fbpx

السعودية: ماذا لو لم تعتقل لجين الهذلول؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

ترى ماذا كانت لجين ورفيقاتها ورفاقها يفعلون اليوم وسط كل هذه “الاصلاحات”؟ وماذا لو لم يتم قتل الصحافي جمال خاشقجي؟

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

أعلن أشقاء المعتقلة السعودية الناشطة النسوية لجين الهذلول عن جلسة محاكمة جديدة حصلت وعن خروج لجين من السجن الانفرادي بعد تأجيل استمر طويلاً، وأن جلسات أخرى يفترض أن تعقد قريباً. توجهت لينا، شقيقة لجين، برسالةإالى الملك السعودي تسأل فيه عن مصير شقيقتها المعلق… 

لكن ماذا لو لم تعتقل لجين ورفيقاتها ورفاقها …؟

ما إن أعلنت السعودية قبل نحو عامين عن إلغاء حظر القيادة على المرأة حتى تسابقت الصحف العالمية لنقل هذا الخبر. مثّل الإعلان تقدماً كبيراً في ملفّ حقوق المرأة في السعودية، بالرغم من أنه سبق هذا التقدم “اعتقالات سبتمبر” وهي سلسلة توقيفات طالت عدداً من الباحثين والكتّاب ورجال الدين الذين اتهمتهم السلطات بأنهم ينتمون لجماعات إرهابية (الإخوان المسلمين) التي تتهم بأنها خلف ثورات عربية وبأنها عدوة الأنظمة العربية القائمة، كما تراها أنظمة عربية مختلفة.

وجد محللون خطوة منح المرأة حق القيادة قراراً يساعد في اسكات أفواه الناقدين والمعارضين. 

لو كانت لجين خارج المعتقل لانتقدت الازدواجية التي يجري بها اليوم التعامل مع النساء، وجاهرت برفضها لاستنسابية الحرية، وكانت بالتأكيد جاهرت برفض إقدام النيابة على القبض على منقبة ترقص، بينما يسمح للعارضات الشقراوات بذلك…

ليس الإعلام العالمي والعربي وحده من تغنّى برفع الحظر عن قيادة المرأة للسيارة في السعودية، بل وحتى نشطاء سعوديين من حول العالم أبهجهم الخبر، ووجدوا في وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والذي كان خلف القرار، أميراً شاباً تقدمياً يعمل على برنامج إصلاحي من شأنه أن يقود السعودية إلى الأمام. بعد نحو شهر واسبوع من القرار، استحوذت السعودية على الاهتمام العالمي، لكن هذه المرة من بوابة اعتقالات جديدة طالت رجال أعمال وأمراء بتهم الفساد. وبينما انشغل العالم باستقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري آنذاك، والتي أعلنها من الرياض وما رافق ذلك من أنباء عن احتجازه بل والتعامل معه بفظاظة وقسوة، نسى المتابعون اعتقالات سبتمبر التي مرّت حينها كخبرٍ عابر في ظل الحملة التي طالت الحريري وأمراء سعوديين. إنها الاعتقالات التي عرفت بـ”اعتقالات الريتز” في خطوة شكك البعض فيها، فيما وجدها آخرون خطوة اضافية ضمن برامج “الإصلاح” في السعودية ولكن وفق رؤية بن سلمان الشخصية. في أيار / مايو 2018 زادت الشكوك والمخاوف الدولية بعد اعتقالات جديدة طالت ناشطات ونشطاء وحقوقيين من بينهم الناشطة السعودية لجين الهذلول، والتي كانت من أبرز وأحدث الأسماء المطالبة برفع الحظر عن قيادة المرأة للسيارة، كما حملت مطالب أخرى أبرزها إسقاط الولاية عن المرأة السعودية. 

وبالرغم من أن الإعلان عن هذه الاعتقالات رافقته اتهامات رنانة كالخيانة والتعاون مع جهات خارجية، إلا أنها تركت الكثير من التساؤلات والمطالبات الدولية بإطلاق سراح الجميع. لكن وكسابقاتها من الاعتقالات، أفرج عن بعض المعتقلين بعد خضوعهم لتحقيقات غير شفافة والتعامل معهم بالقوة وتعرض معظمهم للتعذيب النفسي والجسدي، فيما ما يزال كثر منهم خلف القضبان حتى لحظتنا هذه.

