fbpx

عن الإسرائيلية نيتسانا ليتنر… صائدة أموال “حزب الله”

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

نيتسانا دارشار ليتنر، امرأة إسرائيلية ملقبة بصائدة أموال “حزب الله”. المحامية ليتنر التي اعتبرتها مجلة “فوربز” الأميركية واحدة من أقوى النساء في تاريخ إسرائيل، بدأت روايتها مع التنظيم العسكري اللبناني عندما أسست عام 2003 مركز “شورات حادين” المهتم بتعقب الأموال التي تحصل عليها منظمات عسكرية معادية لإسرائيل.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

نيتسانا دارشار ليتنر، امرأة إسرائيلية ملقبة بصائدة أموال “حزب الله”. المحامية ليتنر التي اعتبرتها مجلة “فوربز” الأميركية واحدة من أقوى النساء في تاريخ إسرائيل، بدأت روايتها مع التنظيم العسكري اللبناني عندما أسست عام 2003 مركز “شورات حادين” المهتم بتعقب الأموال التي تحصل عليها منظمات عسكرية معادية لإسرائيل.
لدى ليتنر مجموعة من المحامين منضوين في مؤسستها القانونية، يعملون على تعقب التحويلات المالية التي ترسلها إيران إلى “حزب الله” وإلى منظمات أخرى موالية لها.
في السنوات العشر الأخيرة، تمكنت “شورات حادين” من حرمان الحزب من موارد مالية كبرى آتية من إيران، أو مُرسلة من أذرعه المالية، المنتشرة في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، والتي تعتمد أساليب مواربة في علاقاتها المالية.
كذلك نجحت ليتنر عبر مؤسستها القانونية في إقفال صفحات ناشطة على وسائل التواصل الاجتماعي للحزب، فأقنعت رئيس “فايسبوك” مارك زوكربورغ بتشديد سياسة موقعه في التعامل مع ناشري أخبار الحزب، وصور أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله. ففي الوقت الراهن تعاني صفحات إخبارية عدة من سياسة “فايسبوك” أثناء نشرها خبراً يتضمن صورة نصرالله، وغالباً ما تغلق الصفحات أو يرسل لها إنذار، كذلك ساهمت ليتنر في إقفال صفحات قناة المنار على منصة “فايسبوك”.
عام 2010 أقنعت ليتنر الجيش الإسرائيلي في اتخاذ قرار اقتحام أسطول الحرية التركي المتوجه إلى غزة. كان الهدف من توجه الأسطول إلى القطاع، كسر الحصار المفروض عليه عبر توفير رحلات لأشخاص من حول العالم يريدون الوصول إلى شاطئ غزة. ولعبت دوراً بارزاً في مقاطعة مقاطعي إسرائيل، ورفع دعاوى قضائية ضدهم، ومن بين الدعاوى، واحدة ضد المفكر الأميركي نعوم تشومسكي المؤيد للمقاطعة والداعي إلى إنهاء الاحتلال ومشاريع الاستيطان في الضفة الغربية.
ونجحت “شورات حادين”، في تتبع الأصول والحسابات المصرفية لمن تقول إنها تعود لممولي “حزب الله”، عبر القضاء الأميركي والكندي والبريطاني والفرنسي. وأبرز من استهدفتهم دعواها القضائية، “البنك اللبناني الكندي”، إذ أجبرته عبر الدعوى على إبرام تسوية مع محكمة نيويورك لإزالته عن لائحة البنوك التي تبيض أموالاً للحزب، فدفع غرامة مالية تجاوزت المئة مليون دولار، ووصفت ليتنر الأمر بـ”معجزة وتحققت”.
في جيب المرأة الإسرائيلية التي تفاخر بتقديمها العون للموساد مئات الدعاوى القضائية الراهنة، أوكلها إليها أشخاص تقول إنهم “تضرروا من أعمال “حزب الله” العسكرية، خلال الحروب أو عبر تفجيرات شهدتها أوروبا واتُهِمَ الحزب في تنفيذها، ومن بين القضايا التي أوكلت لـ “شورات حادين” متابعة قضية اغتيال المدعي العام الأرجنتيني ألبرتو نسمان المُعَيّن من القضاء الأرجنتيني للتحقيق في قضية تفجيرات “بوينس أيرس” عام 1994. ولم تستبعد الصحف الإسرائيلية أن يكون نشاطها القانوني المؤثر في الأرجنتين، سبباً لإصدار أمر قضائي عام 2017 بالقبض على رئيسة الأرجنتين السابقة كريستينا فرنانديز بتهمة التواطؤ مع “حزب الله” وإيران لطمس ملف “بوينس أيرس”.
عن كتابها “هاربون”
