fbpx

غالبية يهود أميركا لا يريدون القدس عاصمة اسرائيل وعدد من الحاخامات تظاهروا ضد ترامب

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!
"درج"

في رده على الاتهامات بالعنصرية ومعاداة السامية التي كانت توجه اليه خلال حملة الانتخابات الرئاسية الاميركية العام الماضي من قبل الحملة الانتخابية لمنافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون كان دونالد ترامب المرشح الجمهوري يلجأ دوما الى ذكر صهره اليهودي جاريد كوشنير ليظهر مدى صدق مشاعره تجاه اليهود واسرائيل . ثم صار ترامب لاحقا يذكر حفيده اليهودي الصغير الذي كان وقد ولد للتو من ابنته ايفانكا.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

في رده على الاتهامات بالعنصرية ومعاداة السامية التي كانت توجه اليه خلال حملة الانتخابات الرئاسية الاميركية العام الماضي  من قبل الحملة الانتخابية لمنافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون كان دونالد ترامب المرشح الجمهوري يلجأ دوما الى ذكر صهره اليهودي جاريد كوشنير  ليظهر مدى صدق مشاعره تجاه اليهود واسرائيل . ثم صار ترامب لاحقا يذكر حفيده اليهودي الصغير  الذي كان وقد ولد للتو من ابنته ايفانكا.
وكي يرد عنه تهمة اللاسامية خلال الحملة التي تعرض لها بعد مواجهات تشارلوتسفيل في شهر اب الماضي، بين النازيين الجدد والعنصريين البيض من جهة وبين متظاهرين من المدافعين عن الاقليات في أميركا من جهة اخرى ، استعان ترامب ايضا بيهودية صهره وحفيده وابنته التي تحولت من المسيحية الى اليهودية بعد زواجها من كوشنير .
وقد لا يكون من قبيل المصادفة ان يدعو ترامب حاخامات اليهود الاميركيين الى البيت الابيض بعد يوم من اعلانه الاعتراف رسميا بالقدس عاصمة لاسرائيل وان كان عنوان الدعوة هو الاحتفاء باليهود الاميركيين بمناسبة عيد الهانوكا  تعميد احفاد  ترامب اليهود  وفق الطقوس الدينية اليهودية .
لكن كل ذلك  لم يزل الالتباس في العلاقة بين ترامب واللوبي اليهودي في اميركا، او على الاقل، بين اليهود و مجموعات اليمين العنصري المتطرف الذين يعتبرون من المؤيدين الاوفياء لترامب واجندته السياسية. وفيما كان ترامب يثير الراي العام الاميركي ضده  بعد مواجهات تشارلوتسفيل العنصرية بسبب ادانته الملتبسة لتصرفات انصاره العنصرية كان المتظاهرون من النازيين الجدد  يكيلون  الشتائم عبر شاشات التلفزة  لليهودي صهر الرئيس الذي يحيك المؤامرات في البيت الابيض.
ولان ترامب وانصاره من المؤمنين بنظريات المؤامرة، فقد شهدنا في السنة الاولى من ولايته في البيت الابيض ضروبا متعددة من معارك الصراع النفوذ داخل الحلقة الضيقة المحيطة بالرئيس اسفرت عن سلسلة من الاقالات والاستقالات طالت معظم الفريق الذي جاء مع ترامب الى البيت الابيض  .وقد اعتبر طرد ستيف بانون المستشار الاستراتيجي السابق للرئيس الاميركي من البيت الابيض الصيف الماضي نقطة تحول في المعركة التي اعلنها ترامب وحلفائه في اليمين ضد الاستبلشمنت في واشنطن ولوبيات المال التي تحكم الطبقة السياسية الاميركية ولعل اللوبي اليهودي القوي في اميركا هو احد ابرز عناوين الاستبلشمنت التي رفع ترامب وبانون شعار محاربته.
