fbpx

خسارة الأرض… الإثم الأعظم في تاريخ البشرية

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

تغير المناخ هو مصدر خسارة جزر كيريباتي، إذ يهدد الصعود المتزايد لمياه المحيط بتقليص مساحتها، ناهيك بتدمير أراضيها الزراعية بسبب العواصف، الأمر الذي يتسبب بتهجير سكانها قبل أن تغمر المياه الجزر بالكامل.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

لم يعد مناخ جزر غالاباغوس البركانية الموزعة على جانبي خط الاستواء في المحيط الهادئ، شرق جمهورية الإكوادور، المناخ ذاته الذي درسه تشارلز داروين عام 1835. لقد أصبح مناخ تلك الجزر التي تسمى أرخبيل كولومبوس في اللغة الإسبانية، ساخناً اليوم، إذ يهدد وجود البشر والحيوانات والحيوات، وذلك بسبب التغير المناخي الحاصل على كرتنا الأرضية، الأمر الذي ساهم في تسخين مياهها، وتفقيرها من جهة الغذاء والتنوع الحيوي. أصبحت مياه المحيط مصدر تهديد لتلك الحيوانات التي بنى عالم الأحياء البريطاني تشارلز داروين في النصف الأول من قرن التاسع عشر، نظرية التطور على نمط عيشها وتطورها. إن تسخين مياه المحيطات الناتج عن تغير المناخ، يضع هذه الجزر أمام اختبار قاس، والعلماء قلقون على مستقبلها وحياة كائناتها. ولا تقع منطقة أرخبيل كولومبوس عند تقاطع ثلاثة تيارات محيطية فحسب (المحيط الهادئ الشمالي، المحيط الهادئ الجنوبي والمحيط الهندي)، بل تقع في قلب أحد أكثر أنماط الطقس تدميراً في العالم، وهي ظاهرة النينيو المسببة لتسخين سريع شديد لمياه لمحيطات عبر المناطق المدارية لشرق المحيط الهادئ. وهل كان بإمكان تشارلز داروين أن يتخيل ما ينتظر غالاباغوس وأحياءها؟ 

تخبرنا منظمة اليونيسكو للتربية والعلوم والثقافة في تقرير نشر عام 2016 بأن ارتفاع درجات حرارة المحيطات يجعل ظاهرة النينو أكثر تكراراً وأكثر كثافة، وجزر غالاباغوس هي واحدة من أكثر الأماكن عرضة لتأثيرات تغير المناخ. ما يحدث في غالاباغوس بحسب صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية هو مجاعة واسعة، ذلك أن مياه النينو الدافئة تمنع صعود الغذاء إلى سطح البحر، ما يتسبب بموت السحلية الاستوائية إغوانة أو إبقاء أعداد منها كهياكل عظمية بسبب قلة الغذاء. ليس هذا فحسب بل أن الطيور البحرية بحسب تقرير علمي نشرته الصحيفة الأمريكية بعنوان “كلما صار البحر دافئاً، تواجه جزر غالاباغوس اختبار تطور عملاق”، توقفت عن وضع البيض، وغطت العواصف غابات شجرة الاقحوان العملاقة فيما استولت الشجيرات الغازية الشائكة على أراضيها. لقد مات 8 من بين كل 10 طيور من البطريق ومات كل جراء أسد البحر تقريباً بينما اختفت الأسماك الصغيرة وفتاة غالاباغوس عن النظر نهائي.

