fbpx

لبنان: قاطعوا البضائع الأميركية “العدوّة” واشتروا منتجات إيرانية “شريفة”!

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

المشهد يطرح مجموعة أسئلة حول موازنة وتمويل “حزب الله” نفسه من مناصرين ومقاتلين ومؤسسات، والرواتب التي يتقاضاها آلاف منهم بالدولار الأميركي، والـM16 الأميركي الذي كان من أسلحة المعارك التي خاضها الحزب، وغيرها…

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

لبسوا زي حاخامات يهود، وحملوا لافتات من قبيل “شكراً على دعمكم جيش الدفاع الإسرائيلي”، “بأموالكم تم تمويل صفقة القرن”. نزل الشبان إلى الضاحية الجنوبية في بيروت عند تقاطع الرويس- مجمع سيّد الشهداء. 

قليل من البلبلة في الشارع ليتبين بعد حين أن حركة الشبان كانت تعبيراً عن اعتراضهم على “صفقة القرن” وتأييداً لدعوة الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله إلى مقاطعة البضائع الأميركية. وتبيّن أيضاً أن الحاخامات مزيفون، إنما بعدما هجم أهل المنطقة عليهم. أخذت القصة صدىً واسعاً في فضاء وسائل التواصل الاجتماعي بعد نشر الفيديو الخاص بالتمثيلية مختتماً بعبارة “قاطعوا البضائع الأميركية”. 

لكن الترويج لحملة المقاطعة وممارستها عملياً لم تبدأ مع عراضة هؤلاء الشبان، بل كانت بدأتها مجموعة على فايسبوك هي مجموعة “عندي بديل”، التي تروّج بضائع إيرانية كبدائل عن تلك الأميركية. وهي مجموعة ضمن سلسلة من حملات المناصرة للبضائع الإيرانية “الشريفة”، مقابل البضائع الأميركية “الإمبريالية”. 

المفارقة أن حجم التسويق الحاصل على الصفحة لتقديم المنتجات الإيرانية المتنوعة، هي جهود ربما يحلم بها كل صناعي أو مزارع لبناني لم يحظ بحملات مماثلة.

أين اللبناني؟

“بمجموعة عندي بديل، عم يسوقوا للبضاعة الإيرانية بدل اللبنانية… صار بدنا حملة جديدة يخبرونا فيها عن البديل عن البضائع الإيرانية”، تقول نور زين الدين بعد إضافتها إلى المجموعة التي أنشئت بعد دعوة نصرالله في خطابه الأخير إلى مقاطعة البضائع الأميركية. 

بدائل منتجات غذائية، بدائل أدوات تنظيف، شامبو، دخان، قهوة، شوكولا… كلها متوفّرة على الصفحة. المجموعة التي شكلها شبان مؤيدون لـ”حزب الله” ومؤمنون بنهجه، تعمل على تقديم بدائل إيرانية أو سورية للمنتجات الأميركية الموجودة في السوق اللبناني. 

تونا إيرانية

“صدى المقاطعة عمل نتيجة وحدة بس هاليومين هو انه شَهَر أصناف المنتوجات الإيرانية وأماكن تواجدها… يعني بالنتيجة المستفيد السوق الخارجي والسوق اللبناني ما استفاد”. تقول نور.

لم تخلُ المجموعة من الردود الساخرة، فأحدهم مثلاً اقترح استخدام المسواك بدل معجون الأسنان المصنع أميركياً، واستبدال الشامبو بصابون الغار، والنسكافيه بغسيل الوجه جيداً، عند الاستيقاظ. آخرون أخذوا الموضوع على محمل الجد معتبرين أن معظم البضائع التي تُطلب منهم مقاطعتها، هم لا يشترونها أصلاً، ليس لأنها من صناعة أميركية، بل لغلاء أسعارها. 

هناك إذاً من يبحث عن بديل للبضائع الأميركية عبر تسويق بضائع إيرانية، فيما الصناعيون والمزارعون اللبنانيون يواجهون أزمة كبيرة في تصريف إنتاجهم.

