fbpx

كيف يمكن أن يؤثر “الزيف العميق” سلباً في طريقة استهلاكنا المحتوى عبر الإنترنت

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!
"درج"

أظهر لنا ما يعرف بـ”الزيف العميق” (Deep Fakes) التأثير الذي يمكن أن تُحدثه التكنولوجيا في مسألة التلاعب بالصور. ويعتبر هذا برنامجاً مجانياً يمكن أي شخص تنصيبه لتركيب صورة على أخرى. ولا يقتصر الأمر على ذلك، بل إن هذا التطبيق، الذي يشبه فلاتر “سناب تشات”، يمكنه تركيب وجه أحد الأشخاص على جسد شخص آخر.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

تحتم علينا المواجهة أن نكون متشككين في المحتوى الذي نستهلكه وأن نستوعب السياق الكامن خلف بعض الفيديوات المنشورة.

أظهر لنا ما يعرف بـ”الزيف العميق” (Deep Fakes) التأثير الذي يمكن أن تُحدثه التكنولوجيا في مسألة التلاعب بالصور. ويعتبر هذا برنامجاً مجانياً يمكن أي شخص تنصيبه لتركيب صورة على أخرى. ولا يقتصر الأمر على ذلك، بل إن هذا التطبيق، الذي يشبه فلاتر “سناب تشات”، يمكنه تركيب وجه أحد الأشخاص على جسد شخص آخر.

ويمكن القول إنه أعظم ابتكار طرأ في مجال الصورة المتحركة والثابتة منذ انطلاق برنامج “فوتوشوب”، نظراً إلى تسهيله مهمة تعديل الصور. وفي ظل انتشار الأخبار الزائفة والتلاعب بمحتوى وسائل الإعلام، يمكن أن يضيف “الزيف العميق” الكثير من أجل صب مزيد من الوقود على النار. إذ إن الطريقة التي نستهلك بها المحتوى تصبح أكثر تشرذماً. يتعلق الأمر بالثقة، وإذا كانت المنصات الإعلامية قادرة على التلاعب بالمحتوى، فلن يتبقى شيء من هذه الثقة.

وفي تصريح لموقع Outline، قال هاني فريد، أستاذ علوم الحاسوب في جامعة “دارتموث”: “الحقيقة هي أن عدد الأشخاص الذين يعملون على الجانب الجنائي، مثلي، يُعتبر صغيراً نسبياً مقارنة بعدد الأشخاص الذين يعملون على الجانب الآخر. إنهم يفوقوننا عدداً ومواردَ. لا يطور “غوغل” تقنيات جنائية. ولا يطور “فيسبوك” تقنيات جنائية. إنهم مجموعة من الأكاديميين. وهم يفوقوننا عتاداً”.

وما يظهر باعتباره محتوى مثيراً للنفور، سرعان ما يُستخدم من طريق المنصات الإعلامية، كمحتوى كوميدي من خلال التلاعب بالصور. كما تُنشر معلومات مضللة كثيرة عبر شبكة الإنترنت، إذ تزعم أن هناك فيديوات كانت حقيقية بينما تعرضت في واقع الأمر للتلاعب. لقد بدَّل “الزيف العميق” حقاً معنى الأصالة، لكي يوفر للمستهلكين ما يريدونه. فالمستهلكون يريدون أن يحصلوا على الكثير مقابل قليل من المال، كما يريدون أن يحصلوا على التطبيقات المجانية كي يتلاعبوا بالصور والفيديوات لأغراض التسلية.

ولعل الزيف المناهض للسياسة هو أسوأ مؤشر على الوجهة التي تسير نحوها هذه الفيديوات. فقد صدر فيديو لآرفيند كيجريوال، الوزير الأول لمدينة دلهي، يظهره وهو يستحث الشعب على التصويت لمصلحة الكونغرس، وانتشر هذا الفيديو انتشار النار في الهشيم، واضطر الوزير الأول أن يكتب منشوراً ليخبر الشعب أنه كان مزيفاً.

وقد ورد على لسانه: “لقد استقطعوا (أجزاءً) من فيديواتي القديمة ودمجوها ليظهروا أنني كنت أناشد الناس التصويت لمصلحة الكونغرس. لا يوجد شيء كهذا”.

هناك مشكلات جسيمة ترتبط بـ “الزيف العميق”، وتعترض جميع أنواع المحتوى المُقدَّم على الإنترنت. عندما نستهدف التوصل للحقيقة خلف المحتوى السياسي، يمكن أن نتعرض للخداع بكل سهولة عبر الوسائط البصرية. ولما كنا نثق في الكلام أكثر عندما يُقال، يمكن أن يتلاعب “الزيف العميق” بكل سهولة بالأصوات والصور والإيماءات الخاصة بجميع القادة ورؤساء الشركات، لذا يمكن أن تتغير الرسالة بحسب الضرورة. تنشأ المشكلة الحقيقية عندما تُرفع هذه الفيديوات على الشبكة وتُمحى من خلال الحسابات الوهمية.

وفي حديث لموقع FactorDaily، قال براتيك سينها، الرئيس التنفيذي لـAltnews، الذي يعمل على كشف الأخبار الزائفة، “إن هذا النوع من الأشياء يحدث بالفعل. ولا يوجد تعقيدٌ فيه. فأنت تحصل على الفيديو، وتضيف إليه رواية زائفة ثم تطرحه. فذلك يكون عندما يضطرون إلى المضي قدماً نحو نوع أكثر تعقيداً من التكنولوجيا”.

