fbpx

كورورنا إيران : مقابر جماعية ودفنٌ بلا تكفين ونظريات “مؤامرة”

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

لا يمكن أن نتحدث عن رقم حقيقي لأعداد المصابين بكورونا في إيران ولا لأعداد الوفيات أيضاً، وكل ما يخرج إلى الإعلام، إذا كان صادراً عن جهة رسمية فهو “كاذب”، أما إذا كان صادراً عن جهة غير رسمية فهو “غير دقيق”.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

ماتزال إيران تشهد صعوداًَ مطرداً في أعداد الإصابات والوفيات، مع غياب تام لأي خطة رسمية فعالة وجدية للمواجهة. هناك جهات طبية تؤكد خروج الوضع عن السيطرة، في عدد كبير من المدن، خصوصاً بعد التجمعات التي حصلت في عيد النوروز مؤخراًَ، حيث خرق حوالي 3 مليون إيراني، الحجر المنزلي، وخرجوا إلى الحدائق والمتنزهات من دون التقيد بتوصيات الوقاية.

مرشد الجمهورية علي خامنئي

في موازاة نشاط الفايروس، تنشط  أيضاًَ نظرية “المؤامرة” ومعها تروج الشعوذات الدينية والشائعات العلمية، على كل المستويات، فمرشد الجمهورية السيد علي خامنئي ما زال مصراً على أن الفايروس سلاح بيولوجي استحدثته الولايات المتحدة الأميركية ونشرته في الصين وفي إيران “من أجل إلغاء الانتخابات” (خطاب ألقاه عشية الانتخابات التشريعية في 21 شباط)، ثم قال لاحقاً، من أجل “إضعاف النظام الإسلامي في إيران”، ومؤخراً اعتبر الفايروس “حرباًَ على الإسلام برمته”.

 وفي مدينة بندر أنزلي، ادعى رجل دين أنه يملك علاجاً للفايروس، وتسلل أثناء انشغال الحراس بتأدية صلاة الظهر، إلى مستشفى في المدينة، حاملاً معه قارورة “عطر النبي” وقام بدهن شفاه المصابين وأنوفهم مما تسبب بوفاة أحدهم على الفور. 

 كما أشاعت وزارة الصحة خبر حصولها من الصين، على مواد أولية لتصنيع دواء ضد الكورونا، من دون أن تشير إلى مواعيد، كما كانت جامعة العلوم الطبية “بقية الله” قد أعلنت أنه خلال مدة لا تتجاوز الثلاثة أشهر، سوف تطلق دواء فعالاً ضد الفايروس. 

أرقام كورونا في إيران، تحولت إلى لعبة في أيدي فريقي الحكم، كأي أزمة تمر بها البلاد

أرقام الإصابات

وسط هذا التخبط، تواصل وزارة الصحة الإيرانية الإعلان عن أرقام المصابين والوفيات الحاصلة التي باتت تقارب الألفين وفاة، في حين تجاوز عدد المصابين الـ23 ألفاً. وسجلت الساعات الأخيرة 1411 إصابة جديدة و 127 حالة وفاة بينهم طفل في السادسة من العمر، في حين أظهرت إحصائية أخرى أجرتها الوزارة، أن 80% من المتوفين هم من كبار السن ما فوق 60 سنة، أو ممن يعانون من أمراض مزمنة، 60% من الوفيات ذكور و40% نساء، وقد تعافى من الفايروس حتى اليوم 8376 مصابا.

في المقابل، أظهرت إحصائيات غير رسمية، عمل عليها صحافيون وناشطون مدنيون، أن هناك 46 ألف و972 مواطن إيراني، أجروا الفحص الخاص بالفايروس، بعدما ظهرت عليهم عوارض الإصابة، وهم إما دخلوا الحجر الصحي في أحد المستشفيات وإما أخضعوا للحجر المنزلي، تعافى منهم حوالي 8 آلاف شخص، وتوفي منهم 2216، في 27 محافظة من أصل 31، أغلبهم في محافظات إصفهان، خراسان، طهران وقم.

وتشير الإحصائيات غير الرسمية أيضاً، إلى أن محافظة إصفهان، أتت في المركز الأول في عدد الوفيات، تليها محافظات: خراسان، طهران، قم، گیلان، مازندران وگلستان، علما أن الإحصائيات الرسمية لم تشر حتى الآن، إلى خريطة انتشار الفايروس في المحافظات وكيفية توزع الإصابات والوفيات فيها.

ففي محافظة طهران على سبيل المثال، تتحدث المعلومات غير الرسمية، عن إصابة 23 ألف مواطن بعوارض ضيق النفس، 70% منهم، تبين لاحقا أنهم التقطوا الفايروس، كما أنه خلال شهر واحد استقبلت مستشفيات المحافظة 16100 مصاباً، توفي منهم 341 حتى الساعة.

في حين دفنت محافظة قم، منذ ظهور الفايروس 120 جثة، بعيداً عن الإعلام، وتحدث صحافي محلي، واصفاً ما حصل في مدينة قم: “للمرة الأولى في تاريخ الإسلام، نقوم بدفن جثث في مقابر جماعية، من دون غسلها وتكفينها مسبقاً، أمس دفنّا 130 جثة في المدينة”. 

عدد الإصابات المثبتة في قم حاليا، وصل إلى 3 آلاف و370 شخصاً، وهناك 6 آلاف و443 شخصاً، ظهرت عليهم عوارض الفايروس، وهم محتجزون إما في المستشفيات وإما في منازلهم، بانتظار التشخيص النهائي.

ورقة تلاعب

أرقام كورونا في إيران، تحولت إلى لعبة في أيدي فريقي الحكم، كأي أزمة تمر بها البلاد، ففي حين يؤثر فريق المحافظين الكذب بدل الشفافية، ويعمم على وسائل الإعلام الرسمية، إخفاء أو عدم نشر الأعداد الحقيقية للمصابين والمتوفين، يسعى فريق المعتدلين إلى إثبات تفوقه، عبر تسريب أخبار موثوقة، حول هذه الأعداد، ومؤخراً، طلب الرئيس حسن روحاني رسمياً، من وزارة الصحة، احتساب الأشخاص الذين ظهرت عليهم عوارض مثل ضيق التنفس والسعال الحاد وارتفاع الحرارة، من ضمن المصابين بالفايروس، غير أن الوزارة لم تستجب لطلبه، بحجة انتظار إنقضاء مهلة الأسبوعين.

لهذه الأسباب، لا يمكن أن نتحدث عن رقم حقيقي لأعداد المصابين بكورونا في إيران ولا لأعداد الوفيات أيضاً، وكل ما يخرج إلى الإعلام، إذا كان صادراً عن جهة رسمية فهو “كاذب”، أما إذا كان صادراً عن جهة غير رسمية فهو “غير دقيق”. 

لكن ذلك لا يمنع أن تفشي الفايروس في إيران، قد دفعها إلى احتلال المرتبة الثالثة عالمياً، بعد الصين وإيطاليا في الأسبوع الأول ومن ثم تعود الى المرتبة السادسة بعد الصين، ايطاليا، الولايات المتحدة، اسبانيا، والمانيا وذلك بعد تفشي الفايروس عالمياً.