fbpx

سوريون على الحدود التركية: الأرض كلها ترفضنا!

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

ترك كثيرون كل شيء خلفهم وذهبوا الى المناطق الحدودية آملين بالوعود التركية للوصول إلى أوروبا، لكن الجميع خذلهم مجدداً…

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

كأنما الأرض ضاقت بالسوريين، فبات البحر يبتلعهم، الحدود تغلق بوجههم، وبلدهم يقتلهم، حتى سألوا أما شبع الموت منا؟ جربوا أنواع القهر والقتل، واخرها (وهي العادة غير الجديدة) المتاجرة السياسية بهم لتحصيل مكاسب سياسية أو اقتصادية لدول أخرى.

فبعد التصعيد الأخير للروس والنظام السوري على شمال غربي سوريا، وقيام الروس باستهداف إحدى نقاط التجمع التركية، ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 35 عسكرياً تركياً، قامت تركيا بالتصعيد العسكري على نظام الأسد لتشن غارات عسكرية استهدفت نقاط تمركز النظام السوري وآلياته ومقاتلي “حزب الله” والميليشيات الإيرانية، ما زاد التصعيد بين الأطراف المقاتلة، وزادت رغبة تركيا بإنشاء منطقة حظر طيران في شمال غربي سوريا، ولكن لا تستطيع تركيا القيام بذلك بلا دعم من الاتحاد الأوروبي وأميركا.

أرادت تركيا الضغط على الأوروبيين بورقة الضغط المعتادة التي استعملتها طوال السنين الماضية، ألا وهي اللاجئون السوريون المقيمون على أراضيها.

صرح الرئيس رجب طيب أردوغان أن بلاده لن تستطيع إقفال الحدود مع اليونان بعد اليوم، وأرسلت الحكومة التركية حافلات نقل كبيرة وكثيرة العدد لنقل من يرغب نحو الحدود مع اليونان مهما كانت جنسيته، كما قامت الدوائر المسؤولة عن احتجاز الأشخاص المخالفين بأوراق الإقامة بإطلاق سراح كل من هم في مراكز الاحتجاز ونقلهم مباشرة إلى الحدود مع اليونان.

قال لي أحد الأشخاص الذين تم إطلاق سراحهم: “بقيت في مركز الاحتجاز لمدة 8 أيام، وكان القرار هو بترحيل كل شخص منا إلى بلده، وفي حالتي سيتم ترحيلي إلى فلسطين، لكن فجأة وعند نحو الخامسة صباحاً من يوم الجمعة 28 شباط/ فبراير تم إطلاق سراحنا ووضعنا في حافلات وقالوا لنا انها ستنقلنا إلى اليونان، وكانوا أكدوا لنا أن تركيا ستقوم بتسهيل عبور اللاجئين إلى اليونان”.

الجدير بالذكر أن هذا الشاب لا يزال عالقاً على الحدود مع اليونان ينتظر مصيره كما آلاف الأشخاص.

شجعت الحكومة التركية بالطرائق الرسمية وغير الرسمية اللاجئين في تركيا على التوجه نحو الحدود مع اليونان، وقام مسؤولون أتراك كوزير الداخلية التركي سليمان صويلو بالتوجه إلى نقاط تجمع اللاجئين على الحدود، كما صرح أردوغان مجدداً بأن موضوع إغلاق الحدود أصبح شيئاً لن يضيعوا وقتاً في مناقشته لأن الحدود فُتحت ولن يتم إغلاقها بعد اليوم.

وبعدما تجمع على الحدود آلاف اللاجئين، فوجئوا بأن لا سبيل للعبور نحو اليونان، فترك كثيرون كل شيء خلفهم وذهبوا الى المناطق الحدودية آملين بالوعود التركية للوصول إلى أوروبا.

أصر الجانب اليوناني على إبقاء الحدود مغلقة لا بل إحكام إغلاقها، فأُرسلت تعزيزات عسكرية إلى الحدود والبوابات الرسمية وغير الرسمية، كما وثق الكثير من اللاجئين العالقين على الحدود قيام الجانب اليوناني باستخدام الغازات المسيلة للدموع في سبيل إبعاد اللاجئين من الحدود عند اقترابهم منها.

