fbpx

مقتدى الصدر.. ورقة السلطة الرابحة لإنهاء التظاهرات في العراق

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

كانت تغريدة الصدر بمثابة تفويض للسلطة والمليشيات بإنهاء الاحتجاجات، وإعطاء الضوء الأخضر لقمعها نهائياً، وهذا ما حدث فعلاً…

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

ساعات قليلة على تظاهرته المليونية التي لم تكن كذلك، قرر رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر سحب يده من التظاهرات الأخرى المتواصلة منذ ثلاثة اشهر، وعلى إثر قراره هذا، انسحب أتباعه من ساحات التظاهر والاعتصام في العاصمة العراقية بغداد وبقية مدن الجنوب التي تشهد اعتصاماً مفتوحاً منذ بدايات أكتوبر/تشرين الأول 2019، وهذا ما أعطى الضوء الأخضر للسلطة وقواتها الأمنية باقتحام الساحات وحرق الخيام لإنهاء الاحتجاجات التي اقتربت كثيراً من الإطاحة بها.

البداية من البصرة

بالقوة والرصاص الحي، اقتحمت “قوات الصدمة” ليلاً ساحة اعتصام البصرة، وأضرمت النيران في خيام المعتصمين، واعتقلت العشرات منهم ولاحقت من استطاع الفرار في الأزقة وشوارع المدينة، وهذا الإجراء يأتي بعد إعلان قائد عمليات البصرة الفريق الركن قاسم نزال بإصدار أوامر عليا للجيش بالنزول إلى شوارع المدينة لـ “لتأمين المحيط الخارجي لتواجد المتظاهرين السلميين ومنع دخول المندسين والمخربين ومثيري الشغب إلى ساحات الإعتصام”.

ساحة اعتصام البصرة بعد حرق الخيم – المصدر من وكالة المربد

قائد عمليات البصرة دعا قبل يوم من فضّ الاعتصام متظاهري البصرة إلى التجمع في ساحة الاعتصام، وأوصاهم بألا يتظاهروا في الأماكن العامة، وهذا ما فسره نشطاء البصرة على انه فخ نصبته لهم قيادة عمليات البصرة من أجل القضاء عليهم تماماً، وإنهاء اعتصامهم بأسرع وقت ممكن وهذا ما حدث بالفعل.

يقول الناشط والمسعف نبيل العلي لـ”درج” إنَّ قيادة عمليات البصرة تواطات مع قوات الصدمة التي هي بالأساس مليشيا كتائب حزب الله العراقية، من أجل إنهاء التظاهرات، ويضيف “لماذا دعا قاسم نزال المتظاهرين إلى التجمع في مكان واحد قبل ساعات قليلة من الهجوم على ساحة الاعتصام وحرق الخيم؟ البصرة تحكمها المليشيات، ولا وجود لأي مؤسسات أمنية أو حكومية فيها”، ويتابع “كانت الخطة هي اعتقال جميع المعتصمين في خيام البصرة، لذلك باغتت قوات الصدمة ساحة الاعتصام في ساعات متأخرة من الليل، لكن المعتصمين استطاعوا الانسحاب إلى البيوت المجاورة وفتحت لهم العوائل أبواب منازلها، وأنقذتهم من قمع السلطة ومليشياتها”

يعتقد العلي أنَّ قمع التظاهرات وقتل النشطاء فيها وملاحقتهم واختطافهم وتصفيتهم يجري بمباركة محافظ البصرة أسعد العيداني، الذي أمهله المتظاهرن مدة 48 ساعة لإعلان استقالته وإلا ستكون موجة تصعيد تظاهرات كبيرة. وتأتي المهلة بعد تفشي ظاهرة اغتيال النشطاء والصحفيين التي كان آخرها اغتيال الصحفي والمراسل في قناة دجلة الفضائية أحمد عبد الصمد والمصور صفاء غالي وكذلك اغتيال الناشطة في تظاهرات البصرة والمسعفة أم جنات، التي قتلها مسلحون ملثمون بعد عودتها إلى بيتها قادمة من ساحة الاحتجاجات.

لماذا غضب مقتدى الصدر؟

يتابع مقتدى الصدر بشكل جيد مواقع التواصل الاجتماعي، سواء من خلال حساباته الرسمية في تويتر وفيسبوك، أو من خلال مقربين منه أمثال صالح محمد العراقي، الذي وفي أكثر من مرة ينشر أجوبة الصدر على أسئلة الصحافيين ونشطاء ينشرون تساؤلات عن دور الصدر وتياره في التظاهرات.

هذه المتابعة تعني أن الصدر يعرف جيداً أن الحراك الشعبي له انتقاداته على تصرفات التيار المشارك أيضاً في هذا الحراك، وهذه الانتقادات ظهرت من أول يوم انطلقت فيه الاحتجاجات وكثيراً ما كان المتظاهرون يلقبون الصدر بـ”راكب الموجة” ويبررون هذا باستخدام مقتدى الصدر للتظاهرات من أجل تحقيق مكاسب سياسية وإلا فلماذا لم يدعو كتلة “سائرون”، وهي الكتلة الأكبر في البرلمان العراقي، للانسحاب أو الاستقالة بهدف الضغط على الحكومة وتنفيذ مطالب المحتجين، وكذلك خطته الأخيرة بالدعوة إلى تظاهرة منفصلة عن التظاهرات القائمة، وإعطاء الفرصة للأحزاب التي تتقاسم السلطة وللمليشيات بالمشاركة فيها واستغلالها لضرب الاحتجاجات الخارجة بالأساس على تلك الأحزاب والمليشيات.

