fbpx

مئات الغائبين اليمنيين منذ عشرات السنين… أين هم؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

مضت سنوات طويلة وعشرات العائلات اليمنية تعيش مأساة البحث عن مئات الأقارب، الذين غابوا أثناء هجرتهم إلى خارج الوطن من أجل العمل، ثم اختفوا فجأة، في ظروف غامضة.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

مضت سنوات طويلة وعشرات العائلات اليمنية تعيش مأساة البحث عن مئات الأقارب، الذين غابوا أثناء هجرتهم إلى خارج الوطن من أجل العمل، ثم اختفوا فجأة، في ظروف غامضة.

لا توجد أرقام أو إحصائيات رسمية لدى الجهات الحكومية، أو لدى منظمات المجتمع المدني المعنيون، عن عدد هؤلاء الذين انقطعت أخبارهم عن أهاليهم وذويهم، فجأة، وهم بالمئات، بعضهم مضى على غيابه عشرات الأعوام.  

بين هؤلاء، الغائبين، أيضاً؛ نساء وأطفال وحالات في سن الكهولة. وعلى الرغم من أن مأساة “الغائبين”، في اليمن قديمة، بالتوازي الزمني نفسه، مع هجرة مئات الآلاف من العمال اليمنيين، عبر السنين، إلى دول الجوار، فإن عوامل ومحفزات اجتماعية ونفسية عدة، تلعب دوراً رئيساً، في تنامي ظاهرة “الغياب الغامض”، في هذا البلد الفقير، مثل: الضغوط المعيشية، والتفكك الأسري، وعمالة الأطفال، والإقامة غير النظامية في البلدان التي يعملون بها.

 لم تبذل الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، والمقيمة في العاصمة السعودية الرياض، ولا الحكومات السابقة، أي جهود في هذا الصدد. كما أن الحكومة الحالية، لم تنجز أي مشاريع، من شأنها خلق فرص عمل جديدة، والتخفيف من نسب الفقر المتفاقمة، وعلى العكس من ذلك، قفزت مؤشرات الفقر والبطالة مع توقف صرف مرتبات الموظفين الحكوميين، الى مستويات قياسية.

وبحسب آخر تقارير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، فقد ارتفعت نسبة الفقر في اليمن من 47 بالمائة، عام 2014، قبل بدء الحرب، إلى 75 بالمائة عام 2019(الجاري). وحذرت الأمم المتحدة، من أنه إذا استمر القتال حتى عام 2030، فإن 78 في المائة من اليمنيين، سيعيشون في فقر مدقع، وسيعاني 95 في المائة من سوء التغذية، 84 في المائة من الأطفال سيعانون من التقزّم.

فاقمت الحرب المحتدمة في البلاد، منذ 5 أعوام، هذه المأساة الإنسانية، وفي السنتين الأخيرتين، باتت ظاهرة الغائبين، الذين انقطعت أخبارهم عن الأهل والوطن، تؤرق الضمير الإنساني. 

بعض هؤلاء الغائبين، مضى على غيابه المفاجئ، عشرات السنين، ومعظمهم شبان، تاهت بهم الأقدار على الحدود اليمنية – السعودية، وهم يحاولون عبور الحدود.

لا توجد أرقام أو إحصائيات رسمية لدى الجهات الحكومية، أو لدى منظمات المجتمع المدني المعنيون، عن عدد هؤلاء الذين انقطعت أخبارهم عن أهاليهم وذويهم

إغلاق المنافذ البرية والجوية والبحرية، رافقته مآس لا تحصى، فكثيرون باتوا عاجزين عن مغادرة الحدود أو العودة. ودفعت هذه الإجراءات الجائرة، بالبعض إلى الانتحار، فيما قرر آخرون المغامرة، لتخطي الحواجز، بحثاً عن الحياة، لهم ولأسرهم، وكانت النتيجة، مئات المفقودين. 

لأجل ذلك كله، يفتح “درج”، ملف الغائبين والمفقودين، في ظروف إنسانية صعبة وغير واضحة، مقابل صمت رسمي قاتل، يزيد المأساة فداحةً.