لو كانت لجين حرّة؟

اليوم، وبعد مرور أكثر من عامين على هذه الأحداث الصاخبة، وانشغال وسائل الإعلام والناس بكل ما يخرج من حكايا صادمة عن ارتكابات لا تتوقف محلياً ودولياً يقدم عليها النظام السعودي الحالي، وآخرها الأنباء عن اختراق بن سلمان شخصياً هاتف رجل الاعمال الامريكي جيف بيزوس، يخطر ببالي تساؤل ٌربما مرّ ببال كل متابع مناّ للشأن السعودي:

ماذا لو لم يحدث كل هذا وتوقف الأمر عند السماح للمرأة بقيادة السيارة وما تبعها من إصلاحات اجتماعية “في معظمها ترفيهي”؟

ماذا لو توقف الأمر على اعتقال من اتهموا بانتمائهم لجماعة الإخوان المسلمين وتمّ سجنهم دون تعذيب، أو حرمانهم من أسرهم، على نحو ما عرف عن السجون السعودية خلال حقبة ما قبل محمد بن سلمان؟

تُرى ماذا كانت لجين الهذلول ورفيقاتها ورفاقها النشطاء يفعلون اليوم وسط هذه “الإصلاحات”؟ 

ماذا لو لم يتم قتل الصحافي جمال خاشقجي وظلّ قلمه يناصر اصدقائه المعتقلين في حملة سبتمبر؟

بالتأكيد كان سيكتب الإعلام المزيد عن بطولات الأمير الشاب وعن السعودية الجديدة وعن أول سفيرة سعودية، ولربما كانت لجين وغيرها من النشطاء حاضرين في احدى الحفلات الغنائية. المؤكد وفقاً للأصوات السعودية التي تحاول لبس ثوب الحياد في زمن تكميم الأفواه، أنه لولا كل هذه الاعتقالات لظلّت لجين ورفيقاتها ورفاقها وكل صوت حرّ، يجاهرون بقول الحق بانتقاد التلون والكذب، وهذا ما يخيف السلطة ويزعجها.

المقربون من لجين يقولون إنها لو كانت خارج المعتقل لانتقدت الازدواجية التي يجري بها اليوم التعامل مع النساء، وجاهرت برفضها لاستنسابية الحرية، وكانت بالتأكيد جاهرت برفض إقدام النيابة على القبض على فتاة منقبة ترقص في السعودية، بينما يسمح للعارضات الشقراوات أن يتراقصن على أنغام سعودية محلية وسط بهجة المغردين السعوديين. 

اعتقال النسويات وتعذيبهن والتحرش بهن يهدف لاهانتهن وقتلهن أحياء، واغتيال خاشقجي بالطريقة الوحشية البشعة التي حصلت، لا يؤكد سوى حقيقةً صارخة، وهي أن صاحب القرار يعلم حجم أخطاءه ولا يريد صوتاً من حوله ينطق بحرف

على هذا المقياس غير العادل، يمكن التأكد من أن اعتقال مجموعة سبتمبر لم يكن من أجل حماية قرار السماح بقيادة السيارة، فغالبية المعتقلين كانوا دائما مناصرين للحركة النسوية المطالبة بقيادة السيارة، حتى الشيخ “سلمان العودة” تبدلت مواقفه بعد أحداث الربيع العربي وتقرب من فكر الشباب ومطالبهم وبات مع حق القيادة، لكنه اعتقل لأسباب غير مقنعة ولا تخرج عن سياق تطويع أي صوت مخالف.

لماذا يعتقل الاقتصادي عصام الزامل الذي لم يفعل سوى أن انتقد مشروع طرح شركة “ارامكو” النفطية المملوكة للدولة للاكتتاب، فأصبح ضمن معتقلي سبتمبر. وعلى نفس القاعدة القائمة على اقصاء أي صوت منتقد حصلت اعتقالات نيسان/ابريل 2019 التي طالت كتاباً شباباً عرفوا بمناصرتهم القضية الفلسطينية في حين كان المسار السياسي يتجه نحو التطبيع بين السعودية واسرائيل.

اعتقال الناشطات النسويات وتعذيبهن والتحرش بهن إنما يهدف لاهانتهن وقتلهن أحياء، واغتيال خاشقجي بالطريقة الوحشية البشعة التي حصلت، لا يؤكد سوى حقيقةً صارخة، وهي أن صاحب القرار يعلم حجم أخطاءه ولا يريد صوتاً من حوله ينطق بحرف الحق.

حازم الأمين - صحافي وكاتب لبناني | 28.03.2024

العرقوب اللبناني بين “فتح لاند” و”حماس لاند”

الوقائع التي تشهدها المناطق الحدودية اللبنانية عززت التشابه بين "فتح لاند" و"حماس لاند"، فبينما كانت الهبارية تتعرض لغارات الطائرات الإسرائيلية التي قتلت على نحو متعمد تسعة مسعفين، كان أهالي بلدة رميش المسيحية يقرعون أجراس كنائسهم احتجاجاً على تمركز حزب الله على إحدى التلال في بلدتهم!