fbpx

حافظ الأسد ينظّم مؤتمر “الطريق السوري إلى الجنّة” وبن لادن يقاطعه 

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

كان يفترض أن يستمر المؤتمر، الذي استضافته الدار الآخرة برعاية “الدينونة للحرب الكيماوية والجرثومية”، على مدى يومين كاملين.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

درج- الدار الآخرة

انتهت فجأةً، وعلى غير ما هو مقرر، فعاليات مؤتمر “الطريق السوري إلى الجنّة”، وذلك في يوم انطلاق أعماله، بالتزامن مع الذكرى التاسعة لانطلاق الثورة السورية، وهو المؤتمر الذي دعت إليه جهة لم تتبيّن لـ”درج” هويتها، تُطلق على نفسها اسم “مركز أبحاث سوريا الإسلامية”. 

كان يفترض أن يستمر المؤتمر، الذي استضافته الدار الآخرة برعاية “الدينونة للحرب الكيماوية والجرثومية”، على مدى يومين كاملين.

وجاء الاختتام المفاجئ لأعمال هذا المؤتمر، الذي تأجل أساساً نحو أسبوعين “لأسباب قاهرة” على حد تعبير اللجنة المنظّمة، على خلفية ملاسنات حادة نشبت في أروقة المؤتمر بين مجموعتي “جيش الإسلام” و”فيلق القدس”، بعد خروج قائديهما من الجلسة الثانية التي ألقى فيها كل منهما كلمة “شامتة” على حد وصف المراقبين هنا.

فيما لوحظ غياب تام للعلمانيين من شهداء الثورة السورية، أشيع عن أن حافظ الأسد، الرئيس السوري الراحل، هو من يقف وراء تنظيم هذا المؤتمر

شارك في المؤتمر، الذي خيّمت على مداولاته مسألة تفشي وباء “كورونا”، ممثل عن الأمين العام للأمم المتحدة، ومندوبون من الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، إضافة إلى ممثل خاص عن كلّ من الإمام آية الله روح الله الخميني قدس سره، والإمام الشهيد الشيخ حسن أحمد عبد الرحمن البنّا، إلى جانب نخبة من المندوبين والمتحدثين والقياديين الإسلاميين العاملين في الشأن السياسي في منطقة الشرق الأوسط عموماً، وسوريا خصوصاً. ورشحت معلومات عن أن الشيخ أسامة بن لادن أعلن مقاطعته أعمال المؤتمر كمناورة سياسية، وأن الأسباب الحقيقية لغيابه هي التزامه الحجر الصحي الاختياري، بعدما تأكدت إصابة إحدى زوجاته بفايروس كورونا المستجد.

كانت الجلسة الثانية والمرتقبة من جلسات المؤتمر مخصصة للشخصيتين المرموقتين زهران علوش قائد جيش الإسلام والزعيم السلفي المعروف الذي لعب دوراً إشكالياً في مجريات الثورة السورية، وفي غوطة دمشق خصوصاً، وحُمِّل مسؤولية تغييب العديد من النشطاء المدنيين ضد نظام بشار الأسد، وقضى في 25 ديسمبر 2015 جراء غارة روسية بحسب ما ذكرت بعض الوسائل الإعلام حينها؛ واللواء قاسم سليماني، قائد “فيلق القدس”، الذي اضطلع بدور كبير في مجريات الأحداث الطائفية على مساحة الشرق العربي، في لبنان وسوريا والعراق، وقضى مؤخراً في كانون الثاني/ يناير 2020 جراء غارة أميركية خاطفة دمّرت سيارة كانت تنقله مع بعض وكلائه العراقيين قرب مطار العاصمة العراقية بغداد.

ألقى زاهر علوش كلمته أولاً، واختار لها عنوان “الكورونا جندي من جنود الله”. وفيها أعرب الزعيم السنّي عن تفاؤله بالأعداد الغفيرة التي يحصدها كوفيد_19 من الكفار، وأعداء سنة رسول الله وتعاليم الإسلام القويم، وعلى رأسهم “قطعان الرافضة الأوباش” على حدّ قوله، وأضاف: “ها إنّ كورونا يعطي لمحة من سبحانه لمن يتفكر في الحياة الدنيا لعله يتذكر، يوم يفر المرء من أخية وأمه وأبيه إلى آخر الآية الكريمة”.

بعدها مباشرة، في كلمته الجوابية التي حملت عنوان: “مع علي لن نهاب كورونا”، سارع قاسم سليماني بعد اعتلائه منبر المتحدثين إلى الثناء على آل البيت، وإلى حمد الله وشكره على ابتلائه المؤمنين من عباده في قم وغيرها من العتبات المقدسة، الفاطميين الأبرار السائرين على نهج الإمام آية الله الخميني قدس سره، الزينبيين الأشاوس الذين اختارهم سبحانه لينالوا التكريم إلى جانب الإمام الحسين عليه السلام، وشهداء كربلاء، ولو عبر الكورونا”. وتلى الآية الكريمة: “ولنبلونّكم بشيءٍ من الخوف والجوع ونقصٍ من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبةٌ قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون”. ثم أعرب سليماني، ملمّحاً إلى المأساة الأخرى المرتقبة في إدلب، عن كثير من التفاؤل في “أن يقضي كورونا على بؤرة النواصب الذين قرروا أن يتّبعوا ملّة الضلال، وأن يتخذوا غير القدس بوصلةً، وأن يخونوا المقاومة والممانعة بدعوى الحرية، والثورة على الاستبداد، فحشرناهم في بضع كيلومترات مربعة”.

ووسط دهشة الحضور ارتفعت الكثير من الأصوات المقاطعة والتكبيرات والصلوات خلال الكلمتين، ما تسبب بتبادل الشتائم بين المجموعتين المناصرتين للقائدين العسكريين، برفعت الجلسة، ومن ثم تم إعلان اختتام المؤتمر.

وفيما لوحظ غياب تام للعلمانيين من شهداء الثورة السورية، أشيع عن أن حافظ الأسد، الرئيس السوري الراحل، هو من يقف وراء تنظيم هذا المؤتمر، وكذلك وراء قرار اختتامه المفاجئ. وليس من المنتظر أن يصدر أي بيان ختامي ولا أن يعقد أي مؤتمر صحافي بهذا الشأن.