fbpx

جيل “الغولاغ”: الكرملين يُجمِّل معسكرات الاعتقال السوفياتية

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

لم يُحاسَب أيّ شخص حتى الآن على إدارة معسكرات الغولاغ، وهي عبارة عن معسكرات السُّخرة التي كانت جزءاً لا يتجزّأ من التخطيط الاقتصادي السوفياتي، الذي بمُوجبه سُجِن أو نُفِي أكثر من 28 مليون شخص.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

كانت تلك أول مقابلة نصوِّرها ضمن سلسلة مقالاتنا “جيل الغولاغ”، وكنا متأخرين بالفعل. فقد كانت إيرينا فيربلوفسكايا (86 سنة) تتوقّع وصولنا، لكن طاقم التصوير لم يتمكن من العثور على كوخها الأخضر الصغير المستتر في إحدى الغابات التي تبعد نحو نصف ساعة عن مدينة سانت بطرسبرغ. تنقلت سيارتنا “الميني فان” في طرق ضيقة، قبل أن نخرج منها لنسير عبر غابة من أشجار البتولا، ثم توقفنا عند مجموعة من الأكواخ شبه المتطابقة للاستفسار عن الطريق. وعندما وصلنا أخيراً إلى وجهتنا المنشودة، أعلنت إيرينا بوضوحٍ أننا تأخرنا كثيراً. سألت وهي تتجه نحونا رافعة يديها عبر حديقة بيتها الأمامية “لماذا أنتم هنا؟ ماذا تفعلون هنا الآن؟ أين كنتم قبل 10 سنوات؟”.

هل تأخّرنا كثيراً؟ كان هذا هو أول سؤال طرحناه على أنفسنا عندما راودَتنا فكرة تقصّي الناجين من معسكرات الاعتقال السوفياتية (الغولاغ) الذين ما زالوا على قيد الحياة. ولماذا نفعل ذلك الآن؟ 

من اللحظة الأولى، لم يكن هدفنا هو تسجيل مشروع تاريخ شفوي آخر حول الغولاغ، فهناك بالفعل مكتبة شاملة من الأفلام الوثائقية والأعمال الواقعية التي تدور حول معسكرات الغولاغ، وإن لم تكن في أي حال مستفيضة بما يكفي لمعادلة حجم القمع السوفيتي. كنت مهتمّة بِرواية قصة تدور أحداثها الآن، في عصرنا الحالي: أردت الاستماع من شهود العيان الذين عاصَروا الحكم الاستبدادي السوفياتي، لمعرفة مشاعرهم وهم يشاهدون اليوم عمليةَ إعادة صوغ ماضيهم. لم يُحاسَب أيّ شخص حتى الآن على إدارة معسكرات الغولاغ، وهي عبارة عن نظام يشتمل على معسكرات السُّخرة التي كانت جزءاً لا يتجزّأ من التخطيط الاقتصادي السوفياتي، الذي بمُوجبه سُجِن أو نُفِي أكثر من 28 مليون شخص في الفترة بين عامي 1918 و1987. بل في المقابل، تُلمِّع الحكومة الروسية ماضيها السوفياتي وتمجّده.

هذا هو زمن ارتداد المسارات الديموقراطية وانتكاسها حول العالم. يرغب جيل جديد من الزعماء السلطويين في إعادة تعريف الهوية الوطنية، ويريدون التأكّد من أن الكتب التاريخية تخدم رواياتهم السياسية الجديدة. في الصين، مثلاً، تشنّ الحكومة حملاتٍ تستهدف الأويغور وتسعى إلى محو ثقافتهم. وفي الهند تقوم حركة شعبوية انتقامية بإعادة تشكيل الهند باعتبارها دولة هندوسية، بدلاً من كونها دولة علمانية. وفي تركيا يمجِّد الرئيس رجب طيب أردوغان تاريخَ البلاد العثماني، بينما ينشر قواتٍ في الأقاليم العثمانية السابقة مثل ليبيا وشمال سوريا.

