fbpx

ثورة الحسين أو ثورة المهمشين على جلّاديهم

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

ثلاثية “الشيعة” كهتاف ليست بعيدة من ثلاثية “الجيش والشعب، والمقاومة”، كما أرادها “حزب الله” على الأقل في تفسيرها السطو على البلد وتغطيته الفساد في السلطة التنفيذية والتشريعية.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

ماذا يعني أن يهجم أبناء الأحياء “الباطنية” الشيعية المهمّشة على الشوارع العامة؟ والأحياء الفقيرة تلك، حكم عليها بالتبعية العمياء لـ”حزب الله” و”حركة أمل”، في الضاحية الجنوبية، ووسط بيروت من حي اللجا إلى الخندق الغميق. لهذا دلالات كثيرة، أولها فقر، وتستغل الأحزاب ذلك بتحريكها إما عبر مساعدات عينية أو تجييش مذهبي أو توريط الأهالي في ملفات، أهمها المخدرات. أما في وقتنا الحالي ومع مجريات الثورة، فيبدو وكأن الطلب الرسمي لهؤلاء من قبل “أمل” و”حزب الله”، “لا تجوعوا وحدكم، جوعوهم معكم”، بينما كان من الأفضل لهؤلاء الشبان أن يحاربوا الجوع مع المتظاهرين السلميين.

نزل مناصرو “أمل” و”حزب الله” إلى الشارع في بيروت وصيدا والنبطية، وكسروا الممتلكات العامة وأحرقوها، وحطّموا معها خيم المعتصمين السلميين في الساحات.

اختبأ هؤلاء الشبان وراء هتاف “شيعة شيعة شيعة”، وبرروا هجومهم العنيف، بفيديو لشاب يشتم أهل البيت وهو في اليونان. وبعد انتشار هذا الفيديو تبين أن إعادة توزيعه كانت مشبوهة، لخلق ذريعة لإفشال الثورة وجر الشارع إلى الاقتتال الطائفي والمناطقي، إلا أن هذه المحاولة باءت بالفشل.

وبالنسبة إلى ثلاثية “الشيعة”، كهتاف، فليست بعيدة من ثلاثية “الجيش والشعب، والمقاومة”، كما أرادها “حزب الله” على الأقل في تفسيرها السطو على البلد وتغطيته الفساد في السلطة التنفيذية والتشريعية. همس الثنائي (حزب الله وأمل)، في أذن مناصريه للصراخ “شيعة شيعة شيعة”، وعندما قرر تخوين كل من لا يشبهه من أبناء الطائفة، صنفه تحت خانة “شيعة السفارة”… لا شك في أنها “متلازمة الشيعة”، وأسبابها تبدأ باستخدام الدين وسيلة استقطاب ولا تنتهي بالتجويع القسري وآثاره الطائفية السياسية. 

بطبيعة الحال المشهد جدي ويثير الذعر. وأكثر من ذلك يذهب عقل ابن الحرب الأهلية للخوف من إعادة التاريخ.

وعن التجييش المذهبي، الذي يغذى بالجلسات الخاصة والمقابلات الإعلامية والتقارير الإخبارية التي تنشرها المؤسسات الإعلامية المملوكة من الطبقة السياسية، هرع أحد مناصري “أمل” و”حزب الله”، قائلاً أمام الكاميرا، بما معناه أنه “تم شتم الأئمة، ولا نرضى بشتم نبيه بري”.