وبفضل زيادة عدد متابعي منصات التواصل الاجتماعي الزائفة والتأثير الروسي في الانتخابات الأميركية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، يمكن أن تؤثر الفيديوات الزائفة تأثيراً شديداً في منطقة محددة. يستطيع الناس بكل سهولة أن يعدّلوا ويعرضوا الفيديوات الزائفة التي تستطيع أن تحرض السكان كلهم لدوافع سياسية.

يمكن أن يتسبب هذا أيضاً في مشكلات عندما يتعلق الأمر بالقادة السياسيين الذين يُساءَلون على كلماتهم. إذ يمكنهم أن يزعموا أن هذه الكلمات أخبارٌ زائفة، أو تلاعب من خلال “الزيف العميق”. لا يمكن التحقق الكامل من أي حقيقة، إلا إذا كانت هذه التكنولوجيا مسبوقة بعنصرٍ شُرطيٍّ قادرٍ على تتبع مسار عملية تعديل الفيديو الأصلي. يمكننا القيام بذلك إلى حد ما مع الصور التي تم التلاعب بها، ولكن في ظل صعود التكنولوجيا السريع  ستزيد صعوبة المسألة.

على رغم أن دور النشر البارزة ومنصات إنتاج المحتوى الرئيسية حذفت أي بقايا لـ “الزيف العميق”، ما زال هناك فيديوات منتشرة في الشبكة الإلكترونية السوداء. وهذا المكان هو الذي يوجد فيه أغلب المحتوى، ولا يمكن الدخول إليه إلا من خلال متصفح “تور” القادر على التخفي. يحمي المتصفح هوية الشخص الذي ينشر الفيديوات، ومن ثم يخفي المصدر كلياً.

يعني هذا إمكان وجود ملايين الفيديوات المنتشرة، التي تؤثر في طريقة تفكيرنا واستهلاكنا المحتوى المنشور على الشبكة. يمكن أن تؤثر هذه الفيديوهات في قراراتنا تجاه بعض العلامات التجارية، وبعض الأشخاص، وبعض السياسات التي تُعرض علينا.

ويمكن أن تخرج المشكلة عن السيطرة بسرعة في الهند نفسها عندما تجمع المنصات الإعلامية هذه الفيديوات لكنها لا تعرف مصدرها. يعود السبب في هذا إلى أن الشخص الذي ينشرها كان قادراً على ستر هويته كلياً عن وسائل الإعلام الرئيسية.

وما يعكر صفو المياه أن التكنولوجيا المستخدمة جيدة جداً لدرجة أنها تستطيع خداع المشاهدين الكيّسين. وعندما يدرس الخبراء المسألة، تُفقَد الفيديوات في هذا السيل من المحتوى المعروض على الإنترنت والمتاح للمشاهدين.

تستطيع منصات استهلاك المحتوى التي على شاكلة “ريديت” و”فيسبوك” و”تويتر”، أن تفعل الكثير قبل استخدام الاستعراض اليدوي لمتابعة امتداد “الزيف العميق” المنتشر وإيقافه. إذ تمتلك هذه المنصات أنظمة ومحترفين، إلا أن المهمة تزيد صعوبتها، نظراً إلى زيادة عدد الفيديوات وتطور التكنولوجيا.

وبينما تتصاعد الصراعات الدولية جراء سوء الفهم وحاجز اللغة، يمكن أن يستخدم كلا الجانبين فيديوات “الزيف العميق” من أجل إلهاب حملاتهم الدعائية. كما يمكنها أيضاً أن تُستخدم بغرض التلاعب بالطريقة التي نفكر بها في سياقنا الاجتماعي الخاص. فإذا شاهدنا فيديوات لمجتمع محدد يؤدي أنشطة إجرامية، فقد نكون أقل ميلاً لأن نحمل رؤى إيجابية عنهم. ويمكن أن يفتح هذا الباب أمام أكثر من تحديد لناحية السياق.

وذلك هو العنصر المفقود هنا: “السياق”. عندما لا يكون لدى المحتوى سياقٌ ملائمٌ ولا يستطيع المستهلكون معالجته بأنفسهم، يقودهم هذا نحو منحدرٍ زلق، فيبدأ الجمهور تصديق أي شيءٍ يقابله. وينبغي علينا لمواجهة هذا أن نكون متشككين في المحتوى الذي نستهلكه، وأن نستوعب السياق الكامن خلف بعض الفيديوات المنشورة. وفي نهاية اليوم، تقع المسؤولية على عاتقنا كي نصبح مستهلكي محتوى فطنين وكيِّسين.

المقال مترجم عن thenewsminute ولمراجعة المقال الاصلي زوروا الرابط التالي

حازم الأمين - صحافي وكاتب لبناني | 28.03.2024

العرقوب اللبناني بين “فتح لاند” و”حماس لاند”

الوقائع التي تشهدها المناطق الحدودية اللبنانية عززت التشابه بين "فتح لاند" و"حماس لاند"، فبينما كانت الهبارية تتعرض لغارات الطائرات الإسرائيلية التي قتلت على نحو متعمد تسعة مسعفين، كان أهالي بلدة رميش المسيحية يقرعون أجراس كنائسهم احتجاجاً على تمركز حزب الله على إحدى التلال في بلدتهم!