fbpx

العلاقة السادومازوشية بين الأسد وتل أبيب

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

قال مسؤول أمني اسرائيلي لـ”هآرتس” أن تل أبيب لم تُعلن عن تنفيذها الهجوم على المفاعل النووي السوري في العام 2007، لكي تسهل على بشار الأسد مهمة استيعاب تبعات الغارات. وأطلق هذا المسؤول عبارة “حيز الإنكار” بصفتها العبارة المناسبة على نوع العلاقة مع نظام الأسد في حينها. أي أن يُعطى الأسد تعويضاً عن خسائره في الغارات الاسرائيلية السرية، بأن لا تعلن تل أبيب عن إقدامها عليها. وتل أبيب بهذا المعنى ساهمت في حماية النظام السوري عبر عدم فضح تلكؤه في الدفاع عن نفسه.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

قال مسؤول أمني اسرائيلي لـ”هآرتس” أن تل أبيب لم تُعلن عن تنفيذها الهجوم على المفاعل النووي السوري في العام 2007، لكي تسهل على بشار الأسد مهمة استيعاب تبعات الغارات. وأطلق هذا المسؤول عبارة “حيز الإنكار” بصفتها العبارة المناسبة على نوع العلاقة مع نظام الأسد في حينها. أي أن يُعطى الأسد تعويضاً عن خسائره في الغارات الاسرائيلية السرية، بأن لا تعلن تل أبيب عن إقدامها عليها. وتل أبيب بهذا المعنى ساهمت في حماية النظام السوري عبر عدم فضح تلكؤه في الدفاع عن نفسه.
وفي تحقيق “هآرتس”، محضر اجتماع القيادة السياسية الإسرائيلية التي اتخذت قرار الهجوم، وفي صلب هموم هذه القيادة كان طريقة عدم استدراج الأسد إلى حرب بعد تنفيذ الغارة، والجواب كان أن الوسيلة الوحيدة لذلك هو إبقاء الغارة سراً، وعدم إحراج الأسد بإعلان تفاصيلها.
تنطوي هذه المعادلة على قدر بعثي من قبول المهانة في مقابل الحفاظ على السلطة. ويمكن بموجبها أيضاً تفسير مشهد مطار حميميم، عندما تعمد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عدم السماح للرئيس السوري بشار الأسد أن يمشي بموازاته في القاعدة العسكرية. الأسد قبل الإهانة لنفس الأسباب التي قبل فيها نتائج الغارة الاسرائيلية على ما قالت اسرائيل أنه مفاعل نووي، أي أن عدم تعريض نظامه لتبعات حرب مع اسرائيل، مهمة تستحق قبول الإهانة.
لكن الأمر تحول إلى نوع من العلاقة المديدة بين النظام السوري وبين اسرائيل، ذاك أن تل أبيب اكتشفت على ما يبدو شكل علاقة مع هذا النظام، فهي لا تُهدده لكنها تضربه على يده كلما شعرت بأنه يُشاغب على الموقع الذي ارتضته له. فالنظام معد لتطوير أدوات قمع للسوريين ومن غير المسموح له أن يُطور طموحات تتعدى هذه المهمة، لا سيما اذا ما شملت هذه الطموحات توازناً عسكرياً مع تل أبيب.
قبل ذلك كان النظام في سوريا قد قرر أن يكون له يد في لعبة المواجهة مع اسرائيل خارج ملعبه، أي في لبنان. فطور علاقة مع حزب الله تحول فيها إلى ظهير لجبهته في جنوب لبنان. واستمر بذلك إلى العام 2006، أي موعد العملية العسكرية الاسرائيلية في جنوب لبنان والتي تغيرت في أعقابها معادلة الحرب في لبنان، فأقفلت الجبهة وارتسمت على الحدود اللبنانية الاسرائيلية هدنة هي الأطول منذ أكثر من خمسين عاماً.
في العام 2007 نفذت اسرائيل غارتها على مفاعل دير الزور بحسب “هآرتس”. علينا اذاً أن نلاحظ أن الغارة وقعت بعد أن أُقفلت الجبهة مع لبنان وعُطلت قدرة النظام السوري على الرد عبر هذه الجبهة. وفي هذه الحال صار النظام وتل أبيب وجهاً لوجه، فانعقدت في حينها على ما يبدو علاقة “حيز الإنكار” التي أشار إليها المسؤول الإسرائيلي لـ”هآرتس”. فدمشق ليست طبعاً في وارد مواجهة مباشرة، ومعادلة الإنكار تناسب النظام، فهو وان لم يكن معنياً برأي عام يطالبه بمظالم السوريين، إلا أنه سعى لبناء شرعية وحيدة تتمثل في خرافة “الممانعة” وحال الحرب المفتوحة مع اسرائيل.
لكن ثمة أمر آخر يجب الإلتفات إليه بعد تسريب محضر اجتماع القيادة الاسرائيلية عشية الغارة، وهو أن تل أبيب كانت معنية بحماية النظام من احتمال تصدع خطاب الممانعة الذي حكم سوريا في ظله. النقاش في ذلك اليوم تركز حول كيفية تجنيب النظام ورطة بحجم اضطراره للرد. وهذا على ما يبدو ما يشكل جزءاً أساسياً من علاقة اسرائيل بأنظمة عربية مجاورة لها. وهو أيضاً أمر غير موظف في أي خطاب عربي أو غير عربي في مواجهة اسرائيل. فتل أبيب تشعر فعلاً أن نظاماً من نوع نظام البعث يمكن لها أن تُنشىء معه معادلة تتخفف عبرها من تبعات السلام من دون أن تدفع أكلاف الحرب.
هذا ما يُفسر تنفيذ تل أبيب أكثر من 150 غارة على سوريا بعد العام 2007، لا سيما في السنوات الثلاث الأخيرة من دون أن ينبس النظام ببنت شفة، ومن دون أن تعلن تل أبيب عنها، إلى أن حل “نصر” مضحك قبل أسابيع فسقطت طائرة اسرائيلية، فندبت اسرائيل حظها العاثر، وأعلن النظام نصراً كبيراً، وكان ذلك جزءاً من علاقة الخبث التي تربط شريرين.
ومرة أخرى فإن الضحية الفعلية لهذه العلاقة بأبعادها السادومازوشية هم السوريون الذين لا تكترث تل أبيب طبعاً لبطش النظام بهم، ولا تُضعف الغارات الاسرائيلية همة النظام في قتلهم.

[video_player link=””][/video_player]

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.