20 عاماً بحثاً عن أمي

يبحث محمد محمد علي أعجم (25 سنة)، عن أمه منذ نحو عشرين سنة، لكن من دون جدوى. يقول لـ”درج”: “والدتي تركتنا أنا وأخي الأصغر بعد انفصالها عن أبي عام 1999، وذهبت إلى أهلها، وكان عمري يومها 7 سنوت. لكن بعض ملامح وجهها ما زال أمام عينيّ”.

يسكن محمد، مع أخيه الأصغر أحمد (19 سنة)، في قرية نائية على ضفة وادي سهام الشهير، غرب اليمن، تابعة لمحافظة الحديدة. وطوال رحلة طفولتهما القاسية، تجرع الطفلان صنوف القهر والحرمان، في بيئة غارقة في الفقر والبؤس. 

“تولت جدتي لأبي تربيتنا، وصبرت علينا، لكننا عشنا في الفقر، وفاقدين الحنان، وعندما كبرنا ماتت جدتي”، وأجهش بالبكاء.

عندما انفصل الوالدان، لم يُنجزا أي تفاهمات بشأن طفليهما، محمد وأخيه أحمد، إنما أخذت الأم، كعادة المرأة في المجتمع اليمني، ورقة طلاقها، وسافرت باتجاه مديرية وصاب، التابعة لمحافظة ذمار، وسط اليمن (تبعد وصاب من مديرية الحجيلة، التابعة للحديدة، حيث يعيش ولداها، نحو 250 كلم)، حيث تسكن أسرتها. وهكذا انفطر قلب سعيدة أحمد علي قايد علطة، بفراق ولديها، من دون رحمة، أو تدخل من المجتمع المحلي، للحد على الأقل من معاناة التفكك الأسري الذي ألحق بهذه العائلة.

وبلهجة مؤدبة، قال محمد إن علاقته، هو وشقيقه بوالديهما، جيدة “الوالد لم يقصر معنا، ونحن نحبه ويحبنا”. 

يوم الطلاق المشؤوم ذاك، كان محمد في السابعة، وكان أحمد لا يزال في عامه الأول، رضيعاً. يقول محمد والقهر يخنقه: “إذا رأيت صورتها سأستطيع أن أعرفها”. وأضاف: “أمي لا تزال على قيد الحياة يا ناس… قلبي يقول لي إنها بخير”.

آخر ما وصله عن أمه كان قبل عشر سنوات تقريباً، إذ عرف أنها تزوجت في المملكة العربية السعودية، وتعيش في كنف زوج، لا يعرف محمد اسمه ولا جنسيته، ويقطنان في جبل فيفا، التابع لمحافظة جيزان غرب المملكة.

كسر محمد حاجز الخوف، ومضى يبحث عن أمه ويسأل عنها في كل مكان آملاً بأن يجد أثراً أو خبراً أو أي شيء. قصد ذات مرة بيت جده لأمه في مديرية وصاب، في أعالي الجبال، لكنه عاد خائباً، عندما لم يعثر على أحد من أسرتها التي هاجرت إلى إحدى المدن. 

ومن الريف إلى المدينة، أخذ محمد يتتبع خطى أخواله، في رحلة البحث عن أمه أو من يعرفها. وبعد أسفار طويلة ومضنية، كلفته الكثير، وجد محمد أحد أخواله أخيراً ولكنه كان مختلاً عقلياً، ويسكن في مدينة رداع، التابعة لمحافظة البيضاء، شرق اليمن. أما خاله الآخر، فوجده بعد مدة، في قعطبة، التابعة لمحافظة الضالع جنوب البلاد، وقد أفاده الأخير، بأن والدته تعيش في جبل فيفا السعودي، إلا أنه فقد عنوانها ورقم هاتفها ففقد التواصل معها.

الخيبات المتلاحقة لم تفقد محمد الأمل بلقاء والدته ذات يوم. يقول إن لديه خالة واحدة، تعيش في سوق الحتارش، شرق مدينة صنعاء، لكنه لا يملك عنوانها.

