fbpx

من هم القَتَلة في بغداد يا قيس الخزعلي؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

غزوة الأمس أسفرت بحسب “رويترز” عن 19 قتيلاً وعشرات الجرحى من بين المتظاهرين. ومئات الفيديوات تفضح المهاجمين.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

بغداد يا بغداد… لا مدينة تملك هذه القدرة على بعث الخوف ممزوجاً بأمل ضعيف على نحو ما تفعل بغداد هذه الأيام. ولا أحد يملك القدرة على الكشف عن وجوه الغزاة الجدد على نحو ما يملك فتية ساحات بغداد القادمين من ناحية الرصافة، والساعين إلى اجتياز جسور السلطة التي تحجب عنهم أهل الكرخ. بالأمس توغل الغزاة في قلب التظاهرة في ساحة التحرير وعلى جسر السنك وقتلوا عشرات المتظاهرين. من هم القتلة؟ سألنا أصدقاءنا في بغداد، فراحوا يعددون أسماء فصائل الحشد الشعبي المشفوعة بعبارات الله وعصائبه ونجبائه.

مواجهة الأمس كانت عارية ولا لبس في هوية الغزاة. لقد خلفوا وراءهم أسلحة وعتاداً كاشفاً عن هويتهم.

غزوة الأمس أسفرت بحسب “رويترز” عن 19 قتيلاً وعشرات الجرحى من بين المتظاهرين. مئات الفيديوات تفضح المهاجمين. تغريدة قائد العصائب قيس الخزعلي في أعقاب الغزوة كانت مذهلة. “دعوة المسلحين للانسحاب من الساحة وافساح المجال للقوى الأمنية”. ما حصل قد حصل والآن عليكم أن تنسحبوا ولن نحاسبكم على الجريمة. المهمة أنجزت فعودوا إلى قواعدكم. هل من وضوح يفوق هذا الوضوح في تبني الجريمة وفي السعي إلى احتواء جثث الضحايا؟

رصاص كتب عليه بالفارسية “صنع في إيران”

لكن الوضوح في الجريمة يوازيه وضوح في تصميم فتية الرصافة على عبور الجسور. الصور مذهلة، والإصرار تصاعدي. تلك الأم التي وصلت إلى الساحة ليلة أمس لتنضم إلى أبنائها على جسر السنك لن يقوى الخزعلي على تبديد اندفاعها، والساحات حسمت خيارها في العراق ولا عودة إلى زمن قاسم سليماني. المتظاهرون الشيعة حملوا بأيديهم مظاريف الرصاصات التي أطلقها الغزاة ليلة أمس والتقطوا صوراً لها، وكتب عليها بالفارسية “صنع في ايران”. المواجهة اليوم مباشرة بين ما “صنع في إيران” من حشود وغزاة، وبين فتية مدن الشيعة في العراق. المواجهة لوحدها وقبل أن تسفر عن نتائج تمثل هزيمة ساحقة لجنرال الهلال الشيعي. دماء كثيرة على ضفتي المواجهة، لكن الفتية يحدوهم الأمل، والعودة إلى المنازل ستضعهم مجدداً في متناول حشود الله وأحزابه وعصائبه ونجبائه.

مواجهة الأمس كانت عارية ولا لبس في هوية الغزاة. لقد خلفوا وراءهم أسلحة وعتاداً كاشفاً عن هويتهم، وثمة فيديو لأحدهم بعدما تمكن المتظاهرون الانتحاريون من إلقاء القبض عليه.

لحظة اعتقال شخص من قبل أصحاب القبعات الزرقاء يقال بأنه أحد المشاركين بالهجوم على الخلاني.

ولعل أغرب ما يحصل في بغداد اليوم يتمثل في أن حكومة مستقيلة تتنصل من المسؤولية عن القتل، وأجهزة أمنية بعيدة من المواجهة، وقادة حشود هم أعضاء في البرلمان يسعون إلى تصوير المواجهة بصفتها “شارعاً في مقابل شارع”. وفي هذا الوقت تظهر جيوش من القتلة الملثمين كما لو أنهم من خارج هذا المشهد تماماً، فيسقطون على رؤوس المتظاهرين كما لو أنهم أتوا من الفضاء. يحصل ذلك وسط وضوح لا يترك مجالاً للشك في هوية هذه الكائنات! هذه المعادلة كاشفة لحجم الجريمة لكنها كاشفة أكثر المأزق الذي يكابده القاتل، ذاك أنه لم يعد معنياً في حجب وجهه. رواية ركيكة ومضحكة عن المؤامرة تكفيه لكي يمضي في جريمته، وفي صباح اليوم الثاني يغرد الخزعلي داعياً المسلحين إلى الانسحاب من الساحة.

أم عراقية التحقت بأبنائها المعتصمين في ساحة التحرير

من هم المسلحون يا خزعلي؟ أيها المُعمم الذي لطالما كشف عن مسدس على خاصرته! طلبت منهم مغادرة الساحات، بعدما ارتكبوا الجريمة! لقد قتلوا أكثر من 19 عراقياً. وأعلنت أنت العضو في البرلمان العراقي، وصاحب العمامة، أنك لست صاحب الدماء. هل تعلم أن أثر الدم على العمامة البيضاء لا يزول؟

سيعبر فتية الساحات في بغداد الجسور لا محالة، وسيرفدهم فتية قادمون من مدن الجنوب، وسيصفق لهم أهل الشمال وأهل الغرب، وسيلملم الجنرال خيبته ويغادر. هذه أصداء لأحلام بغدٍ عراقي أفضل، وهي وإن كانت مجرد أحلام إلا أنها استمدت من تصميم العراقيين على البقاء في الساحات، على رغم الجريمة وعلى رغم المجزرة، قوة وأملاً نادرين في التاريخ العراقي الحديث.

حازم الأمين - صحافي وكاتب لبناني | 28.03.2024

العرقوب اللبناني بين “فتح لاند” و”حماس لاند”

الوقائع التي تشهدها المناطق الحدودية اللبنانية عززت التشابه بين "فتح لاند" و"حماس لاند"، فبينما كانت الهبارية تتعرض لغارات الطائرات الإسرائيلية التي قتلت على نحو متعمد تسعة مسعفين، كان أهالي بلدة رميش المسيحية يقرعون أجراس كنائسهم احتجاجاً على تمركز حزب الله على إحدى التلال في بلدتهم!