fbpx

سكاكين الطرف الثالث: مليشيات تنشر الخوف والموت في كربلاء

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

كربلاء، بثقلها السياسي والديني، تتصدر المشهد العراقي مرة أخرى.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

كربلاء، بثقلها السياسي والديني، تتصدر المشهد العراقي مرة أخرى. “الطرف الثالث” مسلحاً بالسكاكين والـ”القامات” الطويلة، يهاجم المتظاهرين في المدينة مخلفاً عدداً من الجرحى، وناشراً الهلع في المدينة المقدسة عند الشيعة، طائفة السواد الأكبر من الشعب العراقي، الذي دخل يومه الثمانين غاضباً ومتظاهراً على فساد السلطة وتكوينها الطائفي.

بدأ الأمر هكذا: ملثمون يحملون سكاكين طويلة أو “قامات” كما يسميها العراقيون، هاجموا عشرات الشباب المتظاهرين وسط المدينة وتحديداً في شارع السناتر، حيث المتظاهرون هناك يغلقون الشارع تنديداً ورفضاً لترشيح محافظ البصرة أسعد العيداني لتولّي منصب رئيس الوزراء، وفي ذلك الشارع حدث اشتباك بين الملثمين والمحتجين تسبب بجرح خمسة –على الأقل- من المتظاهرين.

الحادث ليس الأول من نوعه، فهو يذكر بمجزرة السنك في العاصمة العراقية بغداد، عندما هاجمت مليشيات الطرف الثالث المتظاهرين قرب جسر السنك ومرآبه وكذلك ساحة الخلاني، وحدثت مقتلة كبيرة بحق المتظاهرين العزل، طعناً بالسكاكين، ورمياً بالرصاص، راح ضحيتها 24 قتيلاً على الأقل من المتظاهرين، وأكثر من 180 جريحاً، اعترف بعدها الحشد الشعبي أنَّ بعض المليشيات المرتبطة به نفذتها ضد من اسماهم بـ”المخربين”، وكانت تلك المليشيات هي: عصائب أهل الحق بزعامة قيس الخزعلي، ومنظمة بدر بزعامة هادي العامري، وكتائب حزب الله، وهذه كلها تدين بالولاء المطلق لإيران، عقيدةً وتسليحاً وتمويلا.

أحد ناشطين التظاهرات في مدن جنوب العراق (رفض الكشف عن هويته)، يرى أنَّ ما حدث في كربلاء سيناريو مكرر: “أصبح لدى الثوار خبرة في التعامل مع هذه الأمور، بعد مجزرة السنك وحادثة الوثبة التي أخرجتها الأحزاب، صار لدى الثوار انتباه، واليوم في كربلاء حاولت الأحزاب تكرار نفس السيناريو من خلال زج البلطجية للإخلال بالأمن وترهيب الناس لانتاج ظاهرة دموية يتم استغلالها إعلامياً ضد الثورة، للنيل من سلميتها”.

الحادث ليس الأول من نوعه، فهو يذكر بمجزرة السنك في العاصمة العراقية بغداد.

الملثمون، شنوا هجوماً على المحال التجارية في شارع السناتر، وكذلك أضرموا النار في كشك يتبع لمصرف التجارة العراقي  TPI وهاجموا محال المصوغات الذهبية، وأجبروا الباعة على إغلاق محالهم في الأسواق الأخرى.

بعد كل هذا، انسحب ملثموا “الطرف الثالث” من شارع السناتر في كربلاء، لكن واحداً منهم لم يفلت، فأمسك به المتظاهرون، وكان يحمل هوية تعريف تظهر أنه ينتمي لديوان الوقف الشيعي، واسمه محمد هادي محسن، سلّمه المتظاهرون لقوات الأمن التي جاءت متأخرة كعادتها إلى موقع الحادث.

عناصر من المليشيات تحمل الهراوات لإرغام المحال التجارية على الإغلاق

متظاهر من كربلاء، -رفض الكشف عن هويته- قال لدرج: “ما حصل في كربلاء مسرحية كبيرة من الأحزاب والجهات المسلحة غير الحكومية في المدينة، كما تثبت هوياتهم التي تم نشرها على السوشيل ميديا. أول من تعرض للضرب هم المتظاهرون من قبل أصحاب القامات الملثمين، وأُريدَ للشباب بعد أن أمسكوا بعضاً منهم أن يقعوا بفخ “حادثة وثبة” أخرى، لكن بوعي وسلمية وتصرف الشباب السريع أُجهض مشروعهم وفضحوا أرواحهم، 80 يوماً من التظاهر لم يعتدِ أحد على الممتلكات، لكن الملثمين أغبياء، أجهضوا مشروعهم وفضحوا أسيادهم. ملثمو القامات مخرّبو الممتلكات المعتدين على الناس ليسوا منّا والجميع يعرف ذلك. بئساً للقوات الأمنية التي ترانا ونحن نُستهدف ونتعرض للهجوم من قبل ملثمي القامات وتأخذ دور المتفرج”.