نضال محمد تعرقله عوامل عدة منها تكاليف البحث والتنقلات، علماً أن محمد يعيل زوجته وطفليه، ويعمل بأجر يومي في إحدى مزارع الدواجن القريبة من بيته، إضافة إلى الصعوبات الأخرى التي تواجهه كعدم تجاوب عائلة أمه معه.

لا يملك محمد أي صورة فوتوغرافية لأمه، لكن وجهها الأبيض الطويل، لا يزال في ذاكرة الطفل الذي أصبح أباً، “وفي قلبي نُهدة بحجم الكون كله”.

هل تعرفون شيئاً عن أبي؟

قبل 4 أعوام فقد نادر عبداللطيف، وهو في الـ16 من عمره، أباه، وقبل أسبوعين فقد نادر، وقد صار في عامه الـ20 هاتفه المحمول، وبداخله عشرات الصور عن والده الغائب.

يتذكر نادر، الذي يعمل حاليا ًفي مدينة الرياض، سائق معدات ثقيلة، تلك الليلة التي جاءه فيها والده برفقة صديق له، إلى أحد مطاعم مدينة صنعاء “حيث كنت اعمل، جاءني الوالد وودعني، وقال إنه مسافر إلى مارب للعمل مع صديق له هناك”. يقول نادر لـ”درج”: “لا أدري من هو الصديق الذي قصده والدي. وحتى اللحظة لا أدري إن كان أبي حياً أم ميتاً”. 

بعد اختفاء عبداللطيف علي فتاحي (40 سنة)، عاش نادر وشقيقته معاناة طويلة وضربات متلاحقة.

قبل عشر سنوات، كان عبداللطيف، في السعودية، بإقامة نظامية، يعمل بموجبها، ضابط مبيعات داخل محل عطور في الرياض، وكانت حياة أسرته (زوجته وطفليه) سعيدة، وفجأة “قرر أن يغادر السعودية بتأشيرة خروج نهائي، وهنا بدأ وضعه المعيشي والأسري يسوء ويتفاقم، لأنه كان عاطلاً من العمل”.

زوجته وولداها، كانوا يعيشون في بيت والد الزوجة، وبسبب ضغوط نفسية وعائلية، وقع الطلاق بين عبداللطيف وزوجته، ودخل نادر وشقيقته الصغيرة، عالم الحرمان، على رغم بقائهما في حضانة الأم.

تعرضت أم نادر، قبل عامين، لجلطة دماغية، كادت تنهي حياتها، وهي تعيش حالياً مع ابنتها، وتتابع علاجها.

يرى نادر أن والده كان يعاني من ضغوط نفسية، لا سيما بعدما وجد نفسه، بلا عمل، عقب قراره المتهور بالخروج النهائي من المملكة. “كان الوالد يغضب ويتوتر، لأتفه الاشياء، وكان ينكر أنه يعاني من أي مرض نفسي”. ويضيف نادر: “الوضع المعيشي والفقر والبطالة كلها سببت ذلك”.

في طفولته، عاش عبداللطيف (والد نادر)، حياة قاسية، هو الآخر، لا سيما بعد انفصال والديه وتفكك العائلة (أجداد نادر)، كما تزوج والده امرأة أخرى، لم تلتئم معها حياة عبداللطيف. كما أن جدة نادر لأبيه، هي الأخرى تزوجت رجلاً آخر، وعاش عبداللطيف حياة الحرمان والتشرد خارج فضاء الأسرة ودفئها.. لذلك، كانت حياته ونشاطه وأعماله متقطعة ومتقلبة، وحاول الالتحاق بالجيش فترة ثم ترك الخدمة، وجرّب الاغتراب والهجرة، وفجأة قرر الخروج النهائي من السعودية، ثم عمل في أكثر من مكان ولم يصمد طويلاً.

بعض هؤلاء الغائبين، مضى على غيابه المفاجئ، عشرات السنين، ومعظمهم شبان، تاهت بهم الأقدار على الحدود اليمنية – السعودية، وهم يحاولون عبور الحدود.

