fbpx

مخيمات خاصة بهنّ في محيط المدينة..أمهات مقاتلي تنظيم الدولة في الموصل ثكالى مرتين

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!
"درج"

يشكلّ النشاط الدعوي أحد أهم نقاط القوة، في انتشار وجماهرية التنظيمات الدينية والسياسية على حدّ سواء. الخطاب الحي والمدروس أكان دينياً أو سياسياً،

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

يشكلّ النشاط الدعوي أحد أهم نقاط القوة، في انتشار وجماهرية التنظيمات الدينية والسياسية على حدّ سواء. الخطاب الحي والمدروس أكان دينياً أو سياسياً، والمدعوم بأساليب وأدوات الاقناع، يمكن أن يحقق قيمة استثمارية للجهة صاحبة الرسالة.
ولم تغب عن تنظيم الدولة، (داعش)، ومشغليه هذه التفاصيل، التي استطاع من خلالها كسب آلاف من المناصرين حول العالم، ومن جنسيات مختلفة من خلال الدعاية الممنهجة والممولة جيداً، التي ذهب ضحيتها عشرات الآلاف من الفتية والشباب المغرر بهم.
ولعل الصورة الأبرز لهذه المعادلة هو تمكّن “داعش” من التفشي في العائلات، ومن ضربه وحدتها. يمكن لزائر مخيمات اللاجئين في محيط الموصل، أن يرصد الكثير من صور تشظي العائلات، التي انضوى فرد منها في التنظيم. فالأمهات في هذه العائلات ثكلاوات على نحو مضاعف. فهنّ فقدن أبناءهن، وفي نفس الوقت هنّ مداناتٍ بوصفهن أمهات “داعشيات”.
والأبناء بدورهم، كانوا انشقوا عن عائلاتهم، ذاك أن “داعش” أخبر الفتية، أن أهلهم كفاراً وأن الإسلام الصحيح، هو ذاك الذي يبدأ بـ”داعش” وينتهي عند حدود قتلهم أهلهم، اذا اقتضى الاسلام ذلك.
أمهات تحاسبن على جرائم الأبناء، أم حمّود مثالاً
قصة أم حمّود واحدة من قصص كثيرة صادمة، وأم حمود سيدة ثلاثينية نزحت من منطقة الموصل الجديدة، التقيتُها في مخيم الجدعة الثالث بعد دخول القوات الامنية العراقية إليها.
تقول أم حمود، “نعم ابني داعشي، فأنا أم لشاب قاتل مع داعش، وربما قتل الكثيرين إلا أنني أم ضحية، لن تفهم هذا الموضوع ، هناك مئات من الأمهات مثلي في الموصل.”
تتابع أم حمود: “لم أجعل من ابني داعشي، بل هو ُسرق مني كما ُسرق مئات الأطفال و والشبان من أمهاتهم. ولم يكن ابني متديناً أو عنيفاً، وكان يحب الرياضة كثيراً ،  وشيئا فشيئا بدأت تصرفاته بالتغير مع دخول داعش الى الموصل، و بدأ يعصي أوامرنا ويغيب عن المنزل كثيرا، حتى علمنا بأنه انتمى إلى داعش ويحضر في أحد الجوامع دروساً لأحد الدعاة.” سألتها عن موقف العائلة، أجابت،
“لقد أجبرناه على البقاء في المنزل لمدة شهر، إلى أن أقنعنا بأنه عاد إلى جادة الصواب. في نفس اليوم ترك المنزل ولم يعد،  وعلمنا بعد سنة بأنه قتل في إحدى معارك الموصل.”
تعمد القوات الأمنية العراقية إلى اعتقال فردٍ من العائلة التي ينتمي لها المنتسب للتنظيم، كإجراءٍ أمني، كما حصل مع زوج أم حمود، التي تعيش الآن هي وبناتها في المخيم. وتخجل أم حمود من كشف وجهها و ذكر اسمها الكامل حتى لا تعرف، فهي أم لداعشي، “نحن الأمهات الشريحة الخاسرة، فقد قتلنا مرتين، الأولى حين قتل أولادنا والثانية حيت يتم التعامل معنا كمذنبين”.
