fbpx

لبنان يتسع لكارلوس غصن ويضيق بربيع الأمين

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!
"درج"

لبنان الفاسد والمذهبي والمرتهن والمقاوم والمتنوع، يتسع لكارلوس غصن، فيما لا تتسع فرنسا له نظراً لضيق صدر عدالتها بالرجال “الناجحين” من أمثاله.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

هبط كارلوس غصن على لبنان! الرجل المتهم بواحدة من أكبر عمليات الفساد في العالم، والبلد الذي شهد أوضح عملية سطو على مدخرات مواطنيه. لا نعرف تفاصيل أخرى عن صفقة وصول غصن إلى بلد أجداده. نعرف أنه اختار لبنان ملجأ، وتجنب فرنسا التي نشأ فيها ويحمل جنسيتها وكان مديراً لواحدة من أكبر شركاتها. لبنان الفاسد والمذهبي والمرتهن والمقاوم والمتنوع، يتسع لكارلوس غصن، فيما لا تتسع فرنسا له نظراً لضيق صدر عدالتها بالرجال “الناجحين” من أمثاله. الرجل اختار لبنان! ما أكرمنا نحن اللبنانيين، الذي غفل عنا الرجل طوال حياته وعلى مدى سنوات صعوده، وها هو تيقّن أن لا أحد له سوى بلده.

ربيع الأمين بعد التحقيق معه

ولبنان الذي اتسع بالأمس لكارلوس غصن كان أيضاً بالأمس ساهراً بأمنه وقضائه متعقباً ربيع الأمين، الناشط الذي خدش حياء مصرفي. لا مكان لقلة الحياء في جمهورية كارلوس غصن. على ربيع أن يحضر من مدينة صور في منتصف الليل وإلا اهتز قوس العدالة. الأرجح أن انتظار الضابطة العدلية بالأمس كان انتظارين، سيارة ربيع الآتية من صور، وطائرة كارلوس غصن من طوكيو. لم يُبدد رجال العدالة في لبنان وقتهم ليلة أمس. هارب من العدالة هو ربيع الأمين، ولاجئ إلى ربوع بلده هرباً من اختلال العدالة في العالم هو كارلوس غصن. 

المصرفيون الذين أساءوا الأمانة وسطوا على مدخرات اللبنانيين ربما كانوا في استقبال غصن على المطار، فيما صودف أن حاكم مصرف لبنان السيد رياض سلامة كان مغادراً إلى باريس لقضاء عيد رأس السنة هناك، وانتشرت إشاعة تقول إن الرجلين تصافحا في صالون الشرف لكنهما لم يتبادلا الابتسامات، فيما كان مصرفي شاب يتابع عبر الهاتف مع أحد القضاة ما إذا كان ربيع غادر صور ليسلم نفسه إلى العدالة، فطمأنته الضابطة العدلية بأنها تتابع سيارة ربيع عبر “غوغل ماب”!

نعرف أنه اختار لبنان ملجأ، وتجنب فرنسا التي نشأ فيها ويحمل جنسيتها وكان مديراً لواحدة من أكبر شركاتها. لبنان الفاسد والمذهبي والمرتهن والمقاوم والمتنوع، يتسع لكارلوس غصن، فيما لا تتسع فرنسا له نظراً لضيق صدر عدالتها بالرجال “الناجحين” من أمثاله.

لبنان هذا معجزة حقاً. لقد استقبلنا بالأمس أحد آمري سجن الخيام الذي أنشأه الاحتلال الإسرائيلي. وصل أيضاً عبر مطار بيروت! “لبنان سلاح المقاومة” فعل ذلك، ذاك أن ثمة من شعر بأنه قدم لهذه المقاومة بلداً بأكمله، ومن المفترض أن لا تضيق عينها بآمر سجن! هنا تماماً تكمن “المعجزة” اللبنانية، وجوهرتها هذه الأيام الوزير المعجزة والعهد المعجزة والمقاومة المعجزة. فوصول كارلوس غصن إلى ربوعنا قد يعني أيضاً خطوة في سياق المواجهة مع هذا العالم الشرير الذي يستهدف بلدنا ويطمع بعقولنا وثرواتنا. ويمكن في هذا السياق ضم هذا الرجل إلى منظومة أيقوناتنا التي سنتحدى فيها هذا الغرب الامبريالي. فهو أشار بعد وصوله إلى أنه مستهدف سياسياً، وهذا مدخل لضمه إلى ظلامتنا الممتدة من فلسطين إلى مؤامرة ولادة “داعش”.

اللحظة مناسبة جداً لاستقبال كارلوس غصن. لدينا في لبنان حوالى 65 نسخة عن الرجل هم أصحاب المصارف الذين نقلوا ودائع اللبنانيين إلى مصرف لبنان مقابل فوائد باهظة، وتولى “المركزي” بذلك تمويل فساد الدولة، فسقط الجميع بإفلاس نجا منه أصحاب المصارف وسياسيون نقلوا في الأيام الأولى للسقوط ودائعهم إلى مصارف في الخارج، بعدما أقدم أصحاب المصارف على إقفال أبواب بنوكهم لمدة أسبوعين شهدا عمليات التحويل الكبرى. وبعد هذا السقوط الكبير سقط علينا كارلوس غصن، الرجل الذي قرر العودة إلى بلده الأصل. وفي هذا الوقت كانت العدالة اللبنانية تتعقب ربيع الأمين، الناشط الذي شتم صاحب المصرف على “فايسبوك”.

لبنان يتسع لكارلوس غصن ويضيق بربيع الأمين. لبنان القوي، لبنان المقاومة، لبنان المصارف التي أساءت الأمانة… يحيا لبنان كارلوس غصن وليسقط ربيع الأمين، ولتتحقق العدالة!