fbpx

الخضريون ليسوا غريبي الأطوار بعد الآن!

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

“إذا كان بإمكانك الحصول على برغر نباتي له طعم البرغر العادي، لكن من دون أن يموت أحد من أجل صنعه، فلماذا لا تشتريه؟”.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

في مطلع كانون الثاني/ يناير 2020، أعلنت “أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة” أن الأطعمة النباتية ستكون موجودة على قوائم الطعام خلال حفل توزيع جوائز الأكاديمية لهذا العام، الذي انعقد في 9 شباط/ فبراير. جاء هذا الإعلان بعدما بدل القائمون على حفل “جائزة نقابة ممثلي الشاشة” وحفل “جائزة الغولدن غلوب” الأطعمة في قوائم العشاء إلى أطعمة نباتية (مدفوعين، جزئياً على الأقل، باقتراح من نجم فيلم “جوكر” خواكين فينيكس)، لكن قبل ذلك، زادت عمليات البحث عن “وجبات نباتية خفيفة خلال متابعة مباراة السوبر بول” على محرك بحث “غوغل” بنسبة 133 في المئة عن العام الماضي.

انطلق هذا العقد الجديد بمبادرة “فيغانوري”. وتشجع المبادرة، التي استقطبت 250 ألف شخص عام 2019، المشاركين على تناول طعام نباتي صرف طوال شهر كانون الثاني، وعلى رغم أن المتنبئين بالتوجهات السائدة ومحللي الأسواق توقعوا بالفعل خلال السنوات القليلة الماضية أن تزداد شعبية الأنظمة الغذائية النباتية الصرفة، يبدو أن هذا هو العام الذي نجحت فيه “النباتية الصرفة” بجدارة -بسبب دعم الحركات الثقافية وتأييد المشاهير- في تأمين مكانٍ كبير لنفسها في الأوساط العامة، حتى بعد انتهاء مبادرة شهر كانون الثاني بوقت طويل.

لاحظ العاملون في قطاع الأطعمة النباتية الصرفة، مثل مؤلفة كتب الطبخ والمدونة سام تيرنبول، تحولاً في طريقة نظر الناس إلى الأنظمة الخُضرِيّة. 

قالت تيرنبول، “كان ينظر إلى النباتيين، لفترة طويلة، على أنهم غريبو الأطوار. لكن الآن بفضل عشرات الأفلام الوثائقية والكتب والبرامج الإعلامية الرائعة، أصبح مُتفهماً على نطاق واسع أن الـvegan «الأشخاص الذين لا يتناولون أي منتج حيواني أو يرتدونه أو يستخدمونه» أو من لا يتناولون المنتجات الحيوانية ومشتقاتها يعودون بالنفع على البيئة والصحة وبالطبع الحيوانات”.

وتقول إنها تعتقد أن ازدياد الوعي بتغيُّر المناخ حفز كثير من الناس -وكذلك منظمين احتفالات الجوائز الكبرى- على الاتجاه إلى خيارات أكثر نباتية. انعكس هذا في بيان “أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة” الذي أصدرته في شهر كانون الثاني.

وجاء في البيان أن “الأكاديمية هي مؤسسة لرواة القصص من جميع أنحاء العالم، ولهذا فإننا مدينون بسبب انتمائنا العالمي بالالتزام بدعم الكوكب. وقد التزمت الأكاديمية خلال العقد الماضي بخفض انبعاثاتها من الكربون. وعلى مدار السبع سنوات الماضية كانت حفلات الأوسكار خالية تماماً من انبعاثات الكربون. ونواصل توسيع خطة الاستدامة الخاصة بنا لتحقيق الهدف النهائي وجعل الأكاديمية محايدة كربونياً”.

لاحظ العاملون في قطاع الأطعمة النباتية الصرفة تحولاً في طريقة نظر الناس إلى الأنظمة الخُضرِيّة. 