في كتابها “هاربون”، أي “الرمح”، تروي كيف اصطادت المتهم بتمويل “حزب الله” صلاح عز الدين. فعام 2010 دخل عز الدين الذي لقبته بـ “مادوف اللبناني”، نسبة إلى برنارد مادوف الأميركي المتهم بتنفيذ أكبر عملية اختلاس مالية في تاريخ أميركا، إلى السجن اللبناني، بتهمة اختلاس ملايين الدولارات من لبنانيين.
تتحدث ليتنر في كتاب “الرمح” عن قضية عز الدين، والأسباب التي دفعته إلى إعلان إفلاسه. فتقول “عام 2007، سافر صلاح إلى الإمارات العربية المتحدة للكسب المادي، وطلب حزب الله منه الاستثمار في أمواله هناك، فأسس شركة استثمارات”.
إمبراطورية عز الدين، بحسب ما تقول في كتابها، سرعان ما تدمرت كـ”قصر بُنِي من رمل”، ففي إحدى المرات رد بنك إماراتي شيكاً لعز الدين، وعند استطلاعه عن سبب إعادة الشيك، أخبره البنك أن الحساب فارغ من الأموال، وحصل الأمر ذاته مع شيكات إضافية أعيدت لعز الدين من بنوك أخرى. تقول ليتنر أن الموساد جندها ومن معها، لتعقب نشاط عز الدين، فاكتشف لاحقاً أن شركاءه الخليجيين قد اختفوا، واختفت معهم مئات ملايين الدولارات، ومن بينهم مليار دولار تعود إلى “حزب الله”.
أربك الموضوع عز الدين، الذي لم يتمكن من مصارحة الحزب بحسب ما تزعم الكاتبة.
وبشعور مفعم بالفخر والنشوة تروي في كتابها أيضاً، كيف بقيت لساعات إبان حرب تموز 2006، تتناقش مع رئيس الموساد السابق مائير داغان، حول أهمية ضرب مصارف لبنانية كانت قد رصدت لديها نشاطاً مالياً متعلقاً بالحزب.
اقتنع داغان بفكرتها، فاقترحها على عجل على رئيس الحكومة السابق أيهود أولمرت، والذي بدوره نقلها إلى كل من قائد الجيش السابق دان حالوتس، ووزير الدفاع عمير بيرتز. رفض جميعهم المقترح، إلا أن داغان، أجبر أولمرت على تنفيذ الطلب بذريعة ضرورة القضاء عسكرياً على أموال الحزب، فنفذت الطائرات سلسة غارات على الضاحية الجنوبية لبيروت طاولت أبنية فيها مصارف، وتم إخفاء حقيقة الأهداف بالقول إن الغارات على الأبنية، حصلت لاحتوائها على مكاتب ومقار للحزب.
دعاوى جديدة
عام 2016، انتصرت دعوى قضائية رفعها 30 إسرائيلياً عبر شركة “شورات حادين”، ضد كوريا الشمالية التي اتهمتها الدعوى بتأمين الدعم اللوجستي والتقني للحزب، لتطوير صواريخه التي استخدم منها 4000 قطعة، قصفها على إسرائيل في حرب تموز، وجاء في الحكم أن على كوريا الشمالية دفع تعويضات مالية، قدرت بمئات ملايين الدولارات للمتضررين من صواريخها التي استخدمها الحزب.
في المقابل، فشلت في الدعوى التي قدمتها “شورت حادين” ضد الإدارة الأميركية برئاسة الرئيس السابق باراك أوباما، ونصت الدعوى على ضرورة العدول عن مقترح الإفراج عن أموال إيران التي كانت عالقة في أميركا، إلا أن أوباما، لم يهتم بالدعوى القضائية فأعاد الاموال إلى إيران.
تروّج ليتنر في مقالاتها الحديثة للرواية التي نشرتها “نيوز ويك” في الأشهر السابقة، حول تورط أوباما بتعطيل قوانين أميركية بهدف السماح للحزب بتبييض أمواله والتجارة بالمخدرات على الأراضي الأميركية، وجاءت خطوات أوباما التساهلية مع الحزب من أجل عدم تقويض مسار الاتفاق النووي مع إيران.
وفي سياق صراع “شورات حادين” مع الحزب، دعاوى قضائية عدة، عالقة في المحاكم الأميركية ضد “تويتر” بتهمة سماحه لناشطين من “حزب الله” ومنظمات عسكرية أخرى معادية لإسرائيل بنشر خطبها عبره، ومهاجمة إسرائيليين باستخدام لغة تندرج تحت “معاداة السامية واليهود”. ومن المرجح في حال فوز القضية أن تدفع شركة “تويتر” غرامة مالية للمتضررين.
تقول ليتنر في مقدمة كتابها: “إذا أردت القضاء على منظمة عسكرية، عليك ملاحقة أموالها… أنا والموساد، بنينا مجموعة من المحللين والعسكريين والماليين، والقراصنة والمحامين، والعملاء، ونعتمد قاعدة أساسية مفادها: إذا أردت القضاء على منظمة إرهابية عليك القضاء على بنيتها المالية، المال هو الأوكسجين الذي تتنفس منه المنظمات الإرهابية.”

[video_player link=””][/video_player]