fbpx

حملات الاعتقال السعودية الأخيرة: من رجال الدين إلى خاشقجي

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

اعتقلت المملكة العربيّة السعوديّة أخيراً 8 مواطنين -على الأقل- معارِضين لسياسات البلاد، في ما تصفه جماعات حقوق الإنسان بالتصاعُد في حملة القمع المتواصلة منذ عامَين.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

اعتقلت المملكة العربيّة السعوديّة أخيراً 8 مواطنين -على الأقل- معارِضين لسياسات البلاد، في ما تصفه جماعات حقوق الإنسان بالتصاعُد في حملة القمع المتواصلة منذ عامَين. 

جاءت أنباء الاعتقالات في تناقُضٍ صارخ مع جهود المملكة لإعادة الترويج للبلاد باعتبارها وجهة سياحيّة واستثماريّة مفتوحة، وأيضاً في ظلّ مواجهات المملكة، حليف الولايات المتّحدة المحوري، مع إيران. تواصل المملكة جهودها، على رغم توصّل المخابرات الأميركيّة إلى أنّ القيادة السعودية هي التي أمرت ونسّقت عملية اغتيال الصحافي السعوديّ المعارِض جمال خاشقجي العامَ الماضي، إلى جانب هزائم ديبلوماسية أخرى مثل الحرب السعودية المتواصلة على اليمن.

إليكم نظرة على أبرز حملات الاعتقالات والقمع على مدار العامَين الأخيرَين. 

الموجة الأخيرة: تشرين الثاني/ نوفمبر

اقتاد عناصر من الشرطة، بثياب مدنية، 8 على الأقلّ من المفكّرين والكتّاب وأصحاب المبادَرات الرياديّة من منازلهم في العاصمة السعودية الرياض ومدينة جدّة، الميناء الواقع على البحر الأحمر، بين يومَي 16 و21 تشرين الثاني، وفقاً لما أعلنته منظّمة “القسط” الحقوقيّة السعودية التي تتخذ من لندن مقرّاً لها.

ويظلّ السبب الحقيقيّ وراء تلك الاعتقالات غامضاً، إذ لم يكن هؤلاء المعتقلون بارِزين أو من الناشطين في المجال العام، وفقَ ما أشار إليه تقرير منظمة “القسط”.

وقال عبد الله العودة، وهو زميل رفيع المستوى في جامعة جورج تاون وأحد منتقدي النظام السعوديّ، في تصريح لقناة NBC، إنّ بعضَ هؤلاء المعتقلين من الناشطين في الربيع العربي عام 2011، وكانوا جزءاً من نادٍ للكتاب في المملكة.

أحد المعتقلين المُشار إليهم هو الناشط والمدوِّن فؤاد الفرحان الذي كان أحد أشهر المدوِّنين السعوديّين حين ألقي القبض عليه عام 2007. حُكِم عليه حينها بالسجن، غير أنّ فترة محكوميّته خُفّضَت حين وافق على التوقّف عن التدوين.

إجراءات وليّ العهد القمعيّة

هذه الحملة هي السلسلة الأخيرة في هجمة متواصلة على الحريات السياسيّة في ظلّ قيادة وليّ العهد محمد بن سلمان.

وفق ما قاله آدم كوغل، من منظّمة “هيومان رايتس ووتش”، اعتقل أكثر من 200 مواطن سعوديّ خلال السنوات الماضية، ضمن هذه الحملة القمعيّة.

وأضاف كوغل: “بالطبع هناك كثر من المعتقلين بين كلّ حملة كبرى وأخرى”، لا تصل أسماؤهم إلى “هيومان رايتس ووتش”.

أطلق بن سلمان تغييراتٍ غيرَ مسبوقة في بنية الاقتصاد والمجتمع السعوديّ، ومنها فتح البلاد للسياحة وإلغاء بعض القوانين المقيّدة لحقوق المرأة في القيادة والسفر. 

في الوقت ذاته، ضاعَف وليّ العهد حجمَ القمع ضد أيّ تغيير أو انتقادات أو دعوات إلى الإصلاح تأتي من خارج دائرته أو سيطرته.

وأشار تقرير لوكالة “رويترز” إلى أنّ “الرياض تنكِر وجود أي معتقلين سياسيّين، إلّا أنّ مسؤولين رفيعي المستوى قالوا إن مراقبة النشطاء، وربّما احتجازهم، هي أمور ضروريّة للحفاظ على الاستقرار المجتمعيّ”. 

غير أن كوغل يرى أن هذا الزعم لا يصمد أمام النقد.

وقال كوغل “كلّ الأمر ليس سوى جزءٍ من حملة قمعيّة ضد الأصوات المستقلّة في المجتمع السعوديّ. إن كان الناس لم يخافوا من الحديث سابقاً، فسيخافون الآن”.

وقال إن الرسالة الموجَّهة إلى المواطنين السعوديّين بعد تلك الاعتقالات مفادُها “اذهبوا إلى الحفلات واستمتعوا بوقتكم وحفلات الترفيه، ولكن لا تفكّروا في توجيه أي نقد”. 

نيسان/ أبريل: اعتقال المزيد من المدونين والكتاب

قال كوغل إن المجموعة التي قُبِض عليها في تشرين الثاني كانت على صلة بما لا يقل عن سبعة كتّاب ومدوِّنين سعوديين ممّن قُبِض عليهم في نيسان. 