وقالت تيرنبول إنه مع ازدياد شعبية “الخضرِيّة” حالياً، يتزايد الطلب على المنتجات النباتية مع اتساع نطاق جودتها وتنوعها، مضيفةً، “إذا كان بإمكانك الحصول على برغر نباتي له طعم البرغر العادي، لكن من دون أن يموت أحد من أجل صنعه، فلماذا لا تشتريه؟”.

وكما كتب براين كاتمان لموقع “صالون”، فإن القيمة الإجمالية لأسواق الأغذية النباتية تقدر الآن بنحو 4.5 مليار دولار، وذلك وفقاً لبيانات من “رابطة الأغذية النباتية” Plant Based Foods) Association) و”معهد الغذاء الجيد”. وجدير بالذكر أن بعض المنتجات مثل “البرغر المستحيل” أو “إمبوسيبل برغر”، عبارة عن فطيرة لحم مصنعة من بدائل نباتية، أصبحت الآن على قوائم الطعام في أكثر من 9 آلاف مطعم على مستوى البلاد، بما في ذلك “برغر كينغ” و”ريد روبين” و”وايت كاسل”.

قال جاستن لامبيث، الرئيس التنفيذي لشركة “تريلاين” (Treeline) لصناعة الجبن النباتي، “أتاحت الأطعمة النباتية الأفضل طعماً والمتوفرة بسهولة، إمكان تجربة الأطعمة النباتية بطريقة أكثر راحة، ومن دون ضغوط”. وأردف، “تتزايد أعداد أولئك المستهلكين شبه النباتيين، الذين يتحولون إلى الأنظمة النباتية (تستثني أكل اللحوم ولكنها تسمح بأكل بعض المنتجات الحيوانية)، وفي النهاية، يصبحون فيغان”.

إذا لم يشعر الشخص أنه على استعداد للتحول إلى النباتية الصرفة، يمكنه بدء نظام غذائي شبه نباتي يتكون أساساً من أطعمة نباتية، ولكنه أحياناً يشمل اللحوم أو الأسماك. والآن مع وجود بدائل اللحوم ومنتجات الألبان الشهية، أصبح من السهل تماماً الانتقال إلى النظام الغذائي النباتي.

“إذا كان بإمكانك الحصول على برغر نباتي له طعم البرغر العادي، لكن من دون أن يموت أحد من أجل صنعه، فلماذا لا تشتريه؟”.

تُعد شركة “تريلاين” مثلها مثل شركة “إمبوسيبل فوود” التي تنتج البرغر النباتي “إمبوسيبل برغر”، مثالاً على الإبداع الحديث في قطاع الأغذية النباتية. فمن الناحية التاريخية، كان الجبن النباتي يُصنع من النشاء والزيوت النباتية؛ إذ يكسبه النشاء هذا المظهر الصلب، في حين أن الزيت، عادةً زيت جوز الهند، يجعل المنتج يتمدد ويذوب مثل الجبنة التقليدية.

وبحسب ما ذكره لامبيث، فقد واجهت هذه الوصفة مشكلة كبرى.

“إذ إن المنتجات القائمة على النشاء والزيوت طعمها سيئ للغاية. علاوةً على ذلك، لم تكن هذه الأجبان مُختمرة، لذا فقد كانت الحموضة ونكهة الجبن المعهودة مفقودة”.

يُصنع الجبن النباتي “تريلاين” باستخدام الكاجو، بدون أي نشا أو زيوت إضافية.

قال لامبيث، “نحن في الواقع نُخمر الكاجو باستخدام المعززات الحيوية الصحية “بروبيوتيك”، المعروفة باسم “الملبنة الحمضية” (lactobacillus acidophilus)، التي تعطي ملمساً متناسقاً مثل القشدة، وتكسب الجبن مظهراً ناعماً يتميز بالنكهات الطبيعية المُخمرة الغنيّة، والتي عادةً ما تقترن بأجبان الألبان الفاخرة”.