أم أحمد
“إن خيرتني يا أمي بين الجهاد مع الدولة الإسلامية وبينك سأختار التنظيم. هذا كان جواب ابن أم أحمد على سؤالها وتخييره بين العائلة والتنظيم.
وُضعت أم أحمد من قبل القوات العراقية في المخيم الخاص بعائلات مقاتلي التنظيم وتقول إن تاثير داعش على أولادنا كالسحر وكنا عاجزين عن ضبط أولادنا، لقد كان الألم والخوف يأكلنا ونحن نعرف مآل الامر ولكن ليس باليد حيلة. “لقد غلبني داعش في عائلتي.”
للولاء الكامل فوائده
تمكنت تلك العائلات التي ناصرت تنظيم داعش بولاء تام، من الحصول على امتيازات كبيرة، أثناء سيطرة داعش على الموصل، كالحركة الميسّرة والسلطة والأموال والإمدادات الغذائية والصحية.
كما تمكنت من مغادرة الموصل، بل والعراق بكل يسر، قبل محاصرتها من قبل القوات العراقية.
أما العائلات العراقية التي لم تنخرط مع داعش،أو تعلن الولاء للتنظيم ما خلا انتساب بعض أبناءها المغررين الصغار، فقد بقوا في المدينة، بعد هرب التنظيم، وتحرير المدينة، ليواجه أبناءها الموت على يد المحررين الجدد، أو إلقاء القبض عليهم. وأما باقي أفراد العائلة من نساء وكبار في السن وعجائز فقد عانوا من نظرة المجتمع القاسية لهم.
بعض أوجه الدعاية وأساليب الاقناع
استطاعت القوات العراقية بعيد تحرير مدينة الموصل، من الحصول على أجهزة كمبيوتر، كانت تحتوي نشرات دورية، وهي عبارة عن دروس وخطب دينية، تصدر كل شهر عن ما يسمى مكتب الدعوة. كان قد تم حفظ تلك النشرات على أقراص مدمجة، حيث يتم توزيعها في المساجد وفي نقاط التفتيش على السكان والنقاط الإعلامية التي أقامها التنظيم في الأحياء السكنية.
كانت تلك النشرات تسوّق بين الشبان الصغار، وكان داعش قد حرّم استخدام التلفزيونات للحد من الأخبار، التي تتعلق بتقهقر التنظيم والمعارك التي يخسرها، أو أي شيء يمكن ان يؤثر على صورة التنظيم. أمام كل هذه التضييق كانت المنابر الإعلامية للتنظيم هي المتاحة، وعملية التجنيد تستهدف الصغار وهو ما لم يكن الأهالي يدركون خطورته.
كان تنظيم داعش يقوم باحتفالات دينية شبه يومية للأطفال حتى سن الثانية عشرة، وفيها مسابقات أسئلة دينية، بالإضافة إلى خطب حماسية، يلقيها دعاتهم ومن ثم يتم تقديم المقاتلين الأصغر عمرا والمنتمين إلى التنظيم للتحدث عن تجاربهم. وكانت تلك الاحتفالات تتمّ في منازل عدة في الجانب الشرقي من المدينة، حيث يقدم داعش هؤلاء المقاتلين الصغار بلباسهم العسكري المميز كأبطال يسردون حكاياتهم عن المعارك التي خاضوها و هزموا فيها القوات العراقية.
يقول عدنان أحد سكان الموصل، كان للهيئة التي كان يبدو فيها مقاتل التنظيم، دور في إغواء الشباب الصغار وتخلق صورة البطل في عقولهم. وجدنا أطفالنا ينجرفون خلف هذه الصورة الأسطورية التي صنعها تنظيم داعش لمقاتلي، أنهم ذو بئس شديد مدافعون عن الخير، ويملكون السلطه على الآخرين ويمثلونها لمحاسبة من هم أكبر منهم سنا.