fbpx

البريء

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!
"درج"

مرافقو المصرفي مروان خير الدين اعترفوا بقيامهم بالاعتداء على صحافي.المعادلة لا تقبل التأويل، فموقع المصرف اللبناني بلغ من التدرج في البلطجة مستويات سبق أن بلغتها الميليشيات.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

اعترف مرافقو ضيف قناة “الجديد” ورئيس مجلس إدارة بنك الموارد اللبناني مروان خير الدين بأنهم هم من أقدم على الاعتداء على الصحافي محمد زبيب في ليل 13 شباط الجاري. قالوا للمحققين إنهم أقدموا على فعلتهم من دون تكليف من خير الدين، وأنهم شعروا بالغضب من زبيب لأنه هاجم “معلمهم”. ولا يبدو من الأخبار المتواترة عن اعترافاتهم أن التحقيق معهم شمل واقعة الاعتداء على المخرج ربيع الأمين، الذي بدوره تعرض للضرب في أعقاب ادعاء خير الدين عليه بالقدح والذم.

الصحافي محمد زبيب

اذاً، موقع المصرف اللبناني بلغ من التدرج في البلطجة مستويات سبق أن بلغتها الميليشيات. فمن شراكة أقامتها المصارف مع الطبقة السياسية الفاسدة، إلى توليها، وبالشراكة مع هذه الطبقة، عملية سطو على ودائع أكثر من مليونين ونصف المليون مودع، إلى خرقها القانون عبر الإطباق على الأرصدة في عملية “كابيتل كونترول” لا يجيزها القانون، وصولاً إلى تشكيلها ميليشيات تتولى كم الأفواه والاعتداء على الصحافيين والناشطين.

إنهم عناصر مصرفية “غير منضبطة”، من نفذ الاعتداء على زبيب! 

هل تذكرون هذه العبارة؟ 

ذاك أن ميليشيا المصارف لا يقدم عناصرها على هذه الفعلة إذا ما كانوا منضبطين. الدليل على عدم انضباطهم اعترافاتهم نفسها، ذاك أنهم أقدموا على فعلتهم من دون علم “أميرهم”.

علماً، أن ربيع الأمين كان كشف أنه تعرض قبل الاعتداء عليه إلى محاولة اعتداء في مبنى في الأشرفية، أوقفه خلالها عناصر أمن المصرف نفسه، ثم عادوا وأبلغوه أنهم اتصلوا بخير الدين وطلب الأخير منهم إخلاء سبيله.

المصرف أراد إسكات زبيب رمزياً، وقصد من ورائه إسكات المودع. لكن في المقابل من المرجح أن المودع بدوره صار مستعداً للمواجهة على نحو أوضح. “الضرب” صار احتمالاً حاضراً في العلاقة اليومية مع المصرف.

الأرجح أن القضاء اللبناني لن يذهب بالتحقيق إلى أبعد من ذلك! فهل يعقل أن يتم توقيف من لم يعطهم الأمر؟ فصاحب المصرف وضيف قناة الجديد الدائم، والوزير السابق في حكومة حزب الله الأولى، ونسيب الأمير طلال أرسلان وابن أخت النائب أنور الخليل، بعيد عن الشبهات، وهو أصلاً تألم حين سمع بخبر الاعتداء على زبيب، وتمنى لو يتم إلقاء القبض على الفاعلين!

الأرجح أن واقعة الكشف عن المعتدين على زبيب نقلت المواجهة مع المصارف إلى مستوى جديد، ذاك أننا اليوم أمام حقيقة شريحة مصرفية كشفت عن أنيابها وعن رغبتها بالدفاع عن موقعها، ورغبتها الجامحة في كم الأفواه على نحو ما تفعل المافيات وميليشياتها، فخير الدين ليس مصرفياً عادياً، وهو كان مفوه أصحاب المصارف، وحين سألنا زملاء في “الجديد” عن سر استضافته المتواصلة في استديواتهم أجابوا أنه الوحيد من يقبل دعواتهم، وهو أيضاً أقربهم إلى قلب حاكم المصرف المركزي رياض سلامة.

المواجهة بمستواها الجديد رفعت من جهة أخرى مستوى الشفافية في العلاقة العنيفة بين المصرف وبين المودع. صار الاعتداء الجسدي جزءاً من المعادلة اليومية بينهما. المصرف أراد إسكات زبيب رمزياً، وقصد من ورائه إسكات المودع. لكن في المقابل من المرجح أن المودع بدوره صار مستعداً للمواجهة على نحو أوضح. “الضرب” صار احتمالاً حاضراً في العلاقة اليومية مع المصرف. علينا كمواطنين أن نتوجه في الصباح إلى المصرف مع درجة عالية من الاستعداد لهذا الاحتمال. لكن علينا أيضاً أن نباشر مهمة حصار المصارف حتى يقبل أصحابها بأن يدفعوا فاتورة الانهيار كاملة، وأن يعيدوا أرباحهم المودعة في الخارج، وأن يتحملوا مع شركائهم السياسيين الجزء الأكبر من كلفة الإفلاس.

وفي هذا الوقت علينا أن ننتظر خطوة القضاء في هذا الامتحان الصعب. فمرافقو أحد أصحاب المصارف اعترفوا بقيامهم بالاعتداء على صحافي. 

المعادلة لا تقبل التأويل، ومن البديهي الظن بصاحب المصرف، ومن غير المنطقي الانتظار طويلاً. 

الواقعة مرشحة لأن تكون الشرارة الثانية لاشتعال الشارع بعد شرارة الواتس آب، والقضاء هذه المرة محكها الوحيد.