fbpx

كيف يمكن أن يحل الذكاء الاصطناعي مشكلة الأخبار الزائفة؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!
"درج"

أصبح الدور الذي يلعبه الذكاء الاصطناعي في ظاهرة الأخبار الزائفة مبالغاً فيه، ولكن بإمكان الذكاء الاصطناعي المساعدة في حل مشكلة التضليل الإعلامي المنتشرة حالياً.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

أصبح الدور الذي يلعبه الذكاء الاصطناعي في ظاهرة الأخبار الزائفة مبالغاً فيه، ولكن بإمكان الذكاء الاصطناعي المساعدة في حل مشكلة التضليل الإعلامي المنتشرة حالياً.

صارت كلمة “الأخبار الزائفة” من أكثر المصطلحات المُستخدمة في المناخ السياسي في يومنا هذا. فلا يمر يوم إلا- وعلى سبيل المثال- يقوم الرئيس الأميركي بمهاجمة بعض القصص الإخبارية غير المقبولة بالنسبة إليه، كنموذج للأخبار الزائفة.

وقد ترفض تلك التعليقات باعتبارها محاولة فاشلة لتحويل الانتباه بعيداً من فجوة الصدقية الهائلة التي يوجهها الرئيس دونالد ترامب. والواقع أن قضية الأخبار الزائفة مُبالغ فيها إلى حد كبير، تماماً مثلما كان الحال خلال الحملة الرئاسية لانتخابات عام 2016. ولكن لا يمكن إنكار أن قلق الناس في شأن الأخبار الزائفة لن يزول في أي وقت قريب. تماماً مثلما لا يمكنك إنكار أن المسؤولين السياسيين- محلياً وخارجياً على حد سواء- يبذلون كل ما في وسعهم للتلاعب بدورة الأخبار اليومية حتى تصب في مصلحتهم.

“الأخبار الزائفة” مُشكلة مُبالغ فيها

تم زج الذكاء الاصطناعي في مشكلة الأخبار الزائفة. ولا يوجد سوى القليل من الأدلة الدامغة على أن المسؤولين السياسيين استخدموا الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي لبناء محتواهم الزائف أو نشره. ولكن هذا لم يمنع العديد من الناس من إضافة الأخبار الزائفة إلى صندوق العجائب الشيطانية الذي ينطوي على الكشف عن الكثير من المشكلات غير المتوقعة، منها معالجة اللغة الطبيعية، واستخدام الشبكات العصبونية الالتفافية، وغيرها من الخوارزميات المبنية على البيانات، والتي قد أطلق لها العنان على الجنس البشري.

بالنظر إلى الأمر من منظور أوسع، من الواضح أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون عاملاً مساهماً في انتشار الأخبار الزائفة، ولكن أيضاً يمكن أن يكون بسهولة جزءاً من الحل. فبعد كل شيء، صار لكل أطراف المعادلة السياسية وصولاً إلى أدوات الذكاء الاصطناعي، لذا من الممكن أن يكون الذكاء الاصطناعي سيفاً ذو حدين، والذي ينبغي أن نعتاد على استخدامه.

ولكن قد يكون السؤال المُلح هو إلى أي مدى الذكاء الاصطناعي ضليع في قضية الأخبار الزائفة؟ لا يمكن لأحد إنكار قدرة التكنولوجيا على تزييف جميع أنواع المحتوى الممكنة، باستخدام تقنيات التوليد لإنتاج أكثر محتوى مبهر وصادق- ظاهرياً- كالنصوص، والصور، والفيديوات، والتسجيلات الصوتية، بل وحتى المحادثات الحية. ومن الجدير بالذكر أن تحسين تلك الخوارزميات مستمر في التطور، ويرجع الفضل في ذلك إلى الوفرة المتزايدة من البيانات التدريبية، وتطور شبكات الخصومة التوليدية، وتوفر العلماء المهرة المختصين في مجال البيانات في جميع أنحاء العالم.

ومع تزايد الإدراك في أذهان العامة، سيستمر أولئك المصرون على التشكيك في الاعتقاد بأن هناك مؤامرة كبرى ينسج خيوطها مروجو تلك الأخبار الزائفة، حتى مع تلك القصص التي تتناول قصص “اختطاف الكائنات الفضائية للبشر”- فإنه لا يوجد دليل قاطع على ذلك.

هل يحل الذكاء الاصطناعي مشكلة الأخبار الزائفة؟

لكن بالطبع يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي أداة قوية في تحديد الأخبار الزائفة وحجبها، قبل أن تلوث أذهان الجمهور. فنحن نرى أفضل العلماء المختصين مجال البيانات يحاولون معالجة هذه المشكلة على وجه الخصوص عبر تحديات البرمجيات المفتوحة المصدر ومشاريع الأبحاث والحلول الإعلانية التجارية. ومن الواضح أن وسائل التواصل الاجتماعي التي تُمثل مركزاً للقوى والمنصات الكبرى المختصة في نشر المحتوى، صاروت تستثمر بشكلٍ كبيرٍ في تلك التكنولوجيا.

إلا أنه ما زال هناك الكثير من العمل يتعين القيام به، لكن يُمكنك رؤية الخطوط العريضة للكيفية التي قد يقدّم عبرها الذكاء الاصطناعي دفاعات قوية في مواجهة الأخبار الزائفة.

