fbpx

ترامب يغادر سوريا تاركاً حلف أستانة يواجه نفسه

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

لم يستغرق الأمر أكثر من ساعتين على تصريح الرئيس الأميركي بقرب انسحاب القوات الأميركية من سوريا حتى خرجت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية، هيذر ناورت، بتوضيح اضطراري رداً على أسئلة الصحافيين.”لا علم لدي”. هكذا أجابت الخارجية الأميركية عن الانقلاب الجديد الذي ينفذه ترامب على كل من وزارتي الدفاع الأميركية والخارجية. فالتباين في رؤية كل من الوزارتين بخصوص العديد من الملفات ليس خفياً، وسوريا هي إحدى ساحات هذا التباين، لكن التجارب في البيت الأبيض تقول إن ما يريده الرئيس في النهاية هو ما يتحقق.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

لم يستغرق الأمر أكثر من ساعتين على تصريح الرئيس الأميركي بقرب انسحاب القوات الأميركية من سوريا حتى خرجت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية، هيذر ناورت، بتوضيح اضطراري رداً على أسئلة الصحافيين. جملة واحدة من التعليق الموجز قد لا تكون فقط إجابة عن مدى صحة ما سبق، بل إحاطة شاملة عن مجمل السياسة الأميركية: “لا علم لدي”. هكذا أجابت الخارجية الأميركية عن الانقلاب الجديد الذي ينفذه ترامب على كل من وزارتي الدفاع الأميركية والخارجية. فالتباين في رؤية كل من الوزارتين بخصوص العديد من الملفات ليس خفياً، وسوريا هي إحدى ساحات هذا التباين الذي تتقاطع معه تعقيدات لا حصر لها من لاعبين إقليميين ودوليين وشركاء محليين. سيخرج نفي أكثر وضوحاً للتقليل من جدية ما ذكره الرئيس الأميركي، لكن التجارب في البيت الأبيض تقول إن ما يريده الرئيس في النهاية هو ما يتحقق.
بعيداً من فوضى مكاتب ترامب في أميركا، سيربك التصريح غير المتوقع – في توقيته – شبكات السياسة التي نسجها اللاعبون في سوريا.
التوافق الحالي الذي يحظى بقيادة الملف السوري بين روسيا وتركيا وإيران قائم لأن أميركا موجودة في سوريا، ولأن روسيا تستخدم تركيا لتقليص النفوذ الأميركي ومعاقبة شركاء أميركا (وحدات حماية الشعب)، وأيضاً لأن اولوية إيران ليس حصد النقاط من الحصة التركية بل اللعب مع أميركا، ولأن تركيا لا يهمها وجود “بقايا المعارضة” في أي بقعة من سوريا غير أولئك الذين يعملون تحت رايتها في الشمال لمواجهة ما تسميه “المشروع الكردي – الأميركي”.
للوهلة الأولى قد يكون الأمر انتصاراً لهذه الأطراف الثلاثة، لكن في الأمر مخاطر كبيرة أيضاً على مصير هذا المثلث الذي يطوق فعلياً الوجود الأميركي في سوريا، خصوصاً بعد انهيار الوحدات الكردية في عفرين. الخطر تحديدا على روسيا وإيران أكثر مما هو على تركيا.
سيناريو الانسحاب الأميركي المفاجئ – بالطريقة التي عبر عنها ترامب- مقلق لروسيا لأن حجم الانتصار أكبر مما يريده فلاديمير بوتين. الأخير يريد اللعب مع اللاعبين، وترامب قرر مغادرة الملعب وأخذ الكرة معه. قد تتأقلم الدول الرئيسية المتبقية مع فكرة “سوريا بلا أميركا”، لكن عليها إعادة النظر فيما تفعله، كل على حدة.
بالنسبة لإيران، سيكون الانسحاب الأميركي من سوريا تأكيداً لإعادة تركيز إدارة ترامب وصقوره على “إيران الإيرانية” وليس أجزاء من “سوريا الإيرانية” أو قطاعاً من “اليمن الإيراني”. ساحة الاستنزاف المثلى التي تمتلكها إيران تجاه أميركا تتجه لأن تكون “بلا سوريا الأميركية” شرق نهر الفرات.
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يبدو المستفيد الأكبر من تحول الاستراتيجية الأميركية. والأرجح أنه سيعتبر نفسه سبباً رئيساً لخروج الأميركيين لرغبتهم في تفادي مواجهة محتمة مع ثاني أكبر جيوش الناتو، وهي مواجهة على وشك أن تحدث في منبج.
الواقع هناك أمثلة في التاريخ القريب عن العوائد السلبية جداً للانسحاب الأميركي من سوريا. فتنظيم داعش “اِلتَهم” الفراغ الناجم عن الانسحاب الأميركي غير المسؤول من العراق. كان من شأن صرف مليار دولار إضافية، مع الحفاظ على الوجود العسكري بعد عام 2011، توفير عشرات المليارات التي صرفتها أميركا لاحقاً في حربها على تنظيمي القاعدة وداعش في سوريا والعراق.

[video_player link=””][/video_player]