fbpx

الأخوة الأعداء في الخليج

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!
"درج"

بين قطر ودولة الإمارات العربية المتحدة، وهما اليوم تتبادلان أشد العداوة والتحريض، أكثر من قاسم مشترك واحد. فإلى جانب الاشتراك في نظام سياسي عائلي ووراثي، وفي نظام اقتصادي يقوم على الريع البترولي، يجمع بين النظامين أنهما يمارسان بلا حساب عنصرية يعانيها الأجانب، وخصوصاً العمالة الأجنبية، وهذا في ظل الاعتباط وغياب حكم القانون. كذلك تسعى الإمارتان الصغريان إلى دوام الالتحاق بالسياسات الأميركية أياً كانت، وباستخدام كل منهما لهذه السياسة ضد الإمارة الأخرى.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

بين قطر ودولة الإمارات العربية المتحدة، وهما اليوم تتبادلان أشد العداوة والتحريض، أكثر من قاسم مشترك واحد. فإلى جانب الاشتراك في نظام سياسي عائلي ووراثي، وفي نظام اقتصادي يقوم على الريع البترولي، يجمع بين النظامين أنهما يمارسان بلا حساب عنصرية يعانيها الأجانب، وخصوصاً العمالة الأجنبية، وهذا في ظل الاعتباط وغياب حكم القانون. كذلك تسعى الإمارتان الصغريان إلى دوام الالتحاق بالسياسات الأميركية أياً كانت، وباستخدام كل منهما لهذه السياسة ضد الإمارة الأخرى.
وما قد يكون أبعد من ذلك أن الإمارتين، وهو أيضاً حال المملكة العربية السعودية في ظل ولي عهدها محمد بن سلمان، تلتقيان على فهم للحداثة والتحديث يقتصر على الاستهلاك والاستعراض المظهري، مع الاستبعاد الكامل لأفكار الدستور والبرلمان والإرادة الشعبية، حتى لو جاء ذلك بالتدريج.
وهناك في السياسات اليومية قواسم مشتركة لا تستطيع الخصومة بين الدوحة وأبو ظبي أن تغيّبها عن الأنظار:
فأولاً، الدولتان الصغيرتان والغنيتان محكومتان بنوع من العملقة التي تتجاوز حجمهما وقدراتهما. ولأجل إنجاز هذا الهدف يتم تبديد ثروات لا تُحصى ولا تُعد. العملقة تلك لا تقتصر على السياسة وخوض الحروب وتكديس الأسلحة. فهي أيضاً تمتد إلى مجالات ثقافية وعمرانية كشراء المتاحف الكبرى والجامعات الأجنبية، ولا سيما منها الأميركية، والمناسبات الرياضية العالمية ووسائل الإعلام الدولية المؤثرة.
ثانياً، تبدو سياسات الدولتين مثل الوجه والقفا للعملة الواحدة. أكثر ما يبدو ذلك واضحاً في المواقف من جماعة الإخوان المسلمين: قطر تخوض حروبهم كأنها حروبها، بينما الإمارات تعاملهم كوباء ينبغي اجتثاثه. تطرف في التبني يقابله تطرف في العداوة.
ثالثاً، مواقف ملتوية من الموضوع الإسرائيلي: علاقات نامية مع تل أبيب تتم تحت الطاولة وإنكار متواصل فوق الطاولة يراعي الإجماعات اللفظية العربية. يترافق هذا مع اعتماد كلٍ من الإمارتين الصغيرتين لمندوب فلسطيني نافذ في البلاط: محمد دحلان في دولة الإمارات وعزمي بشارة في قطر.
رابعاً، فضلاً عن تحالفها مع السعودية، تعتمد دولة الإمارات على دعم دولة إقليمية هي مصر، بينما تعتمد قطر من ناحيتها على دعم دولة إقليمية كبرى هي تركيا. في الإمارات، يُعامَل عبد الفتاح السيسي كقائد تاريخي منزه، وفي قطر يُعامَل رجب طيب أردوغان بوصفه الحامي والمنقذ القريب. لهذا فإن من مصلحة الإمارتين الخليجيتين أن يبقى التوتر سائداً بين تركيا ومصر، ومن ثم أن لا تنشأ جبهة سُنيّة قوية في مواجهة إيران الشيعية.
وبلغة أخرى، فالإمارتان تمارسان أخوة الأعداء، أو عداء الأخوة، بثقافة سياسية واحدة، وبتبديد هائل للثروات.
[video_player link=””][/video_player]