وبالطبع يُعد التحقق والتدقيق في الحقائق بمثابة نقطة ارتكاز في صميم هذا العمل. لكن الأقوال أسهل من الأفعال، وبالطبع يعزو ذلك إلى الحقيقة الواضحة التي تتمثل في أنه لا يوجد مصدر مطلق لا غبار على صدقيته للحقائق، والذي من شأنه أن تُحال الخوارزميات إليه في كل موضوع ممكن تصوّره، بخاصة في تحليل القصص والأخبار المستجدة المهمة التي تحوي حقائق حديثة تظهر للمرة الأولى على الملأ.

في ظل تلك السيناريوات، تُمثل قدرة الذكاء الاصطناعي على كشف القصور مصدراً محورياً للتدقيق في الحقائق. فإذا ظل موقع إخباري بعينه هو المصدر المُفترض الوحيد لقصة أو خبر مُثير، بعد البحث في العديد من مصادر الأخبار المختلفة، فهناك فرصة جيدة لاعتبار تلك الأخبار زائفة (أو ببساطة يمكن أن تكون هجاءً، أو سخريةً، أو حماقةً، أو أي شيء آخر يمكن تصنيفه كخداع سافر).

وبالمثل، فإن فهم اللغة الطبيعية المُدمج في الذكاء الاصطناعي يمكن أن يقوم بتفكيك المكونات ودلالات الألفاظ لقصة مُحددة، ومن ثم يمكن التحقق من دقة القصة من طريق مقارنتها بالمصادر ذات السمعة الجيدة. علاوةً على ذلك، يُمكن استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي التنبؤية في حظر القصص الإخبارية المشكوك فيها إلى أن يتم التحقق من صحتها، ومراجعتها في الوقت الفعلي من قِبل المرجعين البشريين. وقد تستخدم مصادر الحشد لتوفير مجموعة قابلة للتطوير من الموارد التي من شأنها التأكد من الحقائق عند الطلب لتغذية البيانات التدريبية لخوارزميات الذكاء الاصطناعي الخاصة بالتحقق من الأخبار الزائفة.

كما يُعد التدقيق في التباين من الأدوات الأخرى التي تُستخدم في تحديد الأخبار الزائفة، والتي باستطاعة الذكاء الاصطناعي تنفيذها بشكلٍ أسرع، وبطرق قابلة للتطوير والقياس، وأكثر دقة من البشر. ويُعزى ذلك إلى عدم قيام مروجي الأخبار الزائفة بعمليات التدقيق التحريرية مثل التدقيق اللغوي، ما يجعل من السهل على خوارزميات الذكاء الاصطناعي التحقق سريعاً من القواعد النحوية، والهجاء، وتراكيب الجمل لغوياً، وعلامات الترقيم، وغيرها من الأخطاء في محتوى الأخبار الزائفة. إضافة إلى أن نماذج الإبصار الحاسوبية القائمة على خوارزميات الذكاء الاصطناعي، بإمكانها تحديد الصور المُفبركة، والصور الأخرى المُتلاعب بها في القصص الزائفة.

تعتبر خاصية فحص رسائل البريد المزعج غير المرغوب فيها من أهم قدرات الذكاء الاصطناعي الأخرى التي تثبت قدرتها على تحجيم انتشار الأخبار الزائفة. وبإمكان الشخص إعداد نماذج الذكاء الاصطناعي التي يمكنها الكشف عن القصص التي تروج لها شبكات “البوت نت”- شبكات الروبوت الإلكترونية- بل وحتى حشود المناصرين لفكر ما- التي تقوم بالمشاركة، وإظهار الإعجاب، والترويج تلك القصص الزائفة من على الإنترنت. كما يمكن الكشف عن تلك القصص في الوقت الحقيقي لانتشارها، وبذلك يُمكن منع انتشار تلك القصص في دورة الأخبار على نطاق واسع قبل فوات الأوان.

وقد يتم التلاعب عاطفياً بالجمهور نتيجة نشر تلك القصص، ولذا فإن قدرة الذكاء الاصطناعي الحادة على التعرف إلى الأخبار الزائفة قد تكون أساسية بشكل قاطع لمنع تلك الهجمات الاجتماعية الممُنهجة من القيام بدورها بالإضرار بدورة الأخبار. كما أن المجموعات المناهضة للأخبار الزائفة تقوم بالفعل باستخدام بعض وسائل الدفاع مثل: القائمة السوداء لمواقع المحتوى الزائف، والتطبيقات الإضافية التي تقوم بحجب إعلانات المحتوى غير المرغوب فيه، والتي أطلقت ضمن وسائل مكافحة رسائل البريد المزعج.

بالطبع تلك الإجراءات الوقائية لن توقف المناصرين من الاشتراك بشغف في جميع مواقع الأخبار الزائفة في العالم، والتي تدعم أوهامهم الغالية. وعلى نحو مماثل، ليس هناك إلا القليل الذي يمكن فعله تقنياً- من دون القضاء على حرية التعبير- وذلك للتخلص من القصص الإخبارية الصحيحة والتي تحتوي على حقائق زائفة عمداً، يسعى النشطاء السياسيون إلى نشرها.

كل ذلك يشير إلى شيء ينبغي علينا جميعاً أن نكون قد تعلمناه في فصل التربية المدنية مُنذ نشأتنا، وهو أن المجتمعات الديموقراطية تعتمد على المواطنين الذين لديهم دراية جيدة بالشؤون العامة. وهذا بدوره يتطلب من كل منا أن يوسع أفقه للعديد من مصادر الأخبار، وأن نفكر بشكل انتقاديّ فيها. إذ إن الاعتماد على “فايسبوك” فحسب لتبقى متواصلاً مع العالم، هو طريقك الأكيد إلى الجهل.

هذا الموضوع تم اعداده وترجمته عن موقع INFO WORLD لمراجعة المقال الاصلي زوروا الرابط التالي

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.