fbpx

كيف أجيب أطفالي عن أسئلتهم حول “كورونا”؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

في ما يلي مقابلة أجراها “درج” مع مدربة مهارات الحياة ومتخصصة في شؤون الأسرة، وفيها نصائح لتعامل مثالي مع الأطفال حول فايروس “كورونا”.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

خلق انتشار فايروس “كورونا” تحدياً استثنائياً للآباء والأمهات الذين طرحوا أسئلة واسعة حول كيفية التعامل مع الأطفال طوال فترة الحجر المنزلي، بخاصة أن الصورة ما زالت غامضة حول هذا الوباء، وهم لا يملكون معلومات كافية عنه. كما أن هذه الفترة قد تطول، بينما تتطور تحدياتها سريعاً، لا سيما في ما يتعلق بالجوانب التربوية والصحية. 

وفي هذا الصدد، نشرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” على موقعها أبرز النقاط التي على الأطفال معرفتها حول فايروس “كورونا”، وأرفقتها بفيديوات لـ”تالا”، وهي شخصية كرتونية تقدّم حقائق حول “كورونا” بأسلوب محبّب وبسيط. ونشرت بعض الإرشادات والنصائح لتعامل الآباء والأمهات مع أطفالهم.

وذكرت “يونيسف” في تقرير لها، أن “الأطفال يمكن أن يكونوا عرضة بشكل خاص لمشاعر القلق والتوتر والحزن جراء أخبار انتشار فايروس “كورونا”. وعليه، فهذا يعزز دور الأهل في التعاطي مع أولادهم. فالأطفال يعتمدون على البالغين لفهم العالم من حولهم. لذا، سيشعرون بالقلق بشكل أكبر أو أقل بناءً على كيفية تواصل أهلهم معهم. وهذا ما يستدعي فهم الأهل الحقائق والاستعداد لمشاركة المعلومات الدقيقة بطريقة يمكن للأطفال فهمها. 

في ما يلي مقابلة أجراها “درج” مع سيلين رياشي يونان، مدربة مهارات الحياة والمتخصصة في شؤون الأسرة، وفيها نصائح لتعامل مثالي مع الأطفال حول فايروس “كورونا”. 

ما المعلومات التي يجب أن أخبرها لطفلي حول فايروس “كورونا”؟

قبل الحديث مع الطفل، على الأهل دائماً الالتزام بقاعدة أساسية، وهي: “أنا أتحدّث مع طفلي لطمأنته”. أما عن المعلومات التي على الطفل معرفتها، فهي تختلف بحسب عمره، شرط أن تكون حقيقية وواقعية. فعلى الطفل مثلاً معرفة طبيعة هذا الفايروس، من يصيب، وكيف ينتقل وكيف نحمي أنفسنا من الإصابة به.

كما علينا إخبار أطفالنا بأن هناك علماء يخصصون وقتهم وجهودهم لإيجاد لقاح لهذا الفايروس، وأننا سنكون بأمان. يمكننا أيضاً إعلامه بأن قوة جهازه المناعي ستساعده على تجنب الإصابة، وهنا بإمكان الأهل اعتبارها فرصة لخلق روتين صحي مع أطفالهم، كممارسة الرياضة وتناول الخضار والفاكهة والنوم لساعات كافية. 

كيف أقدم معلومات مناسبة لعمرهم؟

يختلف تعاملنا مع أطفالنا بحسب اختلاف أعمارهم، إنما إجمالاً هناك فئتان عمريتان. الفئة الأولى تضم من هم دون الخمس سنوات، وهم قد لا يطرحون الأسئلة لأنهم ببساطة ليسوا بحاجة لمعرفة تفاصيل حول الأمر. نكتفي بشرح الحالة بشكل عام. أما في حال طرحهم أسئلة، فعلينا الإجابة عليها بطريقة مبسطة ومسلية، يمكننا مثلاً شرح انتقال العدوى من خلال الرسم. أما من تجاوز عمرهم السبع سنوات، فنعتمد الخطوات التالية لتقديم المعلومات لهم:

أسألهم عن ما يعرفونه حول “كورونا”، أستمع إلى الطفل، أتقبّل مخاوفه، وأخيراً أقدم له الحقائق، أو أصحح معلومات خاطئة لديه، بخاصة إذا كانت أفكاراً عنصرية، كارتباط الفايروس بالشعب الصيني مثلاً. 

بإمكان الآباء أيضاً إجراء بحوث على الانترنت مع أطفالهم حول “كورونا” واكتشاف الإجابات معاً… هي فرصة أيضاً لتدريب الطفل على البحث في المواقع الموثوقة، كموقع “منظمة الصحة العالمية” مثلاً. 