يقول نادر: “أشعر بأن والدي ما زال حياً”، سارداً الذكريات التي تطوقه من كل مكان، مع أبيه والمدينة التي يعرف تفاصيلها وتعرفه، الرياض.

وعلى رغم الأمل الذي لا يفارقه، يقول: “أخشى أن يكون والدي قتل في ظروف حرب”، علماً أن اليمن يواجه حرباً مستمرة منذ 5 سنوات.

عبداللطيف من محافظة إب، مديرية السياني، قرية الخمعي، وهو حائز شهادة ثانوية عامة، وفق نادر، الذي ترك دراسته وبات يحمل على كاهله مسؤولتين عظيمتين: البحث عن عمل أولاً وعن والده ثانياً، فيما أخته (11 سنة) في الصف الرابع الابتدائي، في مدرسة القرية في السياني، وسط اليمن، وهو فخور بها.

يوجّه نادر، عبر “درج”، مناشدة الى كل من له علاقة بوالده، أو من يعرف عنه شيئاً، لإبلاغه بما يعرفه، مؤكداً من جديد “لدي إحساس بأن والدي لم يمت”.

لا أريد من الدنيا سوى وجه صالح

يقترب الحاج حسين حنضل من الـ100 سنة. وتدور أيامه الصعبة بانتظار رؤية ابنه صالح حسين، الذي وفق آخر تواصل مع والده (قبل 20 سنة)، يعيش مع والدته في الخليج (متنقلاً بين قطر والبحرين)، وفقاً لرواية أحد الأقارب، الذي فضل عدم ذكر اسمه. 

تقول الرواية، إن صالح كان باراً بأبيه، وكان يتكفل بمصاريفه دوماً، ويعيش الأب في إحدى الضواحي الشمالية لمدينة صنعاء، وتحديداً في مديرية بني الحارث، مسقط رأسه.

حسين حنضل

عام 2000، توقف التواصل بين صالح ووالده فجأة. ولم يستطع الأب، الذي لا أحد يعيله الآن، الحصول على أي معلومات سارة أو حتى حزينة عن ابنه الذي اختفى فجأة.

وفق رواية أحد الأقرباء، الذي أرسل لنا صورة الأب، فإن هذا الشيخ الطاعن في السن، يعاني من وضع صحي ونفسي بالغ الأسى والحزن، لا أحد يساعده أو يخدمه، سوى بعض فاعلي الخير، من أهل المنطقة.

كان الحاج حسين حنضل، قبل أن تهده السنين، رجلاً ذا شأن. كان مغترباً في السعودية، في دفعات المغتربين القدامى، ومعه صالح وزوجته. وبعد افتراق الأبوين رحل صالح مع الأم، إلى الخليج، وبقيت علاقته بأبيه قوية وراسخة. كان يراسله ويزوره، وفجأة، ومن دون مقدمات، اختفى.

يتمنى الحاج حسين حنضل، أن يرى ابنه قبل رحيله عن الدنيا، يقول: “أريد أن أرى صالحاً وأشم رائحته. أرجو من الله أن يمنحني هذه الفرصة قبل موتي”.

غائب منذ نصف قرن!

قصص الغائبين والمفقودين، في اليمن السعيد، لا تنتهي، وزادتها الظروف الراهنة تراجيدية وألماً. 

قبل 50 سنة، فقدت الحاجة حمامة مقبل صالح، شقيقها الأكبر، محمد، وهو مهاجر في السعودية أيضاً. وعلى طول هذه العقود الطويلة، لم يفرح أي من العائدين قلبها بخبر سار.

“أريد أن أعرف، هل مات أخي محمد أو أصيب بالجنون؟ هل لا يزال حياً؟”، هكذا تطلب الحاجة حمامة من أي رجل عائد من السعودية. وتتذكر، وهي في الثمانين من عمرها، وتعيش مع أسرتها في صنعاء، اليوم الذي ودعها أخوها فيه، وكيف غادر برفقة شخص من أهل المنطقة (قتل في حادث عمل في المملكة لاحقاً). 

