fbpx

خطة اليمين الإسرائيلي للإطاحة بملك الأردن عبد الله الثاني 

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

يساعد دونالد ترامب، الذي يبذل ما في وسعه لإضعاف الفلسطينيين، اليمين الإسرائيلي في إنجاز مخططه بضم الضفة الغربية. والإطاحة بالنظام الحالي في الأردن تمثل شرطاً أساسياً لتنفيذ المخطط الإسرائيلي.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

أصبح واضحاً مجدداً أن اليمين الإسرائيلي ليست لديه حلول لمسألة حقوق الفلسطينيين المدنية بعد تنفيذ مخططات ضم الضفة الغربية، سوى الإطاحة بالنظام الملكي الهاشمي في الأردن. ومجدداً أيضاً، أصبح واضحاً أن اليمين الإسرائيلي وآيات الله في إيران تجمعهما شراكة متينة ومصالح مشتركة.

دعونا نبدأ بالنقطة الثانية، فقد بات اليمين الإسرائيلي في أمس الحاجة إلى قوة إيران، التي يمتد نفوذها إلى مناطق الشرق الأوسط، لتنفيذ أهدافه الاستراتيجية. إذ سيؤدي أيّ عدوان إيراني إلى تحالف الدول السنية المعتدلة مع إسرائيل ضد إيران، وذلك على حساب التضامن العربي مع القضية الفلسطينية وأمل الفلسطينيين في إنهاء الاحتلال وإقامة دولة لهم.

وبالتالي، فإن العدوان الإيراني يضعف القضية الفلسطينية. تدعم إيران أيضاً حركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي” في قطاع غزة وتموّلهما، وهي بذلك تعزز الانقسام بين حكومتي رام الله وغزة وتقوض السلطة الفلسطينية، التي من المفترض -بل ويمكن- أن تتفاوض معها إسرائيل، وفي هذا مصلحة واضحة لرئيس الوزراء بنيامين نتانياهو واليمين الإسرائيلي.

طالما ظل الملك عبد الله الثاني في عرشه، فثمة خطر من أن يفضي الضم إلى دولة ثنائية القومية، يتمتع فيها الفلسطينيون بالحق في التصويت والترشح في انتخابات الكنيست. لذا فإن البديل الوحيد هو إقامة دولة فصل عنصري.

علاوة على ذلك، وفقاً لِعاموس هرئيل، فإن طهران ترغب منذ سنوات في زعزعة الاستقرار في الأردن. ويصادف أيضاً أن اليمين الإسرائيلي يسعى إلى الهدف ذاته. ويقول هرئيل إن الانسحاب الأميركي الجزئي من المنطقة من شأنه أن يساهم في زيادة النفوذ الإيراني في العراق، ومنه إلى الأردن. 

وهكذا يساعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب -الذي يبذل ما في وسعه لإضعاف الفلسطينيين منذ اللحظة الأولى التي تولى فيها منصبه- اليمين الإسرائيلي في إنجاز مخططه بضم الضفة الغربية، وذلك من خلال سحب القوات الأميركية من العراق. لهذا لا بد أن نعرف أن الإطاحة بالنظام الحالي في الأردن تمثل شرطاً أساسياً لتنفيذ المخطط الإسرائيلي بضم الضفة الغربية.

وهو ما يعيدنا إلى النقطة الأولى، التي كتبت كارني إلداد مقالاً عنها في صحيفة “ماكور ريشون” (Makor RiShon)، بعنوان “اسمحوا للفلسطينيين بالتصويت في انتخابات السلطة الفلسطينية”. ووفقاً لإلداد، بعد “أن نضم يهودا والسامرة (مصطلح إسرائيلي رسمي يستخدم للإشارة إلى الضفة الغربية)… سوف نسمح للفلسطينيين بالاختيار: إما البقاء في سلام، مع إحسان التصرف والتخلي عن الآمال الوطنية، سنرحب بهم بيننا… أو سيختارون المشاركة في الأعمال الإرهابية ويحلمون بإقامة فلسطين الكبرى… وبذلك سوف يبعدون مع عائلاتهم”. أو بعبارة أخرى، سيرحلون، في عمليات تطهير عرقي. وهو الحل الناجح منذ عام 1947 «حرب التطهير العرقي لفلسطين»، الذي أتاح تأسيس “دولة يهودية” بدلاً من دولة ثنائية القومية، وهو ما مهد الطريق أمام نبرة العنصرية التي سمعناها في كلمات الحاخام الأكبر في إسرائيل، يتسحاق يوسف، الموجهة إلى “المهاجرين غير اليهود” من الاتحاد السوفياتي سابقاً.

أترى كيف يتحدثون صراحة وبأريحية عن ترحيل السكان؟ فشرعية هذا الفعل واضحة للغاية في نظر اليمينيين، لدرجة أنهم لا يرون أن هناك ضرورة لتبريره. لكن ماذا “عمن يرغبون في البقاء بسلام، مع إحسان التصرف والتخلي عن آمالهم الوطنية؟”، كما جاء في كلمات إلداد الاستعمارية؟ تعي إلداد الخطر، إذ كتبت “إذا ما ضممنا يهودا والسامرة، يمكننا أن نجد أنفسنا بسهولة أقلية في بلدنا”! والحل يتمثل في الآتي: “عندما يحين موعد الثورة الضرورية في الأردن، حيث يمثل الحكام أقلية بدوية تحكم أغلبية فلسطينية”، سيصوت الفلسطينيون في يهودا والسامرة “في الانتخابات البرلمانية في عمان”.

وهذا هو السبب وراء عدم وجود أيّ فرصة لنجاح المخططات اليمينية لضم الضفة الغربية من دون الإطاحة بالحكومة في عمّان، وتحويل الأردن إلى فلسطين. وطالما ظل الملك عبد الله الثاني في عرشه، فثمة خطر من أن يفضي الضم إلى دولة ثنائية القومية، يتمتع فيها الفلسطينيون بالحق في التصويت والترشح في انتخابات الكنيست. لذا فإن البديل الوحيد هو إقامة دولة فصل عنصري.

ويفترض اليمين -ومعه الحق في ذلك- أن العالم يفضل التضحية بالملك عبد الله الثاني على الاعتراف بشرعية إقامة دولة فصل عنصري في إسرائيل. وعليه، يمكننا توقع أن تكون عملية زعزعة النظام في الأردن مشروعاً مشتركاً بين المستوطنين وآيات الله والإنجيليين الذين يدعمون ترامب. 

هذا المقال مترجم عن Haaretz.com ولقراءة الموضوع الأصلي زوروا الرابط التالي

حازم الأمين - صحافي وكاتب لبناني | 28.03.2024

العرقوب اللبناني بين “فتح لاند” و”حماس لاند”

الوقائع التي تشهدها المناطق الحدودية اللبنانية عززت التشابه بين "فتح لاند" و"حماس لاند"، فبينما كانت الهبارية تتعرض لغارات الطائرات الإسرائيلية التي قتلت على نحو متعمد تسعة مسعفين، كان أهالي بلدة رميش المسيحية يقرعون أجراس كنائسهم احتجاجاً على تمركز حزب الله على إحدى التلال في بلدتهم!