fbpx

“غربة يهودية” رواية سعودية تفتح نقاش التطبيع مع إسرائيل

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

تحكي الرواية قصة شابة يمنية من طبقة متواضعة، تذهب للعيش مع والدتها اليهودية بعد انهيار زواجها من ثري سعودي. تعتنق الفتاة الديانة اليهودية وتلتزم تعاليمها، وترفض العودة للإسلام.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

تصدرت رواية رجاء بندر الأولى قائمة الكتب الأكثر مبيعاً في المملكة العربية السعودية في غضون بضعة أسابيع من إصدارها، جراء عاصفة الجدل والصخب التي اندلعت على منصات التواصل الاجتماعي، وواجهت الكاتبة الشابة اتهامات بكتابة “رسائل مضمرة تدعو إلى التطبيع مع إسرائيل”.

وتحكي روايتها “غربة يهودية” قصة شابة يمنية من طبقة متواضعة، تذهب للعيش مع والدتها اليهودية بعد انهيار زواجها من ثري سعودي. تعتنق الفتاة الديانة اليهودية وتلتزم تعاليمها وعندما يحثها والدها على العودة إلى الإسلام، ترفض ذلك وتختار العيش كامرأة يهودية مع استقلالية الفكر والدين.

غلاف رواية “غربة يهودية”

سُلطت الأضواء على الرواية بعدما قالت كاتبة سعودية أخرى، سالمة الموشي، إن رجاء بندر اقتبست مضمون روايتها “يهودية مخلصة” وأجزاء كاملة منها إلى روايتها “غربة يهودية”. وقد أفضى النزاع الذي اندلع بين الروائيتين إلى انقسام المجتمع الأدبي في المملكة العربية السعودية. 

وخلال مقابلة مع الموقع اللبناني “رصيف 22″، أوضحت بندر أنها اختارت هذا الموضوع بسبب شغفها الكبير بحياة اليهود وبخاصة أولئك الذين عاشوا في “قرانا ومدننا، ثم اختفوا وظهروا في صفوف تصنف بصفوف (العدو)”.

لكن ثمة أصواتاً أخرى اتهمت بندر أيضاً بعرض الابنة اليهودية بوصفها نموذجاً إيجابياً، والترويج لأفكار ليبرالية “منحرفة” من خلال وصف إصرار بطلة الرواية وعزمها.

تقول بندر: “لا أقدم منشوراً سياسياً أو بياناً حزبياً. هدفي هو إثارة فضول القارئ ليبحث ويعرف الفرق بين اليهودية والإسرائيلية. أردت تسليط الضوء على الزيجات بين أشخاص من ثقافات مختلفة وكيف يتم إقحام الأبناء في صراع بين عالمين مغايرين تماماً”.

يذكرنا رد الفعل على رواية بندر بردود الفعل التي أعقبت صدور رواية “بنات الرياض”، الرواية الرائدة التي كتبتها الروائية السعودية رجاء الصانع، التي لاقت إشادة عالمية وترجمت ونشرت في 40 دولة بينها إسرائيل.

تصدرت رواية رجاء بندر الأولى قائمة الكتب الأكثر مبيعاً في المملكة العربية السعودية في غضون بضعة أسابيع من إصدارها.

في كتاب الصانع، الحاصلة على شهادة في طب الأسنان وشهادة الماجستير في علاج العصب وجذور الأسنان والحائزة جائزة عن أبحاثها في مجال الخلايا الجذعية، تصف بوضوحٍ التعقيدات الشوفينية في المجتمع السعودي مستعينة بالأسلوب الأدبي الفصيح تارة واللغة العامية ورسائل البريد الإلكتروني تارة أخرى. تثير الصانع جميع النقاط الحساسة في الأعراف المجتمعية التي تقيد حياة الرجال والنساء في المملكة العربية السعودية. وكشفت الصانع -التي كانت في الـ24 من عمرها فقط عندما نُشرت الرواية- في رواية مطبوعة الواقع المعروف للمجتمع السعودي.

نُشرت الرواية لأول مرة عام 2005 في لبنان بينما حُظرت في السعودية. لكن السعودية تحاول الآن تقديم نفسها باعتبارها دولة ذات مبادئ أكثر غربية وأكثر ليبرالية وتقدمية، لهذا نجحت بندر في تناول القضايا النسوية بشكل أكثر اتساعاً. إذ لم تتناول في روايتها وضع المرأة وحقوقها عموماً فحسب، بل ركزت تحديداً على قضية واحدة تتعلق بالزيجات المختلطة بين الأشخاص من أعراق وثقافات مختلفة، وحقيقة أن المرأة السعودية لا يمكنها منح أبنائها الجنسية إذا كانت متزوجة من رجل غير سعودي.

لكن قرارها بحبك قصتها حول شخصية يهودية، وتمييزها بين الهويتين اليهودية والإسرائيلية، يهددان بنزع الشرعية عنها وإضعاف نقدها للمجتمع السعودي، بسبب كتابتها أموراً إيجابية عن اليهود، دعك حتى من الحديث عن الإسرائيليين.

ثمة أقاويل كثيرة الآن في مختلف أنحاء الشرق الأوسط تتحدث عن احتمال التطبيع بين إسرائيل والسعودية. ولا تزال أصداء التقارير التي تتناول اللقاءات السرية والعلنية بين كبار المسؤولين الإسرائيليين ونظرائهم السعوديين تشعل المنصات والحماسة. ويتوقع معلقون سياسيون اجتماع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. وقد زار صحفيون سعوديون إسرائيل، ولم يعد من النادر رؤية أعمدة صحفية أو منشورات على منصات التواصل الاجتماعي تتحدث بإيجابية عن إسرائيل.

قالت الكاتبة السعودية سالمة الموشي، إن رجاء بندر اقتبست مضمون روايتها “يهودية مخلصة” وأجزاء كاملة منها إلى روايتها “غربة يهودية”.

بغض النظر عن الموقف الرسمي السعودي، لا يزال هذا النوع من الكتابات والمنشورات يلقى انتقادات شعبية لاذعة. ففي كانون الأول/ ديسمبر، تم سحب الجنسية من المدون السعودي عبد الحميد الغبين، بعدما كتب عن ضرورة التطبيع مع إسرائيل، موضحاً الفوائد الاقتصادية لذلك. لا يقبل السعوديون أن تكون إسرائيل حليفة لبلادهم، على رغم الإجماع التام على أن لدى البلدين مصلحة مشتركة تتمثل في التصدي لنفوذ إيران في المنطقة.

أصبح الإسرائيليون معتادين على رؤية الضيوف السعوديين -الذين يؤيدون التطبيع الكامل- على شاشات التلفزيون الخاصة بهم، لكن في وطنهم السعودية، لا يزال البعض يتهم الأعمال الأدبية التي تروج لأي نوع من التطبيع مع الكيان الصهيوني المعادي بأنها تحتوي على “رسائل خفية مسمومة”، كما كتب شخص معلقاً على رواية بندر.

هذا المقال مترجم عن الرابط التالي.

حازم الأمين - صحافي وكاتب لبناني | 28.03.2024

العرقوب اللبناني بين “فتح لاند” و”حماس لاند”

الوقائع التي تشهدها المناطق الحدودية اللبنانية عززت التشابه بين "فتح لاند" و"حماس لاند"، فبينما كانت الهبارية تتعرض لغارات الطائرات الإسرائيلية التي قتلت على نحو متعمد تسعة مسعفين، كان أهالي بلدة رميش المسيحية يقرعون أجراس كنائسهم احتجاجاً على تمركز حزب الله على إحدى التلال في بلدتهم!