تتوفر منتجات شركة “تريلاين” الآن في الكثير من متاجر بيع التجزئة، مثل هول فودز، وكروجر، وويغمانز، بالإضافة إلى منافذ تقديم الخدمات الغذائية مثل مجموعة مطاعم ومخابز “لو باين كوتيديان”، وفي مجموعات وجبات “بيربل كاروت” النباتية.

تبدو العملية وكأنها دورة تكافلية بشكل ما. فمع سعي المزيد من الناس إلى الحصول على أطعمة نباتية، سواء كان ذلك بناءً على قناعات شخصية أو متحفزين بتأثير المشاهير، فإن السوق يستجيب بتقديم خيارات نباتية أفضل؛ وعندما تكون هناك خيارات نباتية أفضل، يصبح كثيرون على استعداد لمحاولة اتباع نظام غذائي نباتي صرف- أو على الأقل نشر معلومات عنه على وسائل التواصل الاجتماعي.

“إذا أخبرت أحد كبار السن من جيل الطفرة أنك شخص نباتي، ستتلقى تعليقاً غريباً من قبيل “أوه” وسينظر إليك بنظرة “أنت واحد منهم”.

طبقاً لدراسة أجراها “مركز بيو للأبحاث” فإن 88 في المئة من الأميركيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 29 سنة يستخدمون وسيلة ما من وسائل التواصل الاجتماعي. وفي الوقت نفسه، تُشكل الأنظمة الغذائية النباتية الصرفة حركة يقودها الشباب. فقد وجد تقرير صادر عن مجلة “فوربس” عام 2018 أن 70 في المئة من سكان العالم “إما أنهم يُقللون من استهلاك اللحوم أو يمتنعون عن تناولها تماماً”.

قال لامبيث، “إذا أخبرت أحد كبار السن من جيل الطفرة أنك شخص نباتي، ستتلقى تعليقاً غريباً من قبيل “أوه” وسينظر إليك بنظرة “أنت واحد منهم”. في حين أنك إذا أخبرت أحد أبناء جيل الألفية أنك شخص نباتي، ستتلقى تعليقاً على شاكلة، “هذا رائع، متى أصبحت نباتياً؟، وستبدأ بينكما محادثة”.

لذا فليس من المستغرب أن الأنظمة الغذائية النباتية الصرفة صارت أكثر انتشاراً من أي وقت مضى على مواقع التواصل الاجتماعي، وأيضاً ظهور الكثير من “المؤثرين النباتيين” الذين يروجون الأنظمة النباتية الصِرفة.

بيد أن تأثير النباتيين ليس متماثلاً. وستظل بعض الحفلات مثل مهرجان “جوفرنرز بول الموسيقي”، والحفل الذي يعقب مراسم توزيع جوائز أوسكار، تقدم فيه الأسماك واللحوم. بينما يتعين على الحاضرين في حفل توزيع جائزة غرامي، أن يختاروا بين تناول “طبق طعام “دكتور فيل غود” الممتاز المستوحى من فرقة الروك “موتلي كرو” (وهو طبق نباتي)، وطبق شرائح اللحم الكبيرة التي تبلغ 64 أوقية.

هذا المقال مترجم عن salon.com ولقراءة الموضوع الاصلي زوروا الرابط التالي.

حازم الأمين - صحافي وكاتب لبناني | 28.03.2024

العرقوب اللبناني بين “فتح لاند” و”حماس لاند”

الوقائع التي تشهدها المناطق الحدودية اللبنانية عززت التشابه بين "فتح لاند" و"حماس لاند"، فبينما كانت الهبارية تتعرض لغارات الطائرات الإسرائيلية التي قتلت على نحو متعمد تسعة مسعفين، كان أهالي بلدة رميش المسيحية يقرعون أجراس كنائسهم احتجاجاً على تمركز حزب الله على إحدى التلال في بلدتهم!