بطبيعة الحال المشهد جدي ويثير الذعر. وأكثر من ذلك يذهب عقل ابن الحرب الأهلية للخوف من إعادة التاريخ. وهذا ما شهدته أمهات عين الرمانة والشياح منذ أسبوع تقريباً. لكن ما أن تعيد النظر في ما قاله الشاب ليتضح أن المحتوى كوميدي بامتياز، ويذكرنا بحرقة قلب جودة بو خميس في مسلسل “ضيعة ضايعة”، حين يقول، “ولك سلنغو! قانع وبالف الضيعة كلها إنك محامي، وانت لساتك بكالوريا… بحياة أختك علمني كيف، اتصور معي جودة بو خميس، دكتور سنان… يا إلهي لو تزبط”. وكأن نبيه بري أقنع أمته، أنه لولا الهاء لكان نبياً، لكنه في حالته الحالية، يعتبر من الأئمة الـ12، أو أنه الإمام الـ13. 

المنطق يقول إن القوى الأمنية ستتصدى لهذه الهجمة، إلا أن رد فعل هذه الأجهزة الأمنية يأتي دائماً على عكس توقعات أحلامنا المدنية. الرد خجول وفي كثير من الأحيان لا يحرك ساكناً، لا بل يبدو العنصر الأمني وكأنه مُشاهد على مدرجات ملعب كرة قدم لا أكثر ولا أقل. لا بل أبعد من ذلك، تناقل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات المحادثة، مثل “واتساب”، فيديو يوثق عنصراً أمنياً يقول لشباب الخندق “نحن معكم”. 

ما أن بدأت تنتهي حفلة الاعتداءات، أصدرت مجموعة من محامي الثورة في طرابلس بياناً تقول فيه، إنها ستتقدم بإخبار ضدّ المدعو سامر صيداوي (صاحب فيديو الشتم) بجرم إثارة الفتنة، واعتبر ثوار طرابلس أن المحاولات اليائسة التي تحاول السلطة اعتمادها عبر التحريض الطائفي والمذهبي، لا مكان لها في الساحات، بين أبناء الوطن الواحد.

المنطق يقول إن القوى الأمنية ستتصدى لهذه الهجمة، إلا أن رد فعل هذه الأجهزة الأمنية يأتي دائماً على عكس توقعات أحلامنا المدنية.

أما رد النبطية ضد ما حصل من اعتداءات، كان من خلال المسيرات الجوالة، وصورة الثوار يرفعون قبضاتهم أمام أعلام “حركة أمل” في الشوارع العامة. طبعاً لم يخلُ هذا المشهد في النبطية من رد واستفزازات من مناصري “حزب الله” و”أمل”، وتطور الأمر إلى حرق إحدى الخيم… بات واضحاً أن التغيير بدأ، هناك من يرفع الصوت ضد الفساد في الشارع العام، وهناك من يتسلل ليلاً وخلسةً لحرق الخيم لإخفاء صوت الحق. 

التغيير حتماً سيكون قدراً، إن بدأ من الأحياء الفقيرة المهمّشة. التغيير كنظام يبدأ عندما نقول “كلنا شيعة ضد الظلم”، وهذا ما شهدته النبطية وصور جنوباً، من اقتحام مكتب نائب “حزب الله”، محمد رعد، والتجمهر أمام منزل نائب “حركة أمل”، ياسين جابر. أكثر من ذلك لا بد من القول، الشارع رفع سقف الحريات عموماً وشيعياً خصوصاً. وإن أراد أحد أن يسأل الشارع، “هذه ثورة من؟”، حتماً سيكون الجواب، “إنها ثورة الحسين، ثورة الظالم على المظلوم… ثورة الشيعة على جلاديهم من أبناء طائفتهم”. 

حازم الأمين - صحافي وكاتب لبناني | 28.03.2024

العرقوب اللبناني بين “فتح لاند” و”حماس لاند”

الوقائع التي تشهدها المناطق الحدودية اللبنانية عززت التشابه بين "فتح لاند" و"حماس لاند"، فبينما كانت الهبارية تتعرض لغارات الطائرات الإسرائيلية التي قتلت على نحو متعمد تسعة مسعفين، كان أهالي بلدة رميش المسيحية يقرعون أجراس كنائسهم احتجاجاً على تمركز حزب الله على إحدى التلال في بلدتهم!