التوتر عاد مرة أخرى إلى مدينة كربلاء بعد منتصف الليل، حيث اندلعت اشتباكات مسلحة بين الملثمين وقوات الأمن التي فرضت سيطرتها على شارع السناتر، وحتى وقت كتابة هذا التقرير لم يصدر أي توضيح أو بيان من القوات الأمنية أو الحكومة المحلية في مدينة كربلاء عن هوية المهاجمين وطبيعة الهجوم، وكذلك الخسائر البشرية والمادية، في الوقت الذي تحدث به ناشطون عن وصول سيارات الإسعاف إلى منطقة جسر الضريبة وسط المدينة بعد تجدد الاشتباكات.

الملثمون يحرقون مدخل مصرف التجارة العراقي في كربلاء

أحداث كربلاء جاءت بعد موجة عنيفة من الاغتيالات شهدتها المدينة بحق ناشطين في التظاهرات، منهم فاهم الطائي، أبرز نشطاء التظاهرات، ففي الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2019 اغتال مسلحان ملثمان الطائي بعد عودته من اجتماع بين ممثلين عن المتظاهرين والحكومة المحلية في المدينة.

اغتيال فاهم الطائي أحدث دوياً في العراق عامةً وفي كربلاء خاصة، وخصوصية الحدث تأتي من كونه جرى في شارع البارودي بالمدينة القديمة شديدة التحصين، وكثيرة المفارز الأمنية كونها منطقة مزدحمة بالزائرين لمرقد الحسين بن علي، وقد عُرف الطائي بنقده اللاذع للحكومة والأحزاب المهيمنة على السلطة، ففي منشور له على صفحته الشخصية في فيسبوك قال عن مجزرة السنك التي حدثت في بغداد: “القضية واضحة. مسلحون قتلوا شباب عزل سلميين، والمسلحون في مكان معروف، على القوات الأمنية أن تعالج هؤلاء المجرمين”.

انسحب ملثموا “الطرف الثالث” من شارع السناتر في كربلاء، لكن واحداً منهم لم يفلت، فأمسك به المتظاهرون، وكان يحمل هوية تعريف تظهر أنه ينتمي لديوان الوقف الشيعي.

في ليلة اغتيال فاهم الطائي ذاتها، تعرض صديقه الناشط إيهاب جواد الوزني لمحاولة اغتيال رمياً بالرصاص، لكنه نجا بأعجوبة في شارع قبلة الحسين، وكان الوزني رفيقاً للطائي في لحظات حياته الأخيرة، كما يظهر من خلال كاميرا المراقبة التي وثقت لحظة اغتيال فاهم الطائي.

سبق ذلك كله حدث ما يزال يعد الأبرز في مشهد الاحتجاجات العراقية، عندما أقدم متظاهرون غاضبون من سياسات إيران التدخلية في العراق على اقتحام قنصلية الجمهورية الإسلامية في مدينة كربلاء، وإحراق محيطها وإنزال العالم الإيراني ورفع العلم العراقي بدلاً عنه، وكان ذلك في الرابع من تشرين الثاني/ نوفمبر 2019، وجاء عقب فض قوات الأمن والمليشيات الموالية لها اعتصاماً مفتوحاً نظمه المتظاهرون، وتسبب بمقتل ما لا يقلُّ عن 14 متظاهراً وجرح أكثر من 865 وفقاً لما أوردته وكالة رويترز حينها.

أحداث كربلاء جاءت بعد موجة عنيفة من الاغتيالات شهدتها المدينة بحق ناشطين في التظاهرات.

بحسب مفوضية حقوق الإنسان في العراق، فإن 29 حالة اغتيال لناشطين وقعت منذ انطلاق التظاهرات في أكتوبر/تشرين الأول 2019، وبحسب المفوضية أيضاً فإنَّ السلطات العراقية لم تلق القبض على أي من الجناة لغاية الآن، مطالبةً وزارة الداخلية بوضع حد لعمليات اغتيال ناشطي الاحتجاجات الشعبية أو اختطافهم.

ومع دخول التظاهرات شهرها الثالث، وفشل البرلمان ورئاسة الجمهورية باختيار رئيسٍ للوزراء خلفاً لعادل عبد المهدي المستقيل، يسجل العراق أكبر حصيلة للضحايا شهدها في تاريخه خلال أية تظاهرات حدثت، حيث -وفقاً لأرقام مفوضية حقوق الإنسان- بلغ عدد القتلى 489 متظاهراً وأكثر من 27 ألف مصاب.

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.