fbpx

هآرتس: إسرائيل تتأهب لانتقام إيراني بسبب هجومها على سوريا

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!
"درج"

يمكن أن يكون هناك حالة من الركود قبيل الانتخابات اللبنانية المزمع إجراؤها في السادس من مايو/أيار والقرار الأميركي المرتقب في 12 أيار بشأن الاتفاق النووي الإيراني، إلا أن الانتقام قد يأتي من لبنان، أو سوريا، أو إيران، أو ما هو أبعد من ذلك.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

 يمكن أن يكون هناك حالة من الركود قبيل الانتخابات اللبنانية المزمع إجراؤها في السادس من مايو/أيار والقرار الأميركي المرتقب في 12 أيار بشأن الاتفاق النووي الإيراني، إلا أن الانتقام قد يأتي من لبنان، أو سوريا، أو إيران، أو ما هو أبعد من ذلك.

بعد نحو عشرة أيام من القصف الذي قُتل فيه سبعة من الحرس الثوري الإيراني بقاعدة “تي 4 الجوية” في سوريا، لا تزال إسرائيل منتظرة على ما يبدو لحدث وشيك يعقب ذلك الهجوم. وعلى رغم تكرار التهديد الإيراني بالانتقام، فإن رد الفعل الإيراني يؤجَّل. كما يمكن أيضاً أن تصير طهران أكثر إدراكاً للتعقيدات المحتملة لعواقب أي إجراء يُتخذ، وذلك مع مرور الوقت. ومع هذا، يبقى الافتراض العملي من جانب مسؤولي الدفاع الإسرائيلي بـأن مثل هذه الاستجابة محتملة للغاية.

يبدو أن الإيرانيين لديهم خيارات كثيرة. فقد يأتي الانتقام على الحدود السورية، أو من ناحية الحدود اللبنانية عبر “حزب الله”، أو من إيران مباشرة عبر إطلاق صواريخ طويلة المدى، أو ضد أهداف إسرائيلية في الخارج. شاركت إيران و”حزب الله” خلال العقود الماضية، بصورة منفصلة أو سوياً، في هجومين في الأرجنتين، وهجوم انتحاري في بلغاريا، ومحاولات للتعرض للديبلوماسيين والسياح الإسرائيليين في بلدان ضمت الهند، وتايلاند، وآذربيجان.

في كل حال، يبدو لبنان خارج هذه السياقات حتى الانتهاء من الانتخابات البرلمانية المُزمع عقدها في السادس من أيار، وسط مخاوف الحزب من أن يتم تصويره على أنه دمية تلعب بها إيران. كما أن إطلاق الصواريخ من إيران سوف يفاقم أزمة المزاعم المتعلقة بمشروع طهران المرتبط ببرنامج للصواريخ، قبيل القرار الأميركي المحتمل اتخاذه في 12 أيار، الذي يقضي بالتخلي عن الاتفاق النووي. فضلاً عن أن أي استهداف بعيد من الشرق الأوسط سوف يتطلب إعداداً طويلاً.

 وعلى رغم التوتر الذي اشتد جراء التحذيرات من الجانبين، تعتبر أي حرب مع إيران في سوريا بعيدة كل البعد من كونها حقيقة حتمية في الوقت الراهن. إذ إن صدام النيات واضح: تُرسِّخ إيران نفسها عسكرياً في سوريا، وإسرائيل أعلنت أنها ستمنع ذلك بالقوة.

يُظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في هذا الصدد عزيمة غير عادية، والتي يؤيّدها على سبيل التغيير، كبار القادة في الجيش، الذين يرفضون بشدة أي حضور إيراني. ويشبه مصير قاعدة “تي 4” التي تقع في الداخل السوري، على بعد 250 كيلومتراً من الحدود الإسرائيلية، مصير هضبة الجولان السورية. كما يشبه مصير أي قاعدة شيعية مسلحة، مصير نشر صواريخ إيرانية بعيدة المدى وأنظمة مضادة للطائرات وطائرات من دون طيار.

وتكمن المسألة في ما إذا كان هذا من الممكن أن يصبح في نهاية المطاف لا شيء سوى موقف تفاوضي. ففي نوفمبر/ تشرين الثاني، حاولت إسرائيل من دون جدوى التأثير في الاتفاقية الرامية إلى تقليل الاشتباك في جنوب سوريا، التي صاغتها الولايات المتحدة، وروسيا، والأردن. طالبت إسرائيل بأن تُرسل الميليشيات الشيعية ناحية الشرق، إلى طريق درعا- دمشق، الذي يبعد 60 كيلومتراً من الحدود في الجولان. وقد حصلت في المقابل على وعد ضعيف- لم يُنفَّذ كلياً- بأن الميليشيات لن تقترب من الحدود بمسافة تتراوح بين خمسة كيلومترات وعشرين كيلومتراً، استناداً إلى المواجهة بين النظام والمسلحين.

ويحتمل أن يتمخض عن هذا باب لتجدد المفاوضات بشأن المطلب الأصلي، بعد أن أوضحت إسرائيل عزمها بشأن كل موقع في سوريا. إلا أن المشكلة الوحيدة تكمن في إقناع الأميركيين بالموافقة على هذا المطلب.

لا تزال الولايات المتحدة، على رغم مساعدتها المقاتلين الأكراد، تُبقي على جيب التنف في شرق سوريا، الذي يُرسِّخ نوعاً من عنق الزجاجة الذي يصعّب على إيران فرض سيطرتها على الطريق الرئيسي الذي يبدأ من طهران ويمر عبر الأراضي العراقية ويصل إلى دمشق وبيروت. يمكن أن يشكل هذا ورقة تفاوضية ممتازة لإسرائيل، مقابل مطلب بالإبقاء على الإيرانيين بعيداً من الجولان. لكن الأميركيين يصبون كامل تركيزهم على سحب بقية قواتهم من سوريا، التي يبدو أن لا أحد يتحدث عنها في الوقت الراهن.

 وتباهى المسؤلون الإسرائيليون هذا الأسبوع بزيارة استغرقت يومين ونصف اليوم، من جانب قائد القيادة المركزية الأميركية. تعتبر الزيارة، التي نُشرت أخبارها لأول مرة عبر هيئة البث الإسرائيلية، مهمة من أجل تنسيق المواقع مع واشنطن بشأن سوريا وإيران، لكنها لم تغير الخطة الأميركية المتعلقة بمغادرة المنطقة، وهو ما يبدو واضحاً لجميع اللاعبين المنخرطين في هذا المعترك.

يتركنا ذلك مع روسيا باعتبارها القوة العظمى المسؤولة عن القرارات بشأن سوريا. ففي واقع الأمر، شهد هذا الأسبوع مقابلات منفصلة مع مبعوثين من إسرائيل وإيران، في مدينة سوتشي الروسية. غير أن إسرائيل ترى صعوبة في الاعتماد على موسكو لتكون وسيطاً محايداً، في حين أن روسيا وإيران يشتركان في المعسكر ذاته الذي يؤيد نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

في غضون ذلك، تتبادل كل من روسيا وإسرائيل التهديدات غير المباشرة. إذ تنوي روسيا تقديم أنظمة صواريخ إس- 300 إلى نظام الأسد، فيما تهدد إسرائيل بتدمير هذه الصواريخ. فعندما يكون المتحدثون الإسرائيليون أشد عزماً في تصريحاتهم، فإنهم يهددون حتى بتعريض نظام الأسد للخطر.

*عاموس هاريل

– المقال مترجم عن موقع Haaretz  ولقراءة المقال الاصلي زوروا الرابط التالي.