القصة وما فيها، أن الموجات البحرية الباردة تجلب الغذاء والحرارة تمنع ذلك، الأمر الذي يعرض الحيوانات للمجاعة أو يحول الحيوانات العاشبة بمرور الوقت إلى آكلة اللحوم، فارضاً عليها تطوراً قسرياً وسريعاً مصدره التغير المناخي؛ ولا قيمة لكل جزر العالم ومعالمها من دون الحيوانات. يتعلق جزء من القصة ذاتها، على الخط الاستوائي ذاته شمالاً، بحياة سكان جزر كيريباتي الذين يحاربون اليوم من أجل البقاء، ذاك أن وطنهم المعزول عن العالم والمكون من 32 جزيرة مرجانية في المحيط الهادئ، مهدد بالغرق في ظل ارتفاع مستوى سطح البحر الناتج عن ذوبان الكتل الجليدية. يعيش أكثر من نصف سكان أرخبيل كيريباتي (110 آلاف شخص وفق احصائيات 2015) في العاصمة، التوارة الجنوبية، وذلك بسبب ارتفاع مستوى المياه في الجزر المرجانية الأخرى، ما دفع السكان إلى التوجه نحو مدينة التوارة الجنوبية التي لا يرتفع موقعها سوى ثلاثة أمتار على مستوى سطح البحر. اختصاراً، تغير المناخ هو مصدر خسارة هذه الجزر، إذ يهدد الصعود المتزايد لمياه المحيط بتقليص مساحتها، ناهيك بتدمير أراضيها الزراعية بسبب العواصف، الأمر الذي يتسبب بتهجير سكانها قبل أن تغمر المياه الجزر بالكامل.

خسارة عظيمة!

ثلاثة أمتار من اليابسة، تعلو فوق مستوى سطح البحر وقد توفر الحياة لأحياء أرخبيل كيريباتي لسنين أخرى، إنما لا تمكنها المقاومة أمام صعود المياه الناتج عن احترار الكون وذوبان الثلوج في جنوب الكرة الأرضية كما في شمالها. أخبار المناخ اليومية تشير إلى أننا أمام خسارة عظيمة، بينما لا تزال الدول والبلدان والبشر يتصرفون بالأرض ومواردها بأقصى درجات الإجهاد. ففي نهاية الأسبوع الأول من شهر شباط/ فبراير 2020 وصلت درجات الحرارة في القطب الجنوبي إلى 18.3 درجة مئوية وتجاوزت حرارة القارة القطبية بذلك الرقم السابق الذي بلغ 17.5 درجة مئوية في الأسبوع الأخير من شهر مارس 2015، انما لم تتجاوز الرقم القياسي السابق في المنطقة القطبية الأوسع – والذي يشمل القارة والجزر والمحيطات الموجودة في المنطقة المناخية في القطب الجنوبي – وهو 19.8 درجة مئوية، تم تسجيله في كانون الثاني/ يناير 1982، وذلك بحسب الناطقة باسم منظمة الأرصاد الجوية العالمية التابعة للأمم المتحدة كلير نوليس أمام الصحفيين في جنيف بتاريخ 7 شباط 2020. واضطر العلماء المختصون بوزن طيور البطريق وقياسها في قاعدة إسبيرانزا في أنتاركتيكا، بالقرب من طرف الأرجنتين وتشيلي، إلى نزع ملابس العمل الحرارية في مستوطنة نادراً ما ترى درجات الحرارة ترتفع فوق 10 حتى في شهور الصيف.

ووصلت درجة حرارة أقرب نقطة من القطب الشمالي في شهر تموز 2019 الى 21 درجة مئوية. حصل ذلك في منطقة (آليرت) شمال كندا، والتي لا تتجاوز الحرارة فيها سبع درجات حرارية في الصيف. ولم تشهد هذه المنطقة التي تبعد من القطب الشمالي 900 كلم، مثل هذه الحرارة في تاريخها، باستثناء مرة واحدة وصلت فيها الحرارة إلى 20 درجة مئوية. وكان ذلك عام 1956 وفقاً لوزارة البيئة الكندية.

