fbpx

صفقة القرن: تحقُّق حلم اليمين الإسرائيلي قد يفضي إلى كابوس مروِّع

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

إذا تم هذا سيكون بمثابة ثورة حقيقيّة، أهم بكثير من خطة سلام لن تصبح واقعاً أبداً. لكن هذا المقترَح يشكِّل مخاطرة حقيقية.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

كان هذا يوماً تاريخياً على صعيدين. ففي البيت الأبيض رفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب الستارَ عن خطته للسلام، والتي زايدت على أهداف الأجندة اليمينية لحزب الليكود الإسرائيلي، بل وكادت تفوقها. أما في إسرائيل، فقد أصبح بنيامين نتنياهو تحت وطأة اتهام رسمي، ليكون بهذا قد لحق بركب إيهود أولمرت، وينضم إلى النادي الصغير -ولكن غير الحصري- لرؤساء الوزراء الإسرائيليين الذين تعرضوا للمحاكمة.

وبينما ما تزال تداعيات ما حدث في البيت الأبيض غير واضحة، أصبح من الجلي أن نتنياهو لم يعد يستطيع الهروب من المحاكمة.

في صباح يوم الثلاثاء، كان لقاء ترامب الفريد مع قائد المعارضة الإسرائيلية، بيني غانتز، ما يزال يستحوذ على انتباه الإعلام الإسرائيلي. لكن بعد احتفال مساء يوم الثلاثاء (بتوقيت إسرائيل)، بَدَا واضحاً أين يكمن تعاطف ترامب الحقيقي.

وقد تأجل الكشف عن هذه الخطة مدةَ عامين، لكن ليس واضحاً سبب هذا التأجيل. ففي نهاية الأمر تبنّى ترامب معظمَ مواقف نتنياهو؛ ورَدّ نتنياهو الجميل بمديح مفرِط، سيُستدعى لاحقاً، وبلا توقف، عندما يسعى ترامب لمغازَلة ناخبي الطائفة الإنجيلية في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني.

كان المقترَح الأميركي أيضاً بمثابة محاولة أخيرة من ترامب لإنقاذ نتنياهو من مأزقه السياسي. فقبل انتخابات إبريل/نيسان الماضي في إسرائيل، أعلن ترامب اعترافه بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان. والآن مع وضع تصريحات يوم الثلاثاء في الحسبان، يبدو أنه مستعد أن يعلن اعترافه بسيادة إسرائيل على مناطق كبيرة من الضفة الغربية. وقد يستولي نتنياهو على هذه المنطقة حتى قبل انتخابات بداية شهر مارس/آذار القادم.

إذا تم هذا سيكون بمثابة ثورة حقيقيّة، أهم بكثير من خطة سلام لن تصبح واقعاً أبداً. لكن هذا المقترَح يشكِّل مخاطرة حقيقية.

بينما ما تزال تداعيات ما حدث في البيت الأبيض غير واضحة، أصبح من الجلي أن نتنياهو لم يعد يستطيع الهروب من المحاكمة.

بعيداً عن بعض التصريحات وثيقة الصلة عن رؤيته لعملية سلام إقليمي، كان خطاب ترامب ساذجاً، ويعكس معرفتَه المحدودة بالتفاصيل المحيطة بالأمر وفي نفس الوقت إعجابَه الهائل بنفسه وفخرَه بإنجازاته، سواء كانت حقيقية أو من وحي خياله؛ لكن الجمهور صفق له بحماسة كبيرة.

سيتحتَّم على اليمين الإسرائيلي القبول على مضض بإقامة دولة فلسطينية تكون عاصمتها في أجزاء من الأحياء العربية بالقدس الشرقية؛ ولكن هذا الأمر نظري لدرجة تجعل من السهل عليهم تقبله. صحيح أن مجلس مستوطنات “ييشا” قد عبَّر عن اعتراضاته، لكن هذا العرض بالنسبة لمعظم اليمينيين يُعَدّ حلماً تحقَّق – لا بحل الدولتين المتعايشتين بسلام معاً، وإنّما بتوسع إسرائيلي وفرض سيادة تمنع واقعياً أيَّ إمكانية لإقامة دولة فلسطينية ذات شأن، ومن ثَم تنشأ مجموعة من البانتوستانات Bantustans بدون صلة جغرافية حقيقية.

