fbpx

“كورونا” إيران: وفاة 19 مسؤولاً وهلع بين الآخرين 

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

شكلت فواجع كورونا هلعاً فظيعاً بين المسؤولين الإيرانيين وعائلاتهم، إذ دفعت كثراً منهم إلى التحصّن الصحي الشديد ابرزهم المرشد الأعلى والدوائر القريبة منه

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

في غضون يومين (16 و17 آذار/ مارس 2020) توفي مسؤولان كبيران في نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وهما هاشم بطحائي عضو مجلس الخبراء (المسؤول عن تنصيب المرشد) وناصر شعباني العميد في جهاز الحرس الثوري، إثر إصابتهما بفايروس “كورونا” المستجد (كوفيد 19)، فيما ما زال المصير الصحي لعلي أكبر ولايتي، كبير مستشاري المرشد الأعلى علي خامنئي مجهولاً، بحسب ما نقلته وكالة “فارس” الإيرانية شبه الرسمية.

مجمل البيانات الصحية الإيرانية التي نشرتها وسائل إعلام من بينها وكالة “ارنا” الرسمية تشير إلى أن وفيات “كورونا” بين صفوف المسؤولين الإيرانيين لغاية 19 آذار 2020 بلغت 14 حالة، والإصابات 50 حالة شملت ديبلوماسيين، ومديرين حكوميين، ورجال دين، وبرلمانيين، وعسكريين في الجيش والشرطة، وموظفي بلديات.

هل بدأ الفايروس يفتك بأركان النظام الإيراني، خصوصاً أن الراحل هشام بطحائي كان زميلاً لـ88 من أعضاء مجلس الخبراء

والشخصيات البارزة من المتوفين، هي حسين شيخ الإسلام المستشار السابق لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، وهادي خسروشاهي السفير السابق لطهران لدى الفاتيكان، وعدد من النواب أمثال فاطمة رهبر عضو المجلس المركزي لـ”حزب المؤتلفة الإسلامية المحافظ”، ومحمد علي رمضاني، ومحمد رضا راه تشمني. كما أن الفيروس القاتل أطاح بأرواح محمد مير محمدي عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام (يراقب قوانين البرلمان)، والمعروف بقربه من المرشد علي خامنئي، وأحمد تويسركاني مستشار رئيس القضاء الإيراني إبراهيم رئيسي. وفي حصيلة المتوفين، أيضاً المسؤول البارز في وزارة الزراعة الإيرانية “رضا بور خان علي”، إضافة إلى 3 رجال دين معروفين هم مجتبى فاضلي، وعلي حسيني، ومحسن حبيبي، فضلاً عن مسؤول عسكري آخر توفي متأثراً بإصابته بفايروس “كورونا” هو فرزاد تذري المسؤول السابق عن أمن المعلومات داخل الحرس الثوري الإيراني.

شكلت هذا الفواجع المأساوية هلعاً فظيعاً بين المسؤولين الإيرانيين وعائلاتهم، إذ دفعت كثراً منهم إلى التحصّن الصحي الشديد ابرزهم المرشد الأعلى والدوائر القريبة منه كما صدرت تعليمات باعتماد مواقع التواصل الاجتماعي، أبرزها “التلغرام” في عقد الاجتماعات والنقاشات وتسيير الأمور الإدارية، حتى أن إيران أدرجت ضمن تصنيفات “منظمة الصحة العالمية” بعد الصين وايطاليا، وصارت الأكثر تضرراً من الوباء العالمي بعدما تفشى في عموم مناطقها وخصوصاً قم وطهران، وذلك بفعل تعتيم السلطة وعدم قيامها بأي إجراءات استباقية، لمنع انتقال العدوى، وذلك لأسباب متعددة أبرزها علاقتها وشراكتها المتينة مع الصين، إذ لا تستطيع إيقاف رحلاتها الجوية معها، على رغم أن السلطات في العاصمة بكين قررت فرض الحجر الصحي لـ11 مليون شخص في ولاية ووهان، وأدخلت البلاد في حالة طوارئ كبرى. إلا أن طهران لم تول أهمية لتلك الإجراءات، بل سمحت بكل عشوائية باجلاء الإيرانيين وبقية الجنسيات الإسلامية والعربية الأخرى من مقاطعة ووهان المنكوبة ونقلهم مع عائلاتهم إلى مطار الإمام الخميني الدولي القريب من مدينة قم، من دون أن تجهيز طواقم طبية قادرة على الكشف عن العدوى في وقت مبكر.

أرادت طهران إظهار دورها المدافع عن بكين كحليف استراتيجي وعدم التخلي عنها بأسوأ الظروف، في رسالة أرادت إيصالها إلى الولايات المتحدة وحلفائها، كون بكين تمثل رئة لها على أكثر من صعيد ومخرجاً أساسياً لها بعد موجة العقوبات الأميركية القاسية التي فرضت عليها وحاصرتها في الداخل، وهذا لم يشكل مبرراً مقبولاً لتجاهل المسؤولين وإعفائهم من الالتزام من خلال حث شعبهم على أقل تقدير على الوقاية الشخصية.

لو قارنا إيران بالأزمة في الصين وإيطاليا اللتين تعتبران بؤرة للوباء، لا نجدهما قد سجلا إصابات بين المسؤولين بحجم ما حصل ويحصل في إيران، ما جعل البعض يشكك في قضية انتشار الفايروس بين المسؤولين البعيدين من الاحتكاك مع عامة الناس نسبياً، كما أنهم لم يعلنوا عن سفرهم إلى خارج ايران.

من الصعب التكهن بأسباب ذلك في ظل نظام شمولي يسمح بالأكاذيب والفبركات من أجل المحافظة على سمعة الجمهورية الإسلامية، أو التصديق بالمعارضة التي لا تدخر جهداً في كيل التهم للنظام حتى لو كانت باطلة، والتي تتداول معلومات عن تصفيات جسدية لبعض المسؤولين المعارضين تحت غطاء الإصابة بفايروس “كورونا”، إلا أن هذه الروايات تبقى ضعيفة وغير مسندة إلى مصدر معلوم يثبت صحة المعلومات.

بعيداً من التكهنات والروايات، هل بدأ الفايروس يفتك بأركان النظام الإيراني، خصوصاً أن الراحل هشام بطحائي كان زميلاً لـ88 من أعضاء مجلس الخبراء، وناصر شعباني القيادي في الحرس الثوري كان يلتقي كثراً من قيادات الحرس الثوري ويسلّم عليهم، ومستشار المرشد الأعلى علي أكبر ولايتي الذي يجالس المرشد باستمرار؟

كتبه أحمد حسن – ينشر بالتزامن مع موقع العالم الجديد العراقي

حازم الأمين - صحافي وكاتب لبناني | 28.03.2024

العرقوب اللبناني بين “فتح لاند” و”حماس لاند”

الوقائع التي تشهدها المناطق الحدودية اللبنانية عززت التشابه بين "فتح لاند" و"حماس لاند"، فبينما كانت الهبارية تتعرض لغارات الطائرات الإسرائيلية التي قتلت على نحو متعمد تسعة مسعفين، كان أهالي بلدة رميش المسيحية يقرعون أجراس كنائسهم احتجاجاً على تمركز حزب الله على إحدى التلال في بلدتهم!