إنه ناقوس خطير كبير يهدد البشرية بدءاً من الجزر الاستوائية في المحيط الهادئ وصولاً إلى مدينة الإسكندرية في شمال أفريقيا والبصرة في جنوب العراق في قلب الشرق الأوسط، ذاك أن درجات حرارة القارة الجليدية التي تساعد على حفظ توازن الكوكب مع القطب الشمالي، هي بمثابة “فريزر” الثلاجة، يسبب أي عطل فيه إعطال الثلاجة بالكامل. وبالتالي، أي خلل في نظام القطب الجنوبي الايكولوجي يحدث خللاً في النظام الايكولوجي للكرة الأرضية كلها. إن القارة الجنوبية بحسب منظمة الأرصاد الجوية العالمية التابعة للأمم المتحدة شهدت ارتفاعاً في درجات الحرارة يصل إلى ثلاث درجات مئوية خلال السنوات الخمسين الأخيرة، وتقلصت ما يقارب 87 في المئة من أنهارها الجليدية على طول ساحلها الغربي في الفترة ذاتها. وقد تسارع تقلص هذه الأنهار الجليدية أو ذوبانها في 12 سنة الأخيرة (2008- 2020). ومن شأن ذوبان نهر (ثوايتز) الجليدي وحده في غرب القارة القطبية الجنوبية، رفع مستوى سطح البحر بأكثر من ثلاثة أمتار وإغراق عاصمة جزر كيريباتي، التوارة الجنوبية، بالكامل. الأمر الذي دفع بمنظمة الأرصاد الجوية العالمية إلى القول: “الوتيرة تتسارع بصورة كبيرة والكارثة تقترب”. 

إن ذوبان نهر ثوايتز الجليدي الذي تتجاوز مساحته، ولاية فلوريدا في أميركا (ما يقارب 1920000 كلم مربع) وفق تجارب، دليل جديد على تسارع ذوبان الجليد، ولذلك يطلق عليه اسم “يوم القيامة الجليدي”. وفي أقصى شرقها، فإن الكتلة الجليدية المسماة A68، حيث يتجاوز حجمها منطقة هونغ كونغ بخمس مرات وتتكون من تريليون طن من الجليد، أصبحت بعد بضع سنوات من الارتجاف في جنوب المحيط الأطلسي. 

ماذا يعني ذلك، وما نتائج خسارة الثلوج في جنوب الأرض كما في شمالها، وكيف يمكن تصور الحياة في حال تعطيل “فريزر” الكُرة الزرقاء، ولماذا لم يتفادَ البشر وصول الكارثة؟ وهل أدركت العلوم احترار الكون اخيراً، وفات الأوان وما هي القصة الحقيقية لهذا الاستفحال الحراري؟ سوف لن تكون مبالغة إذا قلنا بأنها قصة سياسية- اقتصادية بامتياز تظهر جشع النظام الرأسمالي في اجهاد الأرض ومواردها واستغلاها بطرائق لا تفوق طاقة الطبيعة فحسب، بل تشل قدرتها على إدارة نفسها وحماية نظامها الايكولوجي الخلاق. لم تخف العلوم شيئاً عن الغازات الدفيئة في تاريخ اكتشافاتها، فهناك معلومات حول احتمال حدوث التغير المناخي إثر تركز ثاني أوكسيد الكاربون في غلاف الجو يعود تاريخ نشرها إلى القرن التاسع عشر. لقد توصل عالم الفيزياء الإيرلندي جون تيندال (1820- 1893) في بداية النصف الثاني من قرن التاسع عشر، إلى أن التغيرات الطفيفة في الغلاف الجوي يمكن أن تؤدي إلى تغير المناخ. واعتمد العالم الفيزيائي الذي مات مسمماً على يد زوجته، على تجارب علمية مبكرة كان يقيس من خلالها تركز غاز الكاربون في الغلاف الجوي وامتصاصه أشعة الشمس. وألهم اكتشاف جون تيندال، عالم الكيمياء السويدي سفانت آرهينيوس (1859-1927) في التوصل إلى أن حرق الفحم والنفط بغية إنتاج الطاقة من شأنه زيادة درجات حرارة الكون. ويعتبر آرهينيوس، الحاصل على جائزة نوبل لعلوم الكيمياء 1903، هو أول من قام بعمليات حسابية لكثافة غاز ثاني أوكسيد الكاربون على سطح الأرض، ملاحظاً أن الامتصاص المتقدم في الأشعة تحت الحمراء يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة السطح. وقد أصبح هذا الاحترار ملحوظاً بعد قرنين من الزمن. بعد أربعة عقود من أبحاث العالم السويدي، تنبأ المهندس الكندي- البريطاني غي ستيوارت كاليندار في سلسلة من المقالات العلمية، بأن تؤدي زيادة مستوى الكاربون في الغلاف الجوي إلى ارتفاع درجات الحرارة بنحو 2.0 درجة مئوية. وبقيت تلك المقالات التي كتبت بين عامي 1938 و1964 حول دور الكاربون في احترار الأرض طي النسيان ولم يتذكره أحد، إلاّ في الوقت الذي أصبح الاحتباس الحراري شاغلاً للعلماء في الولايات المتحدة الأميركية في سبعينات القرن المنصرم.