“أرادوا أن تكون هذه الجرائمُ صفحةً من الماضي، لا تحمل أهميةً أو معنى أو دروساً مميَّزة”.

في الواقع، لا يوجد أيُّ بلدٍ محصن ضد تسخير تاريخه لأغراضٍ سلطويّة. فقد أصبح إرث الإمبراطورية البريطانية في المملكة المتحدة مرتبطاً بسياسة “بريكسيت”. وفي الولايات المتحدة، تؤجِّج الهجماتُ العنيفة في مدينة شارلوتسفيل في ولاية فيرجينيا المخاوفَ من أن تصبح المعالمُ التذكارية الكونفدرالية القديمة بؤراً جديدة للعنف، من خلال إزالة بعض التماثيل في جوف الليل بموجب قانون الطوارئ.

باعتبارنا غرفة إخبارية، فإنّنا نتتبّع عمليات إعادة صياغة القصص التاريخية حول العالم لنفهم أكثر كيف يخدم تشويهُ الماضي الأنظمةَ السياسيّة في وقتنا الحاضر، وذلك في إطار تغطيتنا للتضليل الإعلامي.

وهذا هو ما أوصلنا إلى غرفة معيشية إيرينا فيربلوفسكايا. بينما نجهّز معدّات الإضاءة والكاميرات، أخبرتنا إيرينا ما سيُكرِّره لاحقاً جميع الناجين من معسكرات الغولاغ لفريقنا خلال التصوير في مختلف أنحاء روسيا وشبه جزيرة القرم وبيلاروسيا ولاتفيا – وهو وصف الاهتمام الكبير الذي لاقته قصصهم في معسكرات الغولاغ في ثمانينات القرن الماضي ومطلع تسعيناته، عندما انهار الاتحاد السوفياتي. فقد أُتيحت وثائق كثيرة صادرة عن الاستخبارات السوفياتية البائدة (“لجنة أمن الدولة” KGB) للعامة بين ليلة وضُحاها، إذ كانت دور النشر تطبع مخطوطات المعسكر وبيعت كتب مدرسية جديدة.

لكن في ما بعد، بدأت قوات الشرطة الحكومية جمعَ صفوفها بِجهاز استخباراتي جديد في منتصف التسعينات، وهو “جهاز الأمن الفيدرالي الروسي”. ومع تزايد نفوذه، أُغلِقت الأرشيفات وفَتَر الاهتمام. جلب فلاديمير بوتين – الذي فاز بالرئاسة عام 2000 بعد ترؤسه جهاز الأمن الفيدرالي الروسي – مجموعةً من ضبّاط الأمن الذين شغلوا مناصب وزارية عليا، ولا يزال كثر منهم في الحكومة إلى اليوم أو انتقلوا إلى مراكز ذات نفوذ في القطاعات المالية والصناعية.

هناك في روسيا دليل دامغ على نجاح هذه الحملة، إذ يقول ما يقرب من نصف الشباب الروسي إنهم لم يسمعوا قط عن عمليات التطهير في عهد ستالين المعروفة باسم “التطهير الأعظم”.

لم تكن حكومة بوتين مهتمّة بمحاسبة المسؤولين عن جرائم الحقبة السوفياتية أو عقد محاكمات مثل محاكمات نورنبيرغ للقادة النازيين.

فكما أخبرتني آن أبلباوم، مؤلفة كتاب “غولاغ: تاريخ المعسكرات السوفييتية” الحائز جائزة بوليتزر، “أرادوا أن تكون هذه الجرائمُ صفحةً من الماضي، لا تحمل أهميةً أو معنىً أو دروساً مميَّزة. ولم يرغبوا بكل تأكيد في أن يستخلص أيُّ أحدٍ دروساً من الماضي أو أن يتأمّله ويقول: “لا نريد أن نكرّر هذا، فكيف نتجنب حدوثه في الحاضر؟ لا يريدون أن يفكّر الناس بهذه الطريقة”.

