fbpx

من صور إلى بيروت: “لن يرهبنا شيء ومستمرون في الانتفاضة”

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

“لقد تخطينا حاجز الخوف وجوابنا على ما حدث هو الاستمرار. الثورة لم تنته، ونحن موجودون في ساحة العلم، ومدينة صور تنتمي إلى الثورة ومعنوياتنا عالية”

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

ديانا مقلد 

“لقد تخطينا حاجز الخوف وجوابنا على ما حدث هو الاستمرار. الثورة لم تنته، ونحن موجودون في ساحة العلم، ومدينة صور تنتمي إلى الثورة ومعنوياتنا عالية… عليهم أن يفهموا أن ما قبل 17 تشرين الأول/ أكتوبر ليس كما بعده”. 

بثقة يجيب هشام مروة المشارك في الحركة الاحتجاجية في صور وهو يتابع عملية إعادة بناء الخيم في ساحة العلم وسط المدينة، التي تعرضت للحرق والتكسير بعد هجوم مناصري “حركة أمل” عليها ليل الإثنين، ويتابع التواصل مع بقية المشاركين لاستئناف جلسات الحوار والنقاش السياسي التي تنشط في المدينة، منذ بدء الانتفاضة اللبنانية قبل نحو 40 يوماً.

“ما حدث بات خلفنا وردنا عليه هو بالصمود والاستمرار”، يقول هشام.

وعملية إعادة بناء الخيم واستئناف الأنشطة الاحتجاجية تأتي بعد يومين من العنف، الذي تنقل ما بين بيروت والطريق الساحلي جنوباً وصولاً إلى مدينة صور، في انتكاسة هي الأعنف منذ بدء الانتفاضة، إذ هجم مناصرون لـ”حزب الله” و”حركة أمل” على المتظاهرين وكان معهم إعلاميون وإعلاميات، على جسر الرينغ في بيروت، فشتموهم وضربوهم، وعمدوا لاحقاً الى تكسير خيم وتهشيم عدد كبير من زجاج السيارات والمحال المحاذية لوسط بيروت شرقاً، لتنتقل بعد يوم عمليات التكسير والحرق إلى خيم المتظاهرين في مدينة صور.

العنوان الظاهر لحركة الاعتداءات المتنقلة، كان رفض قطع الطرق، خصوصاً بعد سقوط ضحيتين على طريق بيروت – برجا في حادث لم تتضح ملابساته تماماً. وُظّفت تلك المأساة سياسياً، فقام إعلام “حزب الله” والسلطة بالتجييش ضد الحركة الاحتجاجية واختصارها بتوصيف “قطاع الطرق”، في ظل حملة إعلامية واسعة ضد قطع الطرق واختزال المطالب الاحتجاجية وتحميل المحتجين مسؤولية مقتل الضحيتين حسين شلهوب وسناء الجندي. 

وكان لافتاً استخدام تكرار الهجمة التي حصلت في بيروت ضد المنتفضين في صور، حيث واحدة من الحواضن الأبرز لـ”حزب الله” و”حركة أمل”، والتي يتعرض المحتجون فيها لضغوط مضاعفة منذ بدء الاحتجاجات.

“كانوا الناس يتجمعون في ساحة العلم وسط مدينة صور لإضاءة الشموع عن أرواح ضحايا حادثة طريق برجا وإذ بهجوم من عناصر من حركة أمل، من دون أن يكون المتظاهرون قد أبدوا أي أمر أو تحرك عنيف أو حتى استفزازي… لم يشتم أحد كما زعموا…” يقول هشام..

اللافت في ما حصل في صور هو هتاف مناصري “أمل”، “شيعة… شيعة” على غرار ما فعلوا في جسر الرينغ في بيروت، “كان هتافاً فلكلورياً برأيي فقط لتأكيد الهوية ووهو امتداد لما فعلوه قبلاً في بيروت”، يجيب هشام.

الهجمة التي نفذها مناصرو “أمل” و”حزب الله” لم تلق الصدى ذاته الذي حشدته في مناسبات سابقة، إذ كان يطغى القلق على المشهد، وتراجع كثر عن الانخراط في النشاط. كان لافتاً هذه المرة أولاً رفض الانجرار نحو المواجهة والاستمرار في تحرك سلمي والأبرز عدم الانجراف خلف الترهيب، فمثلاً وخلال النقل المباشر لما حصل في مدينة صور ليل أمس، وقفت سيدة متوسطة العمر في ساحة العلم بعد إحراق خيم الاحتجاج، وبلغة حازمة أجابت المراسل التلفزيوني “تاعول أمل وحزب الله هني اللي هجموا وكسروا، وما حدا يقول إنه عمل فردي… متل ما عملوا ببيروت وبالرينغ عملوا هون. أنا مش خايفة… ماننا خايفين”.

علا التصفيق بعد جملة السيدة التي بقيت واقفة هي ومن بقي من المتظاهرين، بعدما هدأت أعمال الشغب وغنوا النشيد الوطني اللبناني مؤكدين استمرارهم في الاحتجاج السلمي… 

الاحتجاجات في لبنان دخلت يومها الأربعين، فيما ترواح الأزمة السياسية مكانها وسط استمرار كباش حاد بين القوى الرئيسية على وقع انهيار اقتصادي ومالي. وينتقد المتظاهرون عدم تجاوب المسؤولين مع طلبهم تشكيل حكومة مستقلة من اختصاصيين لوقف الهدر والفساد وإيجاد حلول للأزمات المعيشية.

وعن هذا المأزق يتابع هشام: “مطالبنا محقة ولم يعد التشبيح يرهبنا والناس لم يطلبوا أمراً خيالياً فنحن نريد إصلاحاً اقتصادياً شاملاً وسلطة مستقلة نثق بها، ونحن باقون في الساحات ولن ننجر للاستفزازات”.