لم تعد كارثة احترار الأرض تتعلق بحرق الوقود الاحفوري وإنتاج الطاقة فقط، ذاك أن الغازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري، تسبب إطلاق كميات إضافية هائلة من الغازات اثر ذوبان الكتل الجليدية. إن ذوبان الجليد في القارة القطبية الشمالية والغطاء الجليدي في القارة الجنوبية، يحرر نسب عالية من الغازات الدفيئة المحبوسة منذ ملايين السنين، ومن شأن هذا الذوبان المستمر أن يطيح بجميع الجهود العالمية لتطويق الاحترار الكوني. وأشارت كلير نوليس في السياق ذاته إلى أن “كميات الجليد التي ذابت سنوياً في القطب الجنوبي زادت ستة أضعاف على الأقل بين عامي أعوام 1979 و2019″، الأمر الذي يساهم في إطلاق كميات هائلة من الغازات الدفينة تحت الصقيع. 

عام 1979 خلص تقريران أصدرهما علماء في حكومة الولايات المتحدة برئاسة جيمي كارتر إلى أن الاعتماد على الوقود الأحفوري قد يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض من 2 إلى 3.5 درجة مئوية، ما يتسبب بذوبان جليد القطب الشمالي، وانخفاض الحصول على مياه الشرب فضلاً عن الآثار الرئيسية على الإنتاج الزراعي. وحذر العلماء في التقريرين، الأول بعنوان “تأثير طويل الأمد لثاني أوكسيد الكاربون في الغلاف الجوي على المناخ” في ربيع 1979، والثاني بعنوان “ثاني أكسيد الكاربون والمناخ” صيف 1979، من تأثير استمرار حرق الوقود الأحفوري وتركز الكاربون في الغلاف الجوي على المناخ وارتفاع درجات حرارة الأرض. ويشير التقرير الثاني الى مخاوف جدية بشأن تأثير ارتفاع الحرارة على منظم الحراري للمحيطات الدفيئة للهواء في الشتاء والمُبَرِّدة له في الصيف. ولكن ما حصل هو سيطرة “السياسية الانتظارية” على إدارة جيمي كارتر في ما خص ذلك الإنذار الذي أطلقه العلماء قبل أربعة عقود حول المخاطر التي تحيط بالمناخ، ولكن الانتظار تحول إلى “التجاهل” لدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي ضرب بانسحابه من اتفاقية باريس/ 2015 بشأن المناخ عرض الحائط، بينما تعد الولايات المتحدة المصدر الأول والرئيسي لانبعاثات الغازات الدفيئة في العالم.