ووَفقاً لما ورد عن منظّمة “القسط”، شملت المجموعة امرأةً حاملاً واثنين من المواطنين يحملان الجنسية الأميركية أيضاً. ومع أنهم لم يكونوا يُعتَبرون من النشطاء البارزين إلا أنهم ضُمّوا إلى قوائم المنع من السفر قبل شهر من اعتقالهم، وفقَ ما أفادت به منظمة “القسط”.

تشرين الأول/ أكتوبر 2018: قتل خاشقجي

قُتِل خاشقجي -الذي أقام في ولاية فرجينيا والكاتب المساهم في جريدة “واشنطن بوست”- وقُطِّعت أوصالُه السنة الماضية في القنصلية السعودية في مدينة إسطنبول. وقد خَلصت “وكالة الاستخبارات المركزية” CIA، إلى أن الأمر باغتياله صدر عن محمد بن سلمان. كان خاشقجي ناقداً بارزاً لبن سلمان، ولذا كان قتله رسالةَ تخويفٍ للمعارضين والمواطنين السعوديين بأنهم غير آمنين حتى خارج المملكة. 

جعلت عملية قتل خاشقجي المملكةَ العربية السعودية في البداية طرفاً منبوذاً دولياً إلى حد ما؛ لكن رجال الأعمال والسياسيين – بمن فيهم الرئيس ترامب- لم يبتعدوا طويلاً من التعامل مع المملكة الغنية بالنفط.

قال كوغل “لم يكن هناك أي مُساءلة تقريباً بخصوص انتهاكات حقوق الإنسان في ما سبق، بما في ذلك مقتل خاشقجي وأخبار تعذيب ناشطات في حقوق المرأة”. 

وأضاف أن جزءاً من مسؤولية الاعتقالات في هذا الشهر تقع على عاتق “فشل قادة العالم وغيرهم في مُساءلة السعودية”.

أيار/ مايو 2018: اعتقال ناشطات

في بداية أيار 2018، اعتقلت السلطات السعودية ما لا يقل عن 10 ناشطات بارزات على مدى سنوات في حملة حق المرأة في قيادة السيارة. يقول كريم فهيم، الكاتب في جريدة “واشنطن بوست”، إن “السلطات اتّهمتهن بالتواصل الشائن مع أطراف أجنبية، ووصفتْهن الصحافة بالخائنات”.

ضاعَف وليّ العهد حجمَ القمع ضد أيّ تغيير أو انتقادات أو دعوات إلى الإصلاح تأتي من خارج دائرته أو سيطرته.

وأضاف فهيم “لم يقتصر عمل الناشطات على حق قيادة السيارة، وإنّما امتدّ ليشمل الدفاع عن ضحايا العنف الأسري والنساء الواقعات تحت وطأة قوانين الوصاية والمعتقلين السياسيين. وقد مَثَّلن أجيالاً مختلفة من النساء السعوديات اللاتي حاولن على مدى عقودٍ ثَنيَ إرادة هذه الدولة المحافِظة القاسية والمبهَمة في الغالب. وقد حصلت بعضهن على إشادة دولية، وعملت أخرَيات على الأرض لإقناع السعوديات بالانضمام إلى النضال من أجل حقوقهن”.

وأفادت تقارير صحافية بأن بعض النساء عُذِّبن بعد القبض عليهن، وما زال عدد من محاكماتهنّ مستمراً حتى الآن.

تشرين الثاني 2017: قضية فندق ريتز- كارلتون

في تشرين الثاني 2017، جمَع محمد بن سلمان حوالى 300 فرد من العائلة المالكة السعودية وكبار المسؤولين والمديرين التنفيذيين من رجال الأعمال الأثرياء في فندق ريتز-كارلتون، في حادث غريب اتّهم فيه وليُّ العهد عدداً من أفراد الأسرة والمنافسين المحتمَلين لحكمه بالفساد، وتعهّد بالإفراج عنهم فقط بعد سدادهم ديونَهم.

 كانت هذه خطوةً تهدف إلى إيصال رسالة للناس، فحواها أنه يُضيّق الخناق على الفساد، ولكنها أيضاً كانت إشارة لمَن حوله بعدم اختبار قوته. وخلال الأشهر التي تلت ذلك، اعتقل محمد أمراءَ آخرين وأشخاصاً من النخبة السعودية الذين شكّكوا بنهجه في الحكم.

أيلول/ سبتمبر 2017: القبض على علماء دين وأكاديميين

بينما كانت قوة محمد بن سلمان داخل القصر تتصاعد، وبينما تحرّك لتعزيز سلطته عام 2017، قبضَت السلطات السعودية على ما لا يقل عن 20 من علماء الدين والأكاديميين المعروفين بانتقادهم سياسات المملكة والمؤيِّدين للتغييرات السياسية. في ذلك الوقت، قالت وسائل الإعلام الحكومية بشأنهم إنهم كانوا يعملون لمصلحة “أطراف أجنبية ضد أمن المملكة”، وفقَ ما ذكرت “هيئة الإذاعة البريطانية” BBC. 

هذا المقال مترجَم عن washingtonpost.com ولقراءة الموضوع الأصلي زوروا الرابط التالي

كريم شفيق - صحفي مصري | 29.03.2024

محمد جواد ظريف… حبال السلطة الصوتية في إيران بين المنع والتسريب!

ظريف، وبحسب التسريب الأخير، قام بعدّة أدوار وظيفية، ربما جعلته يتفادى هجوم الأصوليين، وجاهزيتهم للعنف والاتهامات سواء كانت بـ"الخيانة" أو "العمالة" أو "الجهل".