fbpx

لماذا يكره “حزب الله” ديما صادق؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

لم يسبق أن تعاملت الجيوش الإلكترونية والواقعية والشخصيات المحسوبة على “حزب الله” مع خصومها، كما تتعامل مع ديما صادق، في حملة مستمرة لا تتوقف.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

من على منبر حسينية بلدة النبطية وبكامل سطوته الدينية هيئةً ومظهراً وكلاماً، وقف رجل الدين القريب من “حزب الله” محمود برجاوي وهدد الإعلامية ديما صادق علناً بالاسم، متهماً إياها بأنها عميلة، ومعتبراً أن الدين يوصي بصلب أمثالها وقطع أيديهم وأرجلهم. 

هذا التصعيد الخطير وغير المسبوق في الاتهام والتحريض أتى بعد حادثة سرقة هاتف ديما خلال وقوفها مع المتظاهرين على جسر الرينغ قبل نحو أسبوعين. وقبل يومين بثت ديما فيديو توجهت فيه إلى “الحاج الأشهر” في لبنان، ملمحةً بطبيعة الحال إلى المعاون السياسي لأمين عام “حزب الله” الحاج وفيق صفا، الذي تردد أن هاتفها بات بحوزته بعد سرقته، وسألتهُ ديما في الفيديو الذي بثته عن شرعية إقدام شخص يزعم الالتزام الديني على سرقة هاتفها والاطلاع على خصوصياتها.

الإعلامية ديما صادق

هذه الوقائع كانت خلف وقوف رجل الدين برجاوي وتناوله صادق بالاسم واستهزائه بها وتهديدها مستعملاً العبارات التالية: “أنا ديما صادق أريد أن أفجر وأعهر وأخون وأغدر وأتعامل مع العدو وأتسبب بالقتل وأفعل الأفاعيل بس إنت لأنك مؤمن ممنوع تفضحني مهما كنت أنا فاسدة منحرفة وشاذة”.

هنا، لا يمكن سوى التوقف عند هذا التهديد العلني والسافر والصريح الذي أدلى به برجاوي من على منبر ديني، وهو هنا يفعل تماماً كما يفعل الأمين العام للحزب حسن نصرالله، حين يستبق أي موقف سياسي بخطبة دينية ما يجعل أي كلام يعقب الكلام الديني، مهما كان دنيوياً، يحمل صبغة شبه منزلة، ولا يحتمل التشكيك والنقاش، على رغم كل ما يمكن أن يحمله من مضامين سلبية سياسياً واجتماعياً.

فهل علينا أن نأخذ بكلام برجاوي بصفته أمراً دينياً ونصمت، أم بصفته تهديداً مباشراً يفترض أن يحاسب قضائياً وسياسياً عليه؟

لم يسبق أن تعاملت الجيوش الإلكترونية والواقعية والشخصيات المحسوبة على “حزب الله” مع خصومها، كما تتعامل مع ديما صادق، في حملة مستمرة لا تتوقف، إذ لم ينل أي كاتب أو مثقف أو إعلامي أو سياسي حملة استهداف لموقفه من “حزب الله” كما يحصل مع ديما، وهي حملة استهدفتها شخصياً ومهنياً وعائلياً.

هل علينا أن نأخذ بكلام برجاوي بصفته أمراً دينياً ونصمت، أم بصفته تهديداً مباشراً يفترض أن يحاسب قضائياً وسياسياً عليه؟

والحقيقة أن انتقادات صادق لـ”حزب الله”، أقل حدة بكثير من شخصيات إعلامية وسياسية معارضة تقول كلاماً أقوى وأعلى سقفاً لجهة المضمون، وهذا ليس للتقليل من صدقية ما تقوله، لكن لتسجيل التعجب المشروع حيال أسباب هذا الاستهداف كله لها.

يمكن أن يلحظ المرء بسهولة أن لخلفية ديما الآتية من بيئة شيعية وشخصيتها المعروفة وشكلها وشهرتها بوصفها “فاشونيستا” مهتمة بمظهرها، إضافة إلى كونها محاورة ومقدمة أخبار، هي في صلب الهجمة عليها، فهي حين تنتقد أو تهاجم أو تدلي بموقف، تفعل ذلك بكامل أنوثتها ولا تحاول أبداً مواربة “دلال” ظاهر في التحدث والتصرّف، وهنا مكمن “جنون” جيوش “حزب الله”، وحالياً رجال دين، وحتماً هناك كثيرون غيرهم.

لقد استفزتهم “الأنثى” ديما التي تجاهر بمواقف سياسية معارضة لما يعلنه الحزب، وهنا بدا اتهامها بأنها “تقطع طرقاً” واهياً، وما الكلام عن أنها “عميلة” سوى ترداد ممجوج يستخدمه الحزب حين يتوجه لمن يعارضونه. لكن في حالة ديما يضاف إلى ذلك كون الحزب في مواجهة ما يثير فيه استفزازاً مضاعفاً، ذاك أن السلطة الرجل الحزب، تترنح تحت وطأة نفوذ امرأة استجمعت قوتها مما يُبغضه الحزب ويضطهده، وتضعه شريعته في مرتبة دنيا. ففي ديما تتكثف المرأة بوصفها خروجاً عن طاعة الرجل المضطهِّد، وساعية وراء حضورها الخاص. 

لقد استفزتهم “الأنثى” ديما التي تجاهر بمواقف سياسية معارضة لما يعلنه الحزب، وهنا بدا اتهامها بأنها “تقطع طرقاً” واهياً، وما الكلام عن أنها “عميلة” سوى ترداد ممجوج يستخدمه الحزب حين يتوجه لمن يعارضونه.

تركز الجيوش الإلكترونية التابعة للحزب جهوداً لا تكل لاستهداف ديما صادق عبر “تويتر” و”فايسبوك”، وبهاشتاغات من نوع “ديما الواطية”، ويتم تكليف جيوش إلكترونية لابقاء هذه الهاشتاغات متصدرة، وهو جهد ممنهج وليس عفوياً أبداً. والآن تتوج الحملة بمنبر ديني لاتهام صادق بـ”الفجور والعهر” وهي عبارات مفعمة بالنظرة الذكورية التي تنشأ عليها أيديولوجيا “حزب الله”. ولا تفسير لذلك سوى حجم الاستفزاز الذي يشعر به “رجال” حزب يفاخر بصواريخه وقدراته القتالية، من امرأة جميلة ظاهرة الأنوثة تتحداه.

كل الدعم لديما.

حازم الأمين - صحافي وكاتب لبناني | 28.03.2024

العرقوب اللبناني بين “فتح لاند” و”حماس لاند”

الوقائع التي تشهدها المناطق الحدودية اللبنانية عززت التشابه بين "فتح لاند" و"حماس لاند"، فبينما كانت الهبارية تتعرض لغارات الطائرات الإسرائيلية التي قتلت على نحو متعمد تسعة مسعفين، كان أهالي بلدة رميش المسيحية يقرعون أجراس كنائسهم احتجاجاً على تمركز حزب الله على إحدى التلال في بلدتهم!