هناك في روسيا دليل دامغ على نجاح هذه الحملة، إذ يقول ما يقرب من نصف الشباب الروسي إنهم لم يسمعوا قط عن عمليات التطهير في عهد ستالين المعروفة باسم “التطهير الأعظم”. ولم يحظَ ستالين نفسه بهذا القدر من الشعبية من قبل، فعام 2019، قال 70 في المئة من الروس إنهم يُقرِّون بدور ستالين التاريخي، وهي نسبة قياسية.

وصُنِّف المتحف الروسي الوحيد الذي يقع في أحد معسكرات الغولاغ السابقة – وهو معسكر “بيرم-36” (Perm-36)، آخر معسكر أغلقه غورباتشوف عام 1987 – على أنه تابع لـ”وكالات أجنبية”، واستولى مسؤولون حكوميون محليون عليه عام 2015. ونظَّم رئيس المتحف الجديد معرضاً مطوّراً يركِّز على مساهمة السجناء في المجهود الحربي خلال الحرب العالمية الثانية من خلال إنتاج الأخشاب، بدلاً من التركيز على أوضاع المخيم المروِّعة أو التهم الباطلة التي أوصلت السجناء لهذا المكان.

عادةً ما تأتي عمليّة إعادة كتابة تاريخ الغولاغ في صورة تشتيت الانتباه عن فظائع الاستبداد السوفياتيّ، وصرف الأنظار عنها من خلال سرد القصص البطوليّة التي وقعت في أثناء الحرب العالميّة الثانية. وهذا ما يحدث في أعلى المستويات الحكوميّة الروسيّة؛ من قبيل شكوى بوتين من “فَرْط شيطنة” ستالين، باعتبار هذا يمثّل “هجوماً على الاتحاد السوفياتيّ وروسيا”.

تأتي عمليّة إعادة كتابة تاريخ الغولاغ في صورة تشتيت الانتباه عن فظائع الاستبداد السوفياتيّ، وصرف الأنظار عنها من خلال سرد القصص البطوليّة التي وقعت في أثناء الحرب العالميّة الثانية.

وهو يحدث أيضاً على المستوى المحلي، مثل الحالة الغريبة التي ارتدى فيها ضبّاط شرطة أزياء الاستخبارات السوفياتيّة، لالتقاط الصور في منطقة في جنوب روسيا العام الماضي، احتفالاً بـ”الأبطال” المحلّيّين. وهناك حالات أبشع من هذا، مثل احتجاز مؤرّخ الغولاغ يوري ديميتريف (63 سنة) في مخفرٍ للشرطة لأكثر من 3 سنوات، بسبب ما يقول نشطاء حقوق الإنسان إنّها اتّهامات ملفّقة باستغلال الأطفال، وذلك من أجل وقف جهوده الدؤوبة في كشف مواقع المقابر الجماعيّة. 

ووصَفَت أبلباوم –التي التقَت ديميتريف خلال أبحاثها التي أجرتها لكتابها– اعتقالَ ديميتريف بـ”المروِّع” و”التحوّل العكسيّ العميق” في المواقف من تاريخ الغولاغ. وأخبرتني قائلةً: “هذا شخص ينبغي أن يصبح بطلاً في المجتمع المحلّيّ”.

