fbpx

ضربات غربية على سوريا: لا “عدوان” ولا “تحرير”

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

ما جدّ مع ساعات الفجر الأولى ليس “عدواناً” على سوريّا، كما يقول الممانعون. فالروس والإيرانيّون موجودون قبل الغربيّين هناك، وردع نظام قاتل لشعبه، بالكيماويّ وبغير الكيماويّ، ليس عدواناً على سيادة وطنيّة لم يكفّ نظامها عن انتهاكها. لكنّه أيضاً ليس “تحريراً”..

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

الضربات الجوّيّة على ثلاثة مواقع سوريّة، قرب دمشق وحمص، جاءت واثقة عسكريّاً، ضعيفة سياسيّاً. الولايات المتّحدة وبريطانيا وفرنسا بمجرّد أن ضربت المواقع، التي تنتج الكيماويّ أو تطلقها، حتّى اختفى الذين كانوا يهلّلون بالانتصارات: اختفى حضورهم وفعاليّتهم، من غير أن تختفي أصواتهم بالطبع. لقد أظهر التفاوت العسكريّ الضخم أنّ الانتصارات التي سبق للنظام السوريّ وحلفائه أن حقّقوها إنّما حصلت في وقت غربيّ ضائع، أو بالأحرى، مائع.

ما جدّ مع ساعات الفجر الأولى ليس “عدواناً” على سوريّا، كما يقول الممانعون. فالروس والإيرانيّون موجودون قبل الغربيّين هناك، وردع نظام قاتل لشعبه، بالكيماويّ وبغير الكيماويّ، ليس عدواناً على سيادة وطنيّة لم يكفّ نظامها عن انتهاكها. لكنّه أيضاً ليس “تحريراً”، كما قد يتبادر لبعض المتسرّعين. فالقوى الغربيّة الثلاث حرصت على توكيد براءتها من “تغيير النظام”، وهي استهدفت فعلاً واحداً محدوداً من أفعال العدوان الأسديّ الكثيرة. إنّها، بلغة أخرى، خاضت معركتها مع الأسد، لا معركة أكثريّة السوريّين معه. وهي، في هذا، كانت حريصة على تجنيب الروس أيّ أذى مباشر، وإن صدّعت هيبة فلاديمير بوتين وقوّاته ومستشاريه في سوريّا.

وبين حدّي “العدوان” و”التحرير” تبقى أسئلة أربعة معلّقة:

أوّلاً، هل هي “موجة أولى من الضربات”، كما قال جيمس ماتيس، وزير الدفاع الأميركيّ، أم أنّها نهاية الضربات، كما أوحت أقوال أميركيّة وأوروبيّة أخرى؟ وبالتالي، وفي حال استمرار الضربات، هل يتأدّى عن ذلك وضع سياسيّ آخر (وإن لم يُرده بالضرورة أصحاب الضربات)، وضعٌ يعاد معه فتح مسألة الانتقال السياسيّ التي أُغلقت منذ انتصار النظام والروس في حلب؟

ثانياً، ماذا سيفعل الروس الذين علا صوتهم كثيراً، وهدّدوا، عبر منابرهم الديبلوماسيّة والإعلاميّة في بلادهم وفي العالم، بـ “مضاعفات” لا بدّ أن تترتّب على الضربات؟ يمكن الرهان على أن يكون علوّ النبرة تمهيداً لانخفاض الفعاليّة وإحالة الأمور إلى الرئيس التركيّ رجب طيّب أردوغان الذي كان قد باشر، قبيل الضربات الأخيرة، مهمّة وساطة بين موسكو وواشنطن. لكنْ أيضاً يمكن أن تسير الأمور في اتّجاه آخر.

ثالثاً، بدا أنّ الضربات الغربيّة نقلت المواجهة الإسرائيليّة – الإيرانيّة إلى صفّ خلفيّ. فهل هذا مجرّد تأجيل محكوم بجدول أولويّات ما، أم أنّ الأمور على الارض مرشّحة للإفلات من أيدي صانعيها، بحيث نجدنا أمام حالة حربيّة مفتوحة يختلط فيها كلّ شيء بكلّ شيء؟ وفي هذه الحالة، كيف ستنعكس التطوّرات على لبنان الواقع بين إيران، ممثّلة بـ “خزب الله”، وإسرائيل؟

ورابعاً وأخيراً، كيف ستتدبّر تركيّا أمرها حيال هذا الحضور العسكريّ الغربيّ الجديد ومعانيه المحتملة، خصوصاً إذا امتنعت روسيّا عن الردّ واكتفت بالإدانات الصوتيّة؟ أم أنّ الرئيس أردوغان سينتهز هذه “الفرصة” وضوضاءها لاستكمال مشروعه التصفويّ بحقّ الأكراد السوريّين؟

ظهور الإجابات لن يتأخّر، كائناً ما كان الشكل الذي سيتّخذها. البائس أنّنا لا نملك سوى انتظار إجاباتـ “ـهم”.

حازم الأمين - صحافي وكاتب لبناني | 28.03.2024

العرقوب اللبناني بين “فتح لاند” و”حماس لاند”

الوقائع التي تشهدها المناطق الحدودية اللبنانية عززت التشابه بين "فتح لاند" و"حماس لاند"، فبينما كانت الهبارية تتعرض لغارات الطائرات الإسرائيلية التي قتلت على نحو متعمد تسعة مسعفين، كان أهالي بلدة رميش المسيحية يقرعون أجراس كنائسهم احتجاجاً على تمركز حزب الله على إحدى التلال في بلدتهم!