حاول نتنياهو الترويج لخطة ترامب باعتبارِها حدثاً تاريخيّاً يضاهي اعتراف الولايات المتحدة بإسرائيل عام 1948. وبإمكانه هو والإدارة الأمريكية أن يصنِّفوا في صالحهم ذلك الإعلان البريطانيّ المرحِّب بالخطّة، إضافةً إلى حضور ثلاثة من سفراء دول الخليج في المؤتمر الصحفيّ الذي أُعلِنت خلاله.

يدور السؤال المُلِحّ بالنسبة إلى نتنياهو حول ما إذا كان دعم ترامب له سيُساعده في كسب أصوات الناخبين في مارس/آذار المقبل. فقد بَدَا في البيت الأبيض، وهو يقف بجوار الرئيس الأميركيّ، وكأنّه رجلُ دولة منتصِر، بينما لم تُذكر الاتهامات الموجهة ضده.

ستتنافَس هاتان الصورتان حتى الثاني من مارس/ آذار: المنصة في واشنطن، وقفص الاتهام في محكمة القدس المحلّيّة. بعد شهر أو يزيد، سنعرف أي الصورتين هي التي تصِف حال نتنياهو وصفاً أدقّ.

لكن حتى قبل موعد الانتخابات، ربما هذا الأسبوع، سيصدر قرار حول استغلال الدعم الأميركي لضم المزيد من الأراضي. هل أعطى ترامب نتنياهو الضوءَ الأخضر؟ لم يستخلص فريق غانتز ذلك من اجتماعهم مع ترامب؛ ولكن الصحفيّ أميت سيغال (من القناة 12) قال إن نتنياهو سيُصدِّق يوم الأحد على قرار لن يكتفي بضم غور الأردن وحسب، بل جميع مستوطنات الضفة الغربية كذلك.

سيتحتَّم على اليمين الإسرائيلي القبول على مضض بإقامة دولة فلسطينية تكون عاصمتها في أجزاء من الأحياء العربية بالقدس الشرقية، ولكن هذا الأمر نظري لدرجة تجعل من السهل عليهم تقبله.

وفي تصريح للصحافة الإسرائيلية، اتّخذ ديفيد فريدمان -السفير الأميركي لدى إسرائيل- موقفاً وسطاً: تستطيع إسرائيل أن تفرض سيطرتها، ولكن فقط في مناطق محدودة في الضفة الغربية. إذا طُلِب من الكنيست أن يوافق على مثل تلك الخطوة قبل الانتخابات، ستُواجه المعارضة معضِلة. وسيواجه حزب “إسرائيل بيتنا” صعوبات في معارضة الخطوة؛ وعلى الأرجح ستنقسم أصوات أعضاء الكنيست المنتمين إلى ائتلاف “أزرق أبيض”.

من المهم أن نتذكر أن كل هذا النقاش يدور خارج الحزب. لم يكتف الفلسطينيون بعدم المشاركة في الاحتفالات، بل رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاجتماع بفريق ترامب للسلام مدّةَ عامين؛ ولكنه تحدث عبر الهاتف مع إسماعيل هنية، زعيم حماس، مُنهِياً بذلك شقاقاً طويل الأمد.

إضافةً إلى ذلك، وعلى النقيض من تأييد بعض دول الخليج الضمنيّ خطةَ ترامب، يرتعد الأردن خوفاً منها. فضمّ وادي الأردن سيُسبِّب أزمة في علاقات إسرائيل مع الأردن وسيُهدد معاهدة السلام، حتى وإن لم تُلغَ تماماً. وقد أُعلن الأربعاء “يوم الغضب” في المناطق المحتلة، لكن خطة ترامب لن تُترجَم إلى موجة من العنف على الفور.

إلّا أنّ معظم الفلسطينيين في الضفة الغربية لا يهتمون سوى بلقمة العيش، وليسوا مستعدّين للمخاطرة بأنفسهم من أجل صراع وطني. ولكن أي خطوة حقيقيّة، مثل ضم الأراضي، سيكون لها أثر مختلف تماماً، وربما تشعل موجة من الشغب والعنف تنتشر وتستمر مدّةً طويلة.

رأينا في واشنطن، يوم الثلاثاء الماضي، الجانبَ “المشرق”. غير أنّ بعض مسؤولي الجيش الإسرائيلي الآن هم أكثر قلقاً من المعتاد.

هذا المقال مترجم عن Haaretz.com ولقراءة الموضوع الأصلي زوروا الرابط التالي.

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.