 تحصل عمليّة إسكات الأصوات الداعية إلى بحث دقيق في الماضي السوفياتي بالتوازي مع حملة قمع واسعة ضد الحركات الداعية إلى الديموقراطية في روسيا. وبينما كان فريقنا يقوم بتصوير ومونتاج حلقات “جيل الغولاغ”، كان موقع “كودا” يغطّي أيضاً قصص صحافيّين ونشطاء ومتظاهرين سلمّيين اعتقلوا في روسيا العام الماضي. فقد شهدت موسكو بعض أكبر الاحتجاجات منذ عقد ضد انتخابات محلّيّة مزوَّرة وضد الاعتقالات الجماعيّة للمحتجّين. كانت تلك هي الأحداث التي أعدّت السياق المناسب لهذه السلسلة لفريق إنتاجنا المقيم في موسكو. وقد اختير عمداً اسم مختلف للنسخة الروسيّة من السلسلة، تمكن ترجمته إلى “أعمال القمع لا تنتهي”.

أخبرتني أوكسانا باولينا –وهي صحافيّة من موقع “كودا” أجرت مقابلاتٍ مع معظم الناجين من معسكرات الغولاغ– أنّها تعزو “تفكّك الديموقراطيّة وعودة السلطويّة في روسيا” مباشرةً إلى عدم وجود “إدراك قوميّ للجرائم السوفياتيّة ومحاولة التوبة عنها”.

كانت إيرينا تمزح فقط حين أشارت إلى تأخّرنا. فحين نصبنا معدّاتنا سخرت في نفسها من مزحتها، وأضافت لنا مزحةً أخرى قائلةً إنّها كانت لِتبدو أكثر جاذبيّة أمام الكاميرا قبل عشر سنوات. غير أنّها كانت على وعي تام بسبب وجودنا والحديث إليها الآن، إذ قالت لنا: “لا يوجد اعتبار لفردانيّة الإنسان هنا، وليست لحياته قيمة. يتم تعدادنا في أرقام وجماعيّاً، لا كأفراد”.

خلال مقابلتنا معها لحلقة “الحبّ من أوّل نظرة”، كانت الناجية غالينا نيليدوفا تتحدّث بعاطفيّة عند وصفها مدى اشمئزازِها حين ترى كيف يُستعاد إرث الاتّحاد السوفيتي اليوم في التليفزيون الحكوميّ الروسيّ. تقول لنا “أجد من العار أنّ الناس ما زالوا لا يعرفون الحقيقةَ كاملةً. حتّى حين أسمع سياسيّاً روسيّاً يقول، ماذا نفعل؟ هناك آلاف اعتقلوا في الماضي. لكنّا نعلم أنّهم كانوا ملايين الضحايا”.

وأشارت خصوصاً إلى أحد السجون سيئة السمعة في موسكو، يُسمّى بوتيركا، ما زال يعمل ويضمّ عدداً من السجناء السياسيّين الذين أُلقِي القبض عليهم في احتجاجات 2019. وعن هذا السجن تقول نيليدوفا تذكيراً لمُشاهدي الحلقة “إلى اليوم هناك مقابر جماعيّة داخل سجن بوتيركا لم تُكتشَف بعد، وتضمّ جثثَ أناسٍ قتلتهم فرق الإعدام رمياً بالرصاص”.

تحصل عمليّة إسكات الأصوات الداعية إلى بحث دقيق في الماضي السوفياتي بالتوازي مع حملة قمع واسعة ضد الحركات الداعية إلى الديموقراطية في روسيا.

 تحدّثت ناجية أخرى، تُدعَى أولغا شيروكايا من نسل “ابنة ضابط”، إلى الصحافيّة أوكسانا، من موقع “كودا”، عن تحدّيات إثبات المسؤولية عن جرائم ارتُكبَت في ظلّ الحكم السوفياتي بعد مرور عقود من الزمن. وسألت شيروكايا: كيف بإمكان أمّة أن تعقد محاكمات لهذه الجرائم إنْ كان هناك حينها أيضاً “ملايين المحقّقين وملايين المُخبرين وملايين من حرّاس السجون؟ هؤلاء الملايين كانوا أيضاً من شعبنا”.