مرت الأيام وازداد تدفق اللاجئين نحو الحدود حتى فاق 10 آلاف شخص في نقاط حدودية عدة وذلك نتيجة تشجيع الإعلام التركي والحكومة التركية. وروى أحمد الذي لا يزال عالقاً على الحدود اليونانية حتى اللحظة:” كل ليلة يأتي إلينا جنود أتراك ويطلبون من الشباب الموجودين هناك العبور نحو الجانب اليوناني والمخاطرة بنفسهم. حرس الحدود اليوناني بدأ باستخدام العنف والقوة المفرطة تجاه من يقترب من الحدود اليونانية، ليس هذا ما توقعناه، لقد قالوا لنا إن الحافلات التركية ستنقلنا إلى داخل الأراضي اليونانية وبعد ذلك سنكون بأمان ونعبر نحو أوروبا. أما الآن فبتنا أمام تهديدات الأتراك بعدم السماح لنا بالعودة إلى تركيا، وتهديدات وضرب الشرطة اليونانية لعدم السماح لنا بالعبور إلى اليونان، هذا قدرنا نحن السوريين، الأرض كلها ترفضنا”.

حاول شبان قطع النهر الفاصل بين اليونان وتركيا، بعدما يئسوا من إمكان فتح البوابات الرسمية للعبور، وكانت المفاجأة بعدما وصلوا إلى الأراضي اليونانية، فالشرطة اليونانية رأتهم واعتقلتهم، وضربتهم ضرباً مبرحاً.

في الوقت نفسه أكدت الدول الأوروبية بمعظمها وقوفها إلى جانب اليونان وطالبوها بإحكام إغلاق الحدود مع تركيا، كما أعربت بعض الدول عن نيتها إرسال دعم عسكري لليونان من معدات وفرق عسكرية أو شرطة لنشرها على الحدود مع تركيا لمنع مرور أي شخص من الحشود على الجانب التركي.

بدأت تركيا الحديث عن وقف إطلاق النار وإيقاف هجماتها على النظام السوري في الشمال الغربي، وحددت موعداً للقاء بين الرئيسين التركي والروسي في العاصمة الروسية موسكو، للخروج باتفاق يقضي بإيقاف الأعمال العدائية، وفوراً في اليوم التالي تغيرت المعاملة مع اللاجئين على الحدود اليونانية، فبدأت الشرطة التركية السماح للناس بالعودة مع توفير حافلات لعودة الناس إلى المدينة من الحدود. وعادت الرقابة على الحدود البحرية لمنع أي قارب يحمل لاجئين من الإبحار من الجانب التركي إلى الجانب اليوناني، الأمر الذي كان مسموحاً به قبل أيام قليلة.

بدأ عدد من الشبان العودة إلى اسطنبول أو إلى مدن أخرى، بعدما فقدوا الأمل بالعودة، وأدركوا أنها كانت لعبة تركية لممارسة ضغط على الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية لتحقيق غايات تفاوضية ومكاسب للجانب التركي.

لا يزال كثر من اللاجئين من مختلف الجنسيات على الحدود مع تركيا، بدأ بعضهم بناء خيم فأصبحت المنطقة أشبه بمخيم، ولا يمكن تشبيهه هنا إلا بمخيم الغابة بين فرنسا وبريطانيا، أو ما يعرف بمخيم كاليه الذي تم إغلاقه منذ بضع سنوات، ولكن كم من مئات الأشخاص اللاجئين عانوا فيه، محاولين الوصول إلى بريطانيا.

مرة أخرى تخسر تركيا في ملف اللاجئين وبخاصة السوريون منهم، ربما ربحت بعض المكاسب المادية والتفاوض مع الاتحاد الأوروبي، لكن من جهة السوريين فالغالبية تدرك أن ما تقوم به تركيا عسكرياً وإنسانياً ما هو إلا تصعيد في بازار المفاوضات مع الجانب الآخر الروسي أو الأوروبي أو الأميركي، في محاولة للوصول إلى سعر أعلى.

لا يزال يقيم على الأراضي التركية ما يقارب 3 ملايين ونصف المليون من اللاجئين السوريين، وهناك 3 ملايين ونصف المليون سوري ضمن الأراضي السورية في الشمال الغربي يقبعون بين حدود تركيا المغلقة وقذائف الأسد وروسيا وبراميلهما، فقد كثر منهم حياتهم محاولين العبور نحو الأراضي التركية.

حازم الأمين - صحافي وكاتب لبناني | 28.03.2024

العرقوب اللبناني بين “فتح لاند” و”حماس لاند”

الوقائع التي تشهدها المناطق الحدودية اللبنانية عززت التشابه بين "فتح لاند" و"حماس لاند"، فبينما كانت الهبارية تتعرض لغارات الطائرات الإسرائيلية التي قتلت على نحو متعمد تسعة مسعفين، كان أهالي بلدة رميش المسيحية يقرعون أجراس كنائسهم احتجاجاً على تمركز حزب الله على إحدى التلال في بلدتهم!