fbpx

قطر ودول الخليج: تصاعد الملهاة…

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

الأزمة بلغت مطلع عام 2020 ذروتها “إعلامياً”، بعدما تحولت إلى حرب وثائقية بين القناتين العربيتين الإخباريتين الأكثر مشاهدة، “الجزيرة” و”العربية”.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

مدّ وجزر وموجات متصارعة لم تهدأ في مياه الخليج منذ تفاقم الأزمة القطرية الخليجية عام 2017، بين قطر والثلاثي الخليجي، الإمارات، السعودية، البحرين، إضافة إلى مصر، وما زالت الأنظار تتابع هذا الملف الذي يبدو أنه لن يطوى قريباً. 

فعلى رغم التفاؤل الذي عكسه قبل أشهر قليلة محللون سياسيون ووسائل إعلام تحدثوا عن احتمال عودة العلاقات إلى ما كانت عليه قبل الأزمة، أو تراجع حدة الخلاف على الأقل، تراجع منسوب التفاؤل خصوصاً بعد تبلور ملامح خيارات قطر لمزيد من التطبيع مع إيران وتركيا بشكل أكثر وضوحاً.

الشيخ تميم آل ثاني أمير قطر

مؤشرات التعثر ظهرت بداية عند امتناع الشيخ تميم آل ثاني أمير قطر عن حضور القمة الخليجية الأخيرة في الرياض، على رغم دعوة رسمية وجهها له العاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز، وقد فهم الأمر إنه إعاقة قطرية لآمال كبيرة علقت على انفراج أزمة طالت وكثر الحديث عنها. واقتصر تمثيل قطر في القمة على رئيس الوزراء القطري الشيخ عبدالله بن ناصر آل ثاني الذي بدا مرتبكاً في مشاركته ومتحفظاً في الكلام.

المفاجأة الثانية كانت إقالة رئيس الوزراء القطري “بن ناصر” بعد نحو شهرين على ترأسه الوفد القطري في القمة الخليجية. هذا القرار وبحسب محللين سعوديين وإماراتيين سببه خلاف بين رئيس الوزراء وأمير قطر على كلمة “بن ناصر” وتقاربه الخليجي في القمة ورغبته في انهاء القطيعة مع دول الخليج وهو ما لا تريده تركيا بحسب المحللين أنفسهم.

وسط اتهام قطر بارتمائها في الحضن التركي بعد توتر علاقاتها مع جيرانها في الخليج، توجهت الأنظار مطلع عام 2020 صوب زيارة الشيخ تميم آل ثاني الاولى منذ توليه منصب أمير البلاد

ويعتقد كتاب رأي من الجانب الخليجي المقاطع لقطر أن استقالة “بن ناصر” ستحد من فرص إعادة العلاقات بين الطرفين، وأن خالد بن خليفة آل ثاني رئيس الوزراء الجديد هو أداة لخطط تميم، فضلاً عن أن أخباراً تناقلت احتمال أن إقالة بن ناصر جاءت بناء على طلب من أردوغان، بخاصة بعدما تبعت إعلان الاستقالة زيارة وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني تركيا، حيث استقبله الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وتباحث مع نظيره تشاووش اوغلو، وهي الدولة المتهمة عربياً بدعمها وتحريكها أذرع الاخوان في المنطقة.

ووسط اتهام قطر بارتمائها في الحضن التركي بعد توتر علاقاتها مع جيرانها في الخليج، توجهت الأنظار مطلع عام 2020 صوب زيارة الشيخ تميم آل ثاني الاولى منذ توليه منصب أمير البلاد عام 2013، إيران المتهمة بتأجيج الأوضاع في الشرق الأوسط من خلال وكلائها المصنفين في غالبيتهم بمنظمات إرهابية تسعى إلى تخريب أمن المنطقة ونشر الفوضى، بعد عودة العلاقات القطرية مع ثلاثي الخليج المقاطع لها إلى حدته من جديد، ما يؤكد أن الأزمة تتفاقم بعد كل تلك الآمال بانتهائها.

بداية الأزمة

الأزمة التي بدأت في أيار 2017 بنشر تصريحات نسبت إلى أمير قطر تهاجم التعامل الأميركي “العدائي” تجاه إيران على وسائل إعلامية قطرية رسمية، أهمها وكالة الأنباء القطرية “قنا”، بعيد قمم الرياض المشتركة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي جمعت قادة الدول العربية والإسلامية. قالت قطر حينها إن التصريحات مفبركة بعدما تلقفتها وسائل إعلام سعودية وإماراتية منذ خروجها للعلن.

الأزمة بلغت مطلع عام 2020 ذروتها “إعلامياً”، بعدما تحولت إلى حرب وثائقية بين القناتين العربيتين الإخباريتين الأكثر مشاهدة. 

قناة “الجزيرة” القطرية التي واكبت أحداث مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في تركيا وسلطت قدراتها لمتابعة القضية، بثت عدداً من الوثائقيات خلال العامين الماضيين في محاولة لـ”كشف المستور” عن حكايا داخلية سعودية وبحرينية وإماراتية وقضايا لم يتمكن الإعلام المحلي من متابعة أحداثها وسردها كاملة، فضلاً عن أدوار اقليمية تقوم بها الدول الثلاث في المنطقة لبسط قوتها. 

في المقابل ردت قناة “العربية” السعودية بعدما صممت وتابعت وثائقيات “الجزيرة”، بوثائقي “أبناء الدوحة” الذي يروي حكاية انقلاب الشيخ حمد آل ثاني على والده في تموز/ يوليو 1995، الذي لم يلقَ صخباً عربياً كبيراً حينها، فالقصة معروفة والوثائقي لم يضف الكثير من المعلومات الجديدة، كما أن الوثائقي كان باهتاً مقارنة بالتراجيديا والتشويق الظاهرين في وثائقيات الجزيرة، فيما بقيت الوسيلة الإعلامية الاخبارية الثالثة في الصراع قناة “سكاي نيوز عربية” الإماراتية، خارج إطار هذه الحرب الوثائقية.

ردت قناة “العربية” السعودية بعدما صممت وتابعت وثائقيات “الجزيرة”، بوثائقي “أبناء الدوحة” الذي يروي حكاية انقلاب الشيخ حمد آل ثاني على والده

حتى الآن يجري تفسير المقاطعة الخليجية، كما تسميها الدول المتصارعة مع قطر والحصار كما تسميها قطر نفسها، إلى دور قطر الكبير في اندلاع الثورات العربية والوقوف وراء دعم الإخوان المسلمين، وهو ما يخشاه القادة العرب والذي قد يعمل على إزاحتهم عن كراسيهم السلطوية، لكن كثراً يقرأون الحرب الخليجية بشكل آخر وهو العداء الكبير الذي تكنه الإمارات لتيار الاخوان الذي تتهم قطر بدعمه، فضلاً عن منافسة بين البلدين لمد الأذرع إقليمياً في ليبيا والقرن الأفريقي وغيرهما، بينما انشغلت السعودية بالصراعات الداخلية وحربها مع الحوثيين في اليمن وملفاتها الحقوقية الدولية، ولم تعد مواقفها العربية والإقليمية كما كانت سابقاً، بخاصة في ملفي سوريا وليبيا فضلاً عن غيابها شبه التام في الثورتين العراقية واللبنانية.

إذاً الأمور خليجياً لا تزال عالقة والاشتباك قائم…