لاتفيا مثال نموذجيّ لما قد تبدو عليه تلك العملّية، وإن كان مثالاً على نطاق أضيق. في العام الماضي، قرّرت الحكومة فجأةً أن تُتيح وثائقَ الاستخبارات السوفياتيّة السريةَ، التي شملت قائمةً بـ4141 شخصاً كانوا مخبرين خلال فترة الحرب الباردة. أثار هذا صدمةً في أرجاء البلاد، التي لا يصل عدد سكانها إلى المليونَين، بعدما كشفت تلك الوثائق علناً شخصيّات بارزة وأقارب. أنكر البعض عبر وسائل التواصل الاجتماعيّ تورّطَهم، بينما هدّد آخرون برفع قضايا ضد التشهير، فيما تقبّل آخرون الأمر بحجّة أنّ هذا كان ببساطة في زمنٍ واجهَ الناس فيه خيارات عسيرة.

من ذكريات طفولتي، وأنا أزور أقاربنا في مدينة سانت بطرسبرغ الروسيّة، كانت هناك دائماً قصصٌ متداوَلة. ما زلتُ أذكر تلك الثرثرة حول جارٍ لنا كان حارساً سابقاً في معسكر، إضافة إلى قصص متداوَلة عن صديقٍ للأسرة كان يعمل محصِّلاً في قطار نقلَ سُجناء إلى سيبيريا وتوقّف بهم في محطّة تُدعى ببساطة “الشتاء”.

إلّا أنني ما زلتُ – حتّى بعد شهورٍ من العمل على تلك السلسلة – أعاني لاستيعاب الحجم الكامل والصورة الكبرى لتجربة الغولاغ. خلال رحلة البحث والأسفار في المنطقة لإنتاج سلسلة “جيل الغولاغ” صُدِمتُ مِراراً وتِكراراً بعدد الأشخاص الذين كان للنظام أثرٌ على حَيَواتِهم.

تخبرني زميلتي سيميون كفاشا إنّه بطريقةٍ أو بأخرى، “سنجد الغولاغ حاضراً في بيوتنا جميعاً”. ومن الشائع لدى العائلات الانقسام بين أقارب أمضوا وقتاً في الغولاغ وآخرين ساهموا في إدارة المعسكرات الجماعيّة. على مدى سبعة عقود من الحكم الشيوعيّ تبادَلَ الجناةُ والضحايا الأدوار.

أمّا أزاري بليسيتسكي، أحد الناجين من الغولاغ وظهرَ في حلقة “الراقص”، فقد حدّثني مباشرةً بالقول “على الجميع أن يعرفوا حقيقةَ هذه الأعمال القمعيّة المروِّعة، وحقيقةَ الإبادة التي تعرَّض لها شعبُنا وحدثت خلال حياتنا. على الجيل الأصغر سنّاً أن يدرك هذه الحقائق”.

على مدى شهور، عقدَ فريقُنا مقابلاتٍ مع أكثر من 20 ناجياً. كان لدينا شعورٌ بضرورة العثور على الناس والحديث إليهم قبل أن تتلاشَى قصصُهم وحكاياتُهم. في بعض الأحيان لم يُسعِفنا الوقت لعقد المقابلات، فقد توفّي اثنان من الناجين، هما فلاديمير رودينوف وبيتر ميشكوف، قبل أيّام من موعد التصوير معهما. تقول المحرّرة في فريقنا أوكسانا باولينا “حين كنتُ أبحث عن الناس للمقابلات، كان لديّ شعورٌ دائم بأنّنا متأخّرون. أشعر بالذنب حِيالهما، إذ لم تُروَ قصّتَيهما، لأنّنا تأخّرنا كثيراً”.

كان الناجون الذين استطعنا إجراء مقابلاتٍ معهم لسلسلة “جيل الغولاغ” – وهم إيرينا وغالينا وأزاري – على وعيٍ بالسبب الذي جعل حكاياتهم مهمّة الآن خصوصاً.

هذا المقال مترجم عن codastory.com ولقراءة الموضوع الأصلي زوروا الرابط التالي.