لا يملك محمد أي صورة فوتوغرافية لأمه، لكن وجهها الأبيض الطويل، لا يزال في ذاكرة الطفل الذي أصبح أباً

تقول حمامة: “آخر الأخبار، كانت أن محمد ترك الغرفة، التي كان يسكن فيها، مع آخرين في حي الكندرة بمدينة جدة، وغادر الى جهة غير معلومة”. ولكن حمامة لا تصدق أي أخبار أو توقعات على طول كل هذه السنين التي مضت، وتعتقد أن أخاها “يعيش تائهاً متشرداً”.

وطبقاً لمصادر متطابقة، من عائلة الغائب محمد مقبل، فإن الرجل كان يعاني من حالة نفسية، غير دائمة، وكانت تداهمه نوبات اكتئاب بين فترة وأخرى.

راعي أغنام لا يبحث عنه أحد

تتشابه قصتا محمد مقبل وبكر أحمد بكر، الذي يعمل راعياً للأغنام، بإقامة رسمية، في منطقة غميقة، شرق مدينة الليث، السعودية.

هذا الرجل (65 سنة)، متروك لا يسأل عن أحد ولا يسأل أحد عنه. إنه مسن، وبائس، ويكره الصور.

تمكن “درج”، من التواصل مع أحد أصدقاء بكر، الذي يعمل في منطقة قريبة منه، واسمه عبود ابراهيم الشمري (يمني الجنسية)، من محافظة المحويت- مديرية ملحان (غرب العاصمة صنعاء). يقول إبراهيم: “هذا الرجل محيّر، ويبدو أنه حبيس مواقف أليمة وظروف قهرته في بلاده قبل عشرات السنين، إنه قليل الاختلاط بالناس، ويرفض أن تُلتقط له الصور، وكلما سأله أحد عن أهله وبلاده، وعن عشيرته، تراه يهرب”. ويضيف عبود: “لقد تمكنا من التقاط صورة لبكر، على حين غفلة منه”.يمارس بكر، حرفة الرعي لكفيله بأجر شهري زهيد، 1200 ريال سعودي، وهو يسكن في المنطقة منذ عام 1999.

طبقاً لرواية عبود، فإن الرجل ظل مجهولاً، يرعى الغنم ولا يغادر حدود المرعى والسكن، إلى أن أصدر العاهل السعودي، أمراً بمنح العمال اليمنيين، المجهولين، هوية زائر، قبل 4 سنوات، ووفر ذلك القرار، لعشرات الآلاف، إقامة نظامية في كل مدن المملكة وأريافها، وكان بكر أحد هؤلاء المستفيدين منه.

بعد ذلك، تمكن بكر، من استخراج جواز سفر يمني، بواسطة القنصلية اليمنية في جدة، ورتب لنفسه، بمساعدة الكفيل، وضعاً نظامياً ثابتاً. وفي جوازه مكتوب أنه من مديرية زبيد، التابعة لمحافظة الحديدة، غرب اليمن.

يعيش بكر، حالة من الانطواء والاكتئاب المكبوت، والهدوء. وله أصدقاء، محدودون يألفهم. وفي جيبه جوال قديم ومتواضع، فيه 5 أرقام لخمسة أصدقاء فقط، أحدهم، عبود ابراهيم. 

قبل أسبوعين تعرض بكر لوعكة صحية، أقعدته في الفراش، فبادر هؤلاء الأصدقاء، بنقله إلى المستشفى، وبعد إجراء الفحوصات الطبية اللازمة، تبين أنه مصاب بداء “السكري”.

حاول “درج” التواصل مع القنصلية اليمنية في جدة، ومع السفارة في الرياض، بشأن هؤلاء المفقودين الضائعين، لعلنا نصل الى إفادات وتوضيحات، لكن لم نحصل حتى اللحظة على أي رد، من الجهات الحكومية التي يفترض أن تتحّمل مسؤولية حياة هؤلاء الناس، وحياة الأسر التي تنتظرهم منذ زمن طويل.