كيف أساعد طفلي عند شعوره بالقلق؟

إتاحة الفرصة للطفل للتعبير عن قلقه هي الخطوة الأولى لمساعدته. وبعدها على الأهل تقبّل خوف الطفل وإظهار تعاطفهم معه، وطمأنته من خلال تقديم المعلومات اللازمة، شرط أن تكون واقعية. ويمكن للأطفال كتابة أو رسم مخاوفهم مثلاً، ومن ثم تمزيق الورقة.  

كيف يمكنني أن أحث أطفالي على النظافة الشخصية من دون الإفراط بها أو تحويلها إلى وسواس؟

للأطفال ما دون الخمس سنوات بإمكان الأهل اعتماد الأغاني التي تشرح أهمية النظافة الشخصية مثلاً، وهي فعالة ليحافظ الأطفال على نظافتهم. أما لمن هم أكبر، فيمكننا تقديم حقائق علمية حول أهمية التعقيم… الأهم هو الحفاظ على الطاقة الإيجابية في المنزل.

كيف أقنع طفلي بأن البقاء في المنزل والابتعاد من مراكز اللهو هو الأصح في هذا الظرف الاستثنائي؟

إنها فرصة ممتازة لتنمية حسّ الطفل بالمسؤولية تجاه نفسه والآخرين. على الأهالي الشرح لأطفالهم أنهم يلتزمون بالحجر المنزلي منعاً لانتشار الفايروس، ولكي يحموا الآخرين من الإصابة. وقد يكون مثالياً إعطاء نماذج من حياة الطفل اليومية لتقريب الصورة له، مثلاً، “سنبقى في البيت كي لا يصيب جدّتك أي مكروه”.

كيف يمكن أن يستفيد طفلي من وقته أثناء الحجر؟

أنصح بخلق روتين يومي في هذه الفترة الاستثنائية، فهذا يساعد الأطفال، كما الأهل، على الإنتاج الأفضل. كذلك يجب مشاركة الأطفال في وضع هذا الروتين. يمكن مثلاً أن يتضمن الدرس، الطبخ، الرياضة، الأشغال والحرف اليدوية وغيرها… أما بالنسبة إلى الأطفال ما فوق 14 سنة، فقد يكون صعباً على الأهل فرض روتين عليهم، بل وقد يخلق رد فعل عكسي. وعليه، نترك الخيار لهم، شرط أن يكون برنامجهم اليومي متنوعاً ومنتجاً. 

من جهة أخرى، من المهم النظر إلى هذه الفترة على أنها فرصة لتعليم الأطفال مهارات جديدة، كتعليمهم لغة أجنبية إذا رغبوا، أو مثلاً تقديم دروس مكثفة في مادة معينة يعاني الطفل من ضعف فيها، بطريقة محببة. كما إنها فرصة لتمرينهم على العادات الإيجابية اليومية، كالرياضة مثلاً.

هل يختلف تعاملي مع أطفالي بحسب شخصية كل منهم؟

تختلف شخصيات الأخوة والأخوات، وعليه تختلف طريقة تعامل الأهل مع كل منهم. فالطفل المتعاون أستطيع ببساطة أن أُشاركه أي نشاط، أما الطفل المتمرد فيُفضّل أن أترك له حرية الخيار، لكن ضمن شروط. وهنا لا بد من الإشارة، إلى أنه يفضّل أن يخصص الأهل وقتاً منفرداً لكل طفل.  

هل يمكن أن يشارك طفلي في مشاهدة نشرات الأخبار؟

يفضّل أن لا يشاهد الأطفال ما دون العشر سنوات نشرات الأخبار، بخاصة أنهم يمتلكون مخيّلة خصبة. ففي حال عدم فهمهم واقعة معينة، يمكنهم تخيّل أحداث مغايرة للواقع، وقد تكون أكثر خطورة. أما من يزيد عمرهم عن العشر سنوات، فيمكنهم مشاركة الأهل مشاهدة الأخبار، شرط البقاء على اتصال دائم أثناء المشاهدة، عبر مشاركة المعلومات والأفكار.

كيف أجيب على سؤال “متى ستنتهي فترة الحَجر”؟

الصدق هو أساس الحوار بين الأهل والأطفال. أقول لطفلي ببساطة، “لا أعلم متى ستنتهي هذه الفترة، لكن هناك علماء وأطباء يبذلون جهدهم لإيجاد حلّ”. وهنا يمكنني أن أقدّم الصين نموذجاً، بعدما نجحت الدولة في السيطرة على انتشار الوباء، فمن الجيد إخبار الطفل بأن الوضع القائم منطبق عليه كما على أصدقائه، وعلى العالم أجمع. 

كيف أنهي محادثة بشأن “كورونا” مع طفلي؟

من المهم أن أسأل الطفل عن استفساراته بعد حديثنا، كما مهم أيضاً أن أتابع بانتظام وبشكل دوري، معلوماته حول موضوع فايروس “كورونا”. لكن الأهم هو عدم إنهاء أي حديث بطريقة تترك لدى الطفل مخاوف أو تساؤلات.