ماذا يمكن أن يحدث؟

أن يدفعنا ارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار ثلاث مللم في السنة إلى الشعور بالقلق، أمر صعب، ولكن إذا قمنا بتجميع الميليمترات قطرة بقطرة، سنلاحظ ارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار مترين بحلول نهاية القرن وفق التقديرات. تالياً، إذا تقاعس المجتمع الدولي في وضع حد لارتفاع درجات الحارة وذوبان الأنهار الجليدية بهذا الإيقاع الحالي، تتعرض بلدان ودول كثيرة الى الزوال على الخريطة، ولا يستبعد العلماء الجيولوجيون انقراض كوكب الأرض. وفقاً لدراسات علمية مناخية أجراها مركز المناخ، فإن الأراضي التي يسكنها 300 مليون إنسان اليوم، ستكون بحلول 2050 أقل ارتفاعاً من متوسط مستوى المياه، وذلك بسبب الاحترار الكوني الناجم عن الأنشطة البشرية. وبحلول نهاية القرن الحالي يمكن أن تغرق المياه الصاعدة موطن 200 مليون شخص بالكامل. ويتركز التهديد في الغالب في مناطق آسيا الساحلية ويمكن أن يترك عواقب اقتصادية وسياسية وخيمة على حياة الناس الذين يعيشون اليوم في هذه المناطق التي تقع غالبيتها في الصين، الهند، بنغلادش، فيتنام، إندونيسيا وتايلاند. ويقدر المصرف الآسيوي للاستثمار الخسائر الناجمة عن ارتفاع مستوى سطح البحر بـ864 مليار دولار أميركي في 23 مدينة شرق-آسيوية الأكثر ضعفاً أمام الفيضانات. يعني ذلك أن الخسائر سترتفع من 6 مليارات دولار لعام 2005 إلى 52 مليار دولار بحلول عام 2050. 

ولا تتوقف آثار ارتفاع مستوى سطح البحر في تخوم المدن الساحلية الآسيوية فقط، فهناك مدن أميركية وشرق- أوسطية مهددة أيضاً. بحسب دراسة علمية أخرى (أنظر موقع درج) يمكن أن يؤدي ارتفاع مياه البحر إلى اختفاء التراث الثقافي وإحداث نوع من الدمار في مدينة تاريخية مثل الإسكندرية في مصر، والتي أسسها الإسكندر الأكبر (330 ق.م)، ذلك أنها معرضة للاختفاء بسبب المياه المتصاعدة. وفي أماكن أخرى في العالم، قد تؤدي الهجرة الناجمة عن ارتفاع البحار وإغمار الأراضي إلى نشوب الصراعات الإقليمية أو تفاقم الصراعات القائمة أساساً. أما في جنوب العراق وبحكم انخفاض الأراضي، قد يؤدي الارتفاع في منسوب المياه إلى إغراق البصرة ثاني أكبر مدينة في البلاد، بحلول عام 2050، فضلاً عن أجزاء واسعة في محافظتي ميسان مركزها مدنية العمارة ومحافظة ذي قار مركزها الناصرية. 

جزر غالاباغوس هي واحدة من أكثر الأماكن عرضة لتأثيرات تغير المناخ.

ولا تتوقف التأثيرات المدمرة لارتفاع مستوى مياه البحار في حدود إغراق المدن الساحلية في العالم ونزوح سكانها، بل تسبب نقصاً في المياه العذبة الصالحة للشرب والغذاء في العالم وتنشر مجاعات قد تقضي على الأخضر واليابس. كما ستجعل منظومات الصرف الصحي تندمج مع مياه الشرب فيصبح انتقال الأمراض والأوبئة أمراً طبيعياً، ناهيك بالقضاء على النظام الطبيعي وتنوعه الأحيائي.

لتجنب هذا السيناريو المدمر الذي تعود أسبابه إلى استغلال الأرض والنظام الطبيعي بما يفوق طاقاتهما، ليس أمام العالم سوى اتخاذ تدابير سريعة ومستقبلية، منها وضع حد فوري لحرق الوقود الاحفوري: البترول، الغاز والفحم. لقد زادت نسبة انبعاثات غازات الدفيئة سنوياً في العالم 41 في المئة منذ عام 1990، وما زالت تتصاعد، وفي حال استمرارها في الإيقاع ذاته، ستشهد البشرية الإثم الأعظم وهو خسارة الأرض.