقع “ذا انترسيبت”.

ليس هذا مجرد ضجيج لا أساس له. فكلما تعاظمت احتمالات عزل ترامب، وجب التعامل مع تصاعد لغة التحريض على العنف التي يستخدمها اليمين المتطرف على أنها نذير بالخطر أيضاً.

كتب بن لوربر، الباحث في مركز “شركاء البحوث السياسية”، قائلاً “بحسب التقرير الصادر عن المركز، فإنه خلال الشهرين السابقين للانتخابات التي عُقدت في السادس من تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2018، نشرت شبكة “فوكس نيوز” الإخبارية، إضافة إلى خمسة مواقع إلكترونية بارزة تتبنى الفكر المحافظ، ما لا يقل عن 345 مقالاً إخبارياً، سعت فيها إلى توضيح العلاقة بين سوروس ومؤيدي العولمة من جهة، والقضايا الليبرالية من جهة أخرى – بمعدل مقال في اليوم الواحد لكل موقع… وفي الوقت الذي وقع فيه حادث إطلاق النار بكنيس بيتسبرغ في 27 من تشرين الأول، كانت نظرية المؤامرة، التي تتهم سوروس بتمويل قوافل المهاجرين، والمدعومة بالتغطية الإعلامية المتواصلة، قادرة على الوصول إلى ما يزيد عن 670 مليون شخص على موقعي فيسبوك وتويتر فقط”.

يتعين علينا أن نولي اهتماماً بالغاً إلى هذا المستنقع من العنف الذي تؤججه الأفكار القومية المعادية للمهاجرين. لكن في الوقت نفسه، ألا نغض الطرف عن الظواهر الأخرى التي تحمل بين طياتها أهمية عظيمة.

ليس هذا مجرد ضجيج لا أساس له. فكلما تعاظمت احتمالات عزل ترامب، وجب التعامل مع تصاعد لغة التحريض على العنف التي يستخدمها اليمين المتطرف على أنها نذير بالخطر أيضاً.

هذا الأسبوع، في حرب ضروس مناهضة للمناخ وولاية كاليفورنيا، أعلنت إدارة ترامب أن وزارة العدل ستُقدم دعوى قضائية ضد الولاية الذهبية – تعبير يطلق على ولاية كاليفورنيا – في محاولة لوقف اتفاقية الحد من انبعاثات الكربون التي عقدتها مع مقاطعة كيبك الكندية. وإذا نجحت الإدارة في تحقيق هذه الغاية، ستكون بذلك قضت على أحد أهم نظم تجارة الانبعاثات على مستوى العالم، وأعطت دفعة هائلة للصناعات القائمة على الوقود الأحفوري.

نجد في الوقت ذاته أن السياسات الفيدرالية وسياسات الولايات التي تسعى إلى تثبيط الأسر الفقيرة، ولا سيما المهاجرين، عن الاستفادة من برامج المساعدات العامة، تُلقي بظلالها على الواقع المعيشي لهذه الأسر. فخلال العام ونصف العام الماضيين، فقد أكثر من مليون طفل إمكان الاستفادة من برنامج Medicaid الفيدرالي الذي يوفر الرعاية الصحية للأشخاص ذوي الدخل المنخفض، أو برنامج التأمين على صحة الأطفال (Children’s Health Insurance Program, CHIP). وبينما اتجهت الأغلبية إلى نظم التأمين الخاصة، تُرك كثر منهم من دون تأمين صحي، ليصل عدد الأطفال الذين لا يتمتعون بأي تأمين صحي بين عامي 2016 و2018 إلى 400 ألف. وقد تركز الجزء الأكبر من هذه الزيادة، وفقاً لتحليل أجرته صحيفة “نيويورك تايمز”، في ولاية تكساس، وتينيسي، ومجموعة أخرى من الولايات التي تغلب عليها الطبيعة المحافظة.

وأخيراً، نتيجة انشغال المواطن الأميركي بتطورات إجراءات عزل ترامب من الممكن أن ينسى بسهولة الأحداث الكبيرة التي تقع في أماكن أخرى حول العالم أيضاً. إذ تشهد تشيلي حالة من الفوضى العارمة، إذ اندلعت اضطرابات مدنية هائلة بسبب ارتفاع أسعار المواصلات واتساع فجوة التفاوت الاقتصادي. كما تمر بوليفيا بأزمة في أعقاب الانتخابات التي وُصمت بادعاءات الاحتيال في فرز الأصوات. إضافة إلى التظاهرات الحاشدة المناهضة للفقر والفساد التي هزت لبنان. أما في بريطانيا، تزداد عبثية مشهد البريكسيت يوماً بعد يوم. وفي إسبانيا، شهدت كتالونيا جولة جديدة ضخمة من الاحتجاجات المؤيدة للاستقلال التي اتسمت بالعنف في بعض الأحيان.

هذا هو النذير الحقيقي بالخطر. ولذا لا تُشتت انتباهك بفعل هذه الوسائل المحيطة التي تسعى إلى التشويش على هذا الخطر.

توضيح: تم تحديث هذه المقالة لتأكيد أن التقرير الذي نشرته مجموعة “شركاء البحوث السياسية” صدر بالتعاون مع حركة “Bend the Arc” اليهودية.

هذا المقال مترجم عن thenattion.com ولقراءة الموضوع الاصلي زوروا الرابط التالي

مات البغدادي لكن “داعش” مستمر منذ انسحاب ترامب