مقتدى الصدر وبعد انتهاء مليونيته الجمعة، نشر تغريدةً أثنى بها على المشاركين، وعاتب متظاهري ساحة التحرير ببغداد وبقية المحافظات، وقال عنهم إنهم يشككون به، رغم أنه كان سنداً لهم بحسب وصفه، وأعلن أيضاً أنه سيحاول ألا يتدخل بشأنهم “لا بالسلب ولا بالإيجاب”.

أتباع الصدر يزيلون الخيم في ساحات التظاهر في بغداد

بالنسبة للمتظاهرين، فقد كانت تغريدة الصدر تلك بمثابة تفويض للسلطة والمليشيات بإنهاء الاحتجاجات، وإعطاء الضوء الأخضر لقمعها نهائياً، وهذا ما حدث فعلاً، فلم تنتظر قوات الأمن كثيراً حتى بدأت بمهاجمة ساحات التظاهرات بعد انسحاب أتباع الصدر منها.

في بغداد: كرّ وفرّ

بعد إعلانها عن فتح الطرق المؤدية إلى ساحة الخلاني وجسر السنك وساحة قرطبة وطريق محمد القاسم، حاولت قوات مكافحة الشغب اقتحام ساحة التحرير بعد انسحاب اتباع مقتدى الصدر منها، وحدثت مع ساعات الصباح الأولى مواجهات بين المتظاهرين وتلك القوات التي تواصل محاصرة الساحة التي تعد رمزاً للتظاهرات العراقية.

في اتصال هاتفي مع “درج”، أكد الناشط في حراك ساحة التحرير عمار حسين أن مكافحة الشغب تحاول اقتحام ساحة التحرير من جهة ساحة الخلاني: “الشغب وصلوا إلى نفق ساحة التحرير واحرقوا الخيام المنصوبة هناك، ربما في الساعات القادمة سيدخلون إلى التحرير ويرتكبون مجازر فيها”

حسين يؤكد لـ”درج” أن قوات مكافحة الشغب لم تتوقف عن إطلاق الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع خلال تقدمها، وهنالك جرحى (على الأقل) في صفوف المتظاهرين الذين يحاولون منعها من التقدم.

لم يستطع عمار حسين إتمام الاتصال الهاتفي مع “درج” واعتذر بسبب كثافة النيران واقتراب قوات مكافحة الشغب من المكان الذي يتواجد فيه، حيث يقف مع عشرات المتظاهرين بين ساحة الخلاني وساحة التحرير من أجل منعها من اقتحام التحرير.

في نفق شارع السعدون المؤدي إلى ساحة التحرير هنالك تصعيد أيضاً حيث أكد الصحافي علي عبد الكريم لدرج أنَّ حدوث “اشتباكات بين المتظاهرين والقوات الأمنية التي تستخدم الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع فيما يستخدم المتظاهرون الحجارة وقنابل المولوتوف”، ويقول المصور قتيبة عامر إنّ “خمسة عشر متظاهراً اعتقلتهم القوات الأمنية في ساحة الخلاني”.

بينما يصر المتظاهرون في مدينة الناصرية على البقاء رغم انسحاب اتباع الصدر، تشهد مدينة النجف انسحاباً كبيراً من قبل الصدريين، حيث بدأ الأتباع برفع خيامهم والانسحاب من ساحات التظاهر.

في الناصرية يبدو الأمر مختلفاً عن النجف، فأعداد المتظاهرين في تزايد كبير دعماً للحشود التي تواصل اعتصامها، وتعمد إلى قطع الطريق الدولي الذي يربط مدن الجنوب بالعاصمة بغداد، وكذلك تشهد أعداد المتظاهرين في ساحة الحبوبي (مركز اعتصام الناصرية) زيادة وإصراراً على البقاء حتى تحقيق المطالب.

سعد الركابي وهو صحافي من الناصرية، قال لـ”درج” إنَّ “قائد الشرطة تفاوض مع ممثلين عن المتظاهرين وعلى رأسهم الدكتور علاء الركابي من أجل فتح طرق بديلة للحالات الطارئة، وإبقاء الاعتصامات قائمة. وأضاف الركابي أن المتظاهرين أبلغوا قائد الشرطة بأنهم سيدافعون بكل الطرق عن ساحة اعتصام الحبوبي في حال حاولت قوات الأمن اقتحامها أو الاقتراب منها.

حازم الأمين - صحافي وكاتب لبناني | 28.03.2024

العرقوب اللبناني بين “فتح لاند” و”حماس لاند”

الوقائع التي تشهدها المناطق الحدودية اللبنانية عززت التشابه بين "فتح لاند" و"حماس لاند"، فبينما كانت الهبارية تتعرض لغارات الطائرات الإسرائيلية التي قتلت على نحو متعمد تسعة مسعفين، كان أهالي بلدة رميش المسيحية يقرعون أجراس كنائسهم احتجاجاً على تمركز حزب الله على إحدى التلال في بلدتهم!