المشهد يطرح مجموعة أسئلة حول موازنة وتمويل “حزب الله” نفسه من مناصرين ومقاتلين ومؤسسات، والرواتب التي يتقاضاها آلاف منهم بالدولار الأميركي، والـM16 الأميركي الذي كان من أسلحة المعارك التي خاضها الحزب، تضاف إلى ذلك السيارات رباعية الدفع التي تتصدر العروض العسكرية التي ينظمها، والتي يستقلها أيضاً قادته في جولاتهم الميدانية. أيضاً ليس خافية الملابس ذات العلامات التجارية الأميركية، وهنا وللمفارقة تزامن رفع أصوات المطالبين بالمقاطعة، صورة انتشرت لجواد نجل نصرالله مرتدياً قميصاً كتب عليه USA، إضافة إلى عبارة timberland  (وهي شركة صناعة ملابس أميركية شهيرة).

صورة نصرالله الابن كانت أثارت ردود فعل على مواقع التواصل الاجتماعي لينصح البعض نصرالله بأن يلبس نجله قميصاً من صناعة إيرانية قبل عرض فكرة مقاطعة البضائع الأميركية على جمهوره. 

البضائع الإيرانية تغزو السوق اللبناني 

سبق دخول المواد الغذائية الإيرانية إلى لبنان، فتح شركة سيارات إيرانية الصنع فرعاً لها في لبنان، هي “سايبا”، إضافة إلى دخول هواتف ذكية إيرانية إلى لبنان ومواد أولية كالحديد وغيرها من البضائع، إلى أن وصل الأمر إلى المواد الأساسية التي يحتاجها أي منزل لبناني، فما عليك إلا أن تدخل أي متجر في الضاحية الجنوبية لبيروت، حتى تجد البضائع الإيرانية تملأ رفوفها. كما فُتحت محال مختصة ببيع البضائع الإيرانية حصراً، وهذا أكثر ما تعمل مجموعة “عندي بديل” على تسويقه.

منتجات إيرانية

القائمون على “عندي بديل”، يرون أنه إذا استطاعت المجموعة تغيير عادة استهلاكية واحدة عند شخص واحد فقط، فهذا إنجاز، مضيفين على الصفحة “خلونا نبلش من مطرح… وكلنا عنا بديل”. 

هناك إذاً من يبحث عن بديل للبضائع الأميركية عبر تسويق بضائع إيرانية، فيما الصناعيون والمزارعون اللبنانيون يواجهون أزمة كبيرة في تصريف إنتاجهم، حتى أن كثراً منهم عمدوا إلى إقفال مؤسساتهم وترك أراضيهم بعدما غرقوا بالديون وأزمات التصريف المتلاحقة. 

العراق يقاطع البضائع الإيرانية 

خاض العراقيون هذه التجربة ودعوا إلى مقاطعة أي منتج كتب عليه “صنع في إيران”، بعدما أغرقت السوق العراقية بالمنتجات الإيرانية بسبب أسعارها الرخيصة جداً، وسبقت ذلك حملات دعت إلى مقاطعة البضائع الأميركية، إلا أنها لم تنجح كما كان يؤمل منها، بل ساهمت في التشجيع على شراء البضائع المحلية ودعمها… وربما هذا أكثر ما يحتاجه اقتصاد لبنان الريعي والمنهار، فيما يغرق جزء كبير من أبنائه في معركة المفاضلة بين البضائع الأميركية والإيرانية. 

حازم الأمين - صحافي وكاتب لبناني | 28.03.2024

العرقوب اللبناني بين “فتح لاند” و”حماس لاند”

الوقائع التي تشهدها المناطق الحدودية اللبنانية عززت التشابه بين "فتح لاند" و"حماس لاند"، فبينما كانت الهبارية تتعرض لغارات الطائرات الإسرائيلية التي قتلت على نحو متعمد تسعة مسعفين، كان أهالي بلدة رميش المسيحية يقرعون أجراس كنائسهم احتجاجاً على تمركز حزب الله على إحدى التلال في بلدتهم!