وتكمن المفارقة في انه على الرغم من الانحياز الكامل لترامب لصالح اسرائيل وتنفيذ اجندة اليمين الاسرائيلي بحذافيرها الا ان اليهود الاميركيين الذين لم يصوتوا لصالح المرشح الجمهوري خلال الانتخابات ، اذ اقترع نحو 70 % منهم لصالح هيلاري كلينتون مرشحة الحزب الديمقراطي ، ورغم اعلان القدس عاصمة ابدية للدولة اليهودية ، لا يزالون  في المقلب الاخر اذ لم نقل أنهم من اشد المعارضين لخطوة نقل السفارة الاميركية من تل ابيب الى القدس.
على اي حال فان عدد من حاخامات اليهود الاميركيين المتضامنين مع الفلسطينيين كانوا اول من تظاهر امام البيت الابيض في اليومين الماضيين احتجاجا على خطوة ترامب . في حين ان سفراء الولايات المتحدة السابقين في اسرائيل، ومعظمهم يهود كان لهم دورا محوريا في الجهود الاميركية للتوصل الى سلام في الشرق الاوسط،  اعلنوا ايضا رفضهم لنقل السفارة الاميركية  الى القدس في حال لم يتم التفاهم والتنسيق مع الفلسطينيين والعرب واذا لم تات هذه الخطوة في اطار خطة شاملة للسلام واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية .من هؤلاء  مارتن انديك المبعوث الاميركي السابق لعملية السلام الذي راى في خطوة ترامب نسف لعملية السلام برمتها ودنيس روس الدبلوماسي الاميركي السابق الذي  اعلن معارضته لخطوة ترامب وان كان يرى بعض الامل في ترك الباب مفتوحا امام مفاوضات مستقبلية بين الاسرائيليين والفلسطينيين  حول حدود القدس .في حين لم ير  السفير الاميركي السابق في تل ابيب بن شابيرو اي معن اى لخطوة ترامب الا خدمة اجندة نتانياهو واليمين الاسرائيلي المتطرف.
وفي سياق الاحتجاجات اليهودية الاميركية على ترامب وقع اكثر من مئة اكاديمي يهودي اميركي على عريضة ترفض اعلان الرئيس الاميركي الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل وقالت العريضة ” ان اعلان الحكومة الاميركية يؤجج اعمال العنف في الشرق الاوسط ” داعية ادارة ترامب الى التراجع والتهدئة والمسارعة الى اعلان حق الفلسطينيين في ان تكون القدس الشرقية عاصمة دولتهم المستقبلية .
وفي حين راى توماس فريدمان في مقال له في نيويورك تايمز ان ترامب تخلى عن ورقة الاعتراف الاميركي  بالقدس عاصمة لاسرائيل مجانا ودون اي مقابل من حكومة نتانياهو  قال  الحاخام ريك جاكوبز  رئيس اتحاد اليهود الاصلاحيين وهو من اكبر المنظمات اليهودية الاميركية  ان القدس كانت دائما من اكثر القضايا العالقة تعقيدا في عملية السلام معربا عن القلق من ان اعلان ترامب اخر كثيرا او نسف بالكامل احتمال التوصل الى سلام حقيقي مع الفلسطينيين. كما نقلت نيويورك تايمز عن دبرا ديلي رئيس منظمة اميركيين من اجل السلام الان، وهي منظمة اميركية رديفة لحركة السلام الان الاسرائيلية ،ان ترامب ألحق أضرارا كبيرة بعملية السلام وبالدور القيادي الذي يفترض ان تلعبه الولايات المتحدة في هذه العملية.
لا يخفى ان الانقسام الحزبي الحاد في الولايات المتحدة والحرب الضروس التي تخوضها ادارة ترامب ضد خصومها الكثر انسحبت على اليهود الاميركيين .ففي حين غاب ممثلو الحزب الديمقراطي البهودية  عن حفل الهانوكا  الذي دعا  ترامب الى تنظيمه في البيت الابيض بعد يوم من خطابه عن القدس ، فقد حضر رموز اليهود المتطرفين مثل مورتون كلاين زعيم المنظمة الصهيونية في أميركا والمتمول اليهودي الاميركي شلدون اديلسون الصديق الشخصي المشترك لكل من ترامب ونتانياهو والذي سبق وتبرع بمبلغ 25 مليون دولار لحملة ترامب الانتخابية.