fbpx

الموصل: مقتل إمام مسجد يبعث مخاوف من عودة تنظيم الدولة

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

الصور التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي لجثة ياسين محمد يونس، إمام أحد المساجد في منطقة الإصلاح الزراعي غرب الموصل، والذي قضى نتيجة التعذيب بعد ساعات من اعتقاله على يد أفراد من الجيش العراقي، أعادت بسرعة كبيرة المخاوف من تكرار الأوضاع التي كانت سائدة في المدينة قبيل سقوطها بيد “داعش”، نتيجة الخروقات الي كانت ترتكبها القوات الأمنية في حينها والتي كانت أحد الأسباب التي استثمرها تنظيم “داعش” لتعزيز سيطرته على المدينة….

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

الصور التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي لجثة ياسين محمد يونس، إمام أحد المساجد في منطقة الإصلاح الزراعي غرب الموصل، والذي قضى نتيجة التعذيب بعد ساعات من اعتقاله على يد أفراد من الجيش العراقي، أعادت بسرعة كبيرة المخاوف من تكرار الأوضاع التي كانت سائدة في المدينة قبيل سقوطها بيد “داعش”، نتيجة الخروقات التي كانت ترتكبها القوات الأمنية في حينها والتي كانت أحد الأسباب التي استثمرها تنظيم “داعش” لتعزيز سيطرته على المدينة.
وعلى رغم قيام قيادة عمليات نينوى بفتح تحقيق في الحادثة وهي تعد الأولى من نوعها التي يتم الإعلان عنها رسمياً بعد تحرير المدينة من “داعش”، وإيداع الضابط المتهم السجن. إلا أن ذلك لم يمنع بروز مخاوف من أن المكتسبات التي حققتها القوات الأمنية العراقية في المدينة منذ تحريرها، قد لا تصمد طويلاً بعد هذا الحادث وحوادث أخرى مشابهة، بخاصة مع عودة القوات الأمنية إلى التعامل مع المخبر السري لاعتقال المشتبه بهم من دون أوامر قضائية.
لا يُظهر القادة الأمنيون في مدينة الموصل قلقهم علانية من تنامي وزيادة الهجمات العسكرية التي قام بها بقايا مقاتلو “داعش” خلال الثلاثين يوماً الأخيرة، فيما حاولوا تصوير الأمر وكأنه متوقع وجزء من حساباتهم. لكن في المقابل، ارتفع مؤشر القلق الشعبي مع زيادة هذه العمليات التي طاولت ثلاثة مخاتير، وأدت إلى مقتل أحدهم في المدينة، وهو ما دفع نحو 600 عائلة من مناطق وأحياء غرب المدينة، كي تعود مرة أخرى إلى مخيم حمام العليل للنازحين في جنوب الموصل، خوفاً من قيام مقاتلي “داعش” بأعمال انتقامية منهم، نتيجة تعاونهم مع القوات الأمنية خلال الأشهر التي تلت تحرير المدينة.
“داعش” يدرك اللعبة جيداً واختبر نجاحها سابقاً، ومارسها في مواجهة القوات الأمنية التي كانت موجودة في المدينة قبل سقوطها، والثقة التي اكتسبتها القوات الأمنية العراقية بين الأهالي بعد تحرير المدينة، يجب أن لا تستمر طويلاً بحسب خطط التنظيم. وبذلك يعود الخوف من الانتقام من السكان، في حال تعاونوا مع هذه القوات ليصبح رادعاً، علماً أن الخوف والترويع من أساليب التنظيم التي سبق أن قادته للسيطرة على الموصل.
وأيضاً يعرف التنظيم أن إشغال القوات الأمنية بالدفاع عن مكتسباتها وإبقائها، تحت الضغط سيخفف وسيضعف مهنيتها ويدفعها إلى الانتقام من بعض المتهمين أو المشتبه بهم، عندها تكون هذه القوات قد اقتربت من الفخ.
حالياً، تنتشر في الموصل ثلاث فرق من الجيش العراقي، تسيطر على المدينة وضواحيها وصولاً إلى الحدود السورية، إضافة إلى مجاميع من الحشود المحلية. ولكن كل هذا لم يمنع تحركات بقايا مقاتلي “داعش” بخاصة غرب المدينة وجنوبها، وقيامهم بعمليات استهدفت القوات الأمنية والأهالي على حد سواء. ولقي أكثر من 75 شخصاً، بين مدني وعسكري حتفهم في مناطق مختلفة من محافظة نينوى، نتيجة هذه العمليات منذ إعلان تحرير المدينة، ما دفع الجيش العراقي للقيام بأعمال تطهير وتفتيش لأحياء من المدينة وقرى قريبة، حيث ألقت هذه القوات القبض وقتلت العديد من بقايا التنظيم وهو ما أعلنته في بيانات رسمية.
أهالي المدينة ونتيجة ثلاث سنوات كارثية ومخيفة من سيطرة التنظيم عليها، يحاولون مساعدة القوات الأمنية عبر التغاظي عن بعض التجاوزات أحياناً، وبالجهد الاستخباري في أحيان أخرى، ولكن هذا ما لا يعول عليه كثيراً، بحسب المراقبين، ذاك أنه لن يدوم أكثر من أشهر، يعود بعدها الأهالي إلى مكابدة الممارسات وينجح خلالها التنظيم في بث الرعب واستدراج أنصارٍ جدد، لا سيما من مناطق الأرياف المحيطة بالمدينة والتي لطالما غذت التنظيم بالمقاتلين والأنصار.

[video_player link=””][/video_player]