fbpx

مقتل سليماني… هل الرد من لبنان؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

من يجول في مناطق نفوذ “حزب الله” في الضاحية الجنوبية أو في جنوب لبنان سيلمس ثقل الخبر، فهناك ما يذكر بأجواء هذه المنطقة يوم اغتيل عماد مغنية، رفيق درب سليماني عام 2008 بتفجير في سوريا.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

استيقظت الضاحية الجنوبية لبيروت وحال من الصدمة تسود أرجاءها. شبان يتبادلون العزاء وأجواء ترقب تسود شوارع المنطقة التي هزتها كما هزت شوارع العراق وطهران أنباء اغتيال قائد “لواء فيلق القدس” قاسم سليماني ومعه نائب رئيس “الحشد الشعبي العراقي” أبو مهدي المهندس في غارة أميركية قرب مطار بغداد. 

صفحات مواقع التواصل الاجتماعي اللبنانية التابعة لجمهور “حزب الله” والأحزاب المتحالفة معه اتشحت بالسواد وبعبارات النعي والتحسّر من جهة والتحدي والوعيد من جهة أخرى. في شوارع الضاحية انتشر شبان “حزب الله” يتبادلون العزاء، لا سيما أنه في بادئ الأمر تردد أن هناك قادة لبنانيين تابعين للحزب قتلوا في موكب المهندس لكن “حزب الله” نفى الأمر لاحقاً. 

ثمة ما يوحي بأن محور المقاومة والممانعة بات يتيماً بغيابه، علماً أن قائد “فيلق القدس” قاتل في دول المنطقة المختلفة كلها كلبنان وسوريا والعراق واليمن، ما عدا “القدس”.

من يجول في مناطق نفوذ “حزب الله” في الضاحية الجنوبية أو في جنوب لبنان سيلمس ثقل الخبر، فهناك ما يذكر بأجواء هذه المنطقة يوم اغتيل عماد مغنية، رفيق درب سليماني عام 2008 بتفجير في سوريا.

إعلام “حزب الله” كرس متابعته للحدث ووصف سليماني بـ”الشهيد” وكذلك فعل إعلام الأحزاب والتيارات المتحالفة مثل التيار العوني الذي وصف إعلامه أيضاً سليماني بالشهيد. امتلأت صفحات وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل إعلام المقاومة بتحليلات تتحدث عن ضرورة الانتقام والثأر.

صفحات مواقع التواصل الاجتماعي اللبنانية التابعة لجمهور “حزب الله” والأحزاب المتحالفة معه اتشحت بالسواد وبعبارات النعي والتحسّر من جهة والتحدي والوعيد من جهة أخرى.

الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله أصدر بيان تعزية أكد فيه أن “القتلة الأميركيين لن يستطيعوا أن يحققوا أياً من أهدافهم بجريمة اغتيال قاسم سليماني وأبي مهدي المهندس”، مشدداً على أن “القصاص العادل من قتلة المجاهدين سيكون مسؤولية وأمانة وفعل كل المقاومين”. كما أبرق رئيس مجلس النواب نبيه بري لمرشد الثورة الإسلامية في إيران علي الخامنئي ولرئيس الجمهورية الإيرانية حسن روحاني ورئيس مجلس الشورى علي لاريجاني معزياً بسليماني.

أسئلة كثيرة مطروحة حول موقع لبنان و”حزب الله” تحديداً حيال مقتل سليماني. هل سترد إيران عبر “حزب الله”؟ هل سيكون الرد عبر لبنان؟ 

الوقت ما زال مبكراً، لكن الأكيد أن الأزمة السياسية والاقتصادية التي يعيشها لبنان منذ أكثر من شهرين ستأخذ منحى جديداً اليوم، والترقب الذي يلف شوارع البلاد الآن يبدو أنه سينجلي إلى شيء آخر يرجّح أن يكون أكثر خطورة.

جنوباً، أغلقت القوات الإسرائيلية منطقة جبل الشيخ على الحدود مع سوريا تحسباً لأي رد مع رفع حالة التأهب على الحدود الجنوبية، وقطع رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو زيارته إلى اليونان بعد هذا التطور. 

عبر وسائل التواصل حصل انقسام حاد في أوساط المتابعين بين جمهور عبر بصراحة عن فرحته بالاغتيال، فيما رد جمهور “حزب الله” عبر إطلاق “هاشتاغ”، “#سننتقم”، مع التنديد بمن يشمت بموت سليماني والمهندس، وتوعّد كثيرون بأن الردود على اغتيالهما ستكون حتماً مدروسة حتى تصل قوى المقاومة إلى أهدافها الكبرى والأخذ بثأر من وعد بتحرير القدس.  

ثمة ما يوحي بأن محور المقاومة والممانعة بات يتيماً بغيابه، علماً أن قائد “فيلق القدس” قاتل في دول المنطقة المختلفة كلها كلبنان وسوريا والعراق واليمن، ما عدا “القدس”.

وزارة الخارجية اللبنانية قدمت التعازي للجمهورية الإسلامية في إيران وللجمهورية العراقية، وأصدرت بياناً قالت فيه: “تنظر وزارة الخارجية والمغتربين بقلق إلى ما حصل في بغداد، وتدين عملية الاغتيال التي ذهب ضحيتها اللواء قاسم سليماني والحاج أبو مهدي ورفاقهما، وتعتبرها انتهاكاً لسيادة العراق وتصعيداً خطيراً ضد إيران من شأنه زيادة التوتر في المنطقة”.
‏ودعت إلى “تجنيب المنطقة تداعيات الاغتيال وإبعاد لبنان من انعكاسات هذا الحادث الخطير لانه أحوج ما يكون إلى الاستقرار الأمني والسياسي لتأمين خروجه من الأزمة الاقتصادية والمالية ‏الخانقة”.
المشهد من لبنان لا يزال في بدايته، والأيام المقبلة ستحمل صورة أوضح لجهة الدور الذي يمكن أن يلعبه “حزب الله” في سياق الرد الإيراني على الضربة الأميركية واغتيال سليماني. 

هل سيكون رد إيران عبر لبنان؟ أم ستكون لها استراتيجية مختلفة. في كل الأحوال يشهد لبنان حالياً مرحلة حبس أنفاس وقلق حول الاحتمالات التي ستؤول إليها المواجهة بين الولايات المتحدة وإيران.

مجتمع التحقق العربي | 25.04.2024

الضربات الإيرانيّة والإسرائيليّة بين حملات تهويل وتهوين ممنهجة

بينما تصاعدت حدّة التوترات الإقليمية بعدما قصفت إيران إسرائيل للمرة الأولى منتصف نيسان/ أبريل، كان الفضاء الافتراضي مشتعلاً مع تباين المواقف تجاه أطراف التصعيد غير المسبوق.