fbpx

haircut سري باشرته المصارف اللبنانية

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

مثلما تمارس المصارف capital control، على نحو غير قانوني، باشرت بدورها ممارسة الـhaircut بشكل غير قانوني، وفي غرف جانبية في الفروع. الـhaircut يتم هناك على قدم وساق.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

الـIphone 10 انخفض سعره بحسب آدم من 1500 إلى 1000 دولار في ظل الانهيار المالي، ذاك أن قيمة الدولار عند virgin ما زالت 1500 ليرة، وهذا يقتضي بحسب الفتى الإسراع إلى شراء ذلك الـIphone قبل أن يصوب virgin سعر الدولار. آدم مثلنا كلنا، قرر أن يدخل في لعبة الـhaircut المتبادلة التي يجريها اللبنانيون لبعضهم بعضاً. “هيا اسرع وادفع أقساط مدرسة ابنك كاملة بالليرة اللبنانية قبل أن يتساوى سعر السوق مع السعر الرسمي للدولار”، قالت لي عليا. Haircut خاطف للمدرسة، ولا بأس بشراء سيارة جديدة فأنت بذلك تكون من جهة وفرت أكثر من ثلث ثمنها، ومن جهة أخرى تكون أنقذت ثمنها من براثن المصرف.

وفي مقابل الـhaircut المتبادل، ثمة haircut إرادي، تماماً مثلما هناك موت إرادي. بالأمس اتصل بي محمد، وهو صديق سوري يقيم في السويد، أودعت أمه مبلغاً من المال في أحد المصارف اللبنانية، وهي اليوم عالقة بـالـcapital control، لكن ثمة من قدم لها عرضاً يتمثل في أن تبيع رصيدها في المصرف مقابل 70 في المئة من قيمته. الصفقة تُجرى في المصرف، الذي يصدر لها شيكاً مصرفياً بقيمة رصيدها، ويشتري وسيط هذا الشك نقداً بأقل من قيمته بـ30 في المئة.

الـhaircut الإرادي عملية تنفّذ برعاية المصرف على الأرجح، ذاك أن المبالغ النقدية التي تتطلبها غير متوافرة إلا عند المصارف، ثم إن ضمان سلامة المبالغ النقدية وعدم تضمنها عملة مزورة، تضمنها آلات الفحص التي في المصرف.

مثلما تمارس المصارف capital control، على نحو غير قانوني، باشرت بدورها ممارسة الـhaircut بشكل غير قانوني، وفي غرف جانبية في الفروع. الـhaircut يتم هناك على قدم وساق. ملايين الدولارات يتم تسيلها بمبالغ نقدية بين 60 و70 في المئة من قيمتها، واللبنانيون كلهم يعرفون ذلك، وعُرض عليهم ذلك، وصارت للوسطاء أسماء وعناوين، ومن يرغب في التضحية بثلث وديعته سيجد طريقه إلى تلك الغرف الداخلية في المصارف.

لكنك في بيروت، وفي ظل الانهيار، عليك أن تبدأ نهارك بحسابات لم تألفها، فأنت قد تكون عرضة لـhaircut مفاجئ أينما وليت وجهك.

صديقتنا التي وصلها مدير المصرف حيث أودعت مدخراتها، بـ”الوسيط”، كادت تقبل بالتضحية بـ40 في المئة من قيمة رصيدها، لكنها ما أن وصلت إلى تلك الغرفة حتى شعرت بأنها وسط عملية سطو إرادي على مدخراتها، فحملت حقيبتها وغادرت.

لكنك في بيروت، وفي ظل الانهيار، عليك أن تبدأ نهارك بحسابات لم تألفها، فأنت قد تكون عرضة لـhaircut مفاجئ أينما وليت وجهك. الكل يسعى إلى ارتكاب هذه الفعلة مع الكل. Uber مثلاً تتقاضى ثمن نقلك بالدولار إذا لم تنتبه إلى تحويل بطاقة الائتمان إلى العملة اللبنانية، وهو ما يعني دفع أكثر من 30 في المئة إضافية من قيمة الانتقال. وهنا ستجد صعوبة في تحديد من خسر ومن ربح في هذه العملية. فالبنزين لم ترتفع أسعاره، وبالتالي كلفة الانتقال لم ترتفع، في وقت انخفضت رواتب معظم الناس، ممن لم يخسروا وظائفهم، إلى أقل من الثلثين.

. سطو واضح وغير ملتبس تمارسه المصارف عبر وسطاء معروفين، وضحاياه مئات المودعين ممن قرروا حماية 70 في المئة من ودائعهم.

لم يعد بدهياً أن تتمكن من تقدير قيمة المبلغ في جيبك، سواء بالعملة اللبنانية أم بالدولار الأميركي. فأنت حين تغادر المنزل معتقداً أن ما في جيبك مبلغاً يمكنك أن تدرك ماذا يوازي من سلع ومن نفقات واكلاف، قد تكتشف أن هذا المبلغ يفوق ما كنت تعتقده أو أنه أقل منه. أحياناً قد تشعر بغبطة لأنك تكمنت من مباغتة البائع بـhaircut لم يكن يتوقعه، لكنك ستكتشف لاحقاً أنك أصبت نفسك به، وأن البائع أصابك من حيث لا تدري.

الأسواق تراوغ الأسواق، وليس أمامك سوى أن ترتاب حين يفصح لك البائع عن السعر! ففي هذه اللحظة سترتسم على وجهك علامة سؤال، فيما تجري حسابات لن تفضي إلى نتيجة أكيدة. فأنت تكاد تقتنع مع ابنك بأن شراء الـIphone صفقة مربحة في هذه اللحظة، وتذهب معه في حماسته، لكنك بعد أن تشتريه تتذكر حقيقة أنك اشتريت له شيئاً لا ترغب في أن يحوزه، وتتذكر أن هاتفك ليس Iphone 10 فلماذا اشتريت لفتى لم يبلغ الـ15 من عمره هذا الهاتف.

وبهذا المعنى وصل الـhaircut إلى منازلنا، وها هم أولادنا يرتكبونه معنا، أما ما يحصل هناك في تلك الغرف الخلفية من فروع المصارف، فهو ينتمي إلى نوع غير معقد من هذه العملية. سطو واضح وغير ملتبس تمارسه المصارف عبر وسطاء معروفين، وضحاياه مئات المودعين ممن قرروا حماية 70 في المئة من ودائعهم، والوقائع تشير إلى أن المصارف هي التي تنتهي عندها هذه العملية.