fbpx

روسيا بلد يكره المثليين جنسياً

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!
"درج"

إذا أجريتَ بحثاً سريعاً عن آخر أخبار مجتمع الميم- ويُقصد به المثليون والمتحولون جنسياً- في موقع “ياندكس” وهو أكبر محرك بحث روسي، ستظهر لك قائمة محبطة للغاية، ستجد على سبيل المثال: “المستخدمون غاضبون من إعلان آيفون الجديد الصديق لمجتمع الميم”، و “ممثل روسي يُطرد بعد دعمه للمثليين جنسياً”، و “مهرجان برلين السينمائي الدولي لعام 2018: المثليون وكارهو روسيا يحتلون السينما الحديثة”…

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

إذا أجريتَ بحثاً سريعاً عن آخر أخبار مجتمع الميم- ويُقصد به المثليون والمتحولون جنسياً- في موقع “ياندكس” وهو أكبر محرك بحث روسي، ستظهر لك قائمة محبطة للغاية، ستجد على سبيل المثال: “المستخدمون غاضبون من إعلان آيفون الجديد الصديق لمجتمع الميم”، و “ممثل روسي يُطرد بعد دعمه للمثليين جنسياً”، و “مهرجان برلين السينمائي الدولي لعام 2018: المثليون وكارهو روسيا يحتلون السينما الحديثة”.
خُصصت مجموعة كاملة من الأخبار لدعم لعبة جديدة على الإنترنت تسمى “اللعب من أجل الرئيس: ساعد بوتين في قتل الرجال العراة الذين يحملون علم قوس قزح”. تسمح لك اللعبة بأن تصبح “عميلاً سابقاً في جهاز المخابرات السوفياتي كي جي بي” وتدمر “أعداء الدولة”، والذين يشملون “بطبيعة الحال” مجتمع المثليين جنسياً، وزعيم المعارضة نافالني، والرئيس الأميركي دونالد ترامب. يذكرني هذا بلعبة أخرى حديثة نشرها موقع Lenta.ru الإخباري الروسي الشهير، إذ طلب من القراء أن يعجبوا بصور المشاهير “المحظوظين بما فيه الكفاية” ليتم “اغتصابهم وجعلهم مشهورين” على يد هارفي وينشتاين.
في بلدان أخرى، قد تسبب مثل هذه الألعاب الإلكترونية رد فعل عنيفاً لدى الجمهور والشركاء التجاريين، ولكن يبدو أن هذا الأمر في روسيا بالنسبة إلى كثيرين هو بمثابة تعزيز آخر لنظام محافظ مُهتز الثقة. نظام يتم فيه إعطاء النساء زهوراً، بينما يتعرضن للضرب من قبل أزواجهن، وينتشر الاعتقاد بأن التأثير اللاأخلاقي للمجتمع المثلي لا بد من تخفيفه على الفور من أجل مصلحة الأطفال.
جددت روسيا ثقتها بفلاديمير بوتين رئيسا لولاية رابعة. صحيح أن قضايا المثليين لم تكن مدرجة في جدول أعمال أي من المرشحين، بما في ذلك بوتين، إلا أننا إذا نظرنا عن كثب، سنكتشف أن موقفهم من حقوق المثليين لا يزال محورياً لاستقرار الحكومة الروسية. والدليل على ذلك، هو فيديو انتخابي مزعوم تموله الدولة تمّ بثه منذ ثلاث أسابيع، يحث المواطنين الروس على الخروج والتوجه إلى صناديق الاقتراع. يرى المشاهدون في هذا الفيديو واقعاً مغايراً تدعم فيه الحكومة المنتخبة حديثاً حقوق المثليين علناً، وتسمح لأصحاب البشرة السوداء بالعمل في قواتها. يهدف الفيديو إلى تخويف الناخبين المترددين في التصويت للنظام السياسي الحالي، وميلهم إلى دعم مرشحين ذوي تفكير أكثر ليبرالية.
ووصفت كسينيا سوبشاك، وهي المرشحة المعارضة الوحيدة التي تؤيد علناً حقوق المثليين في روسيا، الفيديو بأنه يشجع على كراهية المثليين، وقالت “إن تعريض الأشخاص المثليين جنسياً إلى التهديد في بلد يكره المثليين ليس مجرد مزحة. إنه إذكاء للتمييز ضد الأقلية مرة أخرى”. حقيقة هذه الدعاية مروعة في واقع الأمر.
في الأسبوع الماضي، أفادت منظمة العفو الدولية أن 106 أشخاص من الناجين من الاضطهاد الجماعي المروع لمثليي الجنس في الشيشان ما بين مارس/ آذار ومايو/ أيار من عام 2017، تمكنوا من الفرار من روسيا. لكن المئات عانوا وما زال هناك أشخاص مهددون يختبئون، أو يستمرون في العيش في مدنهم. وقد احتج الكثيرون ضد السلطات الشيشانية -ولكن حتى الآن لم تطرأ أي تطورات ملموسة.
وبغض النظر عن عدم رغبة الحكومة في التحقيق في هذه الجرائم، هناك صعوبة أخرى تتمثل في أن شخصاً واحداً فقط وافق على تحديد هويته والتقدم في التحقيق الروسي. الأمر لم يكن مفاجئاً، وفق ما كشف صحافيو نوفايا جازيتا، فليست الحكومة الشيشانية الوحيدة التي تضطهد المثليين من شعبها، ولكن أيضاً، وبشكل مأسوي، نحن أسر هؤلاء الرجال والنساء التي أصابها “العار”.
هؤلاء الضحايا البالغ عددهم 106، الذين تمكنوا من الهرب من روسيا، لديهم فرصة الآن للإدلاء بشهادتهم، إذا ما كانت القضية موجهة إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان فقط.

* ديمتري سافيلاو
هذا الموضوع تم اعداده وترجمته عن موقع “إندبندت” لمراجعة المقال الاصلي زوروا الرابط